لم تكد طائرة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد تهبط في موسكو حتى اندلع جدل داخل أروقة الحكومة الأميركية وجماعات الضغط (اللوبيات) وأجهزة الإعلام حول ما ينبغي للولايات المتحدة أن تفعله في سوريا.

وكتب ستيفن كوك، الباحث في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، في عمود الرأي بمجلة فورين بوليسي، أنه لم يتفاجأ بهذا الجدل الذي بدأ بعد نشر الرئيس المنتخب دونالد ترامب مدونة على وسائل التواصل الاجتماعي أكد فيها أن "سوريا ليست معركتنا".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: إسرائيل غارقة في الكارثة ومصابة بالعمىlist 2 of 2نيويورك تايمز: تجارة المخدرات بأفغانستان تنهار تحت حكم طالبانend of list

وتزامن ذلك تقريبا مع تصريح للرئيس الحالي المنتهية ولايته جو بايدن بأن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها والأطراف المعنية في سوريا لمساعدتها على اغتنام الفرصة لإدارة المخاطر التي تواجهها.

الجمع بين الرأيين

ومن وجهة نظر كاتب المقال، فإن واشنطن بحاجة إلى الجمع بين وجهتي نظر الرئيسين المنتهية ولايته والمنتخب من أجل وضع إستراتيجية معقولة للشرق الأوسط، خاصة أنهما -بتصريحاتهما تلك- قدما خطوطا تقريبية عريضة لكيفية تعامل الولايات المتحدة "بشكل لائق" مع سوريا.

وما إن ظهرت مدونة ترامب وتصريح بايدن حتى بدأ المعلقون في تحليلهما، إذ رأى بعضهم أن انتهاج سياسة على نحو ما اقترحه الرئيسان قد يضيع "فرصة تاريخية" من واشنطن، لأن التلميحات المبكرة للإدارة الجديدة تشي بأنها ستتوخى "الشمولية والاستقرار" في تعاملها مع الشأن السوري، وفق مقال فورين بوليسي.

إعلان

وجادل معلقون آخرون -بحسب كوك- بأن سياسة عدم التدخل الأميركية في الحرب السورية هي التي ساعدت في إطالة أمد معاناة السوريين على مدار 13 سنة.

ويفترض الباحث الأميركي في مقاله أن هذا هو السبب الذي جعل صانعي السياسات يرون أنه من الضروري أن تساعد الولايات المتحدة في ضمان انتقال سلس ومستقر في دمشق.

فكرة حمقاء

لكنه يعتقد، مع ذلك، أن الاقتراح بأن يكون للولايات المتحدة دور ما في صياغة نظام جديد في سوريا هي "فكرة حمقاء"، لأنها "لا تستند إلى أي رؤية أو فهم معين لتلك الدولة، بل بالأحرى إلى عادات بعض أفراد مجتمع السياسة الخارجية الذين يجدون صعوبة في تصديق أن أميركا لا تملك حلا لكل مشكلة تقريبا".

فإذا كانت رسالة ترامب بأن سوريا "ليست معركتنا"، تعني -وفق تفسير كوك لها- أن على الولايات المتحدة ألا تتورط في تشكيل السياسة السورية، فإن تصريحه يعد أكثر حكمة مما قد يصدع به منتقدوه.

وحول التقارير الصحفية التي تحدثت عن تصريحات القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بشأن الأقليات، وتأكيده أن سوريا لكل السوريين، فقد قال كوك إن الشرع آثر الابتعاد عن تنظيم الدولة وتأسيس هيئة تحرير الشام، التي تجنبت بالفعل بعض أسوأ تجاوزات التنظيم.

خبر سار

إن الخبر السار في سوريا -كما يبشر الباحث الأميركي في عموده بفورين بوليسي- هو أن "أسوأ" أتباع بشار الأسد ومموليه قد غادروا إلى روسيا ودول أخرى، ولكن لم يرحل الجميع، وربما لا ينزوي بالضرورة أنصار النظام الأقل شهرة إلى غياهب النسيان في صمت مع تبلور النظام السياسي الجديد.

ومن المهم -برأي كوك- لفت الانتباه إلى أن معظم عمليات الانتقال إلى الديمقراطية تفشل، فإن التنوع العرقي والديني في سوريا يضفي على التحول إلى نظام ديمقراطي قدرا من الصعوبة مما يجعل النتيجة "غير مبشرة كثيرا".

وحسب الكاتب، فإن احتمال أن تنزلق سوريا إلى حالة من عدم الاستقرار مع انتهاز من وصفهم بـ"المتطرفين" حدوث فراغ في السلطة، يجعل مهمة القوات الأميركية في تلك الدولة، والبالغ عددها 900 جندي، "أكثر إلحاحا" مما كانت عليه قبل بضعة أشهر فقط.

إعلان

ويعتقد كوك أن سحبهم الآن، في لحظة عدم الاستقرار القصوى في سوريا، سيكون نوعا من الحماقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

تركيا تساعد الولايات المتحدة على تجاوز الأزمة

تركيا – بدأت تركيا تصدير نحو 15 ألف طن من البيض إلى الولايات المتحدة في ظل تفش مدمر لإنفلونزا الطيور أدى إلى خفض الإنتاج الأمريكي وارتفاع الأسعار، حسبما قال مسؤول تركي.

ووفق وكالة “رويترز” فإن نفوق ملايين الدجاجات البياضة تهدد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض التكاليف اليومية، حيث تقوم متاجر البقالة بتقنين الإمدادات وترفع المطاعم أسعار أطباق البيض.

وقال رئيس الرابطة المركزية لمنتجي البيض في تركيا إبراهيم أفيون، إن الشحنات إلى الولايات المتحدة من تركيا بدأت هذا الشهر وستستمر حتى يوليو.

وأضاف: “سيتم التصدير من خلال شركاتنا الأعضاء بالتراخيص المطلوبة، بينما ستنسق شركتان العملية”.

وتابع: “سيتم شحن ما مجموعه 15 ألف طن من البيض، ما يعادل 700 حاوية”.

وتعمل الولايات المتحدة على احتواء إنفلونزا الطيور، الذي تم اكتشافه لأول مرة في الأبقار الحلوب في تكساس في مارس الماضي، وانتشر منذ ذلك الحين إلى أكثر من 970 قطيعا في 17 ولاية.

وأصاب الفيروس ما يقرب من 70 شخصا منذ أبريل، معظمهم من عمال المزارع المعرضين للدواجن أو الماشية المصابة، وتوفي شخص واحد مصاب.

وبدأ تفشي المرض في الدواجن في عام 2022 وأدى إلى نفوق حوالي 162 مليون دجاجة وديك رومي وطيور أخرى، وفقا لبيانات الولايات المتحدة، ويؤدي ارتفاع حالات الإصابة الأخيرة إلى تفاقم نقص البيض.

وقال أفيون إن الشركات الأمريكية بحثت عن أسواق استيراد بديلة، بسبب شح المعروض مما أدى إلى إجراء مفاوضات مع منتجين أتراك.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تدر الصفقة عائدات تصديرية تقدر بنحو 26 مليون دولار، مضيفا أن تركيا تعد من بين أكبر 10 دول مصدرة للبيض في العالم.

المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • تركيا تساعد الولايات المتحدة على تجاوز الأزمة
  • مشروع قرار أميركي بشأن أوكرانيا وترامب يجدد انتقاداته لزيلينسكي
  • 65 كلمة لا تدين روسيا .. مشروع قرار أميركي يتجاهل وحدة أوكرانيا
  • أميركي يهودي ينضم للمقاومة وترامب يبكي الأوروبيين
  • هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها بدون دعم أميركي؟
  • كاتب أميركي: ترامب يشكل نظاما عالميا جديدا يخيف الحلفاء
  • الولايات المتحدة ترفض قرارا أمميا يدعم أوكرانيا
  • الناتو: الضمانات الأمنية لأوكرانيا تحتاج إلى دعم أميركي
  • “انتصار وطن”… احتفال بدار الأوبرا بدمشق يعيد سرد حكايات من الثورة السورية
  • هل تستطيع أوروبا حماية أراضيها بدون الولايات المتحدة؟