بنكيران يدعو رئيس الحكومة المغربية إلى الاستقالة بسبب تضارب المصالح
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
دعا عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى تقديم استقالته واتهمه بـ "التمادي في تضارب المصالح"، محذرا من أن تصرفاته ستؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات والدولة، وهو الحال الذي أخرج الناس للاحتجاج في 20 فبراير 2011.
جاء ذلك في ندوة نظمها حزب "العدالة والتنمية" أمس الخميس، وتحدث فيها إلى جانب بنكيران كل من ادريس الآزمي رئيس المجلس الوطني للحزب ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب عبد الله بوانو.
وجاءت الندوة على خلفية فوز إحدى شركات رئيس الحكومة المغربية بصفقة استراتيجية ضخمة تتعلق بتحلية مياه البحر في مدينة الدار البيضاء، كبرى مدن المغرب: "هذه المرة يظهر لي أن أخنوش لا يمكن أن يستمر في مهمته، إذا كان الأحرار سيستمر في قيادة الحكومة فيجب أن يأتوا بشخص آخر".
وقدم بنكيران شرحا مفصلا عن طبيعة الأخطاء التي وقع فيها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بالارتباط بصفقة تحلية المياه في الدار البيضاء، وما يتصل بها من دعم وتقديم تخفيضات في قيمة الضريبة المضافة.
وشدد بنكيران على أن المطلوب ممن يسير الشأن العام ويترأس الحكومة بالخصوص، أن يكون على أعلى قدر ممكن من النزاهة، وألا يدخل نفسه والمقربين منه في المصالح الاقتصادية، وأشار إلى أن هذا المبدأ العام انتبهت له القوانين ومنعته، بل وقبل ذلك مارسه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهو ما لم ينتبه إليه القائمون على الحكومة اليوم الذين أخذوا كل شيء".
ولفت بنكيران إلى أن ما يقوم به أخنوش من تضارب للمصالح غير مسبوق رغم أنه ليس رجل الأعمال الأول الذي يترأس الحكومة، فقبله كريم العمراني وادريس جطو، وكلاهما لم يقع في مثل هذا الأمر.
وتوقف رئيس الحكومة الأسبق في كلمته على صفقة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء التي فازت بها شركة لأخنوش، واستنكر "كيف أنه يرأس الشركة الفائزة، ويرأس الحكومة، ويرأس اللجنة التي قدمت الدعم لشركته، فهو شارك في الصفقة وانتقاها لتفوز ثم خفض الضريبة على شركته الفائزة، ثم عاد ليمنحها دعم 217 مليار سنتيم من المال العام ضدا على القانون، ثم جاء للبرلمان ليكذب ويقول إنها لم تحصل على الدعم وهو ما يفنده بلاغ سابق له".
واعتبر بنكيران أن هذا التضارب، ودخول رئيس الحكومة مع المستثمرين في منافسة غير شريفة وغير قانونية لأنه هو من يتخذ القرار، ينفر المستثمرين ورجال الأعمال الذين قال بأنهم العنصر الأساسي في الاقتصاد، وأن مثل هذا السلوك من رئيس الحكومة يزرع في نفوسهم الخوف باستثناء المستثمرين الكبار المدعومين من بلدانهم القوية كأمريكا وفرنسا وإسبانيا".
وحذر بنكيران، الذي أعاد إلى الأذهان مرة أخرى مصطلح "العفاريت"، من أن المواطنين سيفقدون مع هذه السلوكات الثقة في المؤسسات من حكومة وبرلمان وأحزاب، وربما يفقدون الثقة في الدولة ككل، مشيرا إلى أن "هذا الأمر هو ما أخرج الناس في 20 فبراير"، وخاطب أخنوش قائلا "أنت أخنوش لا تضمن شيئا، السياسة تدور وتجيب مفاجآت، 20 فبراير لم نكن نتخيلها".
كما حذر بنكيران من مهاجمة الحكومة لمؤسسات الحكامة، كما هو الحال مع هيئة النزاهة بسبب تقريرها الذي يفضح الفساد، وما يقوم به الوزراء من طعن وتنقيص بالمؤسسة التي نص الدستور على استقلاليتها عن الحكومة حتى لا تطغى هذه الأخيرة.
ولم تخل كلمة بنكيران، من الإشارة إلى خصومه السياسيين التقليديين مثل الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال حميد شباط، والكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر، في معرض حديثه عن حكومة عزيز أخنوش التي قال بأن عددا من وزراءها لا يعرفهم.
وكان قد جرى إسناد صفقة بناء وتشغيل محطة تحلية مياه البحر المستقبلية بالدار البيضاء، التي تناهز قيمتها 15 مليار درهم (1.5 مليار دولار)، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، إلى تحالف يضم "أفريقيا غاز" (مملوكة لأخنوش)، "أكسيونا" و"غرين أوف أفريكا". وتعتبر المحطة المذكورة من بين أكبر محطات تحلية مياه البحر على مستوى أفريقيا، بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ 300 مليون متر مكعب، وستمكّن من تزويد مدن الدار البيضاء، وسطات، وبرشيد، وباقي المناطق المجاورة (البير الجديد، وحد السوالم)، بالماء الصالح للشرب.
وخلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، الإثنين الماضي، لم يتردد أخنوش في الدفاع عن فوز الشركة التي يمتلكها بالصفقة، مؤكداً أن ذلك جاء من خلال صفقة عمومية متاحة للجميع، وبعد أن عرضت أحسن الأثمان. وشدد على أنه لا يمكن إقصاء أي مجموعة أو شركة من الاستثمار، لأن "الكل له الحق في المشاركة بالاستثمارات في البلاد"، منتقداً ما اعتبره "خطاب الكذب"، في إشارة إلى انتقادات المعارضة بخصوص ما اعتبرته "تضارب المصالح" بخصوص الصفقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الحكومة المغربية السياسة المغرب حكومة سياسة جدل المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تحلیة میاه البحر رئیس الحکومة
إقرأ أيضاً:
رئيس زراعة النواب يدعو للاستفادة الجيدة من القروض والمنح
قال النائب هشام الحصرى، رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، أن الظروف الاقتصادية الصعبة التى نعيشها حاليا، تتطلب منا الاستفادة الجيدة من كل جنيه بالقروض والمنح من الخارج.
وأضاف الحصرى،خلال كلمته بالجلسة العامة لمجلس النواب اليوم برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس المجلس، والمخصصة لمناقشة تقرير لجنة الخطة والموازنة بشأن الحساب الختامى للموازنة العامة للدولة للعام المالى 2023/2024 أن الحساب الختامى يتضمن عدد من الايجابيات وعدد آخر من السلبيات ، مشيرا إلى أن من ابرز الايجابيات هو تحقيق فائض أولى بالموازنة بنحو 2.5 فى المائة، وهى نسبة غير مسبوقة فى ظل التحديات التى شهدتها البلاد.
وأوضح الحصرى، أن السبب فى ذلك كان نتيجة لنمو الايرادات ومنها الايرادات الضريبية نتيجة توسيع القاعدة الضريبية دون فرض أعباء جديدة على الممولين، مشيدا بعودة الثقة بين الممولين والضرائب .
وتابع رئيس لجنة الزراعة والرى، من الايجابيات، تحسن نسبة العجز الكلى نتيجة ارتفاع معدل نمو الاقتصاد المصرى خلال السنوات الماضية رغم وجود العديد من الأزمات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف الحصرى، أنه فيما يتعلق بالسلبيات، فيما يخص قطاعي الزراعة والرى، هناك عدد من الملاحظات مثل، تأخر مصلحة الميكانيكا والكهرباء التابعة لوزارة الموارد المائية والرى في الإستفادة من قرض البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الموقع في ۲۰۱۸/۱۲/۸ بقيمة إجمالية قدرها نحو ٦٩ مليون يورو لتمويل مصرف كتشنر ورفع كفاءته.
وتابع، من الملاحظات، تأخر الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ في تنفيذ مشروع أعمال عملية حماية المناطق الساحلية المنخفضة من المدخل الغربي لمدينة جمصة وحتى غرب مدينة المنصورة الجديدة والمنفذ عن طريق والمسند تنفيذها لإحدى الشركات منذ شهر ديسمبر2020 والمقرر نهو الأعمال بها في ديسمبر ۲۰۲۱
وأكد ضرورة متابعة الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ المتابعة المستمرة والعمل على سرعة الإنتهاء من المشروع في تحقيق المردود والهدف من المشروع.
وتابع: بالنسبة للهيئات الاقتصادية الأربعة التابعة للزراعة والرى، أرى ضرورة مراجعة دراسة الهيئات التي يتم تعديل تقديرات الموازنة لها سنويا قبل وضع موازناتها، السيطرة على التضخم من خلال زيادة الإنتاج المحلي للسلع الأساسية، وتحسين استهداف الدعم، وترشيد الإنفاق العام وتحسين كفاءته، عبر تقييم جدوى المشروعات وإعادة توجيه الموارد للأولويات التنموية.