كشفت مديرة المنظمة الدولية للهجرة للصحافيين إيمي بوب، اليوم الجمعة، عن أن عودة اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة إلى ديارهم ستضغط على البلاد، وقد تؤجج الصراع في مرحلة هشّة عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في وقت سابق هذا الشهر.

وأضافت بوب، خلال إفادة صحافية في جنيف بعد زيارة سوريا: «نعتقد بأن عودة الملايين من الأشخاص ستحدث صراعاً داخل مجتمع هش بالفعل».

وتابعت: «لا ندعم العودة على نطاق واسع. البلدات ليست مستعدة بصراحة لاستيعاب النازحين».

وقالت المنظمة أيضاً: «سنحتاج إلى إعفاءات من العقوبات من أجل التنمية وإعادة الإعمار في سوريا»، وأن تضطلع النساء بدور «أساسي» في إعادة البناء.

وعاد نحو 7250 سوريا عبر الحدود الأردنية إلى بلدهم منذ سقوط حكم بشار الأسد، حسبما أفاد وزير الداخلية الأردنية ليل الخميس. وقال مازن الفراية لقناة “المملكة” الرسمية إن “عدد السوريين الذين عبروا إلى سوريا من خلال معبر جابر- نصيب (الحدودي الوحيد العامل بين البلدين) منذ الثامن من ديسمبر وحتى الآن، هو 7250 سوريّا”.

وأوضح أن “غالبية العائدين هم من غير المصنفين لاجئين”. وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011. وبحسب الأمم المتحدة، ثمة نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجّل في الأردن.

واعتبر وزير الداخلية الأردني في التاسع من الشهر الحالي أن “الظروف أصبحت مهيأة إلى حد كبير” من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بعد سقوط نظام الاسد، مشيرا إلى أن “اللاجئين قد يكونون بحاجة إلى أيام أو أسابيع قبل أن يباشروا العودة”.

واستؤنفت الحركة التجارية على الحدود بين الأردن وسوريا بعد توقف استمر نحو أسبوعين إثر إعلان المملكة إقفال الحدود مع جارتها الشمالية بسبب “الأوضاع الأمنية”.

وكان الأردن قرر في السادس من الشهر الحالي غلق معبر جابر الحدودي الوحيد العامل مع سوريا البلد المجاور قبل يومين من سقوط نظام الأسد بسبب “الأوضاع الأمنية” في سوريا.

وأغلق معبر جابر مرات عدة منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الأردن اللاجئون السوريون المنظمة الدولية للهجرة سوريا حرة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

تنامي القلق الإسرائيلي من تركيا في سوريا.. هل يندلع الصراع؟

في اليوم التالي لسقوط بشار الأسد، سارع الجيش الإسرائيلي إلى تدمير الكثير من مستودعات الأسلحة في سوريا، بالإضافة إلى احتلال مرتفعات جديدة في جبل الشيخ قرب دمشق، مما يعبّر عن قلق بالغ ويثير التساؤلات.

تدريجيا بدأت، تتضح أسباب القلق الإسرائيلي، حيث نشرت صحيفة جيروزاليم بوست بعد مرور شهر كامل على فرار الأسد من سوريا تقريرا نقلت فيه مضامين تقدير موقف صادر عن لجنة فحص ميزانية الأمن وبناء القوة (ناغل)، حيث حذر التقرير من التحالف السوري التركي.

ونبه إلى أنه قد يتطور إلى تهديد يفوق خطر إيران، كما أوصت اللجنة بالاستعداد لمواجهة مباشرة مع تركيا، واعتبرت أن الأخيرة لديها "طموحات استعادة نفوذها العثماني".

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة يسرائيل هيوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا طارئا مع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) لمناقشة تداعيات التدخل التركي في سوريا.

مفاجأة إسرائيلية

كانت الأوساط الإسرائيلية قد شهدت طرح أسئلة حول أسباب عدم قدرة الاستخبارات على توقع سقوط الأسد، حيث وجه محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة يديعوت أحرونوت رونين بيرغمان في 9 ديسمبر/كانون الأول 2024 انتقادات للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لأنها فشلت في توقع السقوط السريع للأسد، متهما إياها بعدم القدرة على تقديرات الموقف المستقبلية.

إعلان

وفيما يبدو فإن تل أبيب لم تفشل في توقع سقوط الأسد فحسب، بل كانت تراهن على بقائه في السلطة لكن وفق رؤية تعمل عليها، وهذا ما أشارت له صحيفة ميدل إيست آي في تقرير لها نشرته آواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتحدثت الصحيفة عن مخطط إسرائيلي كان يهدف لتقسيم سوريا إلى 3 كتل، بحيث يبقى الأسد في العاصمة دمشق، ويقوم كيان كردي شمال شرق سوريا، وآخر درزي جنوبها، والهدف هو تقليص نفوذ إيران وحزب الله، ومنع تركيا من التوسع في سوريا.

وبحسب الصحيفة، فإن انهيار بشار الأسد وفشل الخطة الإسرائيلية هو ما دفع تل أبيب إلى تدمير قدرات سوريا العسكرية.

الدعم الإسرائيلي لقوات سوريا الديمقراطية

بعد أسبوعين من سقوط بشار الأسد، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن اتصالات يجريها مسؤولون إسرائيليون مع قوات سوريا الديمقراطية، مع الإشارة إلى وجود دراسة لدعم الأكراد "بطرق غير عسكرية".

وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير ناقش ضمن اجتماع مصغر في الأسبوع الأول من الشهر الجاري إمكانية تقسيم سوريا إلى كانتونات إدارية.

وتتالت التحذيرات الإسرائيلية للولايات المتحدة من التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث دعا المحلل العسكري الإسرائيلي عيدو ليفي ضمن تقرير نشره في معهد واشنطن إلى استمرار الدعم الأميركي لقسد من أجل تحجيم هيئة تحرير الشام.

كما طالب ليفي واشنطن بإعادة تقييم احتياجات قسد لضمان استمرار سيطرتها على شمال شرق البلاد، ومنع كلّ من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، وتحرير الشام من السيطرة على المنطقة.

وفي 10 يناير/كانون الثاني الجاري أبدت إلهام أحمد رئيسة دائرة الشؤون الخارجية للإدارة الذاتية (الذراع الإدارية لقسد) استعدادهم للتعاون مع أي جهة تطالب القوات الأميركية بالبقاء في سوريا وخاصة إسرائيل.

ومن الواضح أن قسد تحاول الاستفادة من تأثير إسرائيل في الأوساط الأميركية لثني إدارة دونالد ترامب عن فكرة الانسحاب من سوريا، وتوفير بديل إقليمي حال قررت واشنطن بالفعل تقليص حضورها في سوريا.

إعلان

ومن جهته، يتعاطى الجانب التركي مع انفتاح قسد على إسرائيل بقلق بالغ، ويحاول تسريع الحسم الميداني، وهذا ما دفعه لتكثيف الهجمات الجوية على مواقع القوات قرب منطقة منبج التي تعتبر بوابة الوصول إلى الرقة، كما دفع الجيش الوطني السوري بتعزيزات كبيرة وزاد التصعيد الميداني محاولًا كسر خط الدفاع التابع لقسد قرب سد تشرين.

جندي أميركي يشرف على أفراد من قوات سوريا الديمقراطية أثناء هدمهم تحصينات وحدات حماية الشعب (رويترز-أرشيف)

 

منطقة إسرائيلية عازلة داخل سوريا

في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين التخطيط لإبقاء السيطرة على مساحة داخل الأراضي السورية تبلغ مساحتها 15 كيلومترا، بهدف التأكد أن الإدارة الجديدة والموالين لها لن يتمكنوا من إطلاق صواريخ باتجاه هضبة الجولان.

وسارعت تركيا إلى جانب دول عربية أخرى لمطالبة إسرائيل بسحب قواتها من الأراضي السورية.

وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة لموقع الجزيرة نت، فإن الإدارة السورية الجديدة طلبت من الجانب التركي مرارا استخدام قنواته الدبلوماسية مع الدول الإقليمية والولايات المتحدة من أجل دفع القوات الإسرائيلية لمغادرة الأراضي السورية.

وفقا للمصادر، فإن الإدارة السورية منفتحة على توقيع شراكة دفاعية مع تركيا تتضمن توفير الحماية للأجواء السورية، وإقامة نقاط مراقبة في بعض مناطق الجنوب السوري بالتنسيق مع القوات الأممية لسحب الذرائع الإسرائيلية التي تستخدمها للتوغل ضمن الأراضي السورية، لكن يبدو أن الجانب التركي يتمهل تجنبا لإثارة المزيد من الحساسية.

تحذيرات تركية من رغبة إسرائيل بالتوسع

كانت تركيا قد بدأت إطلاق تحذيرات من التوسع الإسرائيلي في سوريا قبل سقوط الأسد، وواصلت تحذيراتها في المرحلة التي تولت فيها إدارة جديدة البلاد، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2024 حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن إسرائيل تتحرك نحو دمشق، وأن سيطرتها على العاصمة السورية قد تؤدي إلى تغيير كبير في الخريطة الجيوسياسية لأنها قد تمتد إلى الشمال السوري وتهدد الحدود الجنوبية لتركيا.

إعلان

وتصدت تركيا إعلاميا وسياسيا للنشاط الإسرائيلي في سوريا، في ظل عدم وجود خيارات كبيرة أمام الإدارة السورية الجديدة التي تولت البلاد في مرحلة انتقالية دون امتلاكها لمؤسسة عسكرية فعالة بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي سلاح الطيران وغالبية مستودعات الأسلحة بمجرد فرار الأسد خارج البلاد.

وفي منتصف يناير/كانون الثاني الجاري طالب أردوغان إسرائيل إنهاء الأعمال العدائية التي تمارسها في سوريا، وإلا فإن النتائج التي ستظهر ستضر الجميع.

ورغم التحذيرات التركية، فيبدو أن أنقرة لا تزال تفضل الطرق الدبلوماسية، ففي آواخر ديسمبر/كانون الأول 2024 أوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن الجانب التركي نقل رسائل إلى إسرائيل من أجل فتح قنوات تنسيق واتصال في سوريا، في خطوة تعكس رغبة أنقرة بعدم حصول صدام بين قواتها والقوات الإسرائيلية.

ومن غير المستبعد أن يلجأ الطرفان في نهاية المسار لتفعيل قنوات اتصال فعالة في سوريا، والعمل على مناقشة المخاوف المتبادلة سواء الدعم الإسرائيلي لتنظيم قسد، أو تخوف تل أبيب من تهديد هضبة الجولان من قبل الإدارة السورية الجديدة.

وقد تلعب إدارة ترامب بعد وصولها للبيت الأبيض رسميا دورا فعالا في مثل هذا التنسيق، إلى جانب دول إقليمية أخرى تمتلك علاقات جيدة مع كل من أنقرة وتل أبيب.

وبالفعل ظهرت مؤشرات توحي بإمكانية تدخل إدارة ترامب لمنع المزيد من التوتر في سوريا حيث كشفت القناة 12 الإسرائيلية في 13 يناير/كانون الثاني الجاري عن نصيحة وجهها مسؤولون في إدارة ترامب لتل أبيب بتجنب الإدلاء بتصريحات ضد الحكومة السورية الجديدة.

مقالات مشابهة

  • كم عدد السوريين العائدين إلى بلدهم منذ سقوط نظام الأسد؟
  • تنامي القلق الإسرائيلي من تركيا في سوريا.. هل يندلع الصراع؟
  • الأمم المتحدة تعلن عدد السوريين العائدين منذ سقوط نظام «الأسد»
  • الأمم المتحدة تعلن عدد السوريين «العائدين» منذ سقوط الأسد
  • الأمم المتحدة تعلن عدد السوريين "العائدين" منذ سقوط الأسد
  • أكثر من 200 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط الأسد وفقا للأمم المتحدة
  • أزمة سكن حادة تواجه العائدين من دول اللجوء إلى درعا
  • فور تنصيبه..إدارة ترامب تطلق الاعتقالات الجماعية للمهاجرين يوم الثلاثاء
  • مرشحة ترامب للأمن الداخلي: الحدود تشكل "التهديد الأول"
  • الصراع «التركى - الإسرائيلى» فى سوريا!