أستراليا – وجدت دراسة أن الالتهاب في الحصين، مركز الذاكرة في الدماغ، يغير بشكل ملحوظ سلوك ودوافع الفئران، مع وجود فروقات واضحة بين الذكور والإناث.

ويلعب الحصين دورا حاسما في تكوين الذاكرة والتعلم وتنظيم العواطف. ويحدث الالتهاب العصبي الحصيني في مجموعة من الأمراض والاضطرابات مثل ألزهايمر والتصلب المتعدد والاكتئاب.

وغالبا ما يعاني المصابون بهذه الأمراض من أعراض شائعة مثل اللامبالاة وصعوبة الأنشطة اليومية والتغيرات في تفضيلات الطعام. وتميل هذه الأعراض أيضا إلى أن تكون أكثر حدة لدى النساء منها لدى الرجال.

وقالت الدكتورة لورا برادفيلد، مديرة مختبر الدماغ والسلوك بجامعة التكنولوجيا في سيدني (UTS)، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “على الرغم من أن الالتهاب في الحصين ليس المسؤول الوحيد عن التغيرات في السلوك، إلا أنه من المحتمل أن يحفز نشاطا دماغيا أوسع يؤثر على السلوك”.

وأضافت: “تشير هذه الدراسة إلى أن العلاجات التي تستهدف التهاب الأعصاب في الحصين قد تساعد على تقليل الأعراض المعرفية والسلوكية في هذه الأمراض وتحسين صحة الدماغ، خاصة لدى النساء”.

وقام الباحثون بتحريض الالتهاب عن طريق تعريض خلايا الحُصين لدى الفئران في المختبر لـ “عديد السكاريد الشحمي” (Lipopolysaccharide)، المعروف اختصارا بـ LPS، وهو سم بكتيري يثير استجابة مناعية قوية.

ووجدوا أن السم ينشط الخلايا العصبية فقط في وجود أنواع أخرى من خلايا الدماغ مثل الخلايا الدبقية الصغيرة والخلايا النجمية. وهذا يسلط الضوء على التفاعل المعقد بين أنواع الخلايا المختلفة أثناء الالتهاب.

ولفحص السلوك، حقن الباحثون “عديد السكاريد الشحمي” مباشرة في حصين الفئران وراقبوا نشاطهم وسلوكيات البحث عن الطعام.

واكتشف الباحثون أن الالتهاب العصبي يزيد من مستويات الحركة والنشاط لدى كلا الجنسين، ولكن كان له تأثير أكثر وضوحا على سلوكيات البحث عن الطعام لدى الإناث.

وقالت الدكتورة كيروثيكا غانيسان، المؤلفة الرئيسية للدراسة، من جامعة التكنولوجيا في سيدني، إن الدراسة تؤكد على أهمية مراعاة التأثيرات الخاصة بالجنس عند تطوير علاجات للأمراض العصبية.

وأضافت: “توفر هذه النتائج رؤى جديدة حول كيفية تأثير الالتهاب العصبي على وظائف المخ، ما قد يمهد الطريق لعلاجات جديدة تعالج الأعراض السلوكية والإدراكية لمجموعة من الأمراض. ونأمل أن تركز الأبحاث المستقبلية على فهم الآليات وراء هذه التأثيرات الخاصة بالجنس، بما في ذلك تأثير الهرمونات مثل الإستروجين، وتداعياتها على صحة المخ”.

نشرت الدراسة في مجلة Brain Behavior and Immunity.

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

دراسة: ذكريات الطفولة المبكرة تبقى مخزنة في الدماغ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت دراسة طبية حديثة قام بإجرائها فريق من الباحثين بجامعة كولومبيا فى نيويورك أن ذكريات الطفولة المبكرة تبقى مخزنة في الدماغ، وفقا لما نشرته مجلة :Naukatv.ru.

وأوضحت عالمة الأعصاب تريستان ييتس أن هناك احتمال في أن ذكريات الطفولة المبكرة لا تزال مخزّنة في الدماغ ولكن لا يمكن الوصول إليها ولإلقاء الضوء على هذه المسألة استخدم العلماء التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لفحص أدمغة 26 طفلا تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر وسنتين وعرض على الأطفال صورة لوجه جديد أو منشأة، أو مشهد لمدة ثانيتين ثم أعيد عرض نفس الصورة بعد حوالي دقيقة وتم قياس نشاط الحصين (منطقة رئيسية في الدماغ مسؤولة عن تخزين المعلومات)، كلما كان النشاط أعلى عندما رأى الطفل الصورة الجديدة لأول مرة، زاد الوقت الذي قضاه في النظر إليها عند إعادة عرضها، وبما أن الرضع عادة ما ينظرون لفترة أطول إلى الأشياء المألوفة فإن هذه النتيجة تشير إلى أنهم يتذكرون ما يرونه.

وقال عالم النفس نيك تورك-براون من جامعة "ييل": إن هذه الدراسة أكدت قدرة الطفل على حفظ المعلومات.

وأضاف: على الرغم من أننا لاحظنا ذلك لدى جميع الرضع في دراستنا، كانت الإشارة أقوى لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهرا مما يشير إلى مسار تطوري محدد لقدرة الحُصين على ترميز الذكريات الفردية.

وقالت عالمة الأعصاب السلوكية إيمي ميلتون من جامعة "كامبريدج": ليس من السهل الحصول على بيانات من أطفال صغار جدا، إلا أننا اقتنعنا بأن الحُصين غير الناضج قادر على تحفيز الذاكرة العرضية على الأقل.

بالتالي فإن عدم قدرة البالغين على تذكر سنواتهم الأولى قد يكون مرتبطا بمشكلة في استرجاع الذكريات ووضح تورك-براون ذلك بـالتناقض بين الطريقة التي تم بها تخزين الذكريات والإشارات التي يستخدمها الدماغ لمحاولة استعادتها.

قد يكون هذا مرتبطا بالاختلافات الجذرية بين تجربة الرضيع وتجربة البالغ، حيث يمكن لدماغ البالغ وضع ما يراه ويسمعه في سياقه وتصنيفه بشكل مناسب. 

وأظهرت التجارب على الفئران نتائج مماثلة ففي دراسة عام 2016 استخدم علماء الأعصاب تقنية البصريات الوراثية (optogenetics)  لتنشيط الخلايا العصبية التي ترمّز ذكريات الطفولة لدى الفئران البالغة فوجدوا أن هذه الذكريات لا تزال موجودة.

مقالات مشابهة

  • 4 فيروسات تهدد العالم بالجائحة التالية
  • دراسة: ذكريات الطفولة المبكرة تبقى مخزنة في الدماغ
  • دراسة جديدة تكشف وهمًا غير مألوف قد يساعد في تخفيف الألم
  • سرطان البروستاتا.. دراسة تكشف العلاقة بين "الفحص والوفاة"
  • دراسة تكشف. هل يزيد السهر خطر الإصابة بالاكتئاب؟
  • دراسة تكشف سر الطفولة الضائعة.. لماذا تختفي ذكرياتنا الأولى؟
  • دراسة تكشف عن تأثير نمط نوم محدد على الصحة العقلية
  • دراسة جديدة تكشف عن سبب عدم قدرتك على استرجاع ذكريات الطفولة
  • دراسة تكشف: آلة القهوة الحديثة مضرة بالصحة
  • سرطان البروستاتا..دراسة تكشف خطأً شائعاً يرفع خطر الوفاة بنسبة 45%