من قسم التقارير.

أبوظبي في 18 أغسطس/ وام/ تواصل علاقات الصداقة والتعاون الوثيق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، مسارها التصاعدي في كافة المجالات بما يسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة في البلدين الصديقين ويعود بالخير والنفع على شعبيهما.
وتعكس الزيارات واللقاءات الرسمية المتبادلة والمستمرة بين كبار المسؤولين في البلدين عمق وصلابة العلاقات الإماراتية الإثيوبية التي تحظى باهتمام ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ومعالي الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.

وتحظى إثيوبيا بأهمية كبيرة ضمن إستراتيجية الإمارات الخاصة بتعزيز وتوسيع علاقاتها مع دول القارة الإفريقية، وتمتين جسور التعاون معها في المجالات المختلفة، وذلك انطلاقا مما تتمتع به إثيوبيا من حضور وأهمية في محيطها الإقليمي.
وبدأت العلاقات الإماراتية الإثيوبية في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ورئيس الوزراء الإثيوبي الراحل مليس زيناوي، لتشهد منذ ذلك الحين تطورا مستمرا لاسيما بعد افتتاح القنصلية الإثيوبية في الإمارات عام 2004، ثم افتتاح سفارة دولة الإمارات في أديس أبابا في يوليو عام 2010، وصولا إلى افتتاح السفارة الإثيوبية في أبوظبي عام 2014، الأمر الذي ساهم في تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية.
وتتسم العلاقات الثنائية بين البلدين بتوافق الرؤى في مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتحرص الإمارات على دعم مجالات التعاون مع إثيوبيا وتنويع مقوماته في ظل ما يجمعهما من قيم ورؤى طموحة مشتركة وتطلعات إلى تحقيق مزيد من التقدم والازدهار.
وتعد اللجنة المشتركة بين الإمارات وإثيوبيا منصة فعالة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة وفي شتى القطاعات، من خلال تقديم المقترحات والحلول العملية لتعزيز مستوى التعاون وتجاوز التحديات التي يمكن أن تحد من آفاق العلاقات الثنائية، حيث تسعى دولة الإمارات من خلال هذه اللجنة إلى تعزيز مستوى التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في مجالات متعددة منها الاقتصاد والاستثمار والثقافة، والنقل الجوي والطاقة المتجددة والزراعة والثروة الحيوانية، والعمالة، والتعدين والصناعة، والموانئ والخدمات اللوجستية والبنية التحتية.
ومنذ نشأة العلاقات الثنائية بينهما وقعت الإمارات وإثيوبيا عشرات الاتفاقيات الإستراتيجية ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، والصحية، والتعليمية، والبيئية، والتكنولوجية، والثقافية، والخدمية، وغيرها.
وتتخذ الإمارات موقفا ونهجا ثابتا في دعم السلام والاستقرار في إثيوبيا انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن تحقيق التنمية وبناء مستقبل أفضل للشعوب يتطلب بناء قاعدة متينة من الاستقرار والسلم والتعايش والتعاون المشترك.
ووصل إجمالي المساعدات الإماراتية إلى إثيوبيا 5.05 مليار دولار، وشكلت المساعدات التنموية منها 89% وهو ما يعكس حرص دولة الإمارات على دعم استقرار إثيوبيا، والمساهمة في دفع عجلة التنمية فيها.
وترى الإمارات في إثيوبيا ركناً أساسياً في العمل الأفريقي المشترك، وفي هذا السياق جاءت الجهود الكبيرة التي بذلتها دولة الإمارات من أجل صنع عملية السلام الإثيوبية الإريترية عام 2018، حيث سخرت الإمارات علاقاتها المتميزة مع القيادة في كل من أديس أبابا وأسمرة كجسر لعبور البلدين إلى مرفأ التوافق والسلام الذي انعكس إيجاباً على عموم منطقة القرن الأفريقي.
وجاء منح المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” كلا من فخامة أسياس أفورقي رئيس دولة إريتيريا ومعالي الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، «وسام زايد» تكريماً لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما وتقديرا وتثمينا لدورهما في حل النزاع الثنائي.
على الصعيد الاقتصادي تعد دولة الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإثيوبيا، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 1.4 مليار دولار في العام 2022، كما بلغت الواردات الإماراتية من إثيوبيا 628 مليون دولار، فيما بلغت الصادرات الإماراتية 564.5 مليون دولار، في حين بلغت قيمة إعادة التصدير الإماراتية إلى إثيوبيا 553.3 مليون دولار.
ووصل إجمالي الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا إلى 2.9 مليار دولار، تشمل قطاعات متنوعة من أبرزها تصنيع الأدوية، والألمنيوم، والأغذية والمشروبات، والكيماويات.
ويمثل مجلس الأعمال الاستشاري الإماراتي الإثيوبي أحد أبرز منصات دعم المستثمرين الإماراتيين ورجال الأعمال الإثيوبيين، والارتقاء بالتعاون الثنائي المشترك، وذلك من خلال الدور الذي يؤديه في تحديد الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال الإماراتيين في إثيوبيا، والترويج للتبادل التجاري والتعاون الاستثماري عبر تسهيل مشاركة الشركات في المعارض والفعاليات، وتحفيز الحوار البناء بين ممثلي القطاعين العام والخاص.
وتعتبر الإمارات أحد أبرز الداعمين والممولين لمشاريع الطاقة المتجددة في إثيوبيا، ففي يناير الماضي، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ومعالي الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، تبادل اتفاقية بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" والحكومة الإثيوبية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 500 ميغاواط مرحلة أولى وبهدف تطوير ما يصل إلى 2000 ميغاواط من المشاريع المماثلة داخل إثيوبيا.
وتلعب الثقافة دوراً مهماً في تعزيز الروابط والعلاقات الثنائية بين الإمارات وإثيوبيا، وقد وقع البلدان في عام 2018 مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي تهدف إلى وضع أساس متين للتعاون بينهما في مجالات الثقافة وتنمية المعرفة، لاسيما فيما يتعلق بالآثار والتراث والفنون والمكتبات وذلك من أجل توسيع معرفة الجانبين بالهوية الوطنية والحضارية والثقافية والفنية لكل منهما من أجل تعزيز الروابط بينهما.
وأعلنت دولة الإمارات ممثلة بوزارة الثقافة والشباب وبالتعاون مع وزارة الخارجية في مايو الماضي عن تقديم دعم مادي لمشاريع تستهدف حفظ التراث العالمي والوثائق وتنمية وتأهيل القدرات والكوادر في أفريقيا، ومن أبرزها مشروع الحفاظ على كنيسة يمرحانا كريستوس، التي تعد واحدة من أكثر المواقع رمزية في إثيوبيا حيث تضم قصرا وكنيسة يرجع تاريخهما إلى القرنين الحادي والثاني عشر.

مجدي سلمان/ أحمد البوتلي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: العلاقات الثنائیة بین دولة الإمارات بین البلدین فی إثیوبیا آل نهیان

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الوزراء بالإنابة: علاقات متينة ومتجذرة تجمع دولة الكويت وسلطنة عمان

قال رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح اليوم الثلاثاء إن دولة الكويت وسلطنة عمان تجمعهما أواصر الأخوة والمصير المشترك واصفا العلاقة بين القيادتين والشعبين الشقيقين بالمتينة والمتجذرة.

جاء ذلك في تصريح أدلى به الشيخ فهد اليوسف للصحفيين على هامش الحفل الذي أقامته سفارة عمان لدى دولة الكويت بمناسبة الذكرى الـ54 للعيد الوطني للسلطنة وشهد حضور عدد من كبار المسؤولين ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى البلاد.

وأعرب الشيخ فهد اليوسف عن خالص التهنئة لسلطنة عمان حكومة وشعبا بهذه المناسبة متمنيا لها المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادة السلطان هيثم بن طارق – سلطان سلطنة عمان الشقيقة لافتا إلى أن السلطنة تحظى بمكانة خاصة لدى كل مواطن كويتي.

وردا على سؤال حول الاستعدادات بشأن استضافة دولة الكويت مؤتمر القمة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ45 المزمع عقده في الأول من شهر ديسمبر المقبل أكد الشيخ فهد اليوسف أن دولة الكويت على أهبة الاستعداد لاستضافة القمة مبينا أن “التجهيزات باتت الآن واضحة للأعين”.

من جانبه قال سفير سلطنة عمان لدى البلاد الدكتور صالح الخروصي في كلمة خلال الحفل إن العلاقات ما بين دولة الكويت والسلطنة تزداد رسوخا وتطورا عاما بعد آخر وقد تكللت هذا العام بلقاءات سامية كريمة من قيادتي البلدين إضافة إلى أعمال الدورة العاشرة للجنة العمانية الكويتية المشتركة التي عقدت في أكتوبر الماضي.

وأضاف السفير الخروصي أن هذه اللقاءات والزيارات شهدت توقيع مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في مجالات متعددة كما انطلق هذا العام المشروع الاقتصادي المشترك بين البلدين والمتمثل في مصفاة الدقم وهو مشروع استراتيجي اقتصادي يخدم البلدين لافتا إلى ارتفاع معدل التبادل التجاري المشترك هذا العام إلى أكثر من 4 مليارات دولار.

المصدر كونا الوسومسلطنة عمان وزير الداخلية

مقالات مشابهة

  • السفير الصيني بالقاهرة يشيد بالعلاقات الصينية الإماراتية
  • ولي عهد أبوظبي: الاستثمارات الإماراتية في البرازيل عنصراً مهماً في تعزيز علاقات البلدين
  • رئيس مجلس الوزراء بالإنابة: علاقات متينة ومتجذرة تجمع دولة الكويت وسلطنة عمان
  • رئيس مجلس القضاء الأعلى يبحث مع سفيرة اسبانيا التعاون بين البلدين في المجال القضائي
  • حمدان بن زايد: فرحة مشتركة بين أبناء الإمارات وعُمان
  • لجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية الآسيوية تبحث التعاون مع مجلس النواب الكازاخستاني
  • وزير الخارجية السوداني: تربطنا علاقات تعاون ومصالح مشتركة مع الجارة إثيوبيا وخيارنا الأوحد هو الحوار
  • خالد بن محمد والرئيس البرازيلي يبحثان تطوُّر العلاقات بين البلدين
  • ولي عهد أبوظبي يعقد مباحثات رسمية مع رئيس البرازيل
  • الإمارات وعُمان.. علاقات قائمة على أسس مشتركة وراسخة