قرار جديد من وكالة ناسا الأمريكية باستمرار مهمة رائدي الفضاء العالقين حتى نهاية شهر مارس المقبل، نظرًا لعدم إمكانية عودتهما إلى الأرض في الوقت الحالي، وذلك وسط حالة من الخوف والقلق من الأطباء عن حالة الرائدين الصحية عند عودتهما، خاصة بعد ظهور رائدة الفضاء سوني وليامز، بشكل هذيل للغاية.

عودة رائدي الفضاء العالقين

عند موعد العودة لرائدي الفضاء العالقين إلى كوكب الأرض، والذي حُدد نهاية مارس 2025، وفي حال هبوطهما سيهاجمهما مرض هشاشة العظام: «بحلول الوقت الذي يعودان فيه إلى الأرض، سيكونان معرضين بشدة لخطر الإصابة بكسر الهشاشة ومن المحتمل عدم تمكنهما من المشي بقوتهما الذاتية» حسب الدكتور جون جاكويش، أستاذ الطب الحيوي.

حالة صحية غير متزنة سيعيشها رائدا الفضاء العالقين عند عودتهما إلى الأرض، وفق ما نشرته وكالة «ناسا» ونقلته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، «رائدا الفضاء سيكونان بصحة سيئة وسيغادران المركبة على نقالة، وسيستغرق الأمر شهورًا حتى يستعيدان عافيتهما وصحتهما» حسب «جاكويش»، وهو ما ظهر عليهما من فقدان الوزن وسوء تغذية.

مرض نفسي وجسدي يهاجم رائدي الفضاء

لم يكن المرض الجسدي فقط من يهاجم رائدي الفضاء العالقين، بل هناك تأثيرات نفسية أيضًا تؤثر عليهما، «الجميع يدرك أنه يتم تعليم رواد الفضاء كيفية التعامل مع الظروف العصيبةـ ولكن هذا السيناريو في عودتهما ومدته 300 يوم كان أبعد من المتوقع، مما يلحق الضرر بنفسيتهما» حسب الدكتورة كارول ليبرمان، طبيبة نفسية في كاليفورنيا.

جاءت القصة، حينما عانت المركبة الفضائية سترينر، من تسرب الهيليوم ومشاكل في المحرك قبل وخلال وبعد وصول المركبة إلى محطة الفضاء الدولية، وفي النهاية قررت وكالة ناسا أنها غير صالحة لنقل ويليامز وويلمور إلى الأرض، وفي بداية الأمر تقرر عودة رواد الفضاء نهائيًا في شهر فبراير2025، عندما يمكنهما العودة إلى الأرض على متن مركبة الفضاء سبيس إكس كرو-9 دراجون، إلا أن الموعد تأجل مرة أخرى إلى مارس المقبل.

وبهذا القرار، سيمضي الرائدان أكثر من 9 أشهر في الفضاء، وهي مدة تتجاوز كثيرًا الجدول الزمني الأصلي لإقامتهما، ورغم ذلك، أكدا في تصريحات سابقة أنهما تأقلما مع الإقامة الطويلة ويواصلان أداء مهامهما بكفاءة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وكالة ناسا ناسا رائدي الفضاء العالقين رائدي الفضاء هشاشة العظام رائدی الفضاء العالقین إلى الأرض

إقرأ أيضاً:

الشرع وحده لا يكفي.. ماذا ينتظر سوريا؟

برز أحمد الشرع، مؤسس الفرع السوري لتنظيم القاعدة الإرهابي، كزعيم انتقالي لسوريا بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق بشار الأسد، الذي دام 55 عاماً، في حملة عسكرية خاطفة في ديسمبر (كانون الأول) 2024. 

مؤيدو الشرع يؤكدون أن تحوله بدأ في إدلب

 
ورغم ماضيه المتطرف، يسعى الشرع لتقديم نفسه كموحِّد للبلاد، واعداً بإعادة بناء سوريا تحت رايتي الاعتدال والشمولية، ولكن قيادته تواجه تحديات جسيمة، وفق تقرير روبرت إف. وورث، كاتب مساهم في مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، منها: العنف الطائفي، والانهيار الاقتصادي، وانعدام الثقة بين الأقليات، ومهمة شبه مستحيلة لإقامة دولة من بين ركام ديكتاتورية، وحرب أهلية دمّرت البلاد لعقود.
 

Can One Man Hold #Syria Together?
A former jihadist has remade himself in a bid to remake a scarred and divided country. https://t.co/ZhJTcWiFUW

— Bassem Mroue باسم مروه (@bmroue) March 24, 2025



شكَّلَ إسقاط الأسد بحملة عسكرية بزعامة الشرع استغرقت 11 يوماً مفاجأة للعالم، حيث سيطرت قواته، بما فيها تحالف "هيئة تحرير الشام"، على مدن كحلب ودمشق بضبط نفس مدهش، متجنبة الانتقام الدموي المُتوقَّع من جماعة سابقة للقاعدة. 
وفي حلب، روى مسيحيون تعاملاً محترماً من مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين وزعوا الطعام وحافظوا على الهدوء، وتناقض هذا الانضباط بوضوح مع الصورة النمطية للجماعات الإرهابية.
وفي خطاب تنصيبه بدمشق، قدم الشرع نفسه كـ"ابنٍ بار" لـ"أمٍّ حزينة" (سوريا)، مُتعهداً بملء فراغ السلطة ومنع أعمال الانتقام. إن تحوُّله من قائد متشدد – معروف سابقاً بلقب "أبو محمد الجولاني" – إلى رجل دولة أنيق يرتدي بذلات حديثة يرمز لمحاولته كسب الشرعية. 
قال الشرع في خطابه محاولاً الابتعاد عن ماضيه العسكري: "قد تُسقِط الثورة نظاماً، لكنها لا تبني دولةً".


العنف الطائفي وتحديات الحكم 

ورغم وعود الشرع، أصبحت الأقلية العلوية – طائفة الأسد – هدفاً للخطف والمجازر.  
وما زالت الأقليات، كالمسيحيين والدروز، يشعرون بالتوجس من جذور الشرع، روى القس فراس اللطفي كيف أخفى رجالاً شيعة خلال سقوط دمشق. 
ويسود القلق  موقف الشرع الغامض من مستقبل سوريا، إذ يعد بالشمولية، ويتجنب التصريح بالديمقراطية. وحين سُئل عن تبني الديمقراطية، أجاب: "إذا كانت تعني أن يختار الشعب حكامه، فنعم".
ولا شك في أن وجود عناصر متطرفة داخل تحالف الشرع يُضعف صورته المعتدلة.  
وظهرت التناقضات الأيديولوجية داخل النظام من خلال تعيينات مثيرة للجدل، مثل وليد كبولة، وهو المشرف التعليمي الذي دعا إلى "تطهير سوريا من العلويين والشيعة واليهود".


 إعادة الإعمار والانهيار الاقتصادي 

وتعاني بنية سوريا التحتية من الخراب. تفتقر المدارس إلى الورق والتدفئة؛ يتقاضى المعلمون 20 دولاراً شهرياً. وفي مستشفى ابن سينا النفسي قرب دمشق، يرتجف المرضى خلف القضبان، ويعيشون على تبرعات الطعام بينما توزع الممرضات السجائر لتهدئتهم. تساءلت ممرضة: "من سيبقى مع مجانين دون حصوله على راتب؟"

Many Syrians agree that after 14 years of brutal civil war, there is now a need for a strong pair of hands that can keep the country together.

✍️ Daniel Thorpe https://t.co/dgJNNJQXoZ

— The Spectator (@spectator) March 19, 2025

ويعاني الاقتصاد المُنهك بالحرب والعقوبات من العزلة. اعتماد الأسد على تجارة الكبتاغون خلّف إرثاً ساماً. داهمت قوات الشرع مستودعات تخزين كان يسيطر عليها ماهر الأسد (شقيق بشار)، وأحرقت كميات ضخمة من المخدرات. لكن تحويل الميليشيات المعتمدة على التهريب لخدمة الجيش والدولة تحدّ لا يعرف أحد نتيجته. 
تؤدي العقوبات الدولية، المفروضة بسبب تصنيف هيئة تحرير الشام كإرهابية، إلى خنق سبل التعافي. ويُحجم الغرب عن تقديم المساعدة برغم مناشدات الشرع. أما تركيا، الداعم الرئيس، فتفتقر للأموال اللازمة، بينما تباطأت وعود الخليج. 
وحذر محللون من أن "فشل الشرع في إنعاش الاقتصاد سيؤدي إلى تفكيك تحالفه" متخيلين سيناريو ليبي من الفوضى.


مناورات سياسية ووحدة هشة 

برعت حنكة الشرع في صفقاته السياسية كالاتفاق مع الأكراد. وفي مارس (آذار) 2024، منح حكماً ذاتياً للشمال الشرقي، مُدمجاً ميليشياتهم المدعومة أمريكياً في الدولة. وأُطلقت الأفراح أعيرة نارية، لكن التوترات باقية: الأكراد يسيطرون على النفط، والمفاوضات المستقبلية ستختبر مدى ولائهم. أما الدروز فيقاومون الاندماج. طالب زعيمهم الشيخ حكمت الحجري بـ"دولة قانون" قبل نزع السلاح. وفي إدلب، أظهرت تجربة "شبه الدولة" بزعامة الشرع نجاحاً؛ فقد كبح المتطرفين، وأقام المحاكم وأعاد الخدمات. 


التصور الشعبي: أملٌ مقابل شكوك 

السوريون منقسمون. بعضهم، كالمصور ضياء السيد، يرون الشرع "صاحب رؤية". كان ضياء موثِّقاً جيداً لجرائم الأسد، وأشاد بجهود الشرع وتركيزه على "طي الصفحة". أما آخرون، وخاصة العلويين، فيرونه "ذئباً في ثياب حمل". وقال ناشط علوي: "نخشى أن يظهر الجولاني الذي بداخل الشرع".
مؤيدو الشرع يؤكدون أن تحوله بدأ في إدلب، حيث حكم بنزعة براغماتية. أقام "ديوان مظالم" لمعالجة شكاوى المواطنين، وتقبل الاحتجاجات سواء إسلامية أو علمانية. "تعامل بحكمة مع الحركات"، هكذا قال الجراح خلدون الملاّح، الناجي من وحشية تنظيم داعش الإرهابي. 
وأشارت المحللة السياسية دارين خليفة إلى تحوله التدريجي بقولها: "إنه إسلاموي براغماتي يقرأ سياسات المنطقة".


أمة عند مفترق طرق

وحذر معد التقريرمن أنه إذا تعثر الإعمار، فقد يصبح الفشل الليبي نموذجاً محتملاً لمستقبل سوريا. وتعتمد عملية التعافي الاقتصادي بشكل حاسم على المساعدات الخارجية ورفع العقوبات، لكن الغرب تساوره شكوك كبيرة بشأن المستقبل السوري.
وتواجه قيادة أحمد الشرع تحدياً رئيساً يتمثل في التوفيق بين ماضيه العنيف وصورته الحالية كرجل دولة. ورغم أن كاريزميته وقدرته على إبرام الصفقات توفر أساساً هشاً للوحدة الوطنية، فإن الانقسامات العميقة في سوريا - بسبب التوترات الطائفية والانهيار الاقتصادي والتدهور المؤسسي - تشكل تهديداً وجودياً.
ويكمن الاختبار الأهم للشرع، وفق الكاتب، ليس في المجال العسكري، بل الأخلاقي: هل يستطيع، بصفته جهادياً سابقاً، إعادة تشكيل نفسه كقائد لإعادة بناء سوريا؟، أم أن إرث سجون الأسد و"دولة الخلافة" سيبقى يطارد مستقبل البلاد؟ الإجابة تتوقف على قدرته على تجاوز ماضيه وإقناع الشعب بالسير في الاتجاه ذاته.

مقالات مشابهة

  • كيف تتصرف في حال انفجار إطار المركبة خلال سيرها؟ هيئة الطرق تجيب
  • هذا ما ينتظر لبنان و حزب الله عسكرياً.. خبراء يكشفون
  • سبيس إكس تطلق أول تجربة لزراعة الفطر في الفضاء تمهيدا لرحلات القمر والمريخ
  • فيلم فار بـ 7 ترواح.. الجمهور ينتظر العرض الأول في عيد الفطر 2025
  • الإمارات.. 6 جرائم تتسبب في القبض على سائق المركبة ضمن قانون المرور الجديد
  • الشرع وحده لا يكفي.. ماذا ينتظر سوريا؟
  • بصمة عراقية في ناسا.. رحلة من الأرض إلى الفضاء.. بالعربي
  • بعد الانتكاسة الأخيرة.. كبسولة ستارلاينر تواجه مصيرا مجهولا
  • ناقدة: الشخصيات المركبة تحتاج إلى ممثل مبدع ودراما رمضان 2025 متميزة
  • أبرزها زيادة الطاقة.. ما فوائد ممارسة رياضة المشي للنساء بعد الـ30؟