منظمة الهجرة: عودة اللاجئين بأعداد كبيرة قد تضر سوريا
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت إيمي بوب، مديرة المنظمة الدولية للهجرة للصحافيين، اليوم الجمعة، عن أن عودة اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة إلى ديارهم ستضغط على البلاد، وقد تؤجج الصراع في مرحلة هشّة عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في وقت سابق هذا الشهر.
وأضافت بوب: «نعتقد بأن عودة الملايين من الأشخاص ستُحدث صراعاً داخل مجتمع هش بالفعل».
وتابعت: «لا ندعم العودة على نطاق واسع. البلدات ليست مستعدة بصراحة لاستيعاب النازحين».
ودعت مديرة منظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة اليوم أيضاً، إلى «إعادة تقييم» العقوبات الدولية المفروضة على سوريا؛ لإتاحة إعادة بناء البلد.
وقالت بوب إنه لا بدّ من «إعادة تقييم العقوبات» التي تطال أيضاً بعض أعضاء الحكومة الانتقالية، و«لا بدّ من الحرص على أن يتسنّى للأسرة الدولية التعاون معهم بفاعلية».
كما شدّدت على ضرورة تمكين النساء كي يتسنّى لهن الاضطلاع بدور كامل في إعادة بناء سوريا.
وأفادت بوب: «نحثّ حكومة تصريف الأعمال على مواصلة تمكين النساء؛ لأنهن يضطلعن بدور أساسي بالكامل لإعادة بناء البلد».
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
غزة تصنع التاريخ صمود أسطوري وتحرير بدماء الشهداء
بعد أكثر من 470 يوما من الصمود الأسطوري، شهدت غزة تحولا تاريخيا مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل. هذه المعركة، التي تعد الأطول في تاريخ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت أيضا معركة إرادات وإثباتا لقوة الشعب الفلسطيني في المطالبة بحقه في الحرية والكرامة. اليوم، وبعد دحر الاحتلال، تطل غزة على مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص، بينما تضع المقاومة بصمتها كنموذج يُحتذى به للشعوب الأخرى التي تسعى لتحرير أوطانها، وأصبح أفرادها قدوة يحتذى بها في النضال والمقاومة.
التحولات الجذرية في المنطقة العربية
1- تغيير موازين القوى:
أ- كانت معركة غزة الأخيرة هي نقطة تحول في موازين القوى الإقليمية. المقاومة، بقيادة غرفة العمليات المشتركة التي تجمع كل فصائل المقاومة كلها في غزة، أثبتت قدرتها على مواجهة واحدة من أكثر الجيوش تطورا في العالم.
هذا النجاح العسكري والسياسي أعاد تعريف دور المقاومة في الصراع العربي-الإسرائيلي، وأثبت أن القوة العسكرية ليست حكرا على الدول الكبرى.
ب– بدأت الدول العربية، التي كانت تعتمد في السابق على الدبلوماسية والتفاوض، تعيد تقييم استراتيجياتها. بعضها بدأ يدعم المقاومة بشكل علني، بينما بدأت أخرى في إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل، خاصة في ظل الضغوط الشعبية المتزايدة.
2- الصعود السياسي لفصائل المقاومة:
فلم تعد المقاومة مجرد حركات مسلحة، بل تحولت إلى قوى سياسية مؤثرة. فصائل مثل حماس والجهاد الإسلامي أصبحت تلعب أدوارا رئيسية في تشكيل السياسة الفلسطينية، بل وفي التأثير على السياسات الإقليمية.
أدى هذا التحول إلى إعادة تعريف مفهوم "المقاومة" في المنطقة العربية، حيث أصبحت رمزا للصمود والكرامة، وليس فقط للكفاح المسلح فقط.
3- التأثير على الشعوب العربية:
نجحت المقاومة في غزة إلهام الشعوب العربية التي تعاني من الاحتلال أو الأنظمة الاستبدادية. في لبنان، واليمن، ومصر، وسوريا، وحتى في دول المغرب العربي، بدأت تظهر حركات شعبية تستلهم نموذج غزة في نضالها من أجل الحرية.
هذا التأثير ليس عسكريا فقط، بل أيضا فكريا وسياسيا، حيث بدأت الشعوب ترى في المقاومة الفلسطينية نموذجا للتحرر من الهيمنة الخارجية.
وجه غزة بعد التحرير
1- إعادة الإعمار:
تواجه غزة بعد أكثر من عام من الدمار مهمة إعادة الإعمار. هذه المهمة ليست فقط بناء المباني والبنية التحتية، بل أيضا بناء الفرد والمجتمع والاقتصاد.
ستبدأ الدول العربية والدولية بعرض بمساعداتها لإعادة إعمار غزة، لكن التحدي الأكبر هو ضمان أن تكون هذه المساعدات مستدامة وتخدم مصالح الشعب الفلسطيني، وليس فقط مصالح الجهات المانحة.
2- التحول الاقتصادي:
ستفتح غزة مع انتهاء الحصار الذي فرضته إسرائيل لسنوات أبوابها على عالم جديد من الفرص الاقتصادية. قطاعات مثل السياحة، والزراعة، والتجارة كرافعات اقتصادية رئيسية للقطاع، وبالأخص في حالة إعادة بناء مطار غزة الدولي والميناء البحري.
ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر هو تحويل غزة من منطقة تعتمد على المساعدات إلى منطقة ذات اقتصاد مستقل ومزدهر.
3- التغيير الاجتماعي:
يعاني المجتمع الغزي لسنوات من الحروب والحصار، سيعيد بناء نفسه. الشباب، الذين كانوا في طليعة المقاومة، سيصبحون الآن في طليعة إعادة الإعمار.
ستلعب النساء أيضا أدوارا أكبر في المجتمع، ليس فقط كضحايا للحرب، بل كفاعلات رئيسيات في بناء المستقبل.
المقاومة كنموذج يُحتذى به
1- النضال من أجل الحرية:
أصبح نجاح المقاومة في غزة مصدر إلهام للشعوب الأخرى التي تسعى لتحرير أوطانها. في كشمير، بنغلاديش، والمنطقة العربية التي تعاني ويلات الحكم العسكري والاستبدادي منذ عقود طويلة، وحتى في مناطق أخرى من العالم، بدأت تظهر حركات تستلهم نموذج غزة في نضالها.
هذا النموذج ليس فقط عسكريا، بل أيضا سياسيا واجتماعيا، حيث أثبتت المقاومة أن النضال من أجل الحرية يتطلب إرادة شعبية قوية واستراتيجية واضحة.
2- الدروس المستفادة:
يمكننا استخلاص أحد أهم الدروس من تجربة غزة هو أن النضال من أجل الحرية يتطلب وحدة وطنية. ففصائل المقاومة المختلفة، على الرغم من اختلافاتها، تمكنت من توحيد صفوفها في مواجهة العدو المشترك.
وأهم درس آخر هو أهمية الصمود والإرادة. فبعد أكثر من عام من الحصار والحرب، تمكنت غزة من الصمود وإجبار العدو على التراجع والرضوخ لشروط المقاومة التي مارست فن التفاوض بأعلى مستوياته.
3- التحديات المستقبلية:
تواجه المقاومة رغم النجاحات تحديات كبيرة في المرحلة القادمة. أهم هذه التحديات هو تحويل النجاح العسكري إلى نجاح سياسي واقتصادي.
- أيضا، فإن المقاومة بحاجة إلى الحفاظ على وحدتها الوطنية، وتجنب الانقسامات التي يمكن أن تعيد إنتاج الأزمات القديمة.
يطل على غزة، بعد أكثر من 470 يوما من الصمود، مستقبل جديد مليء بالتحديات والفرص. التحولات الجذرية في المنطقة العربية، التي جاءت نتيجة نجاح المقاومة التي أعادت تعريف موازين القوى وألهمت الشعوب الأخرى في نضالها من أجل الحرية.
ومع إعادة الإعمار، تواجه غزة مهمة بناء مستقبل يعكس كفاحها وصمودها. المقاومة، من جانبها، تضع بصمتها كنموذج يُحتذى به، ليس فقط في النضال العسكري، بل أيضا في بناء مجتمع حر ومستقل.
فغزة اليوم ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للصمود والأمل، ونموذج للشعوب التي تسعى لتحرير أوطانها وامتلاك زمام أمورها.