لماذا تحلّق طائرات الدرون في السماء الأميركية مؤخرا؟
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
واشنطن– منذ بداية هيستريا ظهور طائرات الدرون (المسيّرات) في عدة ولايات على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، أشارت التقديرات العسكرية الأميركية إلى عدم وجود شيء غريب في السماء. وقال المتحدث الرسمي باسم البنتاغون بات رايدر إنه لا يوجد دليل على أن "الطائرات بدون طيار المُبلَّغ عنها تشكّل تهديدا للأمن القومي أو السلامة العامة أو لها علاقة بالخارج".
ويعتقد بعض المحللين أن هذه المسيرات، بمختلف أنواعها وضخامة أعدادها، ما هي إلا جزء محدود من مشروع بحثي عسكري أوسع في مرحلة الاختبار.
ودفع تصريح الرئيس المنتخب دونالد ترامب لاحقا بأن "الجيش يعرف من أين تقلع الطائرات بدون طيار" إلى الإيحاء بأن هذه الظاهرة ترتبط بأنشطة عسكرية أميركية. وتوافق ذلك مع ظهور هذه المسيّرات بالأساس بالقرب من قاعدة عسكرية في ولاية نيوجيرسي، إضافة لظهورها قرب قاعدة عسكرية أميركية في ألمانيا.
وعند قيام عدد من المواطنين باستخدام أسلحة نارية للتعامل مع المسيّرات فوق منازلهم، تم القبض على بعضهم من جانب السلطات الأميركية، التي أعلنت أن مهاجمة هذه المسيّرات أمر غير قانوني.
ينسب مراقبون تحليق الطائرات المسيرة إلى مشروع بحثي عسكري (غيتي) مبادرةوقدر أحد المعلقين أن ما يحدث ما هو إلا تجارب ضمن مبادرة "ريبليكيتور" (Replicator) المعنية بإنتاج أسلحة غير تقليدية بشكل أسرع وأرخص من المعتاد، والتي تم إطلاقها في أغسطس/آب 2023 بهدف خلق أسطول جوي من آلاف المسيّرات ذات الحجم الصغير كتلك التي أثبتت أهميتها وجدواها بالصراعات المسلحة الجارية مثل الحرب الأوكرانية.
إعلانكما يهدف البنتاغون إلى مواجهة التوسع والتقدم الصيني والروسي والتركي والإيراني في هذا المجال، بإنتاج مسيّرات وأسلحة مضادة لها، ومن المقرر الانتهاء من المبادرة في أغسطس/آب 2025.
و"ريبليكيتور" هي مبادرة من البنتاغون "لتوفير قدرات مبتكرة للقادة العسكريين في ساحات القتال بسرعة، وعلى نطاق واسع، لمواجهة التحديات العملياتية القتالية".
وتُعد هذه المسيّرات جزءا من إجراء اختبارات بتقنيات حديثة، وهذا الأمر يتسق مع التعامل الهادئ من قبل الإدارة الأميركية مع الأمر، وكذلك رد فعل ترامب الهادئ على الأمر بعدما اتخذ موقفا انفعاليا في البداية.
وقد تم الإعلان عن المبادرة في أغسطس/آب 2023، مع توقع زيادة استخدام الجيش الأميركي المسيّرات على نطاق واسع في غضون 18-24 شهرا، أو بحلول أغسطس/آب 2025.
وفي سبتمبر/أيلول 2024، أعلن وزير الدفاع لويد أوستن عن المرحلة الثانية من المبادرة (2 Replicator)، التي تتناول أولوية مواجهة التهديد الذي تشكّله المسيّرات غير المأهولة على المنشآت الأميركية الأكثر أهمية وتجمعات الجنود، وسيساعد البرنامج في التغلب على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في مجالات الابتكار التكنولوجي العسكري.
وتعمل مبادرة "ريبليكيتور" على تعزيز التعاون بين البنتاغون وشركات القطاع الخاص، وشاركت أكثر من 500 شركة في المبادرة من خلال مجموعة متنوعة من التطبيقات، وحصلت أكثر من 30 شركة على عقود مع البنتاغون.
ويصف موقع وحدة الابتكارات الدفاعية، التابع للبنتاغون، بموقعه الإلكتروني، مهمتهم بالقول "نحن نبني عالما أكثر أمنا، ونعزز وحدة الاستخبارات الوطنية وأمننا القومي من خلال تسريع اعتماد التكنولوجيا التجارية الرائدة في جميع مستويات الجيش، وتنمية قاعدة الابتكار في الأمن القومي".
ودفع خروج الكثير من كبار السياسيين للتعليق على الظاهرة، دون معرفة تفاصيلها الحقيقية، إلى مضاعفة التكهنات والتلميحات بوجود شيء ما غير طبيعي.
إعلانوقال السيناتور الديمقراطي، من ولاية نيويورك تشارلز شومر، إن هناك حاجة إلى تكنولوجيا جديدة لمساعدة سلطات إنفاذ القانون المحلية على معرفة ما يحدث، في حين ألغى الرئيس المنتخب دونالد ترامب زيارة إلى ملعب الجولف الذي يمتلكه في منتجعه بولاية نيوجيرسي، وقال إن "الحكومة تعرف حقيقة ما يحدث".
وذكر النائب الجمهوري، من نيوجيرسي جيف فان درو، أن هذه الأجسام الطائرة المجهولة ربما تكون قادمة من "سفينة مسيّرات إيرانية"، وأضاف "حان الوقت للقضاء على التهديد الذي تشكله وإسقاطها".
طائرات بدون طيار متعددة تحلق فوق برناردسفيل نيو جيرسي (أسوشيتد برس) توضيح متأخروبعد أيام من فوضى التكهنات، صدر بيان مشترك من وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفدرالي وإدارة الطيران الفدرالية ووزارة الدفاع، يوم الثلاثاء الماضي، جاء فيه أن هناك أكثر من مليون طائرة درون مسجلة بشكل قانوني لدى إدارة الطيران الفدرالية الأميركية، ولدى سلطات إنفاذ القانون، ومع تطور المشهد التكنولوجي، يتوقع أن يزداد هذا الرقم بمرور الوقت.
وأضاف البيان أن مكتب التحقيقات الفدرالية تلقى بلاغات عن أكثر من 5 آلاف مشاهدة لطائرة بدون طيار في الأسابيع القليلة الماضية، وتدعم الحكومة الفدرالية مسؤولي الولاية والمسؤولين المحليين في التحقيق من صحة هذه التقارير. وقال "تماشيا مع كل مهمة من مهامنا وسلطاتنا الفريدة، نعمل بسرعة على تحديد أولويات هذه البلاغات ومتابعتها. لقد أرسلنا فرقا تقنية متقدمة إلى تلك المناطق، إضافة إلى المراقبين البصريين المدربين".
وأشار البيان إلى أنه "بعد فحص البيانات والنصائح الفنية عن كثب من المواطنين المعنيين، لم نرصد أي شيء شاذ، ولا نقيّم النشاط حتى الآن على أنه يمثل خطرا على الأمن القومي أو السلامة العامة للمجال الجوي المدني في نيوجيرسي أو ولايات أخرى في الشمال الشرقي".
إعلانونوه البيان المشترك إلى وجود "عدد محدود من المشاهدات للطائرات بدون طيار فوق المنشآت العسكرية في نيوجيرسي وأماكن أخرى"، مؤكدا أن مثل هذه المشاهدات بالقرب من منشآت وزارة الدفاع أو فوقها ليست جديدة".
وعقب انتشار ظاهرة الطائرات المسيرة، خرجت الكثير من التحليلات تشير إلى عدم قدرة الولايات المتحدة، بقدراتها العسكرية والتكنولوجية الفائقة، على مواجهة هجوم بالطائرات المسيرة، أو تتبعها والاشتباك معها في حال توغلت فوق مدن أميركية.
واستدعت هذه الظاهرة ما شهدته السماء الأميركية من اختراق بالون تجسس صيني لمجالها الجوي قبل أن يتم إسقاطه فوق المحيط الأطلنطي بواسطة طائرة إف-22 قبل عامين.
ودفع غياب الشفافية الحكومية الخبيرة زينب توفيكي، الكاتبة المتخصصة في الآثار الاجتماعية للتكنولوجيا بصحيفة نيويورك تايمز، لتقول إنه كان على السلطات الفدرالية أن تستجيب بسرعة وبوضوح لتساؤلات المواطنين.
وأوضحت توفيكي أنه بدلا من ذلك، حصل أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس النواب على إحاطة سرية حول هذا الموضوع، مضيفة أنه "يجب على أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وبالنظر لما اطلعوا عليه، عقد مؤتمر صحفي ومناقشة تفاصيل ما هو معروف بشفافية قبل أن تدفع هذه السرية إلى وقوع كوارث في حالات أخرى".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المسی رات بدون طیار هذه المسی أغسطس آب أکثر من
إقرأ أيضاً:
اتحاد المجرة
ديسمبر 17, 2024آخر تحديث: ديسمبر 17, 2024
دارين المساعد
كاتبة سعودية
في طفولتي كنت أعيش في منزل يكتفي بتغطية الغرف الخاصة بالسقوف ويمتد بقيته تحت السماء، كان هذا سببا في تعلقي بها حيث كنت أشاهد كل ألوانها وتحولاتها. وفي ليلة ظهر جرم غريب سهرت مع والدي طوال الليل أراه يصلي ويتضرع لله بالدعاء ويسأله الخير ويطلبه المغفرة على أن لا يكون هذا من غضبه أو بادرة سخطه، بقي هذا الحدث مجهولا في ذهني ، ثم عرفت بعد البحث والقراءة لسنوات أن ما تخبرني به السماء هو ما يحدث على الأرض بأمر الله وحكمته وتقديره ، كأن فيها الحياة الحقيقية وأنا أعيش داخل انعكاسها الأرضي .
قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ {الشورى:29}،
أراد الله أن تجتمع دواب الأرض والسماء في نهاية هذا العام عند ظهور الأجسام المضيئة تماما كما رأيت مثلها في طفولتي والتي تبدو أشبه بالمسيٌرات أولا في ولاية. نيوجيرسي _ الولايات المتحدة الأميركية _ ثم ظهرت في نيويورك ويبدو أنها تنتقل بسلاسة حاملة رسالة من السماء إلى العالم.
اتحاد المجرة مصطلح يفسر تحالف بين الإنسانية ومخلوقات تشاركنا الحياة في أكوان أبعد هذا ما قالته وكالات الأنباء وتخبط الكونجرس في حقيقة وجوده أو نفيه ثم اكتفى المسؤولون بالقول إنها لا تشكل تهديدا مع أنها تحوم في سماءهم وتتخطى سيادتهم منذ الحادي عشر من نوفمبر وحتى الخامس عشر من ديسمبر 2024 ثم قرر القائد العسكري في ولاية نيوجرسي فرض حالة الطوارئ المحدودة لمعرفة الأسباب والحقائق. المقاطع المصورة للأهالي وثقت خروج المسيرات من البحر وعودتها إليها هل هذا يعني أن لها ثُّكْنَة على كوكبنا دون أن نعرف؟ هل يعيشون معنا؟ هل يتقدمون علينا؟ هل تم التحالف المزعوم؟ كل التساؤلات مطروحة والإجابات قيد التداول.
لا يمكن نفي وجود مخلوقات في السماء لبل لا يمكن نفي أي احتمال أمام العلم والمعرفة حيث التكذيب هو وسيلة جهل واغلاق غير مقبولة في هذا الشأن ، كانت الحياة ضمن المادة والاهتمامات الدنيوية خلال القرون المنصرمة قد حجبت عن الوعي الجمعي قبول رسائل الأكوان الأخرى واكتفى المؤلفون بالحديث عنها في أفلام الخيال العلمي وأفلام الكرتون ، والمعرفة العميقة بها اقتصرت على نخبة العلماء والمفكرين .
تقنيات مثل الهولوغرام والذكاء الاصطناعي كانت التفسير العام للمشهد من معظم الناس لكن التدليس والتزييف لم يعد ورقة رابحة حيث انفتحت العقول على الحقائق وقربت وسائل التواصل من الآراء وتناول المعلومات.
أرى أن الأرض تتجه لتقارب فكري ومعرفي من أبعاد كونية أخرى وهذا بسبب نهضة التكنولوجية والتواصل وتمكن العامة من القبض على الحقائق والتحقق منها و قد يكون هذا تأثير لحركة فلكية تجلت هذا العام عندما انتقل كوكب بلوتو المدعو _ بالكوكب المظلم _ المؤثر بالهدم والتغيير والتحويل ثم البناء الجديد داخل الوعي الجمعي فانهدمت مفاهيم كانت محتكرة وبنيت أواصر متينة من التبادل المعرفي بين كل طبقات المجتمع ، وانتقاله البطيء واكتمال دورة مدتها مائتين وأربعين عاما الى برج الدلو يعني أن البشر سينتقلون إلى مستوى وعي أكبر وآفاق أعلى وأعمق حيث يتبنى الدلو تأثيرات التواصل العبقري داخل كل إنسان ومن خلاله ترحب البشرية بكل معلومة وتقبل وجودها بمفهوم الإبداع والتطور . هذه التأثيرات هي التفسير الفلكي لما يحدث والتفسير الدولي منتظر من الجهات ذات العلاقة وعلى ضوء هذا وذاك نحن المفكرون وصناع الرأي لنا قول يخص كلا بعلمه ورأيه وأرى أننا في مرحلة انتقالية لبٌعد كوني جديد حيث تتميز الأبعاد الكونية بأنها مستويات مختلفة من الترددات والذبذبات تختلف عن بعضها بالطبائع والخصائص والقوانين.
الشاهد أن الأبعاد الاجتماعية انتهت نحن في بداية حقبة يتوحد بها الإنسان مع نفسه وخالقه، مرحلة عميقة من التسليم لله عز وجل وقدرة عالية يكتشفها البشر داخل أنفسهم تتجلى بالاستغناء والانفراد بغية التدبر في كل قوانين الإبداع المتاحة.
نحن الآن نفهم حقيقة أن هذه الرحلة الأرضية فردية وأن التعلق بالأشياء والأشخاص تعطيل يحجًم من قوتنا ويستهلك تركيزنا وأن التواجد على الأرض هبة من الله تقتضي أن تكتب آثارك بمجد يليق بك لأن هذا استحقاقك وهذه مهمة روحك.
ومني إلى كل مخلوقات الأكوان والمجرات ما علمت منها ومالم أعلم:
هذا الكون الفسيح يتسع لنا جميعا، نحن في هذا البعد الجديد لا نرفض ولا نستنكر ولا نقاتل نحن نتعايش ونتشارك ونبني السلام ونسعى له.