عربي21:
2025-05-01@09:35:08 GMT

الخونة في ذكرى المذبحة

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

هل يشعر المرء بمرارة خيانته لنفسه وخذلانه لها كما يشعر بمرارة خيانة الآخرين له وخذلانهم له؟!

وكيف يخون المرءُ نفسَه؟!

يخون المرء نفسه حينما ينحطُّ عن آدميته المكرّمة، إلى شيء من نزعات الهوى المدنّسة، ثمّ هو ولسطوة ما فيه من هوى لا يعمى عن رؤية الواضحات كما هي في الوجود فحسب، ولكنه فوق ذلك يفقد الإحساس بالوجع، بوجعه هو، لا بوجع المذبوحين، ولا يحسّ بناب هواه وهو يفترس مسعورا ما تبقى من آدميته، ليهدر كرامته، ويجعله هو وكل مسعور سواء، فيعدم بصيرته أو بعضها، ثم يعدم كرامته أو بعضها، ثم يعدم إحساسه بالكلية أو بعضه.



هل الظلم خفي ودقيق إلى هذه الدرجة، حتى يصبح قتل وحرق العزّل في الحرس والمنصة والنهضة ورابعة وغيرها، خاضعا للتحليل السياسي البارد، والمكايدة الفكرية البليدة؟! وهل هوية الذبيح، أو انحيازاته السياسية، أو تقديراته الخاضعة للنقد والاعتراض، وتصنيفنا له، ورأينا المزدري لأهليته الفكرية والسياسية والقيادية، يحول دون قدرتنا على رؤيته مظلوما بالفعل؟!
ذلك الذي تمنعه خصومته، كراهيته، تجربته الخاصة، مراراته القديمة، إحساسه بالتفوق المعرفي، نرجسيته المفرطة، تقديره لحدسه السياسي.. ذلك الذي يمنعه بعض من ذلك أو كله من أن يرى الذبيح مظلوما كما هو، والذبّاح القاتل الظالم الآثم كما هو، دون لكن، فضلا عن دون انحياز جلي أو خفي للظالم، ألا يخون نفسه، ويهدر كرامته، ويتجرد من إحساسه، في الوقت الذي يعتقد فيه بأن الذبيح المظلوم ما وقع تحت المقصلة إلا لأن ذكاءه قد خانه، أو لأن غباءه قد أضلّه، فهو ظالم لنفسه إذ أوصلها إلى هذه الأحوال البائسة. ولكنه (أي ذلك الذي يخون آدميته) يغفل مرة أخرى، عن أن الذي يخونه ذكاؤه، أو يضله غباؤه، خير من ذلك الذي يخون آدميته، ويلوك فلسفته على أنقاض كرامته المهدرة، وإحساسه الميت!


وهل الظلم خفي ودقيق إلى هذه الدرجة، حتى يصبح قتل وحرق العزّل في الحرس والمنصة والنهضة ورابعة وغيرها، خاضعا للتحليل السياسي البارد، والمكايدة الفكرية البليدة؟! وهل هوية الذبيح، أو انحيازاته السياسية، أو تقديراته الخاضعة للنقد والاعتراض، وتصنيفنا له، ورأينا المزدري لأهليته الفكرية والسياسية والقيادية، يحول دون قدرتنا على رؤيته مظلوما بالفعل؟! ويحول دون مساواته بالذبّاح السافر المكشوف بحجة "إنما قتلهم من غرر بهم، أو من ضللهم، أو من لم يكن أهلا لقيادتهم، أو من لم يفعل كذا وكذا من الخطوات السياسية الصحيحة التي نصحناه بها، أو لأنه هو هكذا، شيء من الماضي لا يصلح للمستقبل، فأي شيء يعني لو اجتث من الأرض؟!".

بعضنا لسبب ما يعجز عن إدراك المعطيات في الواقع، وطبيعة التدافع وحجمه وموازين القوى فيه، فلا يرى إلا مظلوما أحمقا قادته رعونته أو غفلته إلى مذبحته الدامية، ولكن هل يعني كل هذا بالفعل أن الظالم كفّ عن كونه ظالما؟! وأن القاتل ليس هو القاتل؟! وإنما القتيل هو من أحرق نفسه بعد أن قتلها ثم جرّفها بالآليات ثم ألقى بها كشيء من النفايات المستقذرة؟! لأنه ببساطة من الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون قد ظلموا أنفسهم بشتى أنواع الظلم، فلم يعد قاتلهم ظالما لهم، وليس آثما بقتلهم!
يمكن بالفعل حين إدانة الظالم، أن نتحدث عن أخطاء المظلوم وخطاياه، ويمكننا أن نفهم أن بعضنا لسبب ما يعجز عن إدراك المعطيات في الواقع، وطبيعة التدافع وحجمه وموازين القوى فيه، فلا يرى إلا مظلوما أحمقا قادته رعونته أو غفلته إلى مذبحته الدامية، ولكن هل يعني كل هذا بالفعل أن الظالم كفّ عن كونه ظالما؟! وأن القاتل ليس هو القاتل؟! وإنما القتيل هو من أحرق نفسه بعد أن قتلها ثم جرّفها بالآليات ثم ألقى بها كشيء من النفايات المستقذرة؟! لأنه ببساطة من الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون قد ظلموا أنفسهم بشتى أنواع الظلم، فلم يعد قاتلهم ظالما لهم، وليس آثما بقتلهم! هل نعجز بالفعل عن اتخاذ موقف أخلاقي بصرف النظر عن الموقف السياسي أو التحليل السياسي أو الانحياز الإيديولوجي أو الشعور بنوع من التفوق على المظلوم؟!

ومن ثم فما الغرابة حينما نجد أحد "المُبجّلين" عندنا من أرباب الفكر، وأصحاب خطاب العدل، ودعاة الإحاطة والاستيثاق في المنهج، قد أيد انقلاب 30 يونيو/3 يوليو، ثم مضى ذمّا فيمن وقع عليهم الظلم، ثم لم يتراجع البتّة لأجل الحقيقة، ولأجل نفسه، حتى اللحظة، وإن تحدث عن المذبحة فتلميحا يحمّل فيه الذبيح المسؤولية الكاملة عن دمه المسفوح، ثم لا يراه مظلوما، لأنه لا يراه إلا الفاعل الوحيد في الوجود ظلما في نفسه وظلما للآخرين، ويعجز عن رؤيته فاعلا بين فواعل، ومخطئا بين مخطئين، ومصيبا بين مصيبين، ذلك لأن الهوى يخلق لكل منا عقدته، والإسلاميون، أو الإخوان، عقدة بعض مثقفينا، بما في ذلك بعض المثقفين الإسلاميين، يرونهم شيئا لا يستحق إلا الازدراء والتجاوز، ومع ذلك فهذا الشيء عقدة يعجزون عن تجاوزها!

ثم بعد ذلك، كيف لنا أن نحترم امرأ يخون نفسه إلى هذه الدرجة؟! وكيف لنا أن نصدقه إذا حدثنا عن العدل والكرامة؟!

twitter.com/sariorabi

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإخوان 30 يونيو المذبحة رابعة الإنقلاب الإخوان 30 يونيو مذبحة مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ذلک الذی إلى هذه

إقرأ أيضاً:

قبائل عبس تعلن النفير العام لمواجهة العدو الأمريكي

الثورة نت/..
أعلنت قبائل عبس في محافظة حجة النفير العام لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن وغزة.
وأكدت قبائل عبس في لقاء حاشد اليوم الثلاثاء ، تقدمه وكلاء المحافظة نبيل الجرب وعبدالكريم خموسي والدكتور طه الحمزي ومستشار المنطقة العسكرية الخامسة العميد عبدالملك المغربي ومدير الأمن العميد حسن القاسمي، الاستعداد الكامل للرد على جرائم العدوان الأمريكي الصهيوني.
وأعلنت البراءة من الخونة والعملاء والاستنفار استعداداً لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس انتصارا للمظلومين في غزة ودفاعا عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
وباركت العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وضد حاملات الطائرات الأمريكية.
وأشادت بالمواقف المشرفة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والقوات المسلحة والشعب اليمني في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي، مشيرة إلى أن مجازر العدو الصهيوني الأمريكي في غزة واليمن جرائم حرب وضد الإنسانية مكتملة الأركان وتتنافى مع كافة للمواثيق والقوانين الدولية ولن تسقط بالتقادم.
وأشارت القبائل إلى أن إحياء الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين في ظل الظروف الراهنة محطة لتجديد العهد والولاء لقائد الثورة في السير على درب الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وكافة الشهداء في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.
ووقعت قبائل عبس على وثيقة شرف قبلية أكدت البراءة من كل من يشارك أو يتخابر مع العدو الأمريكي، الإسرائيلي على اليمن، وأن الخونة والعملاء تلحق بهم العقوبات المتعارف عليها في الوسط القبلي ولا حماية لهم.
وخلال اللقاء ثمن مدير أمن المحافظة تفاعل قبائل عبس بإعلان البراءة من الخونة والعملاء والتوقيع على وثيقة الشرف القبلية والاستعداد لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وأشار إلى ضرورة استشعار الجميع للمسئولية في مساندة جهود الأجهزة الأمنية في إفشال مخططات ومؤامرات الأعداء.
وأكد أهمية الالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة والتدريب والتأهيل لخوض المعركة المباشرة مع أمريكا وإسرائيل.
وأكد بيان صادر عن اللقاء الاستمرار في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية والانتصار للأقصى ودماء الشهداء في غزة، وتقديم الغالي والنفيس حتى طرد الغزاة والمحتلين من أرض الوطن.
كما أكد أن مجازر العدو الأمريكي لن تثني الشعب اليمني عن القيام بواجبه الديني والأخلاقي والإنساني تجاه قضايا الأمة.
وأعلن جهوزية قبائل عبس الكاملة والتحدي للقوى المعادية وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وكل من شارك معها في العدوان على اليمن وارتكاب الجرائم بحق الأشقاء في غزة.
وحث البيان على مقاطعة المنتجات والبضائع الأمريكية والإسرائيلية والاستمرار في الحشد والتعبئة والتدريب والتأهيل استعداداً للمواجهة المصيرية مع الأعداء.
حضر اللقاء مدير المديرية علي صوعان والأمين العام للمجلس المحلي دهل الطيب ومسئول التعبئة محمد الهلاني.

مقالات مشابهة

  • يامال.. «البصمة 55» في «100 مباراة»
  • خصيم النَّبي، القاتل، والجبوري الفاشل العاطل!!
  • تاريخ يعيد نفسه… أوروبا تلبس ثوب “الرجل المريض” الذي خاطته للعثمانيين
  • اللهو القاتل..مصرع طفل صعقا بالكهرباء بمركز دار السلام بسوهاج
  • التصالح مع الذات (السعادة الأبدية)
  • قبائل عبس تعلن النفير العام لمواجهة العدو الأمريكي
  • نجم صن داونز: الأهلي خذل نفسه والحظ لعب دوره معنا
  • في ذكرى ميلاده.. نور الشريف “الأستاذ” الذي كتب اسمه في تاريخ الفن بحروف من نور (تقرير)
  • 50 طعنة لشاب مسلم أثناء الصلاة.. هكذا تم ضبط مُنفذ جريمة القتل داخل مسجد بفرنسا
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة