ماذا يعني أن تكون حافظاً لكتاب الله!
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
ماذا يعني أن تكون حافظاً لكتاب الله!
1. هذا يعني أن الله قد خصّك بأن يضمّ صدرُكَ رسومَ كلامِه العظيم، وأن تكون مصحفاً من مصاحفه الناطقة الذاكرة.
2. وأنّك أصبحتَ عَلَماً على أهل الذكر والقرآن، وأصبحتَ بين الناس شاهداً عليهم وممثلاً لهم.
3. وأنّك جعلتَ في صدرك أبلغَ الكلام العربي وأفصَحه وأَبْيَنَه، وأقوى أساليبه وأحكم سبائكه، وأن عليك أن تغرف من هذا البحر الذي استوعبه صدرك الصغير، وأن تفهمه أكثر، وتعيه.
4. ويعني أنّك ستكون رطب اللسان بأعظم الذكر، وأن معك مولّداً هائلاً للحسنات بكل حرف ترتّله، وأنّ رصيدك سيكون ثقيلاً كبيراً بالحسنات؛ كما سيكون عرضة للاستهداف ومحاولة السرقة والسحب المستمر من الرصيد إذا لم تتعاهده وتحميه بمزيد من الذكر والتحصين.
5. وأنك مكلّف من الآن بأن تعيش في ظل القرآن، وتحيا به وله وفيه.
6. وأنّك قد تميّزت بمعرفة أصول أصوات العرب القديمة، ونظامهم الصوتيّ في المخارج والأداء والصفات، وأنّك مرجع في الخصائص الصوتية لهذا اللسان العربيّ.
7. وهذا يعني أنك تمتلك الآن قدرة هائلة على الحفظ والتلقّي والاستيعاب، وأنك تمتلك قدرات أعلى من رفاقك وأصحابك على استيعاب أي معارف جديدة لما حباك الله به من استعدادٍ ومِران ودُرْبة على سرعة التلقي وقوة الحافظة وحضور الذهن وثبات النظر واتساع المواعين.
8. وهذا يعني أنك نضجتَ قبل غيرك، وأنك أسرعتَ فيما أبطأ به آخرون، وأنّك مؤهّل لِما هو أكبر وأعظم، فلا تتوقف!
9. ويعني أنّك تحب التحديات، ولديك الإصرار على تجاوز العقبات، واستثمار الأوقات، وكسر هوى النفس وإرغامها على ما تكره، وأنك قادر على ترويضها لتكون لك سنداً لك وقوةً!
10. ويعني هذا أن لديك أنيساً لا يفارقك، ومسلّياً لا يُمِلّك، وحتى إن كتب الله لك نهاية أجلك، فإنه دليلك وشفيعك.
11. ومن أجمل ما يعنيه أنه فرحة أهلك بك، وشاهدُ بِرّك بهم، وتاج مكلّل على رؤوسهم، وأنّك هديتهم إلى الجنة إن شاء الله.
12. إن حفظ القرآن مشروع كبير سيغيّر حياتك للأفضل والأمثل، ويجعلك أكثر إنتاجاً وإقبالاً على المجتمع، فكن نافعاً عاملاً منتجاً، ولا تجعل القرآن خصماً لك أو عليك!
د. أسامة الأشقر
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: یعنی أن
إقرأ أيضاً:
معنى التعتعة في حديث "والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه "
أوضحت دار الإفتاء المصرية، معنى التعتعة عند قراءة القرآن الكريم، وهي عدم الإجادةِ في القراءة وحصولُ المشقة والتردُّد عندها، والمتعتعُ في القراءة له أجران، حثًّا له وتحريضًا على تحصيل القراءة، ومع ذلك فالماهر أفضل؛ لأنه يكون في مصَافِّ المقربين من عباد الله الصالحين، وقد أكد العلماءُ هذا المعنى وقرروه.
الإفتاء توضح معنى التعتعةوأضافت الإفتاء أن التعتعةُ عند قراءة القرآن الكريم والتي وَرَدَ أحد مشتقَّاتِها في الحديثِ السَّابق وهو قوله: «يَتَتَعْتَعُ» -وهو المسؤول عنه- فمعناه أن الشخص يتردَّد في قراءتِهِ، ويَتَبَلَّد فيها لسانُه؛ كما فسَّره ابنُ الأثير في "النهاية" 1/ 190، ط. المكتبة العلمية.
جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ» رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
التعتعة
وقالت الإفتاء إن الحديثُ دل على أنَّ الذي يقرأ القرآن الكريم وهو ماهرٌ به ودقيقٌ في قراءته مندرجٌ في سلك الملائكة الكرام عليهم السلام مع المقربين من عباد الله الصالحين، أما الذي لا يُجيد قراءته، ويتردَّد أثناء القراءة، وهو ما يُطلق عليه أنه "ضعيفٌ في قراءتِهِ" له أجران: أجرٌ للقراءة، وأجرٌ للمحاولة مع المشقَّةِ.
ويدلُّ على هذا التأويل: ما ورد في رواية مسلم من طريق وكيع قال: وَالَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ.
قال الإمام الكرماني في "شرح مصابيح السنة" (3/ 10، ط. إدارة الثقافة الإسلامية): [يُقال: تعتع لسانه: إذا توقف في الكلمات وعَثَرَ؛ أي: لا يُطيعه لسانه في القراءة] اهـ.
وقال الإمام السيوطي في "شرح صحيح مسلم" (2/ 397، ط. دار ابن عفان): [هو الذي يتَرَدَّد فِي تلاوته؛ لضعف حفظِهِ] اهـ.
وقال العلامة مُلَّا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/ 1455، ط. دار الفكر): [التَّعْتَعَةُ في الكلام التردُّد فيه من حَصْرٍ أو عِيٍّ، يقال: تعتع لسانه إذا توقف في الكلام ولم يُطِعْهُ لسانه] اهـ.
قال الإمام ابنُ المَلَك الكرماني الحنفي في "شرح المصابيح" (3/ 11): [هذا تحريضٌ على القراءة، وليس معناه أن أجرَه أكثرُ من أجر الماهر، فكيف ذلك وهو مع السَّفَرة الكِرَام البَرَرَة؟!] اهـ.
وقال الإمام أبو العباس القرطبي المالكي في "المُفهم" (2/ 425، ط. دار ابن كثير): [ودرجاتُ الماهر فوق ذلك كله؛ لأنه قد كان القرآن مُتعتعًا عليه، ثم ترقَّى عن ذلك إلى أن شُبِّه بالملائكة] اهـ.
وقال الإمام محيي الدين النووي الشافعي في "شرح مُسلم" (6/ 85، ط. دار إحياء التراث العربي): [ليس معناه الذي يتتعتع عليه -له من الأجر أكثرُ من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجرًا؛ لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة] اهـ.
وقال الإمام أبو الفرج ابنُ الجَوْزِي الحنبلي في "كشف المُشكِل" (4/ 365، ط. دار الوطن): [ربَّما تخايل السامع في قوله: «لَهُ أَجْرَانِ» أنه يزيد على الماهر، وليس كذلك؛ لأن المضاعفة للماهر لا تُحصر، فإن الحسنة قد تضاعف إلى سبعمائة وأكثر، فإنما الأجر شيء مقدر، فالحسنة لها ثوابٌ معلوم، وفاعلها يعطى ذلك الثواب مضاعفًا إلى عشر مرات، ولهذا المقصر منه أجران] اهـ.