الوطن:
2025-01-19@23:08:12 GMT

ناصر عبدالرحمن يكتب : الشخصية المصرية (6) الغواية

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

ناصر عبدالرحمن يكتب : الشخصية المصرية (6) الغواية

«التاريخ والجغرافيا» الزمكان، اجتمعا فى مصر على الغواية، منذ مصر القديمة وإلى الآن.. مصر بلاد الغواية، أرضها الساحرة السهلة البسيطة، المربعة الحديقة، الشخصية المصرية معجون غواية، صمتها غواية، فنها غواية، صعودها غواية، سقوطها غواية، الضعف فى الشخصية المصرية غواية، وقوتها غواية.. شخصية تبدو غير ما تخفى، تبدو للغريب محتاجة، وتبدو للعدو فريسة، لا أبواب ولا متاريس ولا تعاريج، مثل أرضها منبسطة، مثل بيوت فلاحيها وفقرائها أبوابها مفتوحة، يطمع المحتل بسبب الغواية فى الشخصية المصرية.

. الهكسوس بدايتهم أغراب سكنوا بالقرب من الشرقية.. تركتهم الشخصية المصرية بتعاطف فطرى مع الأغراب، الغواية جعلت تملك الهكسوس وكثر عددهم حتى حكموا مصر أجيالاً.. منهم فرعون الذى طغى فى البلاد.. الغواية ملكتهم زمام الشخصية المصرية، والغواية نفسها التى سكروا بسببها وتكبروا حتى طردوا.

ومثل الهكسوس كل محتل طمع بفعل الغواية وظن حتى فسق.. المحتل يتبدل والسبب واحد بفعل الغواية التى تجدد ظنونهم وتعبث بأفكارهم، حدث بالإنجليز كما حدث بالفرنساوى كما حدث بالصهيونى أو كما يحدث.. الغواية تفعل السحر بالغريب، وتفعل السحر بالقريب، المرأة المصرية تغوى جديدها بلطف قولها ولين فعلها وبالكثير من عناصر الغواية، دون الانتباه لما تقصده دون فهم طبيعتها، دون علم بقلبها، المرأة مثل الأرض مثل سمائها أمام عينيها، وأرضها حضن بين ذراعيها، المرأة المصرية بسط قولها ولحظ عينها وسهولة رجائها يغوى، يجعل رجلها وابنها وأباها وخالها وعمها وأخاها وجد جدها يطمئن، لكنه بالغواية نفسها يهملها ويتركها تتحمل وتحمل الهم، يتركها تربى وتدبر وتسند جدران البيت.

الكل يقع فى الغواية، كذلك الرجل فى الشخصية المصرية يغوى ويجامل ويتقبل الأدنى ويعبر ويترك بيته بالسنين، يغوى الأيام فتزيده غربة، ويغوى الفقر فيزيده حاجة، ويغوى القهر فيزيده الألم، الغواية فطرية فى سلوك الشخصية المصرية، تجعل القوى يبطش، والمالك يبخل، والغنى يفسد به، والمدير يستخف ليطيعه، الغواية فى الشخصية المصرية تسمح للأم بأن تربى ابنها ثم تقذف به إلى البحر، تسمح للابن بالمسافات التى لا تختصر إلا بالمسافات، الغواية تجعل الأغيار يظنون بنا أننا حشائش سهلة القص، يظن الغير المتربص أننا طرح نهر من حقه أن يتملكه، لكنها الغواية التى هى نفسها تخفى الوجه الآخر منها.

سهولة الشخصية المصرية سهولة خادعة، الغواية تجلب الطامع فيها، حتى تسقطه الغواية وتمحوه، أين الهكسوس؟ أين الجبابرة؟ أين المستبد؟ أين الظالم؟ أين وأين وأين وأين؟! ينقلب بالغواية السحر على الساحر، وتبقى الشخصية المصرية تبتلع البلاء وتشربه، لكنها أبداً أبداً لن تسقط، فالغواية تسبب للمصرى الأمراض وتجلب الطفيليات، لكنها تملك سرها، سر الغواية فى قلب المصرى، يظهر اللين حتى تجور فيظهر الحاد ويدفن، فهى أرض البناء وهى أرض المقابر، ترسم بغواية وعلى جدرانها الأساطير وهى تخفى حقائق الحكايات، ولأنها نموذج العالم ولأنها تتوسط كل متطرف ولأنها تحتوى، يظن اللصوص أنها من حقهم.. الغواية شخصية لا تذهب لأحد، لا تهاجم أحداً، لكنها فى مكمنها، من يتجاسر عليها تتركه حتى يظن بقدرته أنه قدر، لكنه دون أن يدرى أن للغواية سحراً يسقط فى قبرها ودفن.. حمى الله مصر وحمى أهلها، فهى الوطن وهى السكن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشخصية المصرية مصر القديمة فى الشخصیة المصریة

إقرأ أيضاً:

البعريني: للتعالي عن المصالح الشخصية لإنجاح العهد والحكومة

أبدى النائب وليد البعريني في حديث الى "صوت كل لبنان"، تفاؤله "بتشكيل الحكومة في أسرع وقت لأن المؤشرات إيجابية وكل الأفرقاء يسعون لذلك، ولا مصلحة لأحد في عرقلة التأليف لأن البلاد لم تعد تحتمل التأخير"، متوقعاً حلحلة من الثنائي الشيعي والمشاركة في الحكومة.

ورأى ان "لا مؤشرات نهائية حول شكل الحكومة الجديدة، إلا أنه من المتوقع أن يطالب الثنائي أمل حزب الله بوزارتي المالية والأشغال"، داعيا "الجميع الى التعالي عن المصالح الشخصية لإنجاح العهد والحكومة"، وقال: "إن التفاهم الداخلي، سيعكس دعماً خارجياً للبنان وإلا سنذهب نحو دمار شامل". 

مقالات مشابهة

  • معجبة تلتقي بخالد عبدالرحمن والجمهور: أخذت حظوظنا .. فيديو
  • كاريكاتير ناصر الجعفري
  • ناصر الحسن يحتفل بعقد قرانه
  • البرلمان يدرج العفو العام والأحوال الشخصية على جدول الثلاثاء
  • الأمير عبدالرحمن بن مساعد يرد على منتقدي المستشار تركي آل الشيخ.. فيديو
  • وفيات السبت .. 18 / 1 / 2025
  • سالم بن عبدالرحمن يشهد حفل زفاف بدر محمد آل علي
  • "الشخصية المصرية في العصر الإسلامي" ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة 20 يناير
  • القبض على صاحب سيارة يسير عكس الاتجاه بمنشأة ناصر
  • البعريني: للتعالي عن المصالح الشخصية لإنجاح العهد والحكومة