الوطن:
2025-01-19@20:50:20 GMT

الدكتور منجي علي بدر يكتب: قمة مجموعة الـ«D8» بالقاهرة

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

الدكتور منجي علي بدر يكتب: قمة مجموعة الـ«D8» بالقاهرة

اتجهت مصر وتركيا الفترة الأخيرة لتعزيز العلاقات الثنائية، وجاءت زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للقاهرة فى فبراير 2024، وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أنقرة، فى الـ4 من سبتمبر 2024 تجسيداً للرغبة فى التعاون، ثم تأكيد مشاركة الرئيس التركى فى اجتماعات قمة منظمة الدول الثمانى الإسلامية للتعاون الاقتصادى (D8) فى نسختها الحادية عشرة بالقاهرة يوم الخميس 19 الجارى لمناقشة سبل مواجهة المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية تحت شعار: الاستثمار فى الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

. «تشكيل اقتصاد الغد»، حيث تولت رئاسة المجموعة فى مايو 2024 وتستمر فى قيادة أعمالها حتى نهاية عام 2025.

وتأتى هذه الزيارات والمقابلات على المستوى الرئاسى استكمالاً للجهود الرامية لتطوير العلاقات الثنائية التى أخذت تتطور تدريجياً بين مصر وتركيا منذ عام 2021، حين نجح البلدان فى استئناف الاتصالات المشتركة على مستوى الوزراء وكبار المسئولين، وفى عام 2023 تم رفع التمثيل الدبلوماسى بين البلدين لمستوى السفراء.

ويرتبط تطور العلاقات المصرية التركية بالأوضاع الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط بالنظر إلى البعد الاستراتيجى للدولتين وثقلهما فى المنطقة، ويعكس الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز العلاقات فى مختلف المجالات بما فى ذلك الاقتصاد والسياسة والتجارة والأمن والدفاع، والتنسيق المشترك فى القضايا والملفات المطروحة أمام البلدين، ومنها التوترات الإقليمية والسعى إلى وقف العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين الممتد منذ أكتوبر 2023 حتى الآن، وأيضاً التنسيق فى ملفات إقليمية أخرى، منها الأوضاع الجديدة فى سوريا ولبنان وليبيا والسودان واليمن والقرن الأفريقى وبالتحديد التطورات الأخيرة فى الصومال.

وتكشف أى متابعة للعلاقات بين البلدين أن الروابط بينهما لم تتوقف حتى فى سنوات الخلاف منذ منتصف عام 2013، حيث شهد مسار التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى تطورات إيجابية رغم التوترات السياسية التى استمرت حوالى 10 سنوات، بل وأخذ هذا الملف الاقتصادى محوراً استراتيجياً يقوم على إيجاد المساحات المشتركة بين البلدين لتعزيز دورهم فى منطقة الشرق الأوسط، ويعود ذلك فى الأساس إلى حكمة وصبر الرئيس عبدالفتاح السيسى على التجاوزات التركية المتعددة.

وشهدت الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تركيا، عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين مصر وتركيا، وانتهى الاجتماع بتوقيع 17 اتفاقية بعدة مجالات مختلفة، منها الاستثمارات المشتركة فى الصناعة ومجالات الطاقة، واستهداف زيادة التبادل التجارى بينهما من حوالى 10 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار على مدار خمس سنوات.

وتهدف الاتفاقات لتعزيز البيئة الاستثمارية ودعم التجارة الحرة ودعم تبادل الزيارات واللقاءات بين رجال الأعمال، وفيما يتعلق بمجالات الطاقة تسعى الدولتان انطلاقاً من مبدأ المنفعة المتبادلة إلى التركيز على مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، ولا سيما الغاز الطبيعى والطاقة النووية.

ويحظى الجانب العسكرى والأمنى بزخم متزايد فى الفترة الحالية، ويُشير هذا التعاون إلى تقدم علاقات التعاون الدفاعية، ومن نتائج هذا التعاون ما ظهر واضحاً فى مشاركة أكثر من شركة تركية فى مجال الدفاع الجوى والأنظمة الإلكترونية الدفاعية فى معرض مصر الدولى للطيران والفضاء، لتسويق المنتجات الدفاعية التركية.

ويمكن القول إن العلاقة بين القاهرة وأنقرة ارتفعت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهو ما يؤكده إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجى الذى يترأسه رئيسا مصر وتركيا، وهناك دوافع ساعدت على ترسيخ هذه العلاقات من أجل مواجهة التحديات المشتركة فى منطقة الشرق الأوسط القلقة.

وعلى الصعيد السياسى، يستمر التنسيق فى الملفات الإقليمية مثل ليبيا وفلسطين وسوريا والصومال واليمن، مما يعزز دور البلدين فى استقرار المنطقة.

كما أن التقارب الجيوسياسى لمواجهة التحديات الإقليمية قد يؤدى إلى تعزيز دورهما كقوتين إقليميتين مؤثرتين فى النزاعات الإقليمية، وذلك بالتنسيق مع القوى الفاعلة فى المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، وكذا مع القوى الدولية الفاعلة بالمنطقة.

هذا، ونأمل أن تكون اجتماعات قمة الـ(D8) بالقاهرة فرصة لبداية تأسيس علاقات تشاركية تقوم على تحقيق المصالح المشتركة فى ظل إرهاصات نظام عالمى جديد بدأت تتشكل ملامحه، سواء عاند أو استوعب الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب التحول فى النظام العالمى إلى نظام متعدد الأقطاب.

عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قمة الدول الثمانى النامية مصر تركيا الأمم المتحدة مصر وترکیا

إقرأ أيضاً:

المشاركون في صالون الدكتور سعيد العيسائي بالقاهرة يشيدون بالكراسي العلمية للسلطان قابوس بن سعيد

 

 القاهرة : د محمود خليل 

 في نسخته الثانية ، عقد صالون  الدكتور سعيد العيسائي بالقاهرة٠٠ندوته حول (اللغة العربية لغة الوحي والمعرفة ) حيث استهله الدكتور العيسائي مرحبا بالضيوف وملقيا الضوء علي أهمية موضوع الندوة ، التي تأتي تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ،
ثم تحدث الكاتب الصحفي عمرو الكاشف عن وكالة أنباء الشرق الأوسط بخصوص ضرورة تحري الدقة في ترجمة الأخبار الأجنبية ، وخطورة دلالات الألفاظ طبقا لثقافة أهل كل لغة 
كما تحدث في نفس الموضوع بسنت  ماجد والكاتب الصحفي الكبير سامي حامد رئيس التحرير السابق بجريدة المساء بالقاهرة
 والصحفي السابق بجريدة الوطن بعمان
* وكانت مشاركة العلامة الدكتور صابر عبد الدايم يونس رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالقاهرة حول مزايا وإمكانات اللغة العربية بموسيقي الحرف والكلمة  والأسلوب 
ومدى أهمية وخطورة التعريب لسد الفجوة العلمية بين العلم واللغة
* كما تناول الدكتور رفعت خيال والدكتور محمد زيدان خطورة الدلالات القانونية للألفاظ المترجمة ، ضاربين مثلا ببراعة الشيخ رفاعة الطهطاوي في الترجمة القانونية
ثم تحدث الفنان يوسف جلال عن أهمية تعريب الإعلانات وأسماء المحال التجارية ، مدللا علي تجربته الفنية في هذا المجال٠٠ ومشاركاته في الأعمال الفنية الناطقة بالفصحي ، من مسلسلات ووثائقيات ، أهمها الفيلم الوثائقي عن المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة
* شهد الصالون حضورا علميا راقيا من كبار العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء والإعلاميين 
* تحدثت الاعلامية الكبيرة نهي الرميسى عن مشكلات التعريب ،وأزمة المصطلح العلمى ، ووسائل تيسيره وتسييره بين الناس ، خاصة في وسائل الإعلام ، وأهمية الإرادة السياسية في هذا الباب  ، كما تناولت دور الإعلام الحديث في تيسير استخدام وتعليم اللغة ، وتفصيح العامية ، وتعميم الفصحي علي نطاق عالمي ، يتجاوز اللغات الشعبية والعامية والقطرية والمحلية
وألقت قصيدة في مدح المصطفي صلي الله عليه وسلم ، الذي أوتي جوامع الكلم :
كل الجمال مؤانس وطروب 
  منه استجار العاشق المغلوب
وتنزه الولهان في نسماته
   كالظبي يخفق قلبه المشبوب
سطعت شموس الخير فوق سمائنا
    لايعتريها غيبة وغروب
إذ عم خير في الدنا مثل العلا
    يغشي النفوس جلاله فتذوب
إن الصلاة على النبي ملاذنا
    من للعصاة إذ النفوس تتوب
وإذا القلوب تغافلت عن ذكره
    تأسي العيون كما بكي يعقوب
 
* وتناول الاستاذ اسلام بحيري دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في إنجاز أضخم معجم مرجعي للترجمة (من وإلي)  اللغات الأجنبية الحية ، تقوم به المؤسسة
وأكد الدكتور وائل علي السيد الأستاذ بتربية عين شمس  ضرورة الإسناد القانونى والسياسى لقضايا التعريب وتعميم المصطلحات ، ومشاركته هذا المجال في مصر والخارج
* وتناول الدكتور عبد الحميد شلبي استاذ التاريخ بجامعة الأزهر ،دور جامعة السلطان قابوس في خدمة اللغة العربية في أنحاء العالم
كما تحدث  الدكتور صلاح عاشور العميد السابق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر حول التعاون اللغوي والمعجمي بين الكلية وجامعة السلطان قابوس
فيما ألقي الشاعر الكبير بدري البشيهي قصيدته العصماء في اللغة العربية (هي الفصحي )
ومنها:
هي الفصحي عطاء الله ذي النعم
  هي الفصحي لسان الحق في القدم
فسبحان الذي جلي حقيقتها 
   خلودا خطه في اللوح بالقلم
أنا زيت وفي المصباح أوقده 
   أنا المشكلة ضوئي كاشف الظلم
وفي ختام الندوة ،  ألقي الدكتور سعيد العيسائي كلمته حول بعض الأعلام العمانيين في مجالات  اللغة العربية والنحو الصرف  والشعر والعروض ، كالخليل بن أحمد الفراهيدي ، والمبرد والطبيب راشد بن عميرة وغيرهم ،
ودور كراسي جلالة السلطان قابوس بن سعيد  للدراسات اللغوية  والعربية والاسلامية في جامعات ( جورج تاون) بالولايات المتحدة الأمريكية و (ملبورن) بأستراليا و(بكين)  بالصين  و(أكسفورد) بالمملكة المتحدة 
كما وجه الضيوف والمشاركون التحية الي سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية قيادة وشعبا ، علي الدور العالمي الكبير الذي تقوم به البلدان في جماية وتشر وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها 
من خلال المؤسسات العلمية العربية والاسلامية العريقة في كل من البلدين 
أدار الصالون وشارك بكلمته  (قبل  لاتتحول لغتنا العربية إلي لاتينية ميتة) الشاعر الاعلامي الدكتور محمود خليل

مقالات مشابهة

  • المسلماني: العلاقة الأخوية بين الرئيس السيسي والشيخ تميم عززت التعاون في جميع المجالات
  • المشاركون في صالون الدكتور سعيد العيسائي بالقاهرة يشيدون بالكراسي العلمية للسلطان قابوس بن سعيد
  • المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي للإمارات «خطوة مهمة» لتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين
  • سفير الإمارات يبحث مع وزير الخارجية الروسي العلاقات المشتركة
  • رئيس الوزراء يبحث مع سفير الكويت بالقاهرة دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين
  • تفاصيل لقاء وزير الخارجية بنظيرته السنغالية لبحث التعاون التجاري بين البلدين
  • الدكتور محمد بكر يكتب: فوسفات ثنائي الكالسيوم.. سر الأداء الإنتاجي المستدام لمزارع الماشية «1»
  • الدكتور يسري الشرقاوي يكتب: عام ترتيب الأوراق
  • روسيا وإيران توقعان معاهدة شراكة استراتيجية بين البلدين
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان يوقعان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين