عربي21:
2025-03-25@13:00:27 GMT

الفلسفة الجوانيَّة.. نحو فلسفة عربية-إسلامية أصيلة

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

أول ما قد يستفز القارئ المتفحِّص في كتاب: "الفلسفة الجوانيَّة"، للفيلسوف المصري الراحل عثمان أمين (المتوفى 1978م)؛ هو مسعى المؤلف تَسْكين نسقه الفذ هذا في السياق الناصري وأيديولوجيته، رغم أنها محاولة ظاهريَّة برانيَّة لم تؤثر البتَّة في مُجمَل النسق ولا بنيته. بيد أن هذا "التمويه" ينبغي ألا يصرفنا عن مُجمَل هذا الجهد البنائي الفذ، الجدير بالدرس والتمحيص ومحاولة البناء على الصالح منه -وهو كثيرٌ- لتدشين درسٍ فلسفي عربي جديد.



وقد كان حريّا بالأجيال السابقة الانتباه جيدا إلى هذا المعلِّم الكبير رحمه الله، والإفادة من مُنجزه الفكري، والبناء عليه؛ بيد أن الخصومات الأيديولوجية والسياسيَّة، والعُقَد والحزازات النفسيَّة؛ قد حالت دون ذلك، بل واصطنعت للرجل أعداء ألدَّاء في الوسط الفلسفي المصري؛ جاهدوا لطمر مُنجزه البنائي كما جاهد آخرون -طوال العقود الأخيرة- لطمر مُنجز عبد العزيز حمودة النقدي؛ لحساب الحداثة المعاقة والنَّافِقين من كهنتها المرتزقة.

وقد تعرَّف ناشر الكتاب -وكاتب هذه السطور- إلى استعمال لفظتي الجوانيَّة والبرَّانية هذا عبر ترجمات الأستاذ محمد يوسف عدس وكتاباته رحمه الله، والذي تتلمذ على عثمان أمين مباشرة في جامعة القاهرة. فأخذ عدس بأيدينا إلى استعمال أستاذه حتى استوعبناه، ثم عرَّفنا لاحقا على كتابه الماتع هذا، وعلى النظام الفلسفي الرائد الذي انبنى على هذا الاشتقاق اللغوي التجديدي، وعلى ما تفرَّع عنه من إدراك فكري-حركي حي؛ فدُمج الاصطلاح في معجمنا تدريجيّا حتى صار منه.

الدائرة التوحيديَّة صيرورةٌ "مُستَقِلَّة" مُغلقة، وبتكرارها يتحدَّد العمر الحقيقي للإنسان؛ يتحدَّد بعدد دورات الفعل الصالح مذ خرج من قلب الفاعل المؤمن، وحتى بلوغه إلى قلب من أُهدي إليه. ورغم أن صيرورة التكليف هذه دائرة تكراريَّة مُغلقة، فإنها "تسيرُ" عكس الحداثة وعالمها الطوباوي على "طول الخط"
وبقطع النظر عن نيَّة أستاذنا عثمان أمين، إذ لم يُحاول فحسب المرور بهدوء تحت أنف الأيديولوجية المتسلِّطة في العهد الناصري وعدم استفزازها، بل حاول التواؤم معها برانيّا؛ فإن استعادة مركزيَّة الجواني في خِضَم البرَّانية المتوحشة للحداثة -ووجهيها الاشتراكي والقومي غير الإنسانيين- جهدٌ عظيمٌ يُحمَد له بلا ريب.

يتجلَّى إدراك المؤلف لمركزيَّة الجواني وهيمنته في الإسلام؛ إذ تلمَّسه أولا في لسان الوحي العربي المبين، قبل أن يشرع في التأصيل له داخل النظام الأخلاقي للشرع الحنيف؛ بوصفه عصب الأخلاق الإسلاميَّة، حتى كأن حديث حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن رَأى منكم مُنكَرا فلْيُنكِرْه بيَدِه، فإنْ لم يَستَطِعْ فبِلِسانِه، فإنْ لم يَستَطِعْ فبِقَلْبِه، وذاك أضْعَفُ الإيمانِ"؛ تعيينٌ لمراتب الحركة الإسلاميَّة ومراحلها في الوجود، نزولا من أقصى مراتب الحركة البرانية الفعَّالة إلى أدنى مراتبها (القلبيَّة الواجبة)؛ التي تحفظ المقدرة الإنسانيَّة الجوانيَّة على الفاعليَّة، إذا ما تعذر الخروج بالفعل إلى الواقع البراني. أن يتشبَّث القلب بالحق تشبُّثا حقيقيّا، إذ ليس وراء ذلك شيءٌ من الإيمان؛ فإن الجواني هو أول الإيمان وطليعته ومُبتدأ أمره. بل إن هذا الجواني نفسه هو مبدأ رسالة الأمَّة الأميَّة التي أنزِل عليها الكتاب لاستنقاذها، حتى تستنقذ هي العالم به.

كذلك، يتجلَّى الإدراك عينه حين يسعى الأستاذ لإعادة تعريف التصوف الحق، بوصفه ليس مجرد "دَرْوَشة" ساذجة؛ وإنما هو إعادة صياغة للوجود من خلال انضباط صياغة الجواني على هدى الشرع الحنيف. وقد كانت حركات الإحياء الإسلامي، التي واجهت الهجمة الكولونياليَّة الغربيَّة إبَّان القرن التاسع عشر، وأفرزت أنظمتها السياسيَّة الخاصَّة (في الجزائر وليبيا والسودان والقوقاز والهند.. إلخ)؛ كلها حركات صوفيَّة أصيلة، تدور في هذا الإطار الصوفي "الصحيح"؛ الذي تحدَّر من تقاليد خلفها أولياء تُقضى أمورهم بقلوبهم وحدها. وفي هذه الحركات، يتجلَّى بعض إخلاص الجواني في اطراده حتى ينعكس انعكاسا برانيّا صادقا، وذلك ببناء سلطة اجتماعيَّة-سياسيَّة جديدة من أسفل؛ تنطلق من هذا الجواني وتُشكل به عالمها.

بل إن الشواهد كلها تؤكد على أن الحركة المضادة، التي يتحرَّكها عالم الكفر الحداثي -هو الآخر- تقوم على أصل جواني -فاسد مريض- تنبثقُ منه وترتكزُ عليه، ولو أنكر صاحبها ذلك! فإن فطرة الله التي فطر الناس عليها تقتضي أن يبدأ الفعل الإنساني بما وقر في قلب فاعله؛ أيّا كان الفعل. ومهما كان أثر العالم البراني وثقله، وضغطه ومحفِّزاته، ودوره في صياغة الاعتقاد الجواني وإعادة صياغته مرارا؛ فما من شيء يقع في العالم البراني -بإذن الله- إلا وقد استقرَّ أولا في باطن فرد -أو أفراد مجتمع- وانعقد عليه قلبٌ -أو قلوب- فانعقدت عليه الأيدي إن شاء الله.

* * *

وعليه؛ كانت هذه "الفلسفة الجديدة"، التي يسعى هذا الكتاب الماتع لرسم بعض ملامحها؛ ليست مُجرَّد سفسطة نظريَّة أخرى، مبتوتة الصلة بالواقع؛ وإنما هي جزءٌ لا يتجزأ من الصيرورة الإنسانية الواقعيَّة، إن لم تكن -في الوقت نفسه- هي مُنطلقها الرباني ومُبتدأ أمرها. وربما تكفينا شواهد ثلاثة على أن "الفلسفة الجوانيَّة" ليست فلسفة نظريَّة بالمعنى التجريدي المبتَذَل، وإنما هي تجريدٌ بصيرٌ لصيرورة إنسانيَّة أزليَّة راهنة، وجزءٌ لا يتجزَّأ من معالجة الواقع المتجدد، وثمرة البحث الدؤوب لفيلسوفنا المؤمن عن فلسفة/ نهج/ نفثة توقظُ أمة، وتُنهضها من كبوتها؛ أي عن نهجٍ للنظر والحركة في آن معا.

أول هذه الشواهد أنها تنصبُّ على المجال الجواني للإنسان بوصفه مجال الحريَّة الحقيقي، الذي صانه الله عز وجل حتى من قهره سبحانه، بل وشرع جهاد الطلب وسنَّ تقويض الطواغيت لضمان هذه الحرية للكافر كما للمسلم؛ لئلا يُقهَر مخلوق البتَّة على اعتقاد لم يَنقَد إليه طوعا. وهذا على النقيض الكامل من "الحريَّة البرانية"؛ التي قيَّدها الشرع الحنيف بقيود شتَّى، حتى صار المجال البراني سجنا للمؤمن، كما في الحديث الشريف(1). بل إن الشرائع الوضعيَّة -هي الأخرى- لا تتعاطى إلا مع ما يُفرِزُهُ الإنسان في المجال البراني، مهما حاولت تقصي نيته عندما يخرج عليها ويتعدَّى حدودها. أما فضاؤه الجواني، وقلبه وشعوره؛ فإن "الشرائع" المستَقِرَّة كافَّة تُجاهد لصيانتها من القهر -ولو نظريّا- وإن سمحت اليوم للدعايات المختلفة بالتلاعُب بها عوضا عن القهر والإكراه!

أما ثاني الشواهد، والذي ينبني على سابقه؛ فهو أن هذه الفلسفة تعُدُّ هذا الفضاء الجواني الحر للإنسان هو مجال التديُّن الحقيقي ومناطه وملاكه، وأول تحقُّقه إذا صدق؛ إذ لا يبدأ التديُّن إلا من الحريَّة الروحيَّة الحقيقيَّة، من الجواني، بيد أنه لا يقف عنده؛ على عكس ما يتوهَّم الغنوصيون، الذين يحسبون أن التديُّن "أمرٌ قلبي" لا يضر الإنسان معه مُخالفته كليّا في العالم البراني، بما أن الرب عندهم "ربُّ قلوبٍ" فحسب! لكنَّ التديُّن الحقيقي بالتوحيد، الذي يبدأ جوانيّا؛ يجب أن يمتد برانيّا حتى يصير البراني محض انعكاس صادق للجواني -كما يُقرر فيلسوفنا المؤمن في غير موضعٍ- أو يصير -على الأقل- تجسيدا لمُكابدة صادقة ودائمة لتحقيق هذا التطابُق العصي. أما انفصالهما، أو غياب البداية الجوانية (النيَّة)، أو البدء بالبراني (تشريعا وتنظيما)؛ فكلها تشوهات لا يرتكس إليها الإنسان إلا بهيمنة أنماط الشرك المختلفة.

وعليه، صار الشاهد الثالث اطرادا منطقيّا لهذه المتتالية: إيمان هذا النظام الفلسفي بأنَّ كل التحقُّق الإنساني بالتوحيد تحقُّقٌ جواني بالأصل، وأن أي تجلٍّ حقيقي أو مصداق براني له -مما تعبَّدنا الله به من صالح الأعمال- هو تابعٌ له وعالة عليه وفرعٌ منه. بل إن مدى إخلاص القلب واستقامة النية، هو ما يُعين السالك على التحقُّق بالتوحيد برانيّا في كل حركته؛ فإنَّ صدق ما يطَّلع عليه الله وحده هو ما يُطهِّر كل ما يطلع عليه الناس ويُزكيه. إذ ينظر الله تعالى إلى القلوب والأعمال، ولا يُحاسب على النيَّات سواه.

هذه الدائرة التوحيديَّة صيرورةٌ "مُستَقِلَّة" مُغلقة، وبتكرارها يتحدَّد العمر الحقيقي للإنسان؛ يتحدَّد بعدد دورات الفعل الصالح مذ خرج من قلب الفاعل المؤمن، وحتى بلوغه إلى قلب من أُهدي إليه. ورغم أن صيرورة التكليف هذه دائرة تكراريَّة مُغلقة، فإنها "تسيرُ" عكس الحداثة وعالمها الطوباوي على "طول الخط". إذ أن جوهر الحداثة البروتستنتية المهيمنة هو: طهوريَّة طوباويَّة برانيَّة؛ تعقيمٌ للبرَّاني بغير كثير اكتراث للجواني وفساده، أو بإهمال مُتعمَّد له؛ كأنه رد فعلٍ على شدَّة عناية الكاثوليكيَّة بالجواني، وتكريسها قذارة الواقع البراني وتمام اضمحلاله في هذا السبيل.

تقديم أولويَّة الجواني على البراني، وهيمنته فوقه؛ نقضٌ للطوبيا التي أمرَضَت الفلسفات النظريَّة، وخروج من أوهامها عن الفردوس الأرضي، الذي كانت ترتكس به دوما -عند التنزيل- إلى حالة أيديولوجيَّة مشيحانيَّة؛ مُناقضة لكل الأسس "العقلانيَّة" التي انبَنَت عليها الفلسفة النظريَّة ابتداء
وقد اعتنى أستاذنا المُلهَم علي عزَّتبيغوڤيتش رحمه الله بتشريح ملامح هذه المساحة من الحركة -الجوانيَّة- بين الماديَّة والإسلام والكاثوليكيَّة، حتى وجدنا أن حُسن تعريب مُعجمه، وتسكين تصوراته في المجال الفكري والتداولي العربي؛ لا يمكن أن يستقيم إلا بتوظيف الاصطلاح الذي "سكَّه" عثمان أمين، ومن ثم؛ كان توقيت نشر هذا الكتاب مُتزامنا مع إعادة نشرنا -في تنوير للنشر والإعلام- للترجمة الجديدة لآثار عزَّتبيغوڤيتش الكاملة؛ فهذا "نصٌّ تكميلي" شديد الأهميَّة لقراء كتب المفكر البوسنوي الأجل. وسيكتشف القارئ ذلك أيضا عند إفادته من هذا الاصطلاح الفذ أثناء اطلاعه -قريبا إن شاء الله- على ترجمتنا الجديدة والكاملة لآثار العلامة محمد إقبال اللاهوري، الذي لم يَنَلْ -هو اﻵخر- من قبل حظّا من العناية الحقيقيَّة في اللغة العربيَّة؛ بوصفه مُفكرا رائدا من أبرز مفكري الإسلام إبَّان القرن العشرين.

وعليه؛ فإننا إذا كنا نَعُدُّ هذا الكتاب الماتع نصّا تكميليّا مُهمّا، أنتجهُ عَلَمٌ مُتفلسفٌ من أعلام المصريين وروادهم إبَّان القرن العشرين؛ فهو ليس مُجرَّد نص تكميلي يُمكن الاستغناء عنه، بل هو نصٌّ تأسيسي محوري لا يُمكن التعاطي مع نصوص بعض المفكرين الكبار دون العروج عليه، واستيعابه، وإنزاله المنزلة الملائمة له؛ لما يمنحنا من أبعاد -لغوية ومفاهيميَّة- تُضيف إلى نصوص هؤلاء الكبار. فهو من النصوص التي تُثري غيرها، وتَحُلُّ شفرتها، وتزيد مقدرتها التفسيرية، وتُعظِّم فائدة المدوَّنة كلها في دراستنا لتاريخنا الفكري الحديث.

بيد أن كونه نصّا تكميليّا لا ينزع عنه قيمته الذاتيَّة، ولا يطعن في استقلاله وأصالته الفكريَّة، وذلك بوصفه محاولة صادقة لإخراج إنسان الحداثة الهلوع من ضيق البراني المادي وثقله، إلى سعة فضاءه الجواني المغيَّب، بل وتقديم هذا الجواني -بكل طريقة- على الطواغيت البرانية، التي تحفُّ بالوعي وتغص بها الحياة اليوميَّة. وكفى بها من مهمة إنسانيَّة ربانيَّة؛ تُطهِّرُ الوعي من أدران ما علق به، وتُسهم في التخفيف عنه لينسلخ يوما من الواقع الذي أثقَلَ وجوده وثقُلَ على روحه.

إن تقديم أولويَّة الجواني على البراني، وهيمنته فوقه؛ نقضٌ للطوبيا التي أمرَضَت الفلسفات النظريَّة، وخروج من أوهامها عن الفردوس الأرضي، الذي كانت ترتكس به دوما -عند التنزيل- إلى حالة أيديولوجيَّة مشيحانيَّة؛ مُناقضة لكل الأسس "العقلانيَّة" التي انبَنَت عليها الفلسفة النظريَّة ابتداء. وعثمان أمين بهذا الإنجاز وحده ينقل المحدَثين إلى دائرة أخرى للتفلسُف، تقتربُ كثيرا من دائرة حجَّة الإسلام الغزالي، الذي يُكثر من الاستعانة به والاستشهاد بنصوصه. إنها دائرة خاصَّة بالتوحيد، بما أنها تقوض الأوهام النظريَّة المجرَّدة، والمُثُل النظريَّة -الافتراضيَّة- المعادية للتاريخ، والتي تفصل الواقع عن صيرورة النظر في شئونه، وتُعيد الاعتبار للمنطلقات الإنسانيَّة-الربانيَّة بوصفها مبدأ التفلسُف الحقيقي، والموجِّهُ -إبَّان صيرورته- إلى غايته.
__________
(1)- أخرج مسلمٌ في صحيحه، من حديث أبي هريرة؛ أن حضرة سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الدُّنْيا سِجْنُ المُؤْمِنِ، وجَنَّةُ الكافِرِ".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسفة الفكري الاسلام فكر توحيد فلسفة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عثمان أمین ة الجوانی برانی ا م غلقة التی ت بید أن

إقرأ أيضاً:

فعالية ثقافية في ذمار بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام

الثورة نت/ رشاد الجمالي

نظمت السلطة المحلية والتعبئة العامة في محافظة ذمار اليوم الفعالية الثقافية  لإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام 1446هـ  تحت شعار فزت ورب الكعبة.
وفي الفعالية الذي حضرها مدراء المكاتب التنفيذية والخدمية والعلماء والخطباءوائمة المساجد  اعتبر مدير عام مكتب الهيئة العامة للاوقاف بالمحافظة فيصل أحمد الهطفي الإمام علي مدرسة ومنهج حياة للامة الإسلامية في إيمانه وعلمه وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله.
وأشار إلى حاجة الأمة اليوم لاستلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام علي لتنير الدروب في مواجهة اليهود الذين يتربصون بالمسلمين ويستهدفونهم في عقيدتهم ومقدساتهم .
وتطرق إلى فضائل الإمام علي عليه السلام ومناقبه وإحسانه للفقراء والمستضعفين . مؤكداً أهمية اغتنام أيام وليالي الشهر الكريم في العبادة والطاعة والإحسان وتعزيز التكافل الاجتماعي والتمسك بالقرآن الكريم والهوية الإيمانية.
منوها أن هذه الذكرى تتزامن مع استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ما يستدعي تعزيز الوعي في القضية الفلسطينية في وجدان الأمة .
مبينا بعظمة الموقف اليمني المشرف في نصرة غزة .
واشار الى أن الإمام علي عليه السلام قدم للأمة نموذجا خالدا في العدل والحكمة والجهاد .
وتطرق إلى التحديات التي تواجه الأمة اليوم ما يستدعي التمسك بنهجه والاستفادة من سيرته في مواجهة المشاريع الاستعمارية التي تستهدف مقدساتها وهويتها.
وأستعرض مدير عام مكتب الهيئة العامة للاوقاف بالمحافظة  مناقب الإمام علي عليه السلام وشجاعته والمكانة التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام والعلاقة التي تربط أهل اليمن به منذ دخولهم الإسلام على يديه.
وتطرق إلى دور الإمام علي في نصرة الدين الإسلامي والرسول الكريم ومواقفه في مواجهة طغاة الكفر وفدائيته للنبي عليه الصلاة والسلام ليلة الهجرة وحكمته وحلمه وزهده وورعه وتقواه والخسارة التي مُنيت بها الأمة الإسلامية باستشهاده.
مبينا أهمية استلهام القيم والمبادئ التي رسخها الإمام علي عليه السلام في نصرة المستضعفين ومواجهة الطغيان.
وأكد  أهمية إحياء الذكرى لاستلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام علي عليه السلام والاقتداء به وتجديد الولاء له وتجسيد مواقفه وصفاته في الواقع العملي .
داعيا إلى تحرك عملي وجاد لدعم الشعب الفلسطيني في معركته العادلة ضد الاحتلال الصهيوني .
وشدد على تعزيز الوعي المجتمعي بمكانة الإمام علي عليه السلام وما يمثله من رمزية في مواجهة الظلم.
وأكد  أن ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام تحتم على الجميع استلهام القيم التي حملها في نصرة المظلومين ومقاومة الطغاة .
بدوره اشار عضو رابطة علماء اليمن بالمحافظة العلامة اسماعيل الوشلي
إلى جوانب من حياة الإمام علي عليه السلام  وسيرته العطرة وبطولاته ومناقبه الجهادية حتى استشهاده
منوها  أن الإمام علي عليه السلام كان نموذجا للعدل والحكمة والشجاعة في مواجهة الطغيان.
وأكد أن الأمة اليوم بحاجة للعودة إلى نهج الإمام علي في تحمل المسؤولية تجاه قضاياها الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تتعرض لمؤامرة كبيرة تهدف إلى تصفية وجودها وهويتها.
مضيفا أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي لما لها من دلالات في استلهام الدروس والعبر من سيرته النيرة علماً وإيماناً وتضحية وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله.
مبينا  أن ما يتحقق اليوم من انتصارات لأبناء الشعب اليمني وقيادته الحكيمة بتوفيق من الله ثمرة التمسك بالمنهج الإيماني
من جانبه اشار مدير المدرسة الشمسية احمد الحمزي الى بطولات ومواقف الإمام علي عليه السلام الإيمانية والدروس الجهادية وبأسه وشجاعته في الانتصار لدين الله والوقوف في وجه الباطل ونصرة المستضعفين .
مبينا إلى حاجة الأمة للاقتداء بأخلاق وشجاعة الإمام علي والاطلاع على سيرته العطرة .
وتطرق الى فضائل ومواقف الإمام علي عليه السلام ومآثره الخالدة بداية من مولده داخل الكعبة وحياته مع الرسول الاعظم محمد صل الله عليه وآله وسلم وجهاده وشجاعته وتضحيته واستشهاده في سبيل الله.
وأكد أهمية استلهام الدروس والعبر من حياة الإمام علي الجهادية ومكانته الإيمانية وارتباطه بالرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله وسلم والسير على نهجه وترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية.
فيما أكد مستشار رئيس الحامعة حسن الموشكي
أن استشهاد الإمام علي عليه السلام مثل محطة مهمة لاستلهام دروس التضحية والفداء مشيرًا إلى أن مواقفه وعدله يجب أن تكون منهاجًا للحكام والمسؤولين في تحقيق العدل ونصرة المظلومين.
وشدد على أن نصرة الشعب الفلسطيني واجب شرعي وإنساني لا يقبل المساومة أو التخاذل .
وأشار على ضرورة مواصلة التحرك العملي لدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز الوعي بالقيم والمبادئ التي رسخها الإمام علي عليه السلام .

مقالات مشابهة

  • حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد
  • من الذكورة السامة إلى التحرش: تأملات في فلسفة السلطة والجسد
  • شخصيات إسلامية.. أسعد بن زرارة
  • مديريات المحويت تُحيي ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. اغتنم الدعوة التي لا ترد
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • شخصيات إسلامية.. سعد بن عبادة
  • أمسية رمضانية في إب بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية في ذمار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية ثقافية في ذمار بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام