هل من يعتمد فكرة تفكيك لبنان وإعادة بنائه؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": في امكان الرئيس نجيب ميقاتي وأمام السعي الدؤوب من بعض التيارات السياسية الى تعطيل كل عمل مثمر في البلد، أن يقول: "أنا رئيس حكومة تصريف أعمال ولست قادرا على أن أقوم بأكثر من ذلك"، وأن يضع المعطلين أمام مسؤولياتهم وأمام غضب الناس الذين قد يصل بهم الأمر الى إقتحام منازلهم بعد النماذج السيئة التي قدموها في اللامسؤولية قرابة عام من الشغور الرئاسي.
هذا الالتزام بالمسؤولية الوطنية الذي يتحكم بسلوك ميقاتي منذ توليه رئاسة الحكومة، وصولا الى مرحلة الشغور الطويلة، يقابله حسابات سياسية وحزبية وطائفية، وخطاب شعبوي، ونكد سياسي، وتنافس في التعطيل، وتناقض في المواقف من الحكومة بين إنتقادها لعدم قيامها بواجباتها، ورفض إجتماعاتها بإعتبارها غير دستورية. والأنكى من ذلك، أن البلد ينهار، والفتن تطل برؤوسها مهددة بالحرب، والناس تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة، والبعض يُصرّ على الاستمرار بإثارة الغرائز وبإستحضار العصبيات وتحقيق المكاسب، ما يدفع البلد نحو الارتطام الكبير الحتمي والفوضى الشاملة، لذلك فقد رفع الرئيس ميقاتي الصوت أمس عاليا محذرا مما قد تبلغه الأمور في حال بقاء الوضع على ما هو عليه من عدم إنتخاب رئيس للجمهورية، وعدم إنعقاد مجلس النواب للتشريع وإقرار القوانين الاصلاحية الضرورية، وإستهداف الحكومة.ما يحكم المشهد السياسي في لبنان هو إنعدام المسؤولية الوطنية لدى العديد من التيارات السياسية التي تضمر عكس ما تعلن، وتضع مصالح اللبنانيين أو حقوق هذه الطائفة أو تلك واجهة لتحقيق مصالحها وطموحاتها وتعزيز نفوذها من أجل الحصول سلفا على ما يحمي وجودها، ما يطرح تساؤلات لجهة: هل هؤلاء هم جزء من الفكرة التي تدعو الى تفكيك لبنان وإعادة بنائه من جديد؟، وإلا ما معنى هذا الامعان في تعطيل إنتخاب رئيس الجمهورية، وفي رفض تشريع الضرورة في مجلس النواب، وفي فرض الحصار على الحكومة، وفي ضرب وتعطيل المؤسسات الدستورية وشل الأجهزة الإدارية في البلد، ومنعها من القيام بأي عمل يمكن أن يصب في مصلحة اللبنانيين؟، وما هو معيار الضرورة في بلد يحتاج الى إعلان حالة طوارئ لتلبية حاجات شعبه؟، ومن أين تؤمّن الرواتب والأدوية والمحروقات وإعتمادات المستشفيات وكل ما يحتاجه المواطنون؟.
هذا الواقع سيضعنا عاجلا أم آجلا أمام بلد محطم بدولة فاشلة وتحت وطأة “قانون غاب” من الصعب التعايش معه، وسوف تتداعى دول العالم إن كان لديها الوقت الكافي لإعادة بنائه، لكن مخطئ وواهم من يعتقد أنه في حال أوصل لبنان الى هذا الدرك، فإن بناءه سيكون وفقا لمصلحته أو على هواه.لذلك، فقد دقّ الرئيس ميقاتي يوم أمس ناقوس الخطر، وتحدث بجدية مطلقة بعدما طفح الكيل من السلوك السياسي التعطيلي المدمر والمانع لكل محاولات الانقاذ، وذلك على قاعدة “اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد”!..
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دريان دعا إلى مؤازرة ميقاتي في المساعي الديبلوماسية لوقف الحرب
أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أمام زواره "أن وحدة اللبنانيين الداخلية ستبقى عصية في وجه العدوان ومحصنة بتماسكهم وتلاحمهم وستبقى هي الأداة الفعالة لتفشيل وإسقاط مخططات العدو إزاء لبنان"، ودعا إلى "المزيد من التضامن الوطني لمواجهة هذه النيات الخبيثة في إطار الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية".
وحذر المفتي دريان من "النيات العدوانية التي تترافق مع تهديدات العدو ضد لبنان"، وقال:"ان حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني اليوم على الشعب اللبناني في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت وسائر المناطق اللبنانية وعلى الفلسطينيين في غزة لن تطفئ شعلة الصمود ضد عدوانه بل ستزيد الشعب اللبناني والفلسطيني قوة وعزيمة ومناعة".
ودعا الى "الوقوف إلى جانب الحكومة وتأييد رئيسها نجيب ميقاتي ومؤازرته في الأسس التي يعتمدها وفي المساعي الديبلوماسية التي يبذلها من أجل وقف الحرب والعدوان الصهيوني على سائر المناطق اللبنانية".
أضاف:"دار الفتوى تثمن المبادرات الخيرية والاجتماعية والإغاثية وتقديم كل المساعدات الإنسانية الممكنة لأهلنا النازحين من اللبنانيين والأشقاء العرب والدول الصديقة لنجدة إخوانهم المنكوبين من الإرهاب الصهيوني الوحشي".
وطالب القوى السياسية ب"التلاقي على كلمة سواء ضمن تسوية تاريخية تؤمن ولو الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني".
واستقبل دريان، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد والقنصل محمد الجوزو. وبعد اللقاء، تحدث عربيد عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، مشيرًا إلى أن الوضع يزداد صعوبة خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على البلاد. كما استقبل القنصل العام لجمهورية مصر العربية محمد المشد وبحث معه في الشؤون العامة. (الوكالة الوطنية للإعلام)