عضو بالشئون الإسلامية: الحب والحنان مع الأطفال أساس بناء الشخصية السوية
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
أكد الدكتور أحمد نبوي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن أحد الأساسيات التي يجب أن يمارسها الوالدان مع أولادهم هو "الاغراق في الحب والحنان"، مؤكدًا أن هذا لا يعني الدلع المفرط، بل هو محبة حقيقية تساعد في بناء شخصية الطفل بشكل سليم.
وأوضح الدكتور أحمد نبوي، خلال فتوى له، أن الاهتمام بالطفل منذ لحظات دخوله للمنزل يعد من العوامل الأساسية في بناء علاقات عاطفية قوية بين الأهل وأطفالهم.
وقال: "عندما تدخل المنزل، يجب أن تترك كل هموم اليوم وراءك، وتبدأ في الاهتمام بأبنائك.. اسأل عنهم، ابحث عنهم، احتضنهم، وتأكد من أنهم يشعرون بحبك ورعايتك، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، حيث كان يقبل جبهتها عندما يدخل المنزل، يجب أن يكون الحب والحنان أساس علاقتنا مع أبنائنا."
وأضاف أن تقديم الحب والحنان للأطفال ليس فقط لملء فراغ عاطفي، بل وسيلة أساسية لبناء شخصية سوية، وأن الطفل الذي يكبر في بيئة غنية بالحب والدعم العاطفي سينمو ليكون شخصًا متوازنًا قادرًا على التعامل مع الحياة بشكل إيجابي، بينما الطفل الذي يفتقد هذا الحب قد يعاني من مشكلات نفسية ويكتسب طباعًا قاسية.
وأشار إلى أن التربية على احترام القيم والتقاليد أيضًا جزء مهم من عملية التربية، مستشهدًا بمثال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابي الجليل سيدنا عمر بن أبي سلمة، عندما كان طفلاً صغيرًا يأكل من جوانب الطبق بشكل غير لائق، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا غلام، سمِّ الله وكل بيمينك، وكل مما يليك"، مشددًا على ضرورة توازن التربية بين الحب والتعليم والتهذيب.
ودعا الدكتور أحمد نبوي، الوالدين إلى الاهتمام بتربية أطفالهم بالحب والحنان جنبًا إلى جنب مع تعزيز القيم التربوية الأساسية، معتبرًا أن هذا هو الطريق لبناء أجيال قادرة على النجاح في المستقبل وبناء مجتمع قوي ومتماسك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيدة فاطمة الزهراء الاهتمام بالطفل المزيد
إقرأ أيضاً:
إيمان أبو قورة: سيدنا النبي كان حريصًا على تجنب ما قد يثير الشكوك في قلوب الناس
أكدت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن من جميل خصال الفطرة الإنسانية وأداب الشريعة الإسلامية اجتناب مواطن التهم واتقاء الشبهات، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن اتقى الشبهات فقد استبرا لدينه وعرضه".
وأشارت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريح: إلى أن الإمام النووي رحمه الله فسر هذا الحديث بمعنى أن من يتجنب الشبهات يحصل على البراءة لدينه وصيانة لعرضه من كلام الناس.
وأضافت أن اجتناب الإنسان لمواطن التهمة والشك فيه يعد خلقًا أكّد عليه الإسلام، لأنه لا يحمي فقط الشخص من الاتهام والتقول عليه، بل أيضًا يصون الناس من الوقوع في سوء الظن أو الغيبة المذمومة التي نهى عنها الشرع.
وأشار إلى حديث السيدة صفية رضي الله عنها التي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء اعتكافه في المسجد، وحدثت معه، ثم قررت العودة إلى منزلها، وعندما مرَّ رجلان من الأنصار، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرافقتهما لتوضيح الموقف قائلاً لهما: "على رسلكما إنها صفيّة بنت حيي"، رغم أنه كان بإمكانه ألا يبرر ويكتفي بالثقة في نيته.
وأكدت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على تجنب ما قد يثير الشكوك في قلوب الناس، رغم علمه ببراءته التامة، مستشهدة بقول الإمام الخطابي رحمه الله، الذي أكد على ضرورة الحذر من الظنون والأفكار التي قد تجرى في القلوب، وأنه من الأفضل للإنسان أن يبادر بإزالة الشبهة عن نفسه وابتعاد عن مواقف يمكن أن توضع فيها موضع التهمة.
وقالت: "من سلامة الفطرة الإنسانية وأوامر الشريعة الإسلامية أن يبادر الإنسان بدفع الشبهة عن نفسه، وأن يبتعد عن مواطن التهم ويحرص على طهارة قلبه من الفتنة"، موضحة أن كل فرد عليه أن يتجنب التصرفات أو الأقوال التي قد تثير التهمة عليه، حتى وإن كانت نابعة من حسن نية أو الثقة في مكانته.