دفع دعم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن إسرائيل خلال حربها المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرا، 13 مسؤولا في الإدارة الأميركية إلى الاستقالة، واتهمه بعضهم بغض الطرف عن الفظائع الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني.

وجدد بايدن في أكثر من مناسبة دعمه المطلق لإسرائيل التي تواصل ارتكاب حرب إبادة جماعية في غزة، وقال إنه "لا داعي لأن يكون الشخص يهوديا ليصبح صهيونيا".

وتنفي إدارة بايدن تلك الاتهامات مستشهدةً بما تسميه "انتقادها لسقوط قتلى مدنيين في غزة وجهودها لتعزيز المساعدات الإنسانية للقطاع"، في حين يقول مسؤولون بوزارة الصحة في غزة إن نحو 45 ألف شخص استشهدوا في حرب الإبادة الإسرائيلية، فضلا عن انتشار الجوع على نطاق واسع نتيجة الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

وبدعم أميركي مطلق، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية يوم 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

إعلان

ولم تعلق الحكومة الأميركية على كل استقالة على حدة، لكنها قالت إنها ترحب بالمعارضة.

وفيما يلي المسؤولون الأميركيون الذين استقالوا: 1- مايك كيسي

ترك منصب نائب المستشار السياسي لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون غزة في يوليو/تموز الماضي، وكشف عن أسباب ذلك في مقابلة مع صحيفة الغارديان في ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقال للصحيفة "سئمت جدا من الكتابة عن الأطفال القتلى.. تعين علي أن أثبت لواشنطن باستمرار أن هؤلاء الأطفال ماتوا بالفعل ثم أرى أن لا شيء يحدث".

2- مريم حسنين

كانت تعمل مساعدة خاصة بوزارة الداخلية الأميركية المختصة بالموارد الطبيعية والإرث الثقافي، وتركت منصبها في يوليو/تموز الماضي.

وانتقدت سياسة بايدن الخارجية، ووصفتها بأنها "تسمح بالإبادة الجماعية" وتجرد العرب والمسلمين من إنسانيتهم.

3- محمد أبو هاشم

في منتصف عام 2024، أنهى أبو هاشم، وهو أميركي من أصل فلسطيني، مسيرة مهنية استمرت 22 عاما في سلاح الجو الأميركي.

وقال إنه فقد أقارب له في قطاع غزة خلال الحرب بما في ذلك عمته التي قُتلت في غارة جوية إسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

4- رايلي ليفرمور

ترك المهندس بسلاح الجو الأميركي منصبه في منتصف يونيو/حزيران الماضي، وقال لموقع إنترسبت الإخباري "لا أريد أن أعمل على شيء يمكن أن يتغير (الهدف منه) ويستخدم لقتل الأبرياء".

5- ستايسي جيلبرت

غادرت جيليرت، التي عملت في مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية، منصبها في أواخر مايو/أيار الماضي. وقالت إنها استقالت بسبب تقرير إلى الكونغرس قالت فيه الإدارة كذبا إن إسرائيل لا تمنع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة.

6- ألكسندر سميث

استقال وهو متعاقد مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في أواخر مايو/أيار الماضي بدعوى الرقابة بعد أن ألغت الوكالة نشر عرض له عن وفيات الأمهات والأطفال بين الفلسطينيين. وقالت الوكالة إن العرض لم يخضع للمراجعة والموافقة المناسبة.

إعلان 7- ليلي جرينبيرج كول

في مايو/أيار الماضي، أصبحت ليلي أول شخصية سياسية يهودية معينة تستقيل بعد أن عملت مساعدة خاصة لكبير موظفي وزارة الداخلية الأميركية، وكتبت في صحيفة الغارديان "باعتباري يهودية، لا أستطيع أن أؤيد كارثة غزة".

8- آنا ديل كاستيلو

تركت نائبة مدير مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض منصبها في أبريل/نيسان الماضي، وأصبحت أول مسؤولة معروفة في البيت الأبيض تترك الإدارة بسبب السياسة تجاه غزة.

9- هالة راريت

غادرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية باللغة العربية منصبها في أبريل/نيسان الماضي احتجاجا على سياسة الولايات المتحدة في قطاع غزة، حسبما كتبت على صفحتها على موقع لينكدإن.

10- أنيل شيلين

استقالت من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية في أواخر مارس/آذار الماضي، وكتبت في مقال نشرته شبكة "سي إن إن" أنها لا تستطيع خدمة حكومة "تسمح بمثل هذه الفظائع".

11- طارق حبش

استقال حبش، وهو أميركي من أصل فلسطيني، من منصبه مساعدا خاصا في مكتب التخطيط التابع لوزارة التعليم في يناير/كانون الثاني الماضي، متهما إدارة بايدن بأنها "تتعامى عن الفظائع في غزة".

12- هاريسون مان

استقال الضابط برتبة ميجر في الجيش الأميركي والمسؤول بوكالة مخابرات الدفاع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بسبب السياسة في قطاع غزة، وأعلن أسباب استقالته في مايو/أيار السابق.

13- جوش بول

غادر مدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية منصبه في أكتوبر/تشرين الأول السابق في أول استقالة معلنة، منتقدا ما وصفه بـ"الدعم الأعمى" من واشنطن لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات منصبها فی مایو أیار قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا يحتج سكان غزة ضد حماس؟

جموع كثيرة من سكان قطاع غزة الفلسطيني المدمر خرجوا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في احتجاجات ضد حماس وتظاهرات تنادي بوقف الحرب الإسرائيلية عليهم، والاستجابة لمطالبهم، وحقن دمائهم.

وبعد يومين من الاحتجاجات، صرح بعض الخارجين في التظاهرات لوسائل إعلام مختلفة، أن خروجهم أتى بدافع وقف الحرب أولاً، وثانياً لإيصال رسالة لكل العالم عن حجم البؤس والمعاناة التي يعيشيونها محملين إسرائيل وحماس المسؤولية معاً. 

ومن بين الذين خرجوا في التظاهرات الشاب بلال أبو زيد، فلسطيني من شمال غزة. ويقول أبو زيد لشبكة "سي إن إن"، إن إسرائيل هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن بؤس غزة، لكن حماس - التي تسيطر على قطاع غزة - تتحمل المسؤولية أيضاً.

احتجاجات الشجاعية تطالب بوقف الحرب وإنهاء حكم حماس #قناة_العربية #قطاع_غزة pic.twitter.com/w61aT2a0Gj

— العربية (@AlArabiya) March 26, 2025

وتابع أبو زيد قائلاً، "نحن مضطهدون من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومضطهدون من قبل حماس". وأضاف: "شنت حماس عملية 7 أكتوبر، واليوم ندفع الثمن"، في إشارة إلى هجمات الجماعة المسلحة على إسرائيل عام 2023 التي أدت إلى اندلاع الحرب.

وتركزت المظاهرات الأكبر ضد حماس منذ اندلاع الحرب في بيت لاهيا، ودير البلح يومي الثلاثاء والأربعاء. 

وأظهر مقطع فيديو من احتجاج يوم الثلاثاء في بيت لاهيا حشوداً تقدر بالمئات، يسيرون في الشوارع، وهم يهتفون: "حماس برا"، و"نريد نهاية للحرب". واستُخدمت لهجة مماثلة في احتجاج يوم الأربعاء في دير البلح، حيث حملت لافتات رسائل مثل "نريد أن نعيش"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية". 

مناطق عديدة في قطاع غزة، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، تشهد احتجاجات شعبية واسعة، شارك فيها فلسطينيون، طالبوا بإنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 18 شهرًا، والتي أدت إلى ارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء، فضلًا عن الجرحى، بالإضافة إلى الدمار الواسع الذي خلفته آلة الحرب… pic.twitter.com/BtPhWvWYgB

— قناة الغد (@AlGhadTV) March 26, 2025

وقال المشاركون في فعاليات يوم الأربعاء للشبكة الأمريكية، إنهم ألقوا باللوم على كل من إسرائيل وحماس في دمار القطاع.

وأكد محمود الحاج أحمد، الجراح في مستشفى كمال عدوان، والذي حضر احتجاج بيت لاهيا، "رسالتنا إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي هي أن يوقف سفك الدماء والحرب التي استنزفت طاقتنا وتسببت في فقداننا جميع أحبائنا وأصدقائنا". وأضاف: "رسالتنا الأخيرة إلى حماس: كفى. لقد طال حكمكم؛ امنحوا الآخرين فرصة، ودعوا الآخرين يأتون".

قمع وخوف

وقال المحامي محمد عطا الله الذي شارك في المظاهرات: "رسالتنا إلى العالم الحر هي أننا نعيش في ظروف قمعية وتهجير قسري، ومطلبنا هو ألا تمثل حماس الشعب الفلسطيني. كفى هذه الفوضى التي خلقوها".

ويرجح الخبراء سبب امتناع العديد من الفلسطينيين الذين لا يدعمون حماس عن انتقادها علناً، بسبب خوفهم من النبذ ​​الاجتماعي، إذ يعتبرها البعض الطرف الوحيد الذي يقاوم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بنشاط. ويُخفي آخرون دعمهم للحركة، خوفاً من استهدافهم من قبل إسرائيل. 

واستأنف الجيش الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة في 18 مارس (آذار) ثم نفذ عمليات برية، بعد هدنة استمرت قرابة شهرين في الحرب التي اندلعت إثر الهجوم الذي شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 انطلاقاً من القطاع الذي تسيطر عليه الحركة وتحكمه منذ 2007. 

شاهد.. متظاهرون في غزة: "حماس بره" - موقع 24تظاهر المئات من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، اليوم الأربعاء، في مسيرات تدعو لوقف الحرب، وتطالب بخروج حركة حماس من قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس الأربعاء مقتل 830 فلسطينياً منذ استئناف الهجوم، لترتفع حصيلة القتلى في القطاع المحاصر إلى 50183 منذ اندلاع الحرب. 

ويقول رائد أبو حمودة، وهو فلسطيني من شمال غزة، إنه أراد المشاركة في الاحتجاج لكنه لم يتمكن من الوصول إلى التجمع. وأضاف أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في القطاع لا تستمع إلى أصوات الناس.

صوت الشعب 

وأضاف أبو حمودة، "يجب أن يعلو صوت الشعب على صوت البارود"، مضيفاً أنه ينبغي أن تكون للفلسطينيين حكومة موحدة تحظى بدعم دولي وإقليمي.

وقال: "لطالما رغب الناس في الاحتجاج". وأضاف أن الكثيرين ترددوا، خوفاً من انعدام الحماية" في الشوارع، و"اتهامات الخيانة" من قبل فلسطينيين آخرين.

كما أعرب أبو حمودة عن قلقه من أن تستغل الحكومة الإسرائيلية الاحتجاجات، مما قد يُقوّض حركتهم.

وفي خطاب ألقاه يوم الأربعاء في الكنيست الإسرائيلي، أشار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى احتجاجات غزة، قائلاً إن هذا "يُظهر أن سياستنا ناجحة".

وقال نتانياهو: "في الأيام الأخيرة، شهدنا شيئاً لم نشهده من قبل - احتجاجات مفتوحة في قطاع غزة ضد حكم حماس".

في المقابل، صرح المكتب الإعلامي الحكومي لحماس في غزة، بأن الشعارات المناهضة للحركة "عفوية" و"لا تعكس الموقف الوطني العام".

وأضاف المكتب لسي أن أن، "أي شعارات أو مواقف عفوية يصدرها بعض المتظاهرين ضد نهج المقاومة لا تعبر عن الموقف الوطني العام، بل تأتي نتيجة للضغط غير المسبوق الذي يتعرض له شعبنا، ومحاولات الاحتلال المستمرة لإثارة الفتنة الداخلية وصرف الانتباه عن جرائمه المستمرة".

مقالات مشابهة

  • هيكلة جديدة في قطاع التواصل بوزارة الشباب
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بالتحقيق في جرائم الاحتلال بحق العاملين في المجالات الإنسانية
  • "الخارجية الفلسطينية" تطالب "اللجنة الأممية" بالتحقيق في جرائم الاحتلال بحق العاملين في المجالات الإنسانية والطبية والصحفية
  • فيديو.. وزير الخارجية اللبناني يوبخ موظفين بسبب "السماسرة"
  • خبير عسكري: الحوثيون ينفذون هجمات كبيرة بالنظر إلى الحرب الأميركية عليهم
  • لماذا يحتج سكان غزة ضد حماس؟
  • وزير الخارجية الأردني يدعو لالتزام "دائم وشامل" بوقف اطلاق النار في قطاع غزة  
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء الفلسطيني
  • وزير الخارجية يبحث مع رئيس الوزراء الفلسطيني تطورات الأوضاع في غزة
  • وزير الخارجية يلتقي مدير مكتب الأمن والسلامة للأمم المتحدة بصنعاء