تأهل الشاعر حسين علي آل عمار من المملكة العربية السعودية، والشاعرة نجوى عبيدات من الجزائر، إلى المرحلة الثانية من برنامج «أمير الشعراء» بموسمه الحادي عشر، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، وبثت حلقته الثالثة مساء أمس «الخميس» على قناتي «أبوظبي» و«بينونة» من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي.

وتنافس في الحلقة أربعة شعراء هم أحمد إمام من مصر، وحسين علي آل عمار من السعودية، والـمختار عبدالله صلاحي من موريتانيا، ونجوى عبيدات من الجزائر، أمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو.

حضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، والفنان السوري أسعد فضة، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.

وأعلنت لجنة التحكيم في ختام الأمسية قرارها بتأهل الشاعر حسين علي آل عمار بحصوله على 44 درجة من 50، والشاعرة نجوى عبيدات الحاصلة على 43 درجة من 50، فيما حصل أحمد إمام على 42 درجة، والـمختار عبدالله صلاحي على 32 درجة، وسينتقل الفائز منهما بتصويت الجمهور خلال هذا الأسبوع، إلى المرحلة التالية.

وكانت نتيجة تصويت الجمهور في الحلقة الماضية أسفرت عن تأهل الشاعر جبريل آدم جبريل من تشاد بحصوله على مجموع 80 نقطة من 100، لينتقل إلى المرحلة الثانية رفقة الشاعرين عبدالرحمن الحميري من الإمارات، وعبدالسلام سعيد أبو حجر من ليبيا، المتأهلين في الحلقة الماضية بقرار لجنة التحكيم.

وكان أول شعراء الأمسية التي قدمها الإعلامي نيشان، الشاعر أحمد إمام من مصر، وقصيدته «سَفَر»، التي قال الدكتور على بن تميم إنها اتشحت في أبياتها الأولى بالالتباس والوحشة والحيرة، وامتزجت فيها النار بالنور، وهو ما قال إنه يمثل طبيعة، كما قدم قراءة في أبيات القصيدة ومعانيها، فيما وصف الدكتور محمد حجو القصيدة بأن فيها قدراً وافراً من المتعة والجمال، مشيراً إلى بعض ملامح التناص الديني فيها، لكنه قال إن ما يؤخذ على القصيدة هو جنوحها إلى التفاوت في شعرية أبياتها، فأحياناً تسمو في التعبير، وأحياناً تضعف فيها البنية الفنية.

الدكتور وهب روميّة من جهته أشاد بالقصيدة وتراكيبها اللغوية والبلاغية، ووصفها بأنها تسمو بالضرورات إلى آفاق روحية رحبة، لكنّ فيها تقشفاً بلاغياً واضحاً، وقال إنه بالرغم من هذا التقشف فهي قصيدة ممتازة ونموذج للقصيدة التي تقل فيها الصور فتنهض عناصرها التعويضية بوظيفة الصورة الغائبة.

الشاعر الثاني حسين علي آل عمار من السعودية جاءت قصيدته بعنوان «قَابَ حُلم أو أبعَد» وقال الدكتور محمد حجو إن فيها ملمحاً فلسفياً تأملياً شفافاً ينتظم بناءها الفكري، يتمثل في صراع الذات ومشقتها النفسية للعبور من براءة الطفولة إلى لوثة الحياة.

وأضاف أنه بغض النظر عن بعض التعبيرات اللغوية التي لا تناسب قوة وجمال القصيدة، فإن فيها طاقة تعبيرية جمالية متدفقة تدل على التمكن من اللغة.

من جانبه قال الدكتور وهب روميّة إن الشاعر عبّر عن موضوع القصيدة مستعيراً لغة المتصوفة وتقاليدهم ممزوجةً بمعاناة الشعراء في رحلة الكشف الشعري، فيما ناقش الدكتور علي بن تميم موضوع القصيدة وقدّم عدداً الملاحظات حول ما يعوزها ليصبح موضوعها أكثر إقناعاً وواقعية.ثالث شعراء الأمسية الـمختار عبدالله صلاحي من موريتانيا ألقى قصيدته «سَبحٌ في الحُلم» التي أشار الدكتور وهب روميّة إلي أن عنوانها يحيل إلى الحلم لكن أبياتها ما عدا بيتين تطغى عليها رؤية عقلية صارمة، كما أشار إلى أن ذات الشاعر لا تكاد تظهر في القصيدة إلا معتمدة على الآخر، وهو ما قال إنه يخالف روح العصر الحديث التي تبرز الذات الفردية.

الدكتور علي بن تميم من جانبه أشاد باستخدام الشاعر لفكرة القرين عن طريق شطر الذات إلى شطرين واقعي ومجازي، فيما تناول الدكتور محمد حجو بالتحليل عدداً من الإشارات التناصية التي حفلت بها القصيدة، مشيراً إلى أن بعضها لم يرق إلى التعبير عن القيمة الرمزية المتوخاة فبدا كأنه حشو في النص، الذي قال إنه برغم لغته المتينة والمتماسكة لم يستطع ربط القارئ بسياق العنوان الجميل والموحي.

وكانت الشاعرة نجوى عبيدات من الجزائر آخر المتنافسين في الليلة بقصيدتها «بُرنُسٌ لأوجاعِ الغُربة» التي أشاد بها الدكتور علي بن تميم وقال نحن إزاء شاعرة تحاول التعبير عن قضايا المرأة العربية وأوجاعها وأحلامها، مشيراً إلى أن ذكر «البرنس» في القصيدة جعل التجربة شخصية أكثر، مما يثير التساؤل هل نحن أمام تجربة شخصية أم عامة؟ وعاد ليؤكد وضوح البعد النسوي في القصيدة.

وقدم الدكتور محمد حجو بعض الملاحظات اللغوية لتصحيح عدد من التركيبات في القصيدة، ووقف بالتحليل على ما ورد في القصيدة من جماليات، فيما وصف الدكتور وهب روميّة القصيدة بأنها تعبر عن أحلام شاعرة وأشواقها إلى وجود أكمل وأنقى في واقع كئيب، وقدم عدداً من الملاحظات بينت جماليات القصيدة ودلالاتها.

وتحدث المشاركون في الأمسية، عن الشعراء الذين تأثرت تجاربهم الشعرية بهم وبشعرهم، فقال أحمد إمام إنه توقف كثيراً عند تجربة الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، وديوانه «مدينة بلا قلب»، الذي أكد أنه غير وجهة نظره عن الكتابة الشعرية، بينما تحدث حسين علي آل عمار عن تأثره بالدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي (1940-210م) ووصفه بأنه قامة أدبية فارعة لا يخطئها الضوء.

من جهته تحدث الـمختار عبدالله صلاحي عن الدكتور محمد ولد عبدي، ناصحاً الشباب بقراءة شعره وأن يتطرقوا للموضوعات التي تطرق إليها، فيما اختارت نجوى عبيدات الحديث عن الشاعر الشعبي ياسين أوعابد، وقالت إنه يلمس الروح والقلب من خلال قصائده التي يتغنى بها الشارع الجزائري، ويصور من خلالها هموم الإنسان البسيط.

واستضافت الحلقة المباشرة الثالثة الفنانين أحمد الزميلي ومحمد بشار اللذين قدما لوحة موسيقية تغنيا فيها بأبيات متنوعة من عيون الشعر العربي في حقبه المختلفة، كما أعربا عن سعادتهما بالمشاركة بالأداء في «أمير الشعراء» هذا الموسم، وتناولا النمط الموسيقي الذي يؤديانه وعلاقته بالأغاني التراثية العربية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أمير الشعراء المملكة العربية السعودية مسرح شاطئ أحمد إمام من مصر المزيد فی القصیدة فی الحلقة أحمد إمام قال إنه

إقرأ أيضاً:

زخم بأنشطة الثقافة ببورسعيد .. مناقشة أعمال محمد رؤوف وختام ورشة الكتابة

شهد فرع ثقافة بورسعيد عددا مكثفا من الفعاليات الفنية والثقافية، التي قدمت ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.

مناقشة أعمال الشاعر محمد رؤوف

وعقد نادي أدب بورسعيد لقاء أداره الشاعر عادل الشربينى رئيس نادي الأدب، لمناقشة أعمال شاعر العامية المصرية محمد رؤوف، والحديث عن ديواني "وتبدأ من هنا المراسيم، و"ربع آدم" الصادرين عن الهيئة المصرية العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة.

تحدث الشاعر السيد السمري عن ديوان (وتبدأ من هنا المراسيم)، موضحا أن الديوان يتناول فكرة الأساطير المصرية والإغريقية ومحاولة توظيف الشاعر لها وإسقاطها أحيانا على ذاته وأحيان أخرى على الوطن، وأضاف أن اللافت للنظر استخدام الشاعر المفرط للغة العربية الفصحى ومزجها بالعامية المصرية في جميع قصائد الديوان، وأيضا الترتيب الجيد لقصائد الديوان التى جاءت جميعها فى شكل حلقات منفصلة متصلة.

وأوضح الكاتب والشاعر عبد الفتاح البيه أن هناك فى بورسعيد فرسان للعامية وهناك تماس مع التراث والشاعر محمد رؤوف له تماس مع التراث اليوناني وغيره وهي حالة من الوعي ليست وليدة الفراغ وليس هناك تقليد ونحن أمام مشروعات إبداعية ولن يبنى الإنسان الا بكتابة ماضيه لاستحضار مستقبله.

وأثنى المخرج الكبير صلاح الدمرداش على تجربة الشاعر محمد رؤوف مؤكدا أنه عند المزج بين الفصحى والعامية يجب أن يكون هناك مبرر، بينما ذكر الإعلامي أحمد رمزي اختلاف أسطورة العنقاء من حيث شكلها بين العرب والغرب وأن الشاعر لم يتطرق لهذا الاختلاف حيث أضاف أن الديوان يشبه بانوراما تاريخية، حيث تعد مصر ملتقى ثقافات مختلفة إغريقية وعربية ويونانية وغيرها.

وتناول الكاتب والناقد أسامة المصري ديوان "ربع آدم"، موضحا أنه انتقال من الأساطير إلى الفلكلور والشاعر يعمل على علم الإنسان وعلم الاجتماع وهو مشروع مهم حتى لا تطمس الهوية المصرية والهوية البورسعيدية مع مرور الوقت، وعن اسم الديوان أوضح أنه يشير إلى الطفل الصغير ببراءته.

محمد رؤوف شاعر وكاتب مسرحي، من مواليد محافظة بورسعيد، حاصل على العديد من الجوائز منها جائزة المجلس الأعلى للثقافة أفضل ديوان شعر عامي عام 2015، وجائزة أفضل أغنية وطنية إدارة الشئون المعنوية 2012، وصدر له عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، "ديوان العشم"، وعن الهيئة المصرية العامة للكتاب "لعله خير"، وعن مركز عماد على قطري دورة نجيب سرور ديوان "اكمني بعرج"، وعن الاتحاد العالمي للشعراء ديوان "حبر سري".

ختام ورشة الكتابة المسرحية

كما اختتم النادى ورشة الكتابة المسرحية، وقام خلالها الكاتب المسرحي والسيناريست عبد الفتاح البيه بشرح تفصيلي لكيفية كتابة مسرحية وكيفية رسم الشخصيات الرئيسة والثانوية ورسم الحدث الدرامي وتصاعده وصولا إلى الذروة وانتهائها بحل العقدة وكيفية صياغة الحوار بما يتناسب مع الشخصية مع التطبيق على نماذج من المسرح المصري والعالمي، وفى نهاية الورشة تم تكريم الأديب عبد الفتاح البيه على مجهوده في تنفيذ الورشة من خلال تقديم شهادة تكريم

تحدث الكاتب يوسف منسى قائلا كمتدرب ودارس استطاع الأديب عبد الفتاح البيه توصيل مالم أكن أعلمه من قبل وأظهر بأسلوبه الشيق خبايا وأسرار الكتابه المسرحية، وتحدث عن عطائه للمسرح والأساطير وأول من صنع المسرح، بينما أضافت المتدربة ماجدة السيد أنه من خلال حضورها ورشة الكتابة المسرحية استطاعت التعرف على العناصر الأساسية لكتابة النص المسرحى من البداية والشخصيات والحوار والصراع والحبكة والنهاية.

الختام جاء بحضور الشاعر عادل الشربيني رئيس نادى الأدب والأديب محمد خضير، والمخرج صلاح الدمرداش وتم تقديم شهادات مشاركة للأدباء اللذين اجتازوا الورشة.

علاقة الثقافة العامة بالرياضة

وضمن الأنشطة التي قدمها الفرع بإدارة وسام العزوني، في إطار برامج إقليم القناة وسيناء الثقافي بإشراف د.حمد شعيب، شهد قصر ثقافة بورسعيد، ندوة أدبية قدمها نادي أدب النصر برئاسة الشاعر صابر عبيد، "حول علاقة الثقافة العامة بالرياضة"، تحدث خلالها الدكتور شريف صالح أستاذ العلوم السياسية، عن قيمة الثقافة العامة والوعي لدي الشباب والسلوك الاجتماعي، وأثر البيت على الطفل في التربية السليمة، ودور كل من المدرسة، والجامعة، ومراكز الشباب والثقافة ومراكز الإعلام في التوعية، واختتم الحديث معربا عن سعادته بكافة ما طرح من أفكار من جانب الأدباء، وطالبهم بضرورة إنتاج ايقونة للنادي المصري تتغني بها جماهيره قبل المباريات، تحمل قيمة الانتماء والولاء

وأوضح الأديب أسامة كمال أن الثقافة هي الأساس قبل ممارسة الرياضة لأنها تساعد في تنمية الوعي، وأكد الكاتب والأديب والإعلامي محمد خضير علي أن الرياضة أخلاق، وأن العقل السليم في الجسم السليم، وتحدث الشاعر محمد فاروق عن الثقافة كمفردة تختلف من مجتمع لآخر وهي تعني معرفة شيء عن كل شيء، و كل شيء عن شيء، وتطرق لأداء طلاب الجامعة الراقي في تشجيع الفرق.

كنا شهد اللقاء مداخلات لكل من الكاتب والأديب والإعلامي محمد خضير علي، القاص السيد العبادي، سامر الرشيدى، الشاعر صابر عبيد

الاحتفاء برموز القرية

واستمرارا لأنشطة الفرع استضاف بيت ثقافة أم خلف احتفالية "رمز من رموز القرية" واستهلت فعاليات اللقاء بحديث لمحمود البدوي، مدير إدارة التموين بحي الجنوب، عن النماذج الوطنية المشرفة من أبناء قرية أم خلف التي قدمت تضحيات عظيمة في سبيل الوطن وشاركت في الدفاع عن أرضه الغالية، وخاضت عدة حروب، ومنهم حسن تويج، حسن العصفوري، إبراهيم كعكورة، والراحل محمد علي إسماعيل.

وأشار "البدوي" أن هؤلاء الأبطال قدموا درسا عظيما في حب الوطن، مؤكدا ضرورة تعريف الأجيال القادمة بتاريخ كفاحهم  ليظل مصدر إلهام يعزز روح الوطنية والانتماء.

أعقب اللقاء فقرة رسم على الوجه، وورشة تصميم علم مصر بالفوم، بجانب تقديم لوحات فنية ذات طابع وطني إشراف الفنانة  منار نور الدين.

نفذت الفعاليات من خلال الإدارة العامة لثقافة القرية، برئاسة الفنان د. بدوي مبروك، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، بالتعاون مع الفرع والإقليم، كما شهدت ورشة فنية نفذتها الفنانة منار نور الدين للرسم علي الوجه، وأشغال فنية لأشكال وطنية باستخدام ورق الفوم ورسم علي الورق وأعلام مصر بهدف تنمية الوعي والانتماء للوطن.

مقالات مشابهة

  • مسلسل إقامة جبرية.. موعد عرض الحلقة الخامسة
  • «النادي الثقافي» ينظم أمسية شعرية
  • رئيس مجلس الوزراء يعزي في وفاة الدكتور محمد عبدالله الكبسي
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة عضو مجلس الشورى اللواء الدكتور محمد الكبسي
  • مجلس الشورى ينعى عضو المجلس الدكتور محمد عبد الله الكبسي
  • Joy Awards 2025.. ديو يجمع محمد عبده وأندريا بوتشيلي
  • موهبة جزائرية جديدة تلمع في الدوري الفرنسي
  • الدكتور محمد بكر يكتب: فوسفات ثنائي الكالسيوم.. سر الأداء الإنتاجي المستدام لمزارع الماشية «1»
  • الإماراتي عبدالرحمن الحميري إلى المرحلة الثالثة من «أمير الشعراء»
  • زخم بأنشطة الثقافة ببورسعيد .. مناقشة أعمال محمد رؤوف وختام ورشة الكتابة