سودانايل:
2025-04-07@03:44:18 GMT

الزار وتلبس الأرواح

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

د. محمد عبد الله الحسين

مقدمة:
يعتبر موضوع تلبس الأرواح من الموضوعات الشائقة المرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة البشر في كثير من المجتمعات خاصة المجتمعات الشرقية. تم إجراء الكثير من الأبحاث حول هذه الظاهرة من قبل المنتمين لهذه المجتمعات، كما اهتم بها الباحثون الغربيون بشكل خاص. جاء اهتمام الباحثون والكتاب الغربيون بموضوع تلبس الأرواح والطقوس المرتبطة به في الشرق ضمن محاولات الغرب لفهم الشرق باعتباره منطقة تتسم بالجاذبية والغرائبية والغموض، وكذلك لأسباب تندرج ضمن بعض أجندة الاستشراق الخفية.

ضمن هذا السياق تم تصنيف طقوس التلبس والطقوس المرتبطة به ضمن ما يسمى ب (المتلازمات الإثنية) باعتبارها تُمارس من قِبل مجتمعات متميزة إثنياً.
تلبس الأرواح والمتلازمات الإثنية:
أٌطلِق مصطلح المتلازمات الُإثنية على طقوس تلبس الأرواح والزار والطقوس المشابهة له تعبيرا عن ارتباطها بمجتمعات محددة ذات تمايز إثني وفق نظرة الدراسات الغربية في هذا الصدد.
يقصد بالمتلازمات الأعراض المتعددة المصاحبة لتلبس الأرواح، وهي الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب خلال ممارسة طقوس تلبس الأرواح. تشمل تلك الأعراض أو المتلازمات حالات مختلفة تتراوح بين السقوط وفقدان الوعي المؤقت وجحوظ الأعين وخروج الزبد من الفم أو ونوبات من التشنج الهياج والصراخ. وأحيانا تشمل الأعراض كذلك التلفظ بعبارات أو كلمات من لهجات او لغات غريبة الخ.
وفقا لما جاء في الدليل التشخيصي الإحصائي للأمراض العقليةWHAT IS DSM-III-TR ، هناك 29 نوع من المتلازمات الإثنية. يرى (بورغينيون 1979) أن 90% من المجتمعات تؤمن بوجود الأرواح بشكل من الأشكال، وأن 50% من هذه المجتمعات لديها ‏تقاليد راسخة حول تلبس الأرواح. ‏ تراوح النظر إلى الأرواح في المجتمعات المختلفة باعتبارها كائنات غير مرئية ولكن لها تأثيراتها التي تؤمن بها كثير من المجتمعات بغض النظر عن درجة تحضرها أو قربها أو بعدها عن المعتقدات الدينية المختلفة.
تعتبر الأرواح لدى كثير من المجتمعات ذات تأثيرات ضارة أو غير مرغوب. تتسبب الأرواح حسب المعتقدات السائدة في التأثير على حياة الأشخاص مثل الإنجاب أو الصحة أو الزواج. ترتبط التصورات عن الأرواح في معظم المجتمعات بكونها كائنات ضارة أو شريرة ترتبط بالجن أو الشيطان أو الأشباح. لتجنب التأثيرات الضارة للأرواح هناك سلسلة من الممارسات ومن الطقوس والترتيبات المحددة ‏ وفقاً لثقافة كل مجتمع من أجل إرضاء هذه الأرواح وبالتالي تجنب غضبها. يتم التعامل مع الأرواح في معظم المجتمعات الممارسة لهذه الطقوس من خلال وسطاء متخصصون يمثلون حلقة الوصل بين المريض وبين تلك الأرواح.
تلبس الأرواح من منظور علم النفس وعلم الاجتماع:
ينظر إلى الزار والطقوس الرقصية حسب علم الاجتماع والأنثروبولوجي باعتبارها طقوس اجتماعية تستند على تراث ثقافي للمجتمعات التي تمارس تلك الطقوس. في المقابل ينظر علم النفس إلى تلك المتلازمات الإثنية من حيث هي سلوكا فرديا للنفس ومن حيث انتقالها كذات تتقمص هوية فردية في إطار مراحل التلبس والانتقال من هوية لهوية أخرى. تجدر الإشارة إلى أن علم النفس الغربي ينظر إلى الأشخاص المصابين بالتلبس وتقمصهم لأوضاع نفسية تتضمن حالات من اللاوعي والانفصام المؤقت باعتبارها اضطرابات نفسية أو عقلية. في المقابل ساعد علم النفس الاجتماعي في الاقتراب أكثر نحو فهم موضوع تلبس الأرواح أي المتلازمات الاثنية وذلك من خلال النظر إليها من جوانبها النفسية بالإضافة لأبعادها الاجتماعية والثقافية. يتضح ذلك بشكل أكثر تحديدا من خلال النظر إلى تلك المتلازمات الإثنية (مثل الزار والطقوس المشابهة له) ضمن الطقوس الاجتماعية والفردية. الجانب الأهم في هذه النقطة هو النظر إلى تلك الطقوس من خلال تداخل وتشابك الهويات الفردية للشخص المتلبس في إطار حالة الاستحضار أو التلبس possession وانتقاله من هوية لأخرى. حيث يحدث كل ذلك ذلك ضمن سياق وقبول ومشاركة اجتماعية في تلك الطقوس. يتضح جلياً إذن أن ‏في انتقال الشخص المتلبس من حالة الوعي الكاملة إلى حالة الانفصام وفقدان الوعي وتقمص مؤقت لهوية أو لشخصية أخرى، حيث يتم ذلك بشكل متناسق ضمن طقوس وترتيبات آمنة بل وأحيانا تكون مصحوبة الرضا والابتهاج من الجميع.
**للموضوع بقية.

mohabd505@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من المجتمعات علم النفس من خلال

إقرأ أيضاً:

كارثة جديد في أمريكا.. العواصف والحرائق تحصد عشرات الأرواح وتتسبب بدمار كبير

قتل 7 أشخاص على الأقل جراء عواصف وأعاصير عنيفة في الولايات المتحدة، حيث شهدت ولايات عدة، من أركنساس وصولا إلى أوهايو، رياحا عنيفة مصحوبة أحيانا بأعاصير وأمطار غزيرة، تسببت أيضا بتضرر مبانيَ واقتلاع أشجار وانقلاب سيارات.

وبحسب وسائل إعلام محلية، ذكرت السلطات في ولاية تينيسي، أن “خمسة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم نتيجة سوء الأحوال الجوية، ولقي أب وابنته مصرعهما في مقاطعة فاييت بولاية تينيسي بعد أن انقلب منزلهما الجاهز بسبب إعصار، كما أبلِغ عن وفيات أخرى في ولاية ميسوري، وكذلك في إنديانا حيث أفيد بتعرض رجل للصعق بعد اصطدام سيارته بخط كهرباء”.

وبحسب المعلومات، “أغلقت المدارس في ولايات عدة متأثرة بالعواصف، بما في ذلك ناشفيل عاصمة ولاية تينيسي”، وحذّر حاكم ولاية كنتاكي أندي بيشير، على منصة إكس من “أحد أخطر الأحداث الجوية”.

ووفقا لموقع مراقبة الطاقة “باور آوتدج دوت يو إس”، “انقطع التيار الكهربائي عن حوالى 230 ألف مشترك، يوم الخميس، في ولايات عدة”.

ووفقا لخدمات الأرصاد الجوية الأمريكية، “هذا الطقس الذي قد يتسبب في فيضانات مدمرة، يُتوقع أن يستمر حتى السبت”.

ارتفاع عدد قتلى حريق الغابات في لوس أنجلوس إلى 30 شخصا

أكدت السلطات الأمريكية أن “حصيلة القتلى جراء حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت مقاطعة لوس أنجلوس ودمرت آلاف المنازل، في وقت سابق من هذا العام، ارتفعت إلى 30 قتيلا”.

وقال مكتب الفحص الطبي في بيان: إن “التحقيق توصل إلى أن إجمالي الوفيات الناجمة عن الحريق إلى 18 شخصا، كما توفي اثنا عشر شخصا في حريق باليسادس”.

هذا “واندلع الحريقان خلال رياح عنيفة في 7 يناير الماضي، وتسببا في تدمير نحو 17 ألف مبنى، ومن بينها منازل ومدارس وشركات”.

مقالات مشابهة

  • دون إصابات.. قطار يصدم ميكروباص بأسوان
  • دعوات استيطانية لذبح “القرابين” داخل الأقصى بالتزامن مع عيد “الفصح” اليهودي
  • لعبة الموت وصرخات الأبرياء.. إلقاء الحجارة على القطارات «جريمة» تهدد الأرواح
  • الأرواح الشريرة الحل الأخير لمأساة العراق
  • هل الله يأمر ملك الموت بقبض الأرواح لهذه السنة في شوال؟.. انتبه
  • أكرم حسني: أحمد عبد الوهاب كان بيرقص في الكابتن مثل البطاريق
  • السيطرة على حريق منزل بالشرقية
  • وزير الإسكان يصدر حزمة توجيهات لمسئولي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة
  • وزير الإسكان يتابع ملفات العمل بـ"المجتمعات العمرانية الجديدة".. ويصدر حزمة من التوجيهات
  • كارثة جديد في أمريكا.. العواصف والحرائق تحصد عشرات الأرواح وتتسبب بدمار كبير