موقع 24:
2025-04-17@12:42:05 GMT

روسيا في سوريا... انتكاسة ومرونة استراتيجية أيضاً

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

روسيا في سوريا... انتكاسة ومرونة استراتيجية أيضاً

اعتبر البعض في الغرب انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وقرار روسيا بالوقوف جانباً والسماح بحدوث ذلك، مؤشراً على التمدد الإمبراطوري المفرط لموسكو وتراجع نفوذها الإقليمي.

سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، ولكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين

وحسب هذا التفكير من الواضح أن "العملية العسكرية الخاصة" الجارية التي يشنها الكرملين في أوكرانيا تضغط على الجيش الروسي إلى درجة جعلته عاجزاً عن وقف المد المتدحرج للمتمردين، فكان عاجزاً وغير راغب بدعم النظام أكثر من ذلك.

ورغم جاذبية هذه الرواية، دعا الباحث البارز في معهد الأمن القومي بجامعة ميسون جوشوا هيومينسكي المحللين الغربيين إلى الحذر من التركيز الكبير على فكرة أن روسيا كانت عاجزة عن المساعدة ومن عدم التركيز بشكل كاف على واقع بسيط مفاده أنها كانت غير راغبة بذلك.

وبحسب الكاتب فإن من المرجح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رأى في دعم روسيا للأسد ترتيباً منخفض الكلفة نسبياً وعالي التأثير، لكن مع تقدم المتمردين، خسر فائدته.

استخفاف بالدب الروسي

وكتب هيومينسكي في موقع "بريكينغ ديفنس" أن الاستراتيجية تتلخص أساساً في المقايضات، وهنا يبدو أن موسكو اتخذت قراراً واضحاً بأن الفائدة المترتبة على مواصلة دعم نظام الأسد لم تكن تستحق الكلفة. 

وشكل سقوط بشار الأسد انتكاسة لموسكو، فمنذ التدخل في سوريا سنة 2015، قدم الكرملين دعماً مالياً وسياسياً كبيراً للأسد، وهذا الاستثمار يعد صغيراً نسبياً عند تقييمه بالمقارنة مع الموارد التي ضختها أمريكا في المنطقة مثلاً، وبالمقابل اكتسب الكرملين موطئ قدم في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط. وكانت قواعده البحرية في البلاد بمثابة محطة لإعادة التزود بالوقود في البحر المتوسط ونقطة انطلاق للعمليات في أفريقيا.

احتمالان متساويان

وسارع البعض للإشارة إلى تأثير أوكرانيا على العمليات الروسية في سوريا، لكن بحسب الكاتب، يشكل هذا سوء فهم لدور موسكو في البلاد، الذي اقتصر إلى حد ما على توفير القوة الجوية والمستشارين، مع بعض المقاولين العسكريين من القطاع الخاص.

والسؤال هو هل كانت روسيا لتكون أكثر استعداداً لمواجهة تقدم المتمردين دون الحرب الأوكرانية؟ هذا محتمل بحسب الكاتب، لكن من المحتمل أيضاً أن النظام قد أصبح قضية خاسرة، فالسرعة التي انهار بها، تعكس ضعفاً عسكرياً وتنظيمياً وتكتيكياً كبيراً، وأي هجوم مضاد بالنيابة عن النظام سيكون باهظ الثمن مادياً وعسكرياً.

كما أثبت نظام الأسد لموسكو أنه شريك متقلب وصعب، إذ رفض التعامل مع المعارضة،  جعل البلاد جزءاً من نفوذ إيران.

مصير القوات الروسية

ويضيف الكاتب أنت الموقف الروسي الجديد في سوريا ما زال غير معروف، وتشير التقارير الأولية إلى أن القوات الروسية تعيد تموضعها داخل قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس، وربما تخلي البلاد بالكامل.

ومن المرجح وفق الكاتب أن تلعب الكراهية المؤكدة تجاه روسيا بسبب قسوتها بالنيابة عن نظام الأسد، وتمكينه من البقاء في السلطة، دوراً في التطورات.

ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن أن تسعى هيئة تحرير الشام إلى طرد القوات الروسية بشكل دائم من البلاد، بل قد تسعى إلى تحويل موسكو من خصم إلى مجرد طرف محايد.

انتكاسة ومرونة وبحسب الكاتب فإن تقاعس الكرملين عن دعم الأسد، يرسل رسالة إلى الأنظمة الأوتوقراطية في أفريقيا، بأن موسكو مستعدة لمواصلة دعم النظام طالما كان فائزاً وقادراً على الاحتفاظ بالسلطة ــ وراغباً بالاستماع إلى نصيحة الكرملين. وعندما يصبح النظام غير قادر على القيام بذلك، يتخذ الكرملين قراراً استراتيجياً ويغير مساره.
ويختم الكاتب أن سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، لكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين الاستراتيجية. والتركيز فقط على الانتكاسة وتفويت المرونة يخاطر بمفاجأة استراتيجية سواء في سوريا أو في أماكن أبعد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا روسيا للأسد سوريا أوكرانيا هيئة تحرير الشام الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الحرب في سوريا روسيا هيئة تحرير الشام فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الكرملين: الأقاليم الجديدة جزء لا يتجزأ من روسيا وانتماؤها قضية غير قابلة للتشكيك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن القصر الروسي (الكرملين)، اليوم الخميس، أن الأقاليم الجديدة جزء لا يتجزأ من روسيا ومسألة انتمائها قضية غير قابلة للتشكيك، وفقا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

روسيا تتمسك بالأراضي المضمومة: "لا نقاش حولها"

وفي وقت سابق، صرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن "الأراضي التي أصبحت منصوصًا عليها في الدستور الروسي كجزء من البلاد تُعد جزءًا لا يتجزأ من روسيا، وهذه حقيقة غير قابلة للنقاش أو الجدل".

ترامب أكثر انفتاحًا من الإدارة الأمريكية الحالية

أشار بيسكوف إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يختلف عن الرئيس جو بايدن والإدارة السابقة، من حيث استعداده للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة.

 وقال: "ما نلاحظه هو أن ترامب يتحدث بنفسه ويُظهر انفتاحًا على الاستماع، وهو أمر بالغ الأهمية ويمثل فرقًا واضحًا عن الإدارة السابقة في واشنطن".

ترامب: اتفاق سلام يضمن لأوكرانيا "أكبر قدر ممكن" من أراضيها

وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق بأن إدارته تسعى إلى التوصل لاتفاق سلام مع روسيا يضمن استعادة أوكرانيا لـ"أكبر قدر ممكن" من أراضيها، وأعرب عن شكّه في إمكانية عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 2014.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: الأقاليم الجديدة جزء لا يتجزأ من روسيا وانتماؤها قضية غير قابلة للتشكيك
  • سوريا.. “إنكار الجرائم الأسدية” يطيح بسلاف فواخرجي من نقابة الفنانين
  • القبض على أحد مسؤولي نظام الأسد في اللاذقية.. عمل في سجن صيدنايا
  • تضم رفات أطفال ونساء.. العثور على مقبرة جماعية في سوريا
  • الكرملين يرفض التعليق على تقارير احتمالية نقل إيران احتياطيات اليورانيوم إلى روسيا
  • دريد لحام يصل إلى سوريا لأول مرة بعد سقوط نظام الأسد
  • الكرملين يؤكد استعداد روسيا لتطبيع العلاقات مع جورجيا
  • المدافع "الشرس" عن نظام الأسد.. هل طلب اللجوء في روسيا؟
  • سوريا ولبنان.. من الجوار الصعب إلى التعاون
  • من حفار القبور إلى قيصر.. سوريون لاحقوا الأسد دوليا وكشفوا هوياتهم بعد سقوطه