ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أنه "رغم أن البلد مأزوم والمصالح الوطنية بحاجة ماسة لتشريع الضرورة، ولحكومة الضرورة، إلا أن البعض لا يهمه من البلد إلا الارتزاق، وإلا فليغرق لبنان بأكمله".
 
وتوجه الى القوى السياسية التي "من المفترض أنها تعي أن البلد في خطر حقيقي، وواقع المصالح الوطنية ملتهب":"التشريع النيابي اليوم أكبر ضرورة وطنية، ومزيد من التعطيل سوف يدفع البلد أكثر نحو المجهول، والأجندات في هذا المجال مشبوهة، خاصة أن البعض يعتقد أن التعطيل وإدارة الدولة بالوكالة، ونسف قدرتها وإمكاناتها يفيده بملف اللامركزية والتقسيم، وذلك بخلفية مشروع خطير له صلة بواقع دولي محموم، ومن شأنه إحراق لبنان".

المصدر: الوكالة الوطنية

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حلبجة تاريخ من الأسى

بقلم : هادي جلو مرعي ..

البعض يكابر ليرفض الحقيقة متجاهلا فكرة الضمير من أجل كسب بعض الوقت في دنيا فانية نهايتها الموت، لكن ذلك لن يمنع الحقيقة من أن تعتلي الأمكنة جميعها، وتحلق في فضاءات البشرية، وتعانق التاريخ بأسره، فيكون رهينة لها.. الظلم قبيح، وأيا كان الظالم فلافرق، فهو قبيح في النهاية كظلمه، وقبح الظلم يلحق بالظالم.. حلبجة في ذكراها السابعة والثلاثين أسطورة الموت والدمار، وغياب الضمير في مواجهة الأطفال والنساء الذين لايملكون غير أن يستسلموا لقدرهم لأنهم لايملكون القدرة على المقاومة، وليس لهم سوى أن يرحلوا بصمت، وبلا ضجيج. البعض يجاهر بإلقاء المسؤولية في تلك الجريمة البشعة على هذا الطرف، أو ذاك لأسباب سياسية متجاهلا ضميره فالمهم لديه هو ترشيح شخص أو جهة لتحمل مسؤولية الفعل القبيح وليس مهما عدد الضحايا الذي تجاوز الآلاف ولا الدمار الذي أصاب القرى وشوه وجوه الأطفال والنساء، وإذا كان هناك من ينفي ومن يؤكد فإن جزاء الظلم حاضر في الدنيا، والجزاء الأشد هناك عند الله.
في يوم السادس عشر من آذار حصلت المجزرة الرهيبة بحق سكان مدينة حلبجة، وكانت الأسلحة المحرمة وسيلة الإبادة التي أنهت حياة الأبرياء من الأطفال والنساء، وهي جريمة مروعة يعاقب عليها القانون الدولي، وطالما أن ماحصل كان جريمة كبرى ضد الإنسانية فمهمة تحديد الجناة ملقاة على عاتق الجهات المسؤولة عن ذلك محليا ودوليا، ومحاسبتهم كذلك وبرغم مرور فاصل زمني طويل، لكن وقع الجريمة مختلف لأنه إرتبط بتحولات كبرى وجسيمة، والمهم هو تحديد نوع الجريمة، وبشاعتها، ثم تحديد هوية الجناة ومعاقبتهم بالرغم من محاولة البعض تبرئة النظام السابق، لكن تلك التبرئة لاتصمد أمام الواقع، وتتابع الأحداث، وحتى تصريحات بعض المسؤولين ومن ضمنهم علي حسن المجيد الذي شتم المجتمع الدولي علانية، وإعترف بمسؤوليته الشخصية عن جريمة الإبادة الجماعية في تلك المدينة المنكوبة.
إنصاف الضحايا عبر تاريخ البشرية قد لايكون ممكنا حين يذهبون الى المقابر، ولكن هناك مسؤولية تاريخية وعدالة يجب أن يعترف بها الجميع، وجناة يجب أن يعاقبوا، وينالوا جزاءهم دون رحمة لكي يكونوا عبرة للناس وللتاريخ، وأما ذكرى تلك المأساة فيجب أن تبقى ماثلة، وتكون عبرة للتاريخ لكي لاتتكرر في المستقبل، ولكي يتم ردع الأشرار عن الرغبة في ممارسة شرورهم، وعدوانيتهم البغيضة.

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • أكثر من 10 آلاف.. هذا عدد الفارين من الساحل السوري
  • باحث فلسطيني: العالم يشاهد جرائم الاحتلال دون تحرك حقيقي
  • الهاتف المحمول: وسيلة تواصل أم إدمان خفي؟
  • المفتي قبلان نعى أمين الفتوى صلاح رمضان
  • تشريح المثقف- بين شجرة النيم وظل الأيديولوجيا- هلوسا
  • أكثر من 50 صاروخا وقذائف هاون.. هذا ما شهدته الحدود اللبنانية ـ السورية ليلا
  • شاهيناز: السباق وراء التريند ليس إعلامًا حقيقيًا
  • ملك زاهر: نجاح سيد الناس فاجأني وأمي الجندي المجهول في العمل
  • حلبجة تاريخ من الأسى
  • المفتي طالب: لبنان لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي