دراسة تكشف تأثيرات مختلفة لالتهاب الدماغ على السلوك حسب الجنس
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
أستراليا – وجدت دراسة أن الالتهاب في الحصين، مركز الذاكرة في الدماغ، يغير بشكل ملحوظ سلوك ودوافع الفئران، مع وجود فروقات واضحة بين الذكور والإناث.
ويلعب الحصين دورا حاسما في تكوين الذاكرة والتعلم وتنظيم العواطف. ويحدث الالتهاب العصبي الحصيني في مجموعة من الأمراض والاضطرابات مثل ألزهايمر والتصلب المتعدد والاكتئاب.
وغالبا ما يعاني المصابون بهذه الأمراض من أعراض شائعة مثل اللامبالاة وصعوبة الأنشطة اليومية والتغيرات في تفضيلات الطعام. وتميل هذه الأعراض أيضا إلى أن تكون أكثر حدة لدى النساء منها لدى الرجال.
وقالت الدكتورة لورا برادفيلد، مديرة مختبر الدماغ والسلوك بجامعة التكنولوجيا في سيدني (UTS)، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “على الرغم من أن الالتهاب في الحصين ليس المسؤول الوحيد عن التغيرات في السلوك، إلا أنه من المحتمل أن يحفز نشاطا دماغيا أوسع يؤثر على السلوك”.
وأضافت: “تشير هذه الدراسة إلى أن العلاجات التي تستهدف التهاب الأعصاب في الحصين قد تساعد على تقليل الأعراض المعرفية والسلوكية في هذه الأمراض وتحسين صحة الدماغ، خاصة لدى النساء”.
وقام الباحثون بتحريض الالتهاب عن طريق تعريض خلايا الحُصين لدى الفئران في المختبر لـ “عديد السكاريد الشحمي” (Lipopolysaccharide)، المعروف اختصارا بـ LPS، وهو سم بكتيري يثير استجابة مناعية قوية.
ووجدوا أن السم ينشط الخلايا العصبية فقط في وجود أنواع أخرى من خلايا الدماغ مثل الخلايا الدبقية الصغيرة والخلايا النجمية. وهذا يسلط الضوء على التفاعل المعقد بين أنواع الخلايا المختلفة أثناء الالتهاب.
ولفحص السلوك، حقن الباحثون “عديد السكاريد الشحمي” مباشرة في حصين الفئران وراقبوا نشاطهم وسلوكيات البحث عن الطعام.
واكتشف الباحثون أن الالتهاب العصبي يزيد من مستويات الحركة والنشاط لدى كلا الجنسين، ولكن كان له تأثير أكثر وضوحا على سلوكيات البحث عن الطعام لدى الإناث.
وقالت الدكتورة كيروثيكا غانيسان، المؤلفة الرئيسية للدراسة، من جامعة التكنولوجيا في سيدني، إن الدراسة تؤكد على أهمية مراعاة التأثيرات الخاصة بالجنس عند تطوير علاجات للأمراض العصبية.
وأضافت: “توفر هذه النتائج رؤى جديدة حول كيفية تأثير الالتهاب العصبي على وظائف المخ، ما قد يمهد الطريق لعلاجات جديدة تعالج الأعراض السلوكية والإدراكية لمجموعة من الأمراض. ونأمل أن تركز الأبحاث المستقبلية على فهم الآليات وراء هذه التأثيرات الخاصة بالجنس، بما في ذلك تأثير الهرمونات مثل الإستروجين، وتداعياتها على صحة المخ”.
نشرت الدراسة في مجلة Brain Behavior and Immunity.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
من بينها المشي .. تمارين تعزز الذاكرة وتزيد التركيز
كشفت دراسة حديثة أن التمارين البسيطة مثل المشي السريع أو الرقص أو حتى صعود السلالم يمكن أن تعزز الذاكرة لمدة تصل إلى 24 ساعة.
وأشارت النتائج إلى أن النشاط البدني له تأثيرات إيجابية على الأداء المعرفي على المدى القصير.
الدراسة التي شملت 76 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 50 و 83 عامًا، أظهرت أن الأنشطة البدنية المعتدلة إلى القوية ساهمت في تحسين درجات الذاكرة في اليوم التالي.
أجهزة تتبع النشاط
وبحسب صحيفة “إكسبريس” البريطانية، ارتدى المشاركون أجهزة تتبع النشاط لمدة 8 أيام وأكملوا اختبارات دماغية يومية. وأظهرت النتائج أن التمرين يحسن تدفق الدم إلى الدماغ ويحفز إفراز الناقلات العصبية، مما يساعد على تعزيز الوظائف المعرفية.
وقالت الدكتورة ميكايلا بلومبيرغ، الباحثة الرئيسية في الدراسة من معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية بجامعة UCL: "تشير نتائجنا إلى أن فوائد الذاكرة قصيرة المدى للنشاط البدني قد تستمر لفترة أطول مما كان يُعتقد سابقًا، ربما حتى اليوم التالي بدلاً من ساعات قليلة فقط بعد التمرين."
وأضافت الدراسة أيضًا أن النوم يلعب دورًا أساسيًا في تحسين الذاكرة. فقد أظهرت البيانات أن المشاركين الذين حصلوا على نوم عميق وكافٍ سجلوا تحسنًا أكبر في الأداء المعرفي. من جانبه، شدد الأستاذ أندرو ستيبتو، الباحث المشارك في الدراسة من جامعة UCL، على أهمية الحفاظ على وظائف الدماغ الجيدة من أجل حياة مستقلة وذات جودة عالية، خاصة بالنسبة لكبار السن.
في حين تؤكد الدراسة على إمكانية أن يساهم التمرين في الحفاظ على صحة الدماغ، فإن الباحثين أكدوا على ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث باستخدام عينات أكبر لتأكيد هذه النتائج. ومع ذلك، توفر هذه الدراسة رؤى قيمة حول كيفية دعم النشاط البدني للصحة المعرفية على المدى القصير.