بوابة الوفد:
2025-03-25@15:13:09 GMT

بيان الأولوية بين شعيرة الأضحية والعقيقة

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

الأضحية والعقيقة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الأضحية والعقيقة سُنتان مؤكدتان مطلوبتان بحسب يسار المكلف؛ فإن عجز عن القيام بهما معًا على وجه الإفراد لعدم ملاءته المالية قَدَّم الأضحية؛ لضيق وقتها واتساع وقت العقيقة، كما أن له أن يجمع بين نية الأضحية والعقيقة في ذبيحة تقليدًا لمن أجاز من الفقهاء.

الأضحية والعقيقة

والأضحية هي ما يذبح من الإبل والبقر والغنم، يوم النحر وأيام التشريق، تقربًا إلى الله تعالى، وهي سُنَّة مؤكدة، وقد شرعها الله سبحانه وتعالى إحياءً لسُنَّة نبيِّه إبراهيم عليه السلام؛ كما في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سُئِل: يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ قال: «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ» أخرجه ابن ماجه والبيهقي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وصححه، ولما فيها من التوسعة على الناس أيام العيد والتشريق؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلهِ» أخرجه الأئمة: مالك في "الموطأ" واللفظ له، وأحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.

والأضحية مشروعة بالكتاب والسُّنَّة والإجماع؛ والأصل في مشروعيتها: قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 1-2]، وما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا» متفقٌ عليه.

ونقل الإجماع على مشروعية الأضحية غير واحد من العلماء؛ كالإمام ابن قدامة في "المغني" (9/ 435، ط. مكتبة القاهرة)، والحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 3، ط. دار المعرفة) وغيرهما.

المقصود بالعقيقة وبيان حكمها ووقتها
والعقيقة شرعًا هي الذبيحة التي تذبح عن المولود، ذكرًا كان أو أنثى، وهي سنة مؤكدة؛ فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأَمَر بها ورَغَّب فيها؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ؛ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى» أخرجه البخاري.

وعن بريدة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند" وأبو داود والنسائي والبيهقي في "السنن".

والقول بسُنية العقيقة هو قول أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين، وبه قال الأئمة: مالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وجماعةٌ من أهل العلم يَكثُر عددهم، وعلى ذلك جرى العمل في عامة بلدان المسلمين متبعين في ذلك ما سَنَّهُ لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ كما في "الإشراف" للإمام ابن المنذر (3/ 417-418، ط. مكتبة مكة الثقافية)، وينظر أيضا: "الكافي" للإمام ابن عبد البر المالكي (1/ 425، ط. مكتبة الرياض الحديثة)، و"المجموع" للإمام النووي الشافعي (8/ 426، ط. دار الفكر)، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي (9/ 459).

وذهب الحنفية إلى أنها مباحة مستحبة وليست بسُنةٍ، فإن فعلها صاحبها شكرًا لله تعالى تصير قربة؛ لأن النيةَ تُصَيِّرُ العاداتِ عباداتٍ، والمباحاتِ طاعاتٍ؛ كما في "رد المحتار" للعلامة ابن عابدين الحنفي (6/ 326، ط. دار الفكر)، و"التجريد" للإمام القدوري الحنفي (12/ 6356، ط. دار السلام).

والأصل في العقيقة أن تُعمل يوم السابع من ولادة المولود؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ سَابِعِهِ؛ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى، وَسَمُّوهُ»، فإن فات يوم السابع ففي اليوم الرابع عشر، فإن فات ففي الحادي والعشرين، فإن فات ففي أي وقت.

أيهما أولى تقديم شعيرة الأضحية أم العقيقة؟
الأضحية والعقيقة سُنتان مؤكدتان مطلوبتان بحسب يسار المكلف وملاءته؛ فإن عجز عن القيام بهما ولم يتمكن من إفرادهما بالذبح: قُدِّمتِ الأضحية؛ لكونها أوجب من العقيقة، وآكد منها في السُّنِّية.

وقال الإمام الماوردي الشافعي في "الحاوي الكبير" (15/ 128، ط. دار الكتب العلمية) في بيان صفة العقيقة: [الأضحية أوكد منها؛ لتعلقها بسببٍ راتبٍ واحدٍ عامٍّ] اهـ.

ومقصود الأضحية حصول ضيافة عامة من الله تعالى لعباده بخلاف العقيقة فإنها ضيافة خاصة؛ كما في "مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (6/ 140، ط. دار الكتب العلمية)، ولا شك أن الضيافة العامة مقدمة على الخاصة في البدء بها.

يضاف لذلك أن وقت العقيقة ممتد لما بعد البلوغ على المختار للفتوى؛ لكونها لا آخر لوقتها، فإما أن يعق عن ولده، أو يعق هو عن نفسه، وهو الأفضل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأضحية والعقيقة الأضحية العقيقة النبی صلى الله علیه وآله وسلم الأضحیة والعقیقة ى الله ع وا ع ن ه کما فی

إقرأ أيضاً:

كيف نحمي شبابنا من التغريب والفتن؟

 

واستضافت الحلقة أستاذ الشريعة والقانون في جامعة وهران بالجزائر الدكتور بلخير طاهري الإدريسي الذي استعان في بداية تعليقه على الموضوع بمقولة للشيخ الراحل محمد الغزالي "إن الله -عز وجل- ربى محمدا ليربي به العرب، وربى العرب بمحمد ليربي بهم الأمم".

ويقول إن أعمار الذين كانوا حول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كانت تتراوح بين 15 و25 سنة، وكلهم كان لهم أثر في دعوة النبي الكريم الذي ركز على عنصر الشباب بشكل دقيق ورئيس، وحاول أن يبني من هؤلاء الشباب رجالا أثبتوا تحدياتهم في واقعهم.

ويعطي مثالا على ذلك جعفر بن أبي طالب الذي بعثه النبي الكريم سفيرا إلى الحبشة، ولم يكن يتجاوز 20 سنة أو 23 سنة، حسب ما تقول السير.

ويشير إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تمكن من صناعة أولئك العمالقة من الشباب بناء على 4 مرتكزات: أولا، تصحيح العقيدة باعتبار أن الرسالة نزلت في بيئة جاهلية، حيث قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتصحيح عقيدة هؤلاء الشباب، ثم ركز على تزويدهم بتقوى العبادة، ثم علّمهم عدم الاستعجال وزودهم بعنصر الصبر والجلد في الطريق الذي يسيرون عليه.

أما المرتكز الرابع فركز فيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على فتح العقول والقلوب قبل فتح الحقول، أي الأراضي.

إعلان

ويوضح الدكتور الإدريسي أنه كان في مكة 360 صنما، لكن النبي الكريم لم يكسر صنما واحدا إلا بعد أن ذهب إلى المدينة وبنى دولته وقوّى صفه.

وعن واقع الشباب اليوم، يتأسف أستاذ الشريعة والقانون في جامعة وهران بالجزائر للحالة التي وصلوا إليها مقارنة بأسلافهم، ويقول إنهم يواجهون تحديات داخلية وخارجية، وأولها الفراغ.

ويذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول "لا تزول قدما ابن ادم حتى يُسأل عن أربع: عن شبابه فيما أفناه، وعن عمره فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه".

والتحدي الثاني الداخلي هو ضياع البوصلة وعدم تحديد الهدف، فعندما يفقد الشاب توازنه في المجتمع ويفقد مبررات وجوده فأول ما يقوم به إذا كان خالي الإيمان هو إنهاء حياته.

وهناك أيضا الانتحار الاعتزالي، وهو أن ينعزل الشاب عن المجتمع ويعيش مع الإنترنت فقط، وهناك ما سماه الدكتور الإدريسي الانتحار الاستسلامي، أي أن الشاب يستسلم لواقع منحرف.

أما التحديات أو الاستهدافات الخارجية التي تواجه الشباب المسلمين فيذكر منها الدكتور الإدريسي ظاهرة الإلحاد الجديد أو "اللادينية"، وهو الذي يجعلهم يشككون حتى في الأمور القطعية، بالإضافة إلى سلب الشخصية من خلال انخراط الكثير منهم بغباء ضد بلدانهم وضد شعوبهم.

ويشير إلى لجوء الشباب في الدول العربية والإسلامية للهجرة إلى الدول الغربية، ولكنه يرى أن هؤلاء الشباب يمكن لهم أن ينخرطوا من خلال الجمعيات والأحزاب والمنظمات وأن يتوغلوا في مؤسسات الدول التي يستقرون فيها ليكونوا عناصر فعالة.

23/3/2025-|آخر تحديث: 23/3/202506:30 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • الثأر لدماء شهداء غزة
  • هناك شروط لا يستجاب الدعاء إلا بها فما هى؟.. شيخ الأزهر يوضحها
  • إظهار الفرح في العيد مطلب
  • صدقة زكاة الفطر.. أحكامها وجواز دفع النقود بها
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. اغتنم الدعوة التي لا ترد
  • كيف نحمي شبابنا من التغريب والفتن؟
  • لا أحد مَوْصُوفٌ  بِحُبِّ  مثلُ النَّبِيِّ الكرِيم!
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • شخصيات إسلامية.. سعد بن عبادة
  • فعاليات نسائية في حجة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام