20 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: في خطوة لافتة وغير مسبوقة، خرج مئات السوريين إلى ساحة الأمويين في قلب العاصمة دمشق، رافعين شعارات تطالب بدولة مدنية ديمقراطية، في مظاهرة مثيرة للجدل. هذه الحركة تأتي بعد أيام قليلة من وصول ائتلاف الفصائل المتشددة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى السلطة إثر الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

المتظاهرون، الذين ضموا شابات وشباباً من خلفيات متنوعة، عبروا عن مطالبهم في هتافات مثل “الدين لله والوطن للجميع”، ورفعوا لافتات تدعو إلى “دولة المواطنة والقانون” و”العلمانية”. من بين اللافتات، برزت عبارة لافتة تقول: “نريد ديمقراطية وليس دينوقراطية”، في إشارة واضحة إلى رفض هيمنة أي تيار ديني على النظام السياسي.

رسائل مدنية وشهادات شخصية
أيهم عمر همشو، وهو أحد المشاركين في المظاهرة، وصف هذا الحراك بأنه “صرخة من الشعب السوري”، بعد عقود من الحكم الاستبدادي. همشو، الذي يعمل في مجال تصنيع الأطراف الاصطناعية، شدد على أن السوريين يتطلعون إلى بناء دولة تعتمد على صناديق الاقتراع وليس على الهيمنة الأيديولوجية.

فيما أكدت الممثلة رغدة الخطيب، التي كانت بين المتظاهرين، على ضرورة إشراك النساء في عملية بناء الدولة الجديدة، مشيرة إلى أن المرأة السورية كانت ولا تزال شريكة في النضال منذ اندلاع الصراع، ووصفت هذا التحرك بأنه “محاولة استباقية لقطع الطريق أمام أي مشروع متشدد”.

جدل واسع وردود أفعال
أثارت هذه التظاهرة تفاعلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسم السوريون بين مؤيد ومعارض. البعض وصفها بالتحرك “المشبوه” نظراً لتزامنها مع بداية عهد السلطة الجديدة، بينما رأى آخرون أنها تعكس الحق المشروع للسوريين في التعبير عن تطلعاتهم في أي وقت.

إلى جانب ذلك، واجهت المظاهرة انتقادات من الذين رأوا أنها ضمت شخصيات دعمت النظام السابق، مما أثار تساؤلات حول مصداقية هذه الدعوات.

تصريحات مثيرة من السلطة الجديدة
الجدل تضاعف بعد تصريحات عبيدة أرناؤوط، المتحدث باسم الإدارة السياسية للسلطة الجديدة، الذي اعتبر أن تمثيل المرأة في مواقع صنع القرار “سابق لأوانه”، وهو ما أثار استياء العديد من النساء المشاركات في المظاهرة.

هذا المشهد يعكس بوضوح التعقيدات التي تواجه سوريا في مرحلتها الانتقالية الجديدة، حيث تتداخل المطالب الشعبية مع التجاذبات السياسية في بلد لا يزال يبحث عن هويته المستقبلية بعد سنوات من الحرب والمعاناة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

«بهي الدين»: معرض القاهرة للكتاب سيكون معبرا عن رؤية مصر للجمهورية الجديدة

قال أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، إن يوم الخميس المقبل 23 يناير سيشهد انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 وهذا هو الحدث الثقافي الأكبر على مستوى الإقليم والوطن العربي.

وأضاف «بهي الدين»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين لمياء حمدين ويارا مجدي، ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب سيشهد تطوير كبير في هذه الدورة وهذا سينعكس على المردود الإيجابي للقارئ المصري والعربي.

أشار إلى أن معرض القاهرة للكتاب ليس مجرد سوق للكتب بل المعرض له طبيعة خاصة تميزه منذ إنشاءه سنة 1969  وحتى هذه اللحظة هو حدث ثقافي قومي يتضافر ويناقش كل الأفكار والقضايا والرؤى.

وتابع: « هناك حرص شديد من الدولة المصرية على أن يكون هذا الحدث معبرًا عن رؤية الجمهورية الجديدة في بناء الوعي وثقل الشخصية الوطنية، خاصًة ان هذا المعرض يأتي تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي».

مقالات مشابهة

  • “هذا جنون لا يستوعبه العقل”… القساميون النُّخبة في ساحة السَّرايا بغزَّة يستفزُّون اعلام العدو
  • إتلاف نحو 100 مليون حبة كبتاغون في دمشق
  • من هو ماهر النعيمي الذي عاد لسوريا بعد غياب 14 عاما؟ (شاهد)
  • من هو ماهر النعيمي الذي عاد لسوريا بعد غياب 14 عام؟ (شاهد)
  • الإيرانيون والإسرائيليون ممنوعون من دخول سوريا
  • «بهي الدين»: معرض القاهرة للكتاب سيكون معبرا عن رؤية مصر للجمهورية الجديدة
  • عباس يعرض “خطة” لتولي “السلطة” مسؤولية غزة  
  • أبناء مأرب يحتشدون في 15 ساحة بمسيرات “مع غزة .. ثبات وانتصار”
  • ماذا قال باسم ياخور عن السلطة الجديدة في سوريا؟
  • شاهد مقطع فيديو للطيار الحربي الذي تمكن من إدخال صاروخ في نفق ضيق كان يتمركز تحته “الدعامة” وبسببه تم تحرير مدني