الدينار الأردني والريال السعودي يدخلان اللعبة.. العراق يغير قواعد التحويلات!
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
20 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي وتخفيف الاعتماد على الدولار، وسّع البنك المركزي العراقي قنوات التحويلات المالية الخارجية للمصارف المحلية لتشمل عملات جديدة، مثل الدينار الأردني والريال السعودي، مع السماح بتمويل التجارة مع تركيا باليورو، بعد أن كان مقتصراً على دول الاتحاد الأوروبي.
هذه الإجراءات تأتي ضمن استراتيجية أوسع لتحسين انسيابية التحويلات وتعزيز الشفافية في عمليات التجارة الخارجية.
القرار يعكس جهود البنك المركزي للسيطرة على ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي، والذي كان نتيجة ضغوط متزايدة منذ بداية العام.
وفي يناير 2023، أطلق العراق منصة إلكترونية لمراقبة حركة بيع الدولار والتصدي لعمليات غسل الأموال، وذلك بعد تحذيرات من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وفرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 18 مصرفاً عراقياً بتهم التورط في أنشطة مالية مشبوهة.
توسيع خيارات العملات لا يهدف فقط إلى تعزيز انخراط المصارف المحلية في النظام المالي العالمي، بل يسعى أيضاً لتقليل الاعتماد على الدولار في الحوالات الخارجية، لا سيما التجارية منها.
ومن المتوقع، وفق تحليلات، أن يؤدي هذا التنوع إلى تقليل الطلب على الدولار في السوق الموازي، وبالتالي تحسين استقرار الدينار العراقي.
القرارات السابقة لوزارة الخزانة الأميركية أثارت اضطراباً في السوق العراقية، حيث أدى إدراج عدد من المصارف على قوائم العقوبات إلى تهافت المودعين على سحب أموالهم بالدولار، مما زاد الضغط على السوق. البنك المركزي العراقي يسعى الآن إلى تحويل هذه التحديات إلى فرص، من خلال تعزيز تنوع العملات المستخدمة في التحويلات الخارجية، ما يمنح الاقتصاد مرونة أكبر في مواجهة الأزمات.
هذا التحول قد يكون له تأثير إيجابي طويل الأمد على الاقتصاد العراقي، إذا ما اقترن بسياسات تدعم الإصلاح المالي وتعزز الثقة بالنظام المصرفي المحلي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
حرب الموازنات: خيوط اللعبة تتشابك بين رواتب الإقليم و العفو العام
16 يناير، 2025
بغداد/المسلة: يتواصل الصراع بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان وحزب “تقدم” الذي يقوده محمد الحلبوسي.
و هذا النزاع تجاوز القنوات الدبلوماسية إلى ساحة البرلمان، حيث تسعى كل جهة لتحقيق مكاسب تبدو على السطح غير قانونية، مع تزايد التوترات والخطابات التصعيدية.
الحزب الديمقراطي الكردستاني هدد بشكل مباشر بالانسحاب من الحكومة الاتحادية والبرلمان إذا لم تُرسل بغداد حصة الإقليم من الموازنة دون الالتزام بتسديد إيرادات النفط التي يُفترض دستورياً تسليمها.
و هذه المطالب تُثير جدلاً واسعاً بين القوى السياسية العراقية، حيث تُتهم أربيل بعدم الالتزام بمسؤولياتها المالية تجاه الحكومة الاتحادية، وهو ما أكدته وزيرة المالية التي أشارت إلى أن أربيل لم تُسلم ديناراً واحداً من وارداتها النفطية أو غير النفطية.
في المقابل، صعّدت كتلة “تقدم” بزعامة الحلبوسي من موقفها بمقاطعة جلسات البرلمان، مشترطة إدراج قانون العفو العام على جدول الأعمال.
و هذا التوتر المتبادل يكشف عن حالة من الاستقطاب الشديد في الساحة السياسية العراقية، وسط اتهامات متبادلة بالمحاباة وعدم الالتزام بمبادئ العدالة الدستورية.
اتهامات وتحالفات متشابكة
الحزب الديمقراطي لم يتردد في توجيه اتهاماته إلى الحلبوسي بالتعاون مع قوى الإطار التنسيقي في القضايا المالية، وهو تحالف يُنظر إليه على أنه يشكل ضغطاً متزايداً على حكومة الإقليم. بالمقابل، تجد بعض القوى السياسية نفسها في خندق واحد مع الحلبوسي، حيث تعارض بشدة ما تسميه “مجاملة” الحكومة المركزية لإقليم كردستان، مشيرة إلى أن الأموال المُرسلة لا تصل لمستحقيها في النهاية.
تتكرر الانتقادات للتسويات التي تُعقد كل مرة يزور فيها رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني بغداد. و هذه الزيارات كثيراً ما تنتهي بقرارات تُعيد إرسال الأموال إلى أربيل، وهو ما يُثير استياء الأطراف المعارضة التي ترى أن هذه المجاملات تُضعف الموقف المالي للحكومة المركزية وتزيد من غياب الشفافية.
خطاب تصعيدي وتحولات مستقبلية
التصعيد لم يتوقف عند هذا الحد، حيث أدلى الحلبوسي بتصريحات قوية وجهت انتقادات حادة للأحزاب الكردية، قائلاً إن “المجتمع السني أكبر منكم عدداً وانتماءً وجغرافياً، وأنتم مكون ثالث”. وأكد الحلبوسي أنه في المستقبل لن يسمح للأكراد بالاستحواذ على منصب رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أن السنة قد يطالبون بمنصب رئاسة الجمهورية أو البرلمان، على أن يتركوا الباقي للأكراد.
هذه التصريحات تكشف عن تغيرات جوهرية في موازين القوى، مع صعود خطاب يهدف لإعادة توزيع المناصب الكبرى وفق رؤية جديدة.
و في ظل هذا المشهد المحتدم، يبدو أن الخلافات السياسية مرشحة للتفاقم، مما يهدد استقرار العملية السياسية في العراق بشكل عام، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول قدرة الحكومة المركزية على الموازنة بين مطالب الأطراف المختلفة دون المساس بالمصلحة الوطنية العليا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts