لماذا يركز موقعي الالكتروني على قضايا الخرطوم، صنعاء، الدوحة.. ولندن ؟
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
دشنت قبل أيام موقعي الإلكتروني
www.mohamedelmaki.com
أسباب هذه الإطلالة كثيرة ، هي أولا خطوة نحو توثيق بعض حروفي المكتوبة والمسموعة والمرئية، لتعكس ملامح محطات ومواقف، ومتاعب مسيرة صحافية أعتز بها، وانطلقت عبر سفر طويل من الخرطوم إلى صنعاء، الدوحة، ثم لندن،
مسيرتي الصحافية تناولت قضايا ساخنة، سودانية، يمنية، قطرية، خليجية، فلسطينية، ودولية، وانطلقت عبر عدد من الوسائل الإعلامية، فشملت الصحافة المكتوبة، المسموعة، المرئية، الإلكترونية، وشبكات التواصل الإجتماعي.
إنها تجربة صحافي ميداني، غطى الأحداث من قلب ساحاتها، لا من رصيف الأحداث.
ما أعتز به أيضا أنني لم أتردد في التعبير عن آرائي بشأن قضايا ساخنة في السودان والمنطقة العربية والعالم، أحمد الله أنني كتبت وسجلت بصوتي قناعاتي، وهي قابلة للصواب والخطأ كأي تجربة إنسانية.
مسيرتي الصحافية بدأت في المدينة التاريخية صنعاء، عاصمة اليمن، هناك انطلق مشواري الأول في مؤسسة “الثورة” ، بعدما وُضعت أمامي عراقيل حالت دون التحاقي بمؤسسة صحافية في السودان، بعد اكمال الدراسة الجامعية في مجال الصحافة والإعلام، رغم أنني كنت أكتب في صحيفة سودانية خلال فترة الدراسة الجامعية.
كانت صنعاء هي الخيار المتاح..
صحيفة “الثورة” اليومية اليمنية احتضنتني، هناك اتيحت لي أوسع فرص العمل الصحافي، زرت مناطق يمنية ،نشرت تحقيقات، كتبت مقالات، أجريت مقابلات، وبعدما تعمقت الثقة في أدائي المهني ومعرفتي بشؤون البلد تطور دوري من محرر إلى مساعد لرئيس التحرير، وكُلفت مع عدد محدود من الزملاء بكتابة افتتاحية “الثورة” وهي الصجيفة الحكومية اليومية ، خصوصا حينما يسافر رئيس التحرير الراحل العزيز، الأستاذ محمد الزبيدي، مرافقاً للرئيس أو في إجازة.
هناك توثقت علاقتي بزملاء وأصدقاء العمر في اليمن ، كان وما زال في صدارتهم صديقي وأخي الإنسان، النبيل، الكاتب، والصحافي المبدع، الأستاذ عبد الرحمن بجاش، كان مدير التحرير في فترة عملي في صنعاء ثم تولى رئاسة التحرير.
تجربتي كانت أكثر جاذبية وامتاعا في قطر، في الفترة من 1984 إلى 2015، خلالها غطيت أحداثا وتحولات مهمة لمؤسستين دوليتين.
في فضاء الدوحة سطع نجمي الصحافي. تابعت مؤتمرات، بعضها يستمر من الصباح إلى المساء، أتابعها للانفراد بخير أو حوار، في زمن شهد انفتاحا سياسيا ، وتطورات ايجابية، ومؤتمرات في كل المجالات.
في الدوحة عملت في مؤسسات صحافية قطرية ( العرب، الشرق، وكالة الإعلام الخارجي، وكالة الأنباء القطرية).
إضافة إلى عملي في هذه المؤسسة الصحافية القطرية أو تلك، كنت مراسلاً لصجيفة (الحياة) اللندنية، ثم مُنحت صفة مسؤول ” الحياة” في قطر، ولهذه “التسمية” قصة ليس محلها هنا،كما عملت في الوقت نفسه مراسلاً لتلفزيون “ال بي سي LBC “ببيروت في الدوحة ، في فترة شراكة بين الصحيفة اللندنية والتلفزيون اللبناني.
عملي في صحيفة ” الحياة” اللندنية أبرز دوري المهني، في مناخ سياسي واجتماعي واقتصادي قطري جديد، فتح أمامي ومراسلين لوسائل إعلام أخرى، أوسع آفاق العمل الصحافي الحيوي.
أعطيت صحيفة ” الحياة” الكثير من الجهد والتعب، فأهدتني إسما انتشر دوليا، كانت مدرسة صحافية عريقة، ومحترمة، وقد سعدت بالتفاعل مع زملاء يتمتعون بمهنية عالية، ساهمت في تطوير مهارتي المهنية.
عملت أيضا إلى جانب عملي في مؤسسة إعلامية قطرية و” الحياة” مراسلاً في الدوحة لإذاعة مونت كارلو الدولية بباريس ، وهي إذاعة دولية عريقة، محبوبة، تمتع بمهنية عالية، ” خفيفة الدم” وتتميز بايقاعات أداء مهني ، ورائع، واهتمامها بالموسيقى والغناء الرصين ، والمبدعين أضفى على برامجها حيوية.
تشرفت أيضا بالعمل مستشارا إعلاميا ( غير متفرغ) للأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي الأستاذ عبد الرحمن بن حمد العطية.
العطية، الرجل الرصين، والوقور ، صاحب تجربة ناجحة ، أرى أنها لن تتكرر في مجلس التعاون، نجح نجاحا باهرا بوضع بصمات متميزة على خريطة العمل الخليجي المشترك، وكان وما زال صوتا قويا، يدعم مسيرة قطر ونهضتها، وخُطى قيادة بلده نحو التطوير والتحديث، وارتياد آفاق العصر.
العطية صوت حقوقي دافع ويدافع بقوة ومبدئية عن قضايا الأمة العربية العادلة، وفي صدارتها قضية وحقوق الشعب الفلسطيني، و نال عن جدارة ثقة وتقدير قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وهو محل احترام شعبي في الدول الست (السعودية، قطر، الكويت، الإمارات، البحرين، سلطنة عمان).
رافقته إلى قمم خليجية، و في زيارات إلى دول بالمنطقة والعالم، فاكسبتي هذه التجربة معرفة بالشؤون الخليجية، ومسيرة العمل المشترك وتحدياته، وأسباب تميًز المسيرة الخليجية ، وسمات وتعقيدات العلاقات الخليجية- الخليحية، والخليجية – الدولية ومساراتها.
في أجواء الدوحة غطيت أخبار قطر وتحولاتها السياسية والاقتصادية وغيرها بمهنية وجرأة، وتفاعلت مع تطورات لافتة، ونشرتها وأذعتها في الفضاء الدولي، قبل وبعد انطلاق قناة “الجزيرة”.
تلقيت اشادة من مسؤولين ومواطنين عاديين شد أنظارهم دوري المهني، واهتمامي اليومي بتغطية التطورات المتسارعة.
لكنني كنت حريصا على الاستقلالية المهنية، لم أقبل تدخلا في عملي الصحافي، نشرت أخبارا وتقارير ساخنة عن قطر ، كما حرصت على عدم السقوط في وحل الأنحياز الأعمى، خصوصا حينما انفجرت أزمات بين دول خليجية وقطر، أو بين دول عربية والدوحة.
في الوقت نفسه احتفظت بحقي المشروع في التعبير عن آرائي بمقالات ولقاءات تلفزيونية وإذاعية بشأن ايجابيات رأيتها ولمستها عن قرب في الدوحة، و دعمت بمهنية تحولات سياسية واجتماعية مهمة كمشاركة المرأة في ساحات العمل كافة، وخطوات تعزيز استقلال القضاء .
تم هذا من دون منً أو أذى، أو ركض وراء مصلحة خاصة، وهذه حقيقة أعتز بها ويعرفها مسؤولون كبار ، وفي الوقت نفسه كتبت أخبارا ومقالات وأدليت بآراء صريحة أثارت غضب أشخاص نافذين، و بينهم من لم يحترم استقلاليتي المهنية، ولم يدرك أن نشر بعض الأخبار والتقارير الساخنة المضامين يعكس هامش حرية مُتاح للإعلامي المستقل، ويؤشر إلى سمات مناخ ايجابي جديد في البلد.
هناك من تنكر، ونسي أدواري الايجابية التي كانت محل إشادته، و المدهش أن هناك من لم يقرأ كتاباتي و لم يسمع تعليقاتي الإذاعية والتلفزيونية الداعمة للتحولات القطرية الكبرى و تصرف كما يريد، ومجاملة أيضا وتلبية لطلب والحاح أدوات باطشة، في هرم السلطة في نظام الرئيس المخلوع بارادة الشعب عمر البشير، و زبانيته في الخرطوم، وأذرعه القمعية في السفارة السودانية بالدوحة.
النافذون الذين أصابوني بالأذى الذي أدى إلى مغادرتي الدوحة مضطرا وصفتهم في أول مقال نشرته بعد مغادرة الدوحة بـ (الأشرار) قصيري النظر، هؤلاء لم يروا النور في كتاباتي ، ولم يشهدوا فلق الصباح، و نسوا عدالة ( فالق الحب والنوى) الذي ( يعلم الجهر وما يخفى) الذي يُمهل ولا يُهمل، كما نسوا خطورة دعوة المظلوم على الظالم .
هذا النوع من النافذين يصيب قطر وقادتها بأضرار تضرب صدقية الخطاب السياسي، بشأن احترام حرية العمل الإعلامي واحترام الصحافيين .
رغم الظلم، لم يتغير ولن يتغير في أصعب الظروف نهج الإنصاف في كتاباتي ودوري المهني المتوازن بتناول الشؤون القطرية، لأن موقفي نتاج قيم مهنية ومباديء إنسانية عميقة الجذور، تحترم ما بيننا من “خبز وملح”.
لكنني رغم تمسكي بهذا الموقف، أعتقد بأن النافذين الضارين بقطر ومن يحب البلد ويحترم شعبها وقياداتها هم في مسيس الحاجة إلى من يُعالج ويصحح أساليب تعاملهم مع أي إعلامي، مهني، مستقل ، إنصافا للحقيقة، واعترافا بالخطأ، واحقاقا للحق، وتبرئة للذمة، كما أنهم يحتاجون إلى مساءلة ، احتراما للحقوق ، ومنعا لأية إنتهاكات لحقوق الإنسان ، وتعويضا عن الأضرار، فالحقوق لا تسقط بالتقادم.
أشيرفي هذا الإطار، تثبيتا لحقيقة ناصعة ، أنني تلقيت عددا من شهادات التقدير لدوري المهني من شخصيات قطرية مرموقة كانت تقود وزارات سيادية ومؤسسات مهمة وبينها وزارة الخارجية ، وأذكر بكثير من الاحترام والتقدير شهادة تقدير تسلمتها من يد الشيخة موزا بنت ناصر، زوج “الأمير الوالد” وهو الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة، صانع الأمجاد القطرية والتحولات الكبرى ، في أثناء فترة رئاستها للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة ، خلال حفل تكريم تم داخل مجلس الأسرة، و ضم عددا محدودا من الشخصيات التي جرى تكريمها .
قالت لي الشيخة موزا ، ولها كل التقدير والاحترام ، وهي تسلمني شهادة التقدير ” نحن نقدر دورك ودعمك ” (صورة شهادة التقدير بين ” شهادات تقدير” في الموقع).
كنت حريصا على تغطية نشاط الشيخة موزا ، فقد لعبت أدوارا ريادية في بناء قطر الجديدة ، واستهلت ذلك بشؤون الأسرة، وتطورت إلى ” المدينة التعليمية” التي ضمت عددا من الجامعات المرموقة عالميا ، ما أتاح لبنات قطر وأبنائها وأبناء مقيمين و خليجيين وغيرهم في دول المنطقة فرص الالتحاق بأفضل الجامعات في الدوحة، بدلا من السفر إلى أميركا وأوروبا.
هذه السيدة رائدة للتغيير الإجتماعي والسياسي الإيجابي في قطر والمنطقة والعالم، يعود لها الفضل في إطلالة المرأة القطرية منذ سنوات مضت على مجتمعها بثبات، وثقة وإرادة نابعة من علم ووعي، فاقتحمت مجالات عمل عدة، وحطمت أسوارا شائكة كانت تعيق مشاركتها في بناء البلد.
مازلت أذكر يوم ومناسبة نشر صورة الشيخة موزا في الصحافة القطرية وهي زوج ( الأمير الوالد) الشيخ حمد.
هذا الحدث الكبير في قطر آنذاك فتح بابا واسعا شجًع قطريات ، وخصوصا الشابات المتعلمات، على الإدلاء بأحاديث وتصريحات إلى الصحف ونشر صورهن، ثم تمت الإطلالات التلفزيونية النسائية بعدما كان ذلك في سنوات مضت ضربا من الخيال، ومن سابع المستحيلات قبل أن تنشر الصحف صور الشيخة موزا في ميادين العمل والمؤتمرات.
شكًل ذلك حدثا هو الأول من نوعه في البلد ، ولزوج الأمير ، أراه حدثا سياسيا واجتماعيا نوعيا من الطراز الأول، وقد أكد انطلاق نهج إصلاحي في قطر أدى إلى فتح أوسع ساحات المشاركة أمام حواء القطرية.
في هذا السياق أؤكد هنا مجددا نبض احترامي لأمير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد، فهو في فترة قصيرة بعد توليه الحكم في 25 يونيو 2013 قاد دولة قطر من نجاح إلى نجاح، وبوعي، وخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقا، فهو مدرك لمقتضيات العصر وتحدياته وأولوياته ، ويتميز بخطاب سياسي شفاف، ومبدئي، تجاه قضايا محلية وعربية ودولية.
لا أخفي أيضا حبي للدوحة ، وتقديري واحترامي للشعب ، أي أن قطر راسخة في القلب والعقل والوجدان، رغم حواجز الزمان والمكان.
خليجيا، كان دوري المهني في سنوات الخلاف بين بعض دول الخليج و دولة قطر وما زال متوازنا وبعيد النظر، إذ لم أنخرط في فوضى مسلسلات الشتائم والسباب والإساءات الشخصية القبيحة التي سادت الفضاء الخليجي والعربي والدولي ، ولوثته بسموم وأحقاد، وقد انخرطت أقلام غير خليجية للاسف وبعضها عربي في حملات شرسة وقبيحة، فصبت الزيت على النار، لأسباب يطول شرحها، لكنها صمتت الآن تحت تأثير الصدمة التي لم تتوقعها ، إذ عاد الدفء لعلاقات الأشقاء .
في لندن كتبت مقالات انتقدت قرار فرض ” الحصار” على قطر وشددت على أن حقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد أن “القطيعة” بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى مصيرها إلى زوال، وهذا ما حدث.
في زمن تلك الأزمة، حينما كنت رئيسا لتحرير صحيفة” التحرير” الإلكترونية، نشرت البيانات القطرية ، و الصادرة أيضا عن دول ” المقاطعة” احتراما للمهنية، ولحق الناس في تدفق المعلومات .
لكنني رفضت نشر مقالات تُهاجم ، وتشتم قيادات في الدول الخمس، ما دفع شخصية غير خليجية أقدر رأيها للقول إن طريقة إدارتي لعملية النشر، في زمن الأزمة، بصفتي رئيس تحرير صحيفة ” التحرير ” الإلكترونية تستحق أن تُدرًس.
قناعتي التي كتبتها مرات عدة ترى أن السعودية دولة كبيرة وذات ثقل سياسي واقتصادي وروحي ويهمنا أمنها وأستقرارها، وأن قطر دولة حيوية تتطلع لمواكبة آفاق العصر، والكويت صاحبة أدوار إيجابية، وسلطنة عمان بيت للرصانة والحكمة. والإمارات دولة فاعلة وتشهد تطورات متسارعة ، و البحرين دولة سباقة بالانفتاح على العصر منذ تاريخ قديم .
مصر قلب الأمة العربية، وفي قوتها واستقرارها وتطورها وأمنها صمام أمان للعرب، و استقرار السعودية ومصر ونهضتهما وتعاونهما ضروري لاستقرار المنطقة كلها، ومظلة للدفاع عن قضايا الأمتين العربية والاسلامية العادلة، وفي صدارتها قضية الشعب الفلسطيني المظلوم.
اليمن التي احتضنتني بلد يتمتع بأهمية تاريخية وحضارية واستراتيجية وشعبها يستحق أهتماما خليجيا مستمرا ومتزايدا، ففي استقرار صنعاء وعدن استقرار للخليج والمنطقة.
أرى أن من أكبر أخطاء دول مجلس التعاون الخليجي أنها لم تسمح بانضمام اليمن الموحد إلى عضوية المجلس، ولو حدث ذلك ربما حال دون أن يشهد اليمن نزيف حرب أهلية طاحنة، أرهقت الشعب، وأذلته وأفقرته، ما شكل أيضا مصدر قلق لدول الخليج والمنطقة والعالم.
هذه السطور فرضت وجودها باسترجاعي شريط سفري الطويل من الخرطوم إلى صنعاء، ومنها إلى الدوحة ثم لندن.
المملكة المتحدة احتضنتي، ووفرت لي الحماية في وقت صعب ، والعيش الكريم ، والرعاية الصحية، والحرية في مناخ التنفس الطبيعي، الذي يحترم حرية التعبير والحريات العامة، ويحمي الحقوق الإنسانية ، بقوة القانون، وفي ظلال قضاء مستقل، في دولة المؤسسات التي نحتاجها في المنطقة العربية، وخصوصا في السودان.
السودان الحبيب يعاني بشدة من الإنقلابيين ، و الحرب ، و من أذى ساكبي الزيت على نيرانها، وحاملي طبول التطبيل لأطرافها كافة، الغارقة في انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.
أدعو أصحاب التجارب الصحافية و السياسية، في السودان و العالم العربي الى التوثيق الالكتروني لتجاربهم، وما عايشوه أو صنعوه من أحداث في زمن ثورة الانترنت.
التوثيق مهم لتثبيت الحقائق، ودحض الأكاذيب، وحملات التشويه الظالمة والقبيحة، وكشف عمليات التضليل، والتنمر المنتشرة في العالم العربي، ودول عدة في العالم ، وحتى في دول كبرى تعاني من إزدواجية المعايير، بشأن حقوق الإنسان.
ما جرى على سبيل المثال في السودان ،فلسطين ، لبنان ، اليمن وسوريا من تدفق لشلال الدم ، وقتل شنيع للأطفال والنساء والشيوخ والشباب ،وتشريد وتجويع ملايين البشر، وتدمير ممتلكات، وكل مقومات الحياة يعكس أدلة صارخة ، تستصرخ الضمير العالمي لينهض ويغيث المنكوبين، ضحايا ” قادة ” يعشقون الجلوس على الكراسي الساخنة التي لن تدوم.
سأنشر في موقعي الإلكتروني مادة صحافية توثًق لأحداث تابعت وقائعها ، وسأواصل، إن شاء الله، من قلب العاصمة البريطانية لندن، التعبير عن آرائي بنبض مهني مستقل، وفي مناخ الحرية.
أدعو من يرغب في دخول الموقع الى الضغط على (القائمة ) للاطلاع على محتوياتها ، وهي تشمل (الرئيسية، الكاتب ، مقالات، مقابلات تلفزيونية، لقاءات إذاعية، صور، شهادات تقدير، للتواصل). وسأضيف عناوين أخرى، إذا رأيت أهمية ذلك، فالمواد كثيرة، القديمة ، والجديدة.
في ختام هذه الإطلالة يسرني أن أحيي إبني أيمن، وأشد على يده، وأدعو الله أن يوفقه ويحفظه، فهو مصمم هذا الموقع الإلكتروني بثوبه القشيب والجميل ، وقد أسعدني بهذا التصميم ، وهو نتاج قدراته ومهاراته ونبضه الفني الإبداعي الذي صقلته الدراسة الجامعية والتخصص في مجال ال Multimedia ( الوسائط المتعددة) في جامعة ماليزية، فقد بذل جهدا فنيا كبيرا، ثم وضع المواد في الموقع وفقا لتصنيفها.
ما زال لدي الكثير من المواد الصحافية ،صور، وقصص، ربما تفيد متابعي الأحداث، والباحثين عن خلفياتها، والراغبين في إعادة قراءة بعض التطورات التي تناولتها في السودان ،قطر، الخليج، العالم العربي، ودول أخرى.
أهلا بكم في موقعي الالكتروني
بكم يكتمل المشهد
mohamedelmaki.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مجلس التعاون الشیخة موزا فی السودان فی الدوحة عملی فی فی زمن فی قطر ما زال
إقرأ أيضاً:
كتابات ما بعد الحرب: هل تصلح الخرطوم أن تكون عاصمة للدولة السودانية الجديدة؟
هذه رؤية حاولنا أن تكون متكاملة وعميقة قدر الإمكان لمستقبل الخرطوم الحالية، أو لفكرة عاصمة بديلة لها في سودان ما بعد الحرب. وقد اجتهدنا في تعديلها وتحسينها من حيث الأسلوب والتسلسل المنطقي، آملين أن تكون أكثر جذبًا للمهتمين وللقارئ العادي على حد سواء.
الخرطوم، هذه المدينة التي ظلّت لعقود قلب السودان النابض، تحمل اليوم آثار الحروب والتهميش والانهيار، وكأنها صارت مرآةً لكل جراح البلاد. ومع بزوغ أمل في سودان جديد ينهض من رماد الحرب، تتجدد الأسئلة: هل تستطيع الخرطوم أن تواصل دورها كعاصمة؟ أم أن إعادة البناء تتطلب البدء من نقطة الصفر، بتصميم مدينة جديدة تعبّر عن طموحات السودانيين وتطلعاتهم إلى دولة حديثة، تنعم بالحرية والسلام والكرامة؟
هل الخرطوم مؤهلة لقيادة المرحلة القادمة؟
رغم ما تحمله من رمزية وتاريخ، تبدو الخرطوم اليوم مدينة مرهقة، تفتقد إلى بنية تحتية صالحة، ويصعب فصلها عن مشهد الدمار والدم الذي خيم عليها خلال الحرب. فهل يكفي التاريخ وحده ليضمن لها البقاء كعاصمة؟ أم أن المستقبل يحتاج إلى تصور جديد لعاصمة تُجسد انطلاقة الدولة السودانية الحديثة؟
تصور لمدينة الخرطوم الجديدة: عاصمة المستقبل
الموقع والتخطيط العمراني:
o اختيار موقع قريب من الخرطوم الحالية لتسهيل الانتقال، مع مراعاة الأمان البيئي (كالابتعاد عن مخاطر الفيضانات والزحف الصحراوي).
o تصميم حضري حديث يُراعي الهوية السودانية المتنوعة ويضمن حياة منظمة ومستدامة.
o التعليم والبحث العلمي:
o بناء جامعات بمعايير عالمية ومراكز بحثية حديثة تكون منارة للإبداع.
o إنشاء مدارس حديثة تركز على التعليم المهني والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل.
2.
3. الصحة والرعاية:
o إنشاء مستشفيات متطورة ومراكز صحية شاملة.
o دعم البحث الطبي المحلي لتطوير قطاع الرعاية الصحية.
4.
5. الرياضة والترفيه:
o بناء مدينة رياضية متكاملة ومرافق ترفيهية ومساحات خضراء لتحسين جودة الحياة.
6.
7. الاقتصاد والتجارة:
o إنشاء مولات حديثة وأسواق تدعم الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل.
o تسويق المنتجات المحلية والتراث الثقافي السوداني في فضاءات تجارية منظمة.
8.
9. البنية التحتية:
o مطار دولي بمواصفات عالمية يربط السودان بالعالم.
o شبكة مواصلات ذكية تشمل قطارات كهربائية وطرق حديثة.
o نظام نقل عام متكامل يسهّل التنقل داخل العاصمة ويخفف الازدحام.
10. الثقافة والإعلام:
o مسارح، دور سينما، مراكز ثقافية، وإذاعات وتلفزيونات وطنية تعبّر عن روح السودان الجديد.
التمويل: من أين نبدأ؟
نجاح هذا المشروع الطموح يعتمد على تنوع مصادر التمويل وشفافية الإدارة. وتقترح الرؤية أربع قنوات رئيسية:
الدعم الحكومي:
o تخصيص جزء من ميزانية الدولة لإعادة الإعمار.
o استثمار الموارد الطبيعية مثل الذهب، البترول، والصمغ العربي.
2. الشراكات الدولية:
o جذب الاستثمارات الأجنبية والتعاون مع الدول والمنظمات الداعمة.
o توفير بيئة استثمارية مشجعة للشركات العالمية.
3. الدعم الشعبي والقطاع الخاص:
o إطلاق صناديق وطنية بمساهمات شعبية ومؤسساتية
o تشجيع الشركات السودانية على الاستثمار في بناء العاصمة.
4. آليات التمويل المبتكر:
5. إصدار سندات تنمية طويلة الأجل.
o تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP).
خاتمة:
الحديث عن عاصمة جديدة ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة استراتيجية تُواكب التحولات الكبرى التي يشهدها السودان. فالمدينة التي ستقود الدولة السودانية المقبلة يجب أن تكون عنوانًا لعصر جديد، تُبنى فيه المؤسسات على أسس العدالة والشفافية والمعرفة والتخطيط السليم.
الخرطوم قد تظل حاضرة في الذاكرة والرمزية الوطنية، لكن عاصمة السودان المستقبلية يجب أن تُولد من رحم الحلم والتخطيط، لا من رماد الحرب.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com