عربي21:
2025-03-25@13:56:00 GMT

التطور السوري هل يعيد بناء التحالفات في المنطقة؟

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

طوال العقد الماضي، لم تهنأ أنظمة الحكم العربية حتى أخرجت الفاعلين الجدد القادمين من خارج نسقها السلطوي من منظومة الحكم العربي، لكن قبل أن تطمئن إلى استتباب أوضاعها نهائيا، جاء الزلزال السوري ليغير القواعد ويقلب الموازين في المنطقة، في طريقه إلى إعادة تشكيل المعادلات السابقة ومخرجاتها.

في تلك الأثناء، ثمة معادلة كان يُراد تثبيتها أبديا في المنطقة، تقوم على ضلعين: الأول، أن حكم الانظمة الحالية مثل القدر لا يمكن الخروج منه أو التغلب عليه.

والثاني، أن محاولات الشعوب، مهما بلغت تضحياتهم، لن تنتج أوضاعا جديدة، ومن ثم يتوجب أن يكف الداخل والخارج عن ألعابه ومحاولاته ويسلم الراية. ثم ماذا يريد الخارج؟ لا بشار الأسد ذلك الشخصية المعادية لمصالحه، ولا البيئة العربية عامة تشكل تهديدا لهذه المصالح، إذا اتركونا نصمم منطقتنا كما نريد، لنا الحكم في منطقتنا ولكم مصالحكم المضمونة.

يجب ألا ننكر أنه في السنوات الأخيرة باتت المحاولات التي تبذلها بعض الأطراف الساعية للتغيير مجرد أحلام هواة وحتى حفلات تعذيب، راحت تنفض الجماهير من حولها، فالجدران باتت عالية بينها وبين الوصول لأحلامها، وكل ما يجري فعله عبث لا طائل منه في ظل موازين قوّة مختلة بشدّة، وواقع إقليمي ودولي يرسم مسارات لا تلتقي مع هذه الأحلام حتى في الخيال.

السؤال المطروح اليوم في المنطقة عن تداعياته المحتملة وانعكاساته على أوزان الفاعلين الإقليميين وتأثيره على الأوضاع الداخلية ومنظومات الحكم العربية
في هذا الواقع، برز حالم استثنائي من غزة، يحيى السنوار، يرفض الاقتناع بالواقع، ويعتقد أن الأحلام ما زالت ممكنة، وأن تحقيقها وتجسيدها واقعا أمرا ليس مستحيلا، لم يكن معنيا بتقدير الحجوم العسكرية ولا المواقف الخارجية، حيّد كل هذه المعطيات، واشتغل في فضاء لا يوجد فيه غير حلمه الكبير ولا يتسع لغير طموحه ولا يحتمل المماطلة والانتظار، ففجر طوفانه الذي غيّر خارطة القوى في المنطقة، وفتح الباب لمسار جديد تصحو فيه الآمال من غفوتها التي كادت أن تتحوّل الى معطى نهائي في الواقع العربي.

في سوريا، وفي شمالها بالتحديد، كان هناك من يراقب ويحصي ويعد ويعيد تقدير الموقف بناء على المتغيرات الجارية؛ فسير المعارك والثقة التي كانت تطوي بها الفصائل المسلحة، أو لنسم الأشياء بمسمياتها: هيئة تحرير الشام، المدينة تلو الأخرى، كان نتيجة دراية كبيرة بقدرات الطرف الآخر وحدود إمكانياته ومدى فعالية الأطراف الداعمة له وقدرتها على التدخل الحاسم لصالحه.

ما حصل في سوريا قد حصل، لكن السؤال المطروح اليوم في المنطقة عن تداعياته المحتملة وانعكاساته على أوزان الفاعلين الإقليميين وتأثيره على الأوضاع الداخلية ومنظومات الحكم العربية. ما حصل يشبه طوفان الأقصى من حيث عدم القدرة على توقعه أو تصور إمكانية حدوثه، وهو حدث صادم ومن خارج السياق الذي تم ترتيب الوضع الإقليمي على أساسه على مدار الأعوام الأخيرة، وهنا لا بد من التفريق بين الحسابات الامنية والجيوسياسية بالنسبة للفاعلين الخارجيين جراء التغيير الحاسم للبيئة الاستراتيجية السورية.

على الصعيد الأمني: ثمة اعتقاد يسود في المنطقة بأن سوريا تسير باتجاه الأفغنة لا محالة، نظرا للحالة السورية في ظل وجود العديد من الفصائل التي سبق أن خاضت مع بعضها حروب طاحنة في الشمال، حتى في ظل وجود مخاطر جمة عليها جميعا، ثم إن هيئة تحرير الشام بسلوكها الاحتكاري الإقصائي تدعم هذا المسار وترجحه بدرجة كبيرة، ومن ثم فإن المخرج الوحيد الممكن للوضع في سوريا هو السير في طريق الجلجلة الأفغاني، من المرجح أن تعاود المنطقة سياسة التحالفات التي سادت في العقد الماضي بناء على المتغير السوري الذي ترى فيه أطراف أنه يشكل فرصة لها، فيما تصنفه أطراف أخرى في باب المخاطر الداهمة التي تواجهها ولا بد من صياغة استراتيجيات مناسبة ضمن كتلة تحالفية تلتقي مصالحها مع بعضها للخروج من هذا الوضعالذي ستكون تداعياته كبيرة على المستوى الإقليمي ولن ينجو أحد من هذه التداعيات، وقد عبرت الدول الإقليمية عن مخاوفها هذه في قمة العقبة بصراحة وشفافية.

على الصعيد الجيوسياسي: خلقت التطورات في سوريا وضعا جديدا، أدى الى تقوية أدوار وأوراق أطراف إقليمية على حساب أطراف أخرى، وهذا التغيير حصل عنوة ودون الاتفاق حول طاولة مفاوضات بخصوصه، وهو ما يخالف سياق التقارب الحاصل في المنطقة والتفاهمات التي أرستها السياسات الإقليمية وفواعلها في السنوات الأخيرة، ما يستدعي إزاء ذلك اصطفافات جديدة وصياغة تحالفات مختلفة يعزّز من خلالها الرابحون أوراقهم، و يستدرك الخاسرون ما فاتهم والتقليل من حجم الخسائر المنتظرة بالنسبة لهم.

انطلاقا من هذه النقطة الأخيرة، ومن واقع الخبرة في سلوك وسياسات الفاعلين الإقليميين في المنطقة، من المرجح أن تعاود المنطقة سياسة التحالفات التي سادت في العقد الماضي بناء على المتغير السوري الذي ترى فيه أطراف أنه يشكل فرصة لها، فيما تصنفه أطراف أخرى في باب المخاطر الداهمة التي تواجهها ولا بد من صياغة استراتيجيات مناسبة ضمن كتلة تحالفية تلتقي مصالحها مع بعضها للخروج من هذا الوضع.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا التغيير مخاطر تحالفات سوريا تحالف مخاطر تغيير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

5 شهداء في ريف درعا جنوبي سوريا جراء قصف وتوغل إسرائيلي (شاهد)

سقط 5 شهداء في بلدة كويا في ريف درعا جنوبي سوريا، الثلاثاء، جراء قصف إسرائيلي استهدف المنطقة بالتزامن مع توغل جيش الاحتلال بريا، حسب بيان صادر عن المحافظة.

وأفادت محافظة درعا بوقوع 5 شهداء وعدة إصابات بينهم امرأة إثر قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء توغلها على بلدة كويا غرب درعا، تبعه قصف بعدة قذائف دبابات على البلدة.

وأشارت إلى أن هناك حالة من الخوف والهلع بين المواطنين في البلدة الواقعة في منطقة حوض اليرموك، وذلك بالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع في سماء المنطقة.


وأسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على بلدة كويا عن حالات نزوح من أهالي المنطقة، وفقا لما صدر عن المحافظة.

وأظهرت لقطات مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي لحظات إسعاف الأهالي عددا من الجرحى الذين أصيبوا أثناء عمليات توغل الاحتلال الإسرائيلي في بلدة كويا.

عاجل : عملية إسعاف الجرحى في بلدة كويا بمنطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي أثناء اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي للبلدة#درعا pic.twitter.com/8sMAHiLLG9 — Omar Alhariri (@omar_alharir) March 25, 2025 #درعا24: مشاهد من تحليق مروحية إسرائيلية فوق قرية كويا في منطقة حوض اليرموك بريف درعا.#درعا #كويا #اسرائيل #درعا24 pic.twitter.com/mkIqljmx2H — Daraa 24 - 24 درعا (@Daraa24_24) March 25, 2025
يأتي ذلك على وقع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليات توغل برية في الأراضي السورية، موسعا احتلاله للجولان منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وذلك بالرغم من مطالبات الحكومة في دمشق بانسحاب جيش الاحتلال.

وفي 17 آذار /مارس الجاري، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على مواقع في محيط محافظة درعا جنوب سوريا، ما أسفر عن سقوط شهيدين وإصابة آخرين.

وأفادت وسائل إعلام سورية آنذاك باستهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لفوج 175 في مدينة إزرع شمال محافظة درعا ومستودعات تابعة للواء 132، ما أسفر عن استشهاد اثنين وإصابة 19 آخرين بجروح بينهم أطفال.

وأدانت وزارة الخارجية السورية أدانت "بأشد العبارات" الغارات الجوية الإسرائيلية على درعا، مشددة على أن العدوان الإسرائيلي "جزء من حملة تشنها إسرائيلي ضد الشعب السوري والاستقرار في البلاد".


ودعت الخارجية السورية، في بيان، "الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع الهيئات الدولية المسؤولة إلى التحرك دون تأخير لوضع حد لهذه التصرفات غير القانونية وتطبيق اتفاق 1974".

واستغلت دولة الاحتلال التطورات الأخيرة في المنطقة، واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية "فض الاشتباك" لعام 1974، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.

كما احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي قمة جبل الشيخ السوري الاستراتيجية، مصعدا اعتداءاته على الأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد.

ومنذ عام 1967، تحتل "إسرائيل" 1150 كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة مساحتها 1800 كيلومتر مربع، وأعلنت ضمها إليها في عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

مقالات مشابهة

  • خمسة قتلى بقصف اسرائيلي على بلدة في جنوب سوريا  
  • وزير خارجية العراق وأبو الغيط يبحثان الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجه الدول العربية
  • تقرير مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية 2024.. سوريا والصومال في الصدارة
  • 5 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف بلدة «كويا» جنوب سوريا
  • تصعيد عسكري في الجنوب السوري: قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على بلدة كويا
  • 5 شهداء في ريف درعا جنوب سوريا جراء قصف وتوغل إسرائيلي (شاهد)
  • 5 شهداء في ريف درعا جنوبي سوريا جراء قصف وتوغل إسرائيلي (شاهد)
  • وزير أردني سابق: إسرائيل تختلق ذرائع لتحقيق أهدافها وتغيير المنطقة
  • وسط تصاعد التوترات الآسيوية.. البنتاجون يعيد رسم خريطة دفاعه في اليابان
  • مبعوث الأمم المتحدة: المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية جمعت بين التطور والاستدامة