خبراء: استهداف اليمن لن يضعف الحوثيين وسيعزز شعبيتهم
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
أجمع خبراء ومحللون على أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن تعكس محاولة إسرائيل لإعادة تأكيد قوتها الإقليمية بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وترسيخ مكانتها كقوة رئيسة في الشرق الأوسط.
ويرى الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى في نهاية حياته السياسية إلى تحقيق هدفين رئيسيين: بسط النفوذ الإسرائيلي بين البحر والنهر، وفرض هيمنة إسرائيلية بين النيل والفرات.
ويؤكد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، أن الضربات الإسرائيلية على اليمن لن تؤدي إلى إسقاط جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بل قد تزيد من شعبيتهم محليا.
ويشير إلى أن الحوثيين اكتسبوا شرعية جديدة من خلال دعمهم لغزة، مستفيدين من المشاعر القومية والتعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية في اليمن.
ومن جهته، يرى الدبلوماسي الأميركي السابق في اليمن، آدم كليمنس، أن الإدارة الأميركية تتخذ موقفا حذرا من الضربات الإسرائيلية، محاولة إيجاد توازن بين دعم إسرائيل والتعامل مع تداعيات الخسائر البشرية الكبيرة في غزة.
انكماش إيران
ويؤكد أن الأولوية الأميركية حاليا هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، معتبرا أن ذلك قد يساعد في تخفيف التصعيد في المنطقة ككل.
إعلانوفيما يتعلق بالموقف الإيراني، يشير الدكتور مكي إلى وجود نقاش داخلي غير معلن في إيران حول مستقبل سياستها الإقليمية.
ويلفت إلى تصريحات وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف التي دعا فيها إيران إلى الانكماش للداخل وإعادة بناء نفسها، في حين يتحدث المرشد الأعلى علي خامنئي عن استمرار المقاومة.
ويقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، إن إسرائيل تفضل التعامل مع إيران من خلال المنطقة "الرمادية" الاستخباراتية بدلا من المواجهة المباشرة، مشيرا إلى أن المشكلة الإسرائيلية ليست مع البرنامج النووي الإيراني بحد ذاته، بل مع النظام الإيراني ككل، ويرى أن إسرائيل تسعى إلى تحجيم قدرة إيران على تشكيل تهديد لها.
وحول مستقبل المواجهة، يؤكد كليمنس أن واشنطن ستتردد في التورط في نزاع جديد مع إيران أو الحوثيين، مشددا على ضرورة استخدام الأدوات الدبلوماسية بدلا من العمل العسكري.
ويشير إلى أهمية التنسيق مع دول الخليج للضغط على الحوثيين ورفع المعاناة عن الشعب اليمني.
نكسات إقليمية
ويلفت الدكتور لقاء مكي إلى أن إيران باتت تستشعر الخطر على نظامها بعد سلسلة من النكسات الإقليمية، بما فيها سقوط نظام الأسد في سوريا والضربات التي تلقاها حلفاؤها في لبنان وغزة.
ويرى أن المعركة المقبلة لإيران ستكون دفاعا عن نظامها أكثر من كونها دفاعا عن محور المقاومة.
وفي ظل هذه التطورات، يتفق الخبراء على أن الضربات الإسرائيلية على اليمن تعكس محاولة لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، لكنها قد لا تحقق أهدافها المعلنة في ردع الحوثيين أو إضعاف النفوذ الإيراني.
ويؤكدون على أهمية البحث عن حلول دبلوماسية للأزمات المتعددة في المنطقة، بدءا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الضربات الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
صحيفة بريطانية : إسرائيل حسمت قرارها لمهاجمة الحوثيين في اليمن
حيروت – متابعات
قالت صحيفة لندنية إن إسرائيل حسمت قرار مهاجمة جماعة الحوثي في اليمن ردا على هجماتها طيلة العام الجاري، فيما طرحت إيران أمام خيارين.
وأضافت صحيفة “اندبندنت عربية” في تحليل لها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع أمامه هدف ضرب المنشآت النووية في إيران، وقد ألمح في أكثر من مناسبة كما أكد مقربون منه أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر من ترمب لتنفيذ الهجوم، غير أن تل أبيب لا تستعجل في حسم توقيت وطبيعة الضربة.
وذكر أن الموافقة السريعة لقضاة المحكمة الإسرائيلية في تل أبيب جاءت على مطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتأجيل جلسة محاكمته، الثلاثاء، “لوجود ظروف غير مألوفة”، بمثابة إنذار إسرائيلي لعملية آنية حسمت الأجهزة الأمنية في شأنها، وأوضحها وزير الدفاع يسرائيل كاتس في جلسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، الإثنين، بتوجيه ضربة قوية ورادعة لليمن مع تكثيف الاستعداد والجهوزية لضرب إيران.
وحسب الصحيفة فإن تل أبيب رفعت تهديداتها المتصاعدة تجاه إيران، وتحديداً من نتنياهو وكاتس، إلى جانب الحديث بشكل صريح وواضح وغير مسبوق، أن الظروف المواتية وبعد القضاء على وكلاء إيران في المنطقة، “حماس” في غزة و”حزب الله” في لبنان ونظام بشار الأسد في سوريا، خلقت الفرص لجعل مهاجمة إيران أقرب من أي وقت مضى.
وطبقا للتحليل فإنه منذ مطلع الشهر الجاري وحتى الإثنين الـ16 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أطلق الحوثيون من اليمن، بحسب الجيش الإسرائيلي، أربع مسيرات وأربعة صواريخ باليستية، ما اعتبره الإسرائيليون تجاوزاً للخطوط الحمراء ليحسموا بتوجيه الضربة.
وأكد أن الاستعداد الإسرائيلي لمهاجمة اليمن استُكمل الأسبوع الماضي، إذ وضع الجيش خطة عبر قصف مكثف سينتهي بالقضاء على مخازن الصواريخ الباليستية والمسيرات وكل ما يملكه الحوثيون من سلاح خصصه لإطلاقه على إسرائيل.
وذكرت أن الهجمات، وفقاً لعسكريين، ستشمل مختلف المنشآت الاستراتيجية والخطرة التي في حوزة الحوثيين. وبحسبهم، ستكون ضربة مختلفة عن ضربات سابقة بل أخطر وأعمق من الضربة التي وجهتها قبل نحو شهرين.
وبحسب ما نُقل في إسرائيل عن مسؤول أمني مطلع على سير مباحثات الهجوم على اليمن، فإن استمرار قصف المسيرات والصواريخ على إسرائيل يشير إلى أمرين: الأول أن المسيرات ما زالت تشكل تحدياً لإسرائيل، وهذا يتطلب تقويض قدراتها، والثاني أن استمرار إطلاق المسيرات والصواريخ على إسرائيل من دون رد يجعل المسألة أكثر خطورة، وصفها المسؤول الأمني بـ”تطبيع إطلاق النار على إسرائيل”.
وأضاف “المحور الإيراني بات في الحضيض، لكن الحوثيين يعملون. لقد فقدوا حلفاءهم في (حزب الله) وسوريا، لكنهم لا يستسلمون، وتصريحات المسؤولين هناك تشير إلى أن إطلاق المسيرات والصواريخ سيستمر من اليمن لإثبات ولائهم لغزة”.
وعلى رغم أن هذا المسؤول أشار إلى أن الهجوم على اليمن ليس بالأمر السهل الآن، فإنه أكد تنفيذه “بقوة وببنك أهداف أكبر من الهجوم الأخير وسيدفعون الثمن”.
من جهته، أكد وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، مهاجمة اليمن، بعد سقوط المسيرة والصاروخ الباليستي، الإثنين، ورد على أسئلة الصحافيين حول الموضوع قائلاً “الوكيل الوحيد في المحور الإيراني الذي لم يشهد بعد ضربات ذراع سلاح جونا هو الحوثيون في اليمن. نظراً إلى أننا قررنا أننا لن نترك أي ذراع لن تقطع بعد، أقترح عليكم جميعاً أن تنتظروا قليلاً، فهذه الذراع الحوثية ستحظى أيضاً بضربات ذراعنا الطويلة”.
ووفقا للصحيفة فإنه على رغم هيمنة ملف اليمن في إسرائيل، فإن إيران تبقى الهدف الأكثر تحدياً لإسرائيل، ونتنياهو بشكل خاص، وهو ما يجري فيه التنسيق والمشاورات مع ترمب، لكنه في الوقت نفسه يشكل نقاشاً عقيماً في إسرائيل، جراء التحذير والإجماع حول تقدير يؤكد أن إسرائيل غير قادرة على توجيه ضربة للمنشآت النووية من دون دعم ومساعدة الولايات المتحدة.
وأكدت أن نتنياهو يضع أمامه هدف ضرب المنشآت النووية في إيران، وقد ألمح في أكثر من مناسبة كما أكد مقربون منه أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر من ترمب لتنفيذ الهجوم، غير أن تل أبيب لا تستعجل في حسم توقيت وطبيعة الضربة.