1000 قتيل وجريح من جنود وضباط العدو وتدمير 42 دبابة خلال معارك جنوب لبنان
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
وأكدت غرفة عمليات المقاومة مواصلة التصدي للعدوان على لبنان، وتكبيد قوات العدو خسائر فادحةً، في عديده وعتاده، على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية، وصولاً إلى أماكن وجوده في عمق فلسطين المحتلة.
ووفقاً لما رصده مجاهدو المقاومة وأوردته الغرفة في ملخصها الميداني، فقد بلغت الحصيلة التراكمية لخسائر العدو، منذ بدء ما سمّاه "المناورة البرية في جنوبي لبنان"، أكثر من 95 قتيلاً و900 جريح من الضباط والجنود.
بالإضافة إلى تدمير 42 دبابة "ميركافا"، 4 جرافات عسكرية، آليتي "هامر"، آلية مدرّعة وناقلة جند، كما أسقطت الدفاعات الجوية للقماقومة 3 مسيّرات من نوع "هرمز 450"، ومسيّرتين من نوع "هرمز 900".
ولا تتضمّن هذه الحصيلة خسائر العدو في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المحتلة.
إضافةً إلى ذلك، أكدت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان ما يلي:
- تتجنّب قوات العدو التنقل والتموضع ضمن حقول رؤية مجاهدي المقاومة خشية استهدافها. وهي تستحدث معابر ومسارات غير مرئية، وتعتمد التسلل ليلاً إلى داخل القرى الحدودية والانسحاب منها، بعد تدمير منازل المدنيين وتخريب البنى التحتية.
- إنّ خطوط الإمداد نحو الجبهة ومحاور الاشتباك لم تنقطع منذ بدء العدوان على لبنان، وما زالت الجبهات تُرفد بالسلاح والعديد اللازم وفق الخطط المعدّة مسبقاً.
- على الرغم من الإطباق الاستعلامي الذي يمارسه العدو في سماء الجنوب، لا يزال المقاومون يتمكّنون من تربيض وتذخير وإطلاق المئات من الرشقات الصاروخية، في اتجاه نقاط تموضع جنود العدو، حتى عمق الكيان، بصورة يومية ومتواصلة وعلى مدار الساعة. وهذا ما تؤكده المشاهد التي ينشرها الإعلام الحربي. ولم يتمكن العدو من إحباط أي عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية.
المواجهات البرية
غرفة عمليات المقاومة أشارت إلى أنّ قرى الحافة الأمامية جنوبي لبنان شهدت في الأيام الماضية محاولات تقدّم لـ"جيش" العدو، وقد تصدى المجاهدون لها، عند أكثر من محور، وفقاً للتالي:
1- المحور الأول: منطقة عمليات الفرقة 146 في "جيش" العدو، يمتدّ من الناقورة غرباً، وصولاً إلى مروحين شرقاً.
تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف، حاولت قوة مشاة إسرائيلية التسلل في اتجاه الأحياء الجنوبية لقريتي شيحين والجبين، كما حاولت قوة استطلاع أخرى التسلل في اتجاه منطقة وادي حامول، شمالي شرقي بلدة الناقورة، فتصدى لها المجاهدون بالأسلحة المناسبة، وأجبروها على الانسحاب إلى منطقة اللبونة.
كذلك، استهدف مجاهدو المقاومة، بالأسلحة الصاروخية، تحشدات ومسارات تقدّم العدو داخل بلدة الضهيرة، ومواقع العدو في "رأس الناقورة" و"جل العلام".
2- المحور الثاني: منطقة عمليات الفرقة 36 في "جيش" العدو، يمتدّ من راميا غرباً، وصولاً إلى رميش شرقاً، (عيتا الشعب ضمناً)، ومن رميش، وصولاً إلى عيترون شرقاً.
تواصل المقاومة الإسلامية استهداف تحشدات "جيش" العدو الإسرائيلي وتجمّعاته في هذا المحور، وسط محاولاته المستمرة للتوغل داخل بلدتي عيتا الشعب وعيترون.
3- المحور الثالث: منطقة عمليات الفرقة 91 في "جيش" العدو، يمتدّ من بليدا جنوباً، وصولاً إلى حولا شمالاً.
تحافظ قوات العدو على السيطرة بالنار على الأطراف الشرقية لقرى بليدا وميس الجبل وحولا، وسط غياب أي محاولة تقدّم جديدة على هذا المحور، بعد المواجهات البطولية التي سطّرها مجاهدو المقاومة خلال الأسبوع الماضي في بلدة حولا، والخسائر الكبيرة التي تكبّدتها القوات المتقدّمة.
4- المحور الرابع: منطقة عمليات الفرقة 98 في "جيش" العدو، يمتدّ من مركبا جنوباً، وصولاً إلى قرية الغجر اللبنانية المحتلة في الشمال الشرقي.
تقدّمت قوة مشاة معادية في اتجاه أطراف بلدة كفركلا الشرقية، وصولاً إلى منطقة تل نحاس، عند الأطراف الشمالية الشرقية للبلدة، فتصدى لها المجاهدون بالأسلحة المناسبة، بالتزامن مع استهداف مكثّف لتحشدات العدو في المناطق الخلفية.
أسفر ذلك عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات العدو، الذي أُجبر على إدخال المروحيّات العسكريّة لإجلاء الإصابات، وسط غطاء كثيف من الرمايات المدفعية وغطاء دخاني كثيف، خوفاً من استهدافات المقاومة.
5- المحور الخامس: منطقة عمليات الفرقة 210 في "جيش" العدو، يمتدّ من قرية الغجر، وحتى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
استهدف مجاهدو المقاومة بالأسلحة الصاروخية، وبصورة مكثّفة، العديد من محاولات التقدّم في خراج بلدتي كفرشوبا وشبعا، بهدف السيطرة على المرتفعات. وقد تعمّد العدو حرق الأحراج في المنطقة، خوفاً من أي عملية هجومية للمقاومة.
ويتعامل مجاهدو المقاومة مع محاولات تقدّم قوات العدو المتكررة في اتجاه الأحياء الجنوبية والجنوبيّة الشرقية لمدينة الخيام، بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والمدفعية، محققين إصابات مؤكدة.
القوة الصاروخية
تواصل القوة الصاروخية في المقاومة الإسلامية في لبنان استهداف تحشدات العدو، في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وصولاً إلى القواعد العسكرية والاستراتيجية والأمنية في عمق فلسطين المحتلة، بمختلف أنواع الصواريخ، منها الدقيقة التي تستخدم للمرة الأولى.
بلغ مجموع عملياتها، منذ الـ17 من أيلول/سبتمبر 2024، وحتى إصدار هذا الملخص، 655 عملية إطلاق متنوعة، 63 منها خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، وبعمق وصل إلى 105 كلم، حتى الضواحي الشمالية لـ"تل أبيب".
القوة الجوية
القوة الجوية في المقاومة الإسلامية تواصل استهداف قواعد العدو العسكرية أيضاً، من الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة.
وقد بلغ مجموع عملياتها، منذ الـ17 من أيلول/سبتمبر 2024، وحتى إصدار هذا الملخص، الـ76، شملت إطلاق أكثر من 170 مسيّرة، من مختلف الأنواع والأحجام، منها 11 عمليةً خلال الأيام الثلاثة الماضية، وبعمق وصل إلى 145 كلم، حتى الضواحي الجنوبية لـ"تل أبيب".
وحدة الدفاع الجوي
في وحدة الدفاع الجوي، نفّذ مجاهدو المقاومة الإسلامية، منذ الـ17 من أيلول/سبتمبر 2024، وحتى إصدار هذا الملخص، 20 عملية إطلاق لصواريخ "أرض – جو" ضدّ الطائرات الإسرائيلية في أجواء الجنوب اللبناني، منها 4 عمليات خلال الأيام الثلاثة الماضية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة مجاهدو المقاومة قوات العدو العدو فی فی اتجاه
إقرأ أيضاً:
18 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 46 شهيدًا وجريحًا في غارات سعوديّة أمريكية على عدة مناطق باليمن
يمانيون../
تعمَّدَ العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 18 ديسمبر خلال الأعوام، 2015م، و2016م، و2019م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية المباشرة، وقنابله العنقودية، المستهدفة للمدنيين في منازلهم، والتجار في محلاتهم، والمزارعين والعمال في الورش والحفارات، والأطباء في مهامهم، والنساء والأطفال والمارة والمسعفين، والبنى التحتية، بمحافظات صعدة وصنعاء، وعمران، والحديدة.
أسفرت عن 26 شهيدًا، و20 جريحًا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل والممتلكات، وترويع الأهالي وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة المعاناة.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
18 ديسمبر 2015..40شهيداً وجريجاً في جريمة إبادة لغارات العدوان على منزل الدكتور المطري ومسعفيهم بصعدة:
في الثامن عشر من ديسمبر من العام 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية في اليمن، إلى سجل جرائمه، مستهدفاً عائلة الدكتور عبد الله المطري ومسعفيهم، في منطقة وادي كنى بمديرية الصفراء، بسلسلة غارات وحشية، أسفرت عن 25 شهيداً و15 جريحاً، وترويع الأهالي، ومشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية.
في يومٍ كان ينبغي أن يكون عاديًا كأي يوم آخر، وكانت العائلة تهمّ بأعمالها اليومية، فجأة، سمع دوي انفجارات عنيفة هزت المنطقة، أثر غارات طيران العدوان السعودي من السماء، لم يكن أحد يتوقع أن تكون هذه هي اللحظة الأخيرة في حياة الكثيرين منهم، وأن غارات عنيفة ستستهدف المنزل الذي كان يضم العائلة والمسعفين، لم يكن أحد يتخيل مشهد الدماء والأشلاء والجثث والدمار والخراب وهول الجريمة وفزع الأهالي ونزوح عشرات الأسر من منازلها.
وصلت فرق الإنقاذ إلى مكان الغارات، فوجدت مشهدًا مروعًا لا يمكن وصفه، دماء وأشلاء مبعثرة في كل مكان، وجثث متفحمة لا يمكن التعرف عليها، كان المشهد كفيلًا بهز قلوب أشد الناس قسوة.
عائلة بأكملها فُقدت
عائلة الدكتور عبد الله المطري كانت قد جمعت حولها عدداً من المسعفين لتقديم الخدمات الطبية للمصابين في الحرب، ولكن العدوان شاء أن تكون هذه المجموعة هي الهدف الأول للعدوان، فقدت العائلة جميع أفرادها في هذه المجزرة البشعة، تاركة وراءها فاجعة هزت اليمن بأكمله.
بعد الغارات تواصلت عمليات انتشال الجثث لساعات، وحالات الجرحى حرجة، وأمسى الوادي بلا سكان ودمرت معظم المنازل، واضرار واسعة في الممتلكات والمزارع، وترويع للنساء والأطفال، وتشريد الأسر، نفوق المواشي وتهجير الأرض، التي تحولت إلى وادي خراب تسكنه الوحشة والفاجعة المريبة، أمريكا القاتل في القرى والمدن والجبال والوديان والصحاري والطرقات وفي كل الأراضي اليمنية.
يقول أحد الناجين: “استهدفونا بعد صلاة الفجر مباشرة، وكانت الغارة الأولى على منزل الدكتور عبد الله المطري، وحضر الأهالي لإخراج الضحايا من تحت الأنقاض فعاود الطيران واستهدف المسعفين وحول المشهد إلى مجزرة وحشية، وبين الشهداء أطفال، وهذه أشلاء مواطنين لا نعرف لمن تعود، هؤلاء أبرياء لا ذنب لهم”.
هذه الجريمة البشعة كانت لها تداعيات إنسانية وقانونية بالغة، فمن الناحية الإنسانية، فقدت اليمن عائلة بأكملها كانت تقدم خدمات جليلة للمجتمع، ومن الناحية القانونية، فإن استهداف المدنيين بشكل مباشر يعد جريمة حرب تستوجب المساءلة والمحاسبة.
أثارت هذه الجريمة موجة من الغضب والاستنكار في أوساط المجتمع اليمني، الذي خرجوا في وقفات احتجاجية معلنين النفير العام والجهوزية القصوى لرفد الجبهات، كما استنكرت العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية الجريمة ودعت لفتح تحقيق فيها وضرورة محاسبة مرتكبيها. ولكن للأسف، لم يتم اتخاذ أي إجراءات جدية حتى الآن.
إن جريمة استهداف عائلة الدكتور عبد الله المطري ومسعفيهم هي جريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن السكوت عنها، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يضغط على الأطراف المتورطة في العدوان على اليمني لوقف عدوانهم وحصارهم، واحترام القانون الدولي الإنساني.
18 ديسمبر 2016.. غارات العدوان الوحشية تستهدف المدنيين والممتلكات بصنعاء:
وفي اليوم ذاته 18 ديسمبر من العام 2016م، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب إضافة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الجوية الوحشية المدنيين وممتلكاتهم بشكل مباشر.
غارة على ورشة حديد في بني الحارث:
في منطقة جدر بمديرية بني الحارث، استهدف طيران العدوان ورشة حديد، مما أسفر عن خسائر فادحة في الممتلكات وتضرر عدد من المنازل المجاورة. هذا العمل الإجرامي ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن استهدف العدوان المنشآت الصناعية والخدمية بشكل متعمد، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
يقول أحد الأهالي: “هذه ورشة عمل حديد، أو ما وصلوا العمال المكان حلق الطيران واستهدف الورشة وهرب العمال، وتدمرت الورشة وتضررت منازل المواطنين، هي ورشة فيها مأطور هواء، لا هي مصنع سلاح ولا ذخائر، بل ورشة لصناعة الشبابيك والبيبان، العدوان يستهدف أقوات ومعايش المواطنين”.
غارتان على منازل في همدان:
وفي منطقة العرة بمديرية همدان، شن طيران العدوان غارتين جويتين استهدفتا منازل المواطنين بشكل مباشر، مما أسفر عن دمار كبير في الممتلكات وتشريد العائلات. هذه الغارات أحدثت حالة من الرعب والفزع في صفوف السكان، خاصة الأطفال والنساء، الذين يعيشون في حالة من الخوف المستمر من تكرار هذه الجرائم.
يقول أحد المواطنين: “يضربوا منازل المواطنين ويفزعوا الأطفال والنساء، الساعة عشرة ونص ظهراً هذا دليل على أن العدو جبان ما يقدر في الجبهات يرجع يستعرض قوته على المواطنين العزل، والحمد لله على سلامة الأرواح أما الممتلكات باء تتعوض”.
تداعيات وخيمة:
هذه الغارات الأخيرة تأتي في سياق تصعيد عسكري خطير، تؤكد استمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية، ما يزيد من معاناة الشعب اليمني، وخلفت تداعيات وخيمة، من بينها ” تشريد العشرات من العائلات، الذين فقدوا مأواهم وممتلكاتهم، وتدمير ورشة الحديد، وفقدان العديد من العمال لمصادر رزقهم، مما زاد من حدة الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى ترويع المدنيين حيث تعيش الأسر اليمنية في حالة من الخوف والترقب الدائمين، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية، و تدمير البنية التحتية بشكل متعمد ما يعيق جهود إعادة الإعمار والتطوير.
هذا الاستهداف للمدنيين والأعيان المدنية جريمتي حرب مكتملتان الأركان، تحمل المجتمع الدولي ومؤسسته القانونية والعدلية لتحرك الفوري لوقف العدوان ورفع الحصار وإعادة الأعمار ومحاسبة مرتكبيها، وتحقيق العدالة للشعب اليمني.
18 ديسمبر 2016.. العدوان يستهدف المنازل والمحلات وحفارات المياه بغاراته الوحشية على صعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2016م، شهدت محافظة صعدة، تصعيدًا جديدًا في جرائم الحرب من قبل غارات العدوان السعودي الأمريكي، الوحشية على منازل المدنيين ومحلاتهم التجارية وحفارات المياه، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى وخسائر مادية فادحة.
رازح تودع شهيدًا وتستقبل جرحى
في منطقة بركان بمديرية رازح الحدودية، حصدت غارات العدوان روح بريئة، وألحقت أضرارًا جسيمة بالمنازل المجاورة. كان المشهد مأساويًا، حيث تبعثر الدماء والأشلاء، وتصاعدت صرخات الأهالي حزنًا على الشهيد، تخيلوا لحظة سقوط الغارات على المنزل، والصدمة التي انتابت أفراد العائلة، والفزع الذي سيطر على الأطفال.
يقول أحد الجرحى: “نحن في البيت أمنين فاستهدفنا لعدوان الجبان وخوف الأطفال والنساء، لكن والله ما يهزوا فينا شعرة ، فقدت أبني شهيد وانا جريح هذه الدماء لم تذهب هدراً يا سلمان”.
ضحيان تودع محلاتها وتبكي دمارها
في مدينة ضحيان بمديرية مجز، كانت الصورة لا تقل مأساوية، فقد استهدف العدوان محلات تجارية بشكل مباشر، مما تسبب في خسائر فادحة لأصحابها، تخيلوا أصحاب تلك المحلات وهم يشاهدون جهود سنوات العمر تتحول إلى رماد في لحظة واحدة، تخيلوا البائعين وهم يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بضائعهم، وسط الدمار والخراب والنيران وأعمدة الدخان..
يقول أحد المتضررين: “محلاتنا كانت مليئة بالبضائع دمرها العدوان واحرقها وحولها إلى رماد، هذه جرام أمريكا وإسرائيل والسعودية يستهدفون الأسواق ويهلكون الحرث والنسل، وكل مقومات الحياة”.
سحار تفقد حفار مياهها.. وعمالها يدفعون الثمن
وفي منطقة المهاذر بمديرية سحار، لم يسلم حفار المياه من غارات العدوان، حيث تم تدميره بالكامل وإحراق المعدات، كما أصيب أحد العمال نتيجة لهذه الغارات الجبانة، هذه الجريمة تمثل ضربة موجعة لسكان المنطقة الذين يعانون بالفعل من شح المياه، والعطش ونقص مياه الري ويعتمدون على الزراعية والمياه الجوفية، في توفير الغذاء والماء وسقيا المزارع والمواشي.
5 غارات قصفت حفّار ماء وبئر، الحفار يتبع المواطن “البورعي” الذي لم يكن يتوقع أن عمله في صعدة يشكل خطر على مصالحة وممتلكاته.
يقول أحد المزارعين: “منتصف الليل قصف الطيران العمال والحفار، وجاء العدوان واستهدفنا ب 5 غارات، بعض المواطنين باع البقرة لكي يحفر له بير ويحصل زراعة، وجاء سلمان وضرب السيارات والمنازل المجاورة، ولا ترك لا حاجة نستفيد منها”.
تداعيات وخيمة على المدنيين
هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي لها تداعيات وخيمة على المدنيين، حيث تسببت بخسائر في الأرواح حيث استشهد أحد المواطنين وجرح عدد منهم، وخسائر مادية جراء تدمير المنازل والمحلات التجارية والبنية التحتية، وتشريد العائلات وفقدان المأوي والمساكن وتدهور الأوضاع الإنسانية، وتفاقم أزمة المياه والغذاء والوقود، وصدمات نفسية عميقة في عقول وقلوب الناجين والمسعفين والجرحى، نتيجة لما شاهدوه من دمار وخراب.
18 ديسمبر 2016.. سبع غارات تستهدف الاتصالات في ثلاء عمران:
وفي اليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق المدنيين والأعيان المدنية، مستهدفاً شبكة الاتصالات بشكل متعمد في منطقة الزافن بمديرية ثلاء التاريخية بسبع غارات متتالية، أسفرت عن تدمير البنية التحتية، وعزل عشرات المناطق المجاورة عن العالم، وحرمان أهالها من خدمة الاتصال والتواصل، كواحدة من الخدمات الأساسية.
بعد أن كانت منطقة الزافن تعج بالحياة والصخب، غطى عليها صمت العزل وانقطاع التواصل، عقب الغارات الجوية التي استهدفت شبكة الاتصالات، فقد قطع العدوان شريان الحياة عن الأهالي، وعزل المنطقة عن العالم الخارجي، وحرمهم من أبسط حقوقهم، ألا وهو حق الاتصال والتواصل مع أحبائهم.
مأساة إنسانية لا توصف
تخيلوا لحظة انقطاع الاتصالات، والفزع الذي انتاب الأهالي، خاصة كبار السن والمرضى الذين يعتمدون على الاتصال بأبنائهم للحصول على الرعاية الطبية، وتفير العلاجات المستمرة، تخيلوا الأطفال وهم يحاولون الاتصال بإبائهم واخوانهم الكبار، وأقاربهم دون جدوى، تخيلوا التجار وهم يحاولون التواصل مع زبائنهم والشركاء التجاريين.
أحد شهود العيان يقول: “قبل صلاة الظهر ضرب العدوان ب 9 غارات جوية على مصلحة عامة للمواطنين، وهي اتصالات يستخدمها جميع الناس، وهذه الغرفة الكنتيرة والبرج تم تدمير كل شيء”.
تقول أحدى النساء: “غريمنا سلمان دمرنا هو، هذا شبكة تغطية حق سباقون ويمن موبايل والاتصالات كنا نحرسها، ضربوها وخوفونا “.
إن استهداف شبكات الاتصالات له تداعيات وخيمة على حياة السكان اليومية، حين عزلت الأهالي بشكل تام، وبات الحصول على الأخبار والمعلومات صعباً للغاية، مما يزيد من حالة عدم اليقين والخوف، ويعاني المرضى من صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، خاصة في الحالات الطارئة، وتوقف الكثير من الأنشطة الاقتصادية بسبب انقطاع الاتصالات، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.
إن استهداف البنية التحتية المدنية جريمة حرب، وتؤكد نوايا العدوان في تدمير اليمن وإبادة شعبه، وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني.
18 ديسمبر 2019.. عدداً من الجرحى بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان في الحديدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2019م، سجل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي جريمة حرب جديدة في سجل جرائمه المرتكبة بحق الشعب اليمني، بانفجار عنقودية من مخلفاته بين المواطنين في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين الأبرياء بجروح متفاوتة الخطورة، وترويع الأهالي.
كانت الحياة تسير ببطء في منطقة الجبلية، كغيرها من المناطق اليمنية التي دمرها العدوان، كان الأهالي يحاولون بشتى الطرق توفير لقمة العيش لأسرهم، فجأة، هز انفجار عنيف المنطقة، ليكشف عن الوجه القبيح للعدو ومرتزقته، ويدمر ما تبقى من أمل في حياة طبيعية.
وصلت فرق الإنقاذ إلى مكان انفجار العنقودية المحرمة دولياً، فوجدت مشهدًا مروعًا لا يمكن وصفه، دماء وجرحى هنا وهناك، ونساء وأطفال مرعوبين وجرحى يستغيثون، وكبار سن يرتعدون على سجادات الصلاة خشية على أبنائهم وأحفادهم، وأم تتفقد اطفالها وتعدهم من منهم جريح ومن منهم في المنزل.
تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث يعانون من جروح بالغة، بعضهم فقد أطرافه، وبعضهم الآخر يعاني من حروق شديدة، تخيلوا الأطفال وهم يبكون من الألم، والنساء وهن يحاولن تهدئة أطفالهن، والرجال وهم يحاولون فهم ما حدث.
أخ برفقة أخوه الجريح فوق سري المستشفى وهو يراه مضرج بالدماء وجسده مليء بالشظايا والجراحات: “دموعه الغزيرة كانت تختصر الكثير من الكلام والعبارات، ويتابع هذا أخي عبد الله أحمد المشرع كنا ماشيين في الطريق على دراجة نارية فانفجرت به قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان”.
تعتبر القنابل العنقودية من أخطر أنواع الأسلحة، فهي تتفجر إلى مئات الشظايا الصغيرة التي تنتشر في مساحة واسعة، مما يزيد من عدد الضحايا. كما أن العديد من هذه الشظايا لا تنفجر فور سقوطها، بل تبقى مدفونة في الأرض لسنوات، تشكل تهديدًا مستمرًا لحياة المدنيين.
إن استمرار استخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليًا يمثل جريمة حرب ضد الإنسانية، توجب على المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف هذه الجرائم، وحماية الشعب اليمني، ومحاسبة مجرمي الحرب، وتقديمهم للعدالة.