اكتشاف أرضية مصنوعة من عظام الحيوانات في مبني قديم بـ هولندا
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
شهدت منطقة اختردام وسط ألكمار في هولندا اكتشاف أرضية مصنوعة من عظام الحيوانات، وذلك أثناء أعمال ترميم أحد المبانى من خلال الكشف عن طبقة من البلاط.
ووفق علماء الأثار ، فإن العظام كلها من مشط اليد و القدم التي تنتمي للماشية، والتي تم قطعها بعناية إلى نفس الارتفاع تمامًا ووضعها في نمط مع توجيه الجزء العلوي أو السفلي المنشور من العظم إلى الأعلى.
وأشار علماء الآثار الى أن الأرضية المبلطة وأنماط العظام تعود إلى القرن الخامس عشر، حيث تم بناء المبنى الحالي في عام 1609.
وبدورها ، قالت عالمة الآثار نانسي دي جونج، “لقد تآكلت بلاطات الأرضية بسبب الاستخدام المكثف، ومن الممكن أن تكون العظام قد وضعت هناك إما لأسباب عملية أو رمزية، ربما كانت تتناسب بشكل جيد مع الحرفة التي تمارس في هذه المساحة، أو ربما كانت طريقة غير مكلفة لإكمال الأرضية”.
وشدد علماء الآثار على ندرة استخدام عظام الحيوانات في الأرضيات، حيث تم العثور على الأمثلة المماثلة الوحيدة في هورن، وإنكهاوزن، وإيدام، وفي مثال هورن، تم وضع العظام بنفس الطريقة تمامًا كما هو الحال في اكتشاف ألكمار، حيث تم استخدامها أيضًا مع أرضية من البلاط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هولندا اكتشاف اثري المزيد
إقرأ أيضاً:
مصطفى الشيمى يكتب: وحيد
"عم صابر" رجلٌ اختار الوحدة والهروب من صخب الحياة وعبثها. لم يكن ذلك مجرد قرار بالانعزال، بل كان رحلة بحث واعٍ عن موقف تجاه الحياة بكل تعقيداتها. فرض على نفسه عزلة صارمة، وابتعد عن أي صورة تجمعه مع الآخرين. ربما لم يمنح أحدًا فرصة للاقتراب منه، معتقدًا أن النجاة تكمن في عشرة نفسه.
هذا الرجل الذي عاش ومات وحيدًا، لم يكن هاربًا من الناس فحسب، بل كان يبحث عن ذاته في عزلة لم يُرِد أن يشاركه فيها أحد. قبيل وفاته ، اشترى مقبرة جديدة لم يسبق أن سكنها أحد. وحتى بعد موته، لم يكن مستعدًا لأن يصبح جزءًا من إرث مزدحم. عاش وحيدًا، ومات وحيدًا، وقضى في قبره خمسين عامًا حتى عاد ليستنشق هواء الدنيا بطريقة مختلفة، حين وضعوا بين أكنافه طفلًا لم يعش سوى سبع ساعات.
وجود الطفل لم يكن مصادفة ؛ بل كان تجسيدًا رمزيًا لفكرة الحياة والموت، والبدايات التي لا تكتمل. رغم قصر حياته، كان هذا الملاك نقطة تحول في مكان العزلة . كأن حضوره السريع جاء ليضع بصمة إنسانية خاطفة ، لكنها عميقة. تركت أثرًا ربما يتجاوز أعمارًا كاملة. سبع ساعات فقط، لكنها حملت معنى الولادة، البراءة، و التسامح بين الحياة والموت.
حين وضعوا الطفل بين ذراعي الرجل الوحيد، بدا كأن الحياة أرادت أن تكسر عزلته حتى بعد موته، ولكن بطريقة هادئة لا تحمل أي صخب. ربما كان الطفل رمزًا يذكّر بأن الحياة عابرة، لكنها دائمًا تترك أثرًا. أو ربما أرادت الحياة أن توصل رسالة مفادها أن الوحدة ليست مطلقة، وأن أكثر الأرواح عزلة قد تجد نفسها في لحظة اتصال عابرة، ولو للحظات قصيرة.
ومع مرور الوقت، غطت الأشجار المكان، ونبتت بصيلات الأمل من الربيع والنرجس والريحان. بقي أهل القرية يتساءلون من الذي زرع الحياة في هذا المكان الصامت.
شاء الرجل أن يحيا وحيدًا في مكان لا يشاركه فيه أحد، وحتى بعد موته، لم يكن مستعدًا لأن يصبح جزءًا من إرث مزدحم. لكن، مثل هؤلاء الذين يختارون الابتعاد عن صخب الحياة، يتركون خلفهم إرثًا مختلفًا. إرثًا لا يُقاس بالكلمات أو الأفعال المباشرة، بل بأثر صامت يتحدث عنه الزمن، كما تحدثت عنه الزهور التي غطت المكان.
هؤلاء الذين تجاهلوا الحياة بكل مغرياتها وعبثها، هم من ألقوا عليها وردة، رغم أنها أمطرتهم وابلاً من الرصاص. فهم من عرفوا مبكرًا سر الحياة وكيف ستتخلى عنهم.
هنيئًا لهم...