تحالف روسى - كورى شمالى يثير قلقًا عالميًا
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى خطوة أثارت قلقا دوليا، أقدم الزعيم الكورى الشمالى "كيم جوج أون" على التحرك نحو تعزيز العلاقات مع روسيا، من خلال إرسال نحو ١١ ألف جندى وشحنات أسلحة لدعم موسكو فى حربها ضد أوكرانيا.
ووفقًا لما ذكره تشو سانغ هون فى صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن نشر القوات الكورية الشمالية منح روسيا دعمًا حاسمًا فى وقت تسعى فيه جاهدة لاستعادة منطقة كورسك التى خسرتها لصالح القوات الأوكرانية.
فيما صرح الناطق باسم البنتاجون الميجور جنرال بات رايدر، أن هناك مؤشرات على مقتل أو إصابة عدد من الجنود الكوريين الشماليين الذين يقاتلون فى هذه المنطقة.
وأشار إلى أن الخطوة توفر لكوريا الشمالية مجموعة من الفوائد التى تشمل الحصول على أموال نقدية لدولة تعانى من اقتصاد متداع، إلى جانب تعزيز مكانتها الدبلوماسية.
ويقول محللون إن كيم يحصل على مليارات الدولارات من روسيا عبر صفقات تشمل الغذاء والنفط والأسلحة المتقدمة، مما يُمكن نظامه من تخفيف وطأة العقوبات الدولية وتطوير قدراته العسكرية التقليدية.
التأثيرات الداخلية والخارجية على "كيم"
يرى مراقبون بحسب الصحيفة أن قرار كيم بالتقارب مع موسكو يعكس تحولًا استراتيجيًا جاء نتيجة أزمات داخلية دفعته للبحث عن حلفاء جدد، فتاريخيًا، تعرضت كوريا الشمالية لثلاث هزات رئيسية فى العقد الماضي.
أولًا، عقوبات الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، والتى أضرت باقتصادها عن طريق حظر كل صادراته الرئيسية، بما فيها الفحم والمأكولات البحرية والنسيج والعمال، إضافة إلى تقليص وارداتها النفطية.
ثانيًا، فشل محاولة كيم رفع العقوبات عبر مناقشات دبلوماسية مباشرة مع الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب عام ٢٠١٩، مما أفقد كيم شعبيته محليًا.
وثالثًا، تأثير جائحة كورونا، التى عمقت عزلة كوريا الشمالية وأثرت سلبًا على اقتصادها.
وأصبحت كوريا الشمالية معزولة أكثر من أى وقت مضى، عندما وجدت فرصة تنفتح أمامها، عندما طالت الحرب الروسية فى أوكرانيا.
وتستهلك روسيا جنودًا وذخائر بينما لدى كوريا الشمالية الكثير منهما لتقدمه للرئيس فلاديمير بوتين، وجيشها من أكبر الجيوش التقليدية فى العالم مع تعداد ١.٣ مليون رجل.
وهى تخزن احتياطات ضخمة من القذائف المدفعية والصواريخ والأسلحة التقليدية الأخرى-الكثير منها قد صار غير صالح للخدمة- علاوة على صواريخ باليستية جديدة تم تطويرها بموجب برنامج التسلح الطموح لكيم.
لكن الحرب الروسية فى أوكرانيا فتحت بابًا لكيم للاستفادة من حاجة موسكو الماسة للذخائر والقوى البشرية، حيث تمتلك كوريا الشمالية جيشًا تقليديًا من بين الأكبر عالميًا مع تعداد يتجاوز ١.٣ مليون جندي، علاوة على مخزون ضخم من الذخائر والأسلحة التقليدية المطورة عبر برامجها العسكرية الطموحة.
وفى يونيو الماضي، وقّع كيم اتفاقية دفاع مشترك مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، تبعها إرسال جنود وشحنات أسلحة ضخمة إلى روسيا، وفقًا للمعلومات الاستخباراتية الكورية الجنوبية.
وقد شملت الشحنات ٢٠ ألف مستوعب مُحملة بأسلحة تشمل ملايين القذائف المدفعية والصواريخ الباليستية الحديثة والمدافع الثقيلة.
مكاسب تكتيكية لكوريا الشمالية
تحولت صناعة الأسلحة فى كوريا الشمالية نتيجة هذه التحركات إلى نشاط مكثف أضفى حيوية اقتصادية داخلية، وقام كيم مؤخرًا بزيارة مصانع الأسلحة وحث على زيادة الإنتاج لتلبية الطلب الروسى المتزايد.
كما استفاد الجيش الكورى الشمالى تكتيكيًا من الانخراط فى ساحة المعركة الأوكرانية، حيث يجمع خبرات عسكرية جديدة بشأن استخدام الطائرات المسيّرة والأنظمة الصاروخية الحديثة مثل "كى إن-٢٣" و"كى إن-٢٤"، والتى تختبر لأول مرة ضد أنظمة دفاع غربية.
إلا أن هذا التعاون العسكرى يحمل فى طياته مخاطر محتملة للنظام الكورى الشمالي، فمشاركة القوات الكورية الشمالية فى المعارك بمنطقة كورسك قد تظهر ضعف استعدادها لحروب الاستنزاف ذات الطابع الحديث.
ويضاف إلى ذلك احتمالات نقص الإمدادات العسكرية محليًا نتيجة دعم موسكو، مما يقلل من قدرة بيونغ يانغ على مواجهة تحديات أمنها الإقليمي.
تطور العلاقات بين بيونغ يانغ وموسكو أثار تكهنات بشأن تأثيره على علاقات كوريا الشمالية الاستراتيجية مع الصين.
وبينما سعت بيونغ يانغ تاريخيًا إلى خلق توازن بين الحليفين الروسى والصيني، يظهر هذا التقارب الأخير أن كيم ربما يغامر بعلاقاته مع بكين لصالح تعزيز شراكته مع بوتين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: روسيا القوات الكورية الشمالية کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مجموعة تطبيقات أندرويد تستخدم في التجسس لصالح كوريا الشمالية.. ما القصة؟
رغم القيود التي تضعها "غوغل" على متجر "بلاي" الخاص بتحميل تطبيقات "أندرويد"، إلا أن القراصنة دائمًا ما يجدون طرقًا لإضافة تطبيقات خبيثة تحتوي على برمجيات مراقبة وتجسس، وهذه المرة، استطاعت شركة الأمن السيبراني"لوك أوت" (Lookout) اكتشاف مجموعة تطبيقات خبيثة تعتمد على برمجية تجسس جديد تدعى "كوسبي" (KoSpy).
نشرت "لوك أوت" تقريرًا مفصلًا حول هذه البرمجية وآليات استخدامها واكتشافها عبر مدونتها الرسمية، وبينما قامت "غوغل" بإزالة التطبيقات فور ظهور التقرير، إلا أن أحد التطبيقات قد تم تحميله عدة مرات قبل إزالته، كما أشارت الشركة لكون التطبيقات تابعة لمجموعة من القراصنة المرتبطة بحكومة كوريا الشمالية بشكل وثيق.
اكتشاف التطبيقات الخبيثةبحسب التقرير الذي نشرته الشركة، فإن التطبيقات تنكرت في شكل تطبيقات من أجل إدارة النظام وتحسينه عمله، أي أنها كانت تأتي على شكل تطبيقات لتنظيم الملفات وتحديث التطبيقات الأخرى فضلًا عن إزالة البرمجيات الخبيثة وجعل الجهاز أسرع وأكثر سلاسة في الاستخدام.
وبشكل أكثر دقة، تنكرت البرمجية الخبيثة خلف 5 أنواع من التطبيقات، بدءًا من تطبيق إدارة الهاتف وتطبيق إدارة الملفات وتطبيق الإدارة الذكية وتطبيق يدعى "كاكاو سيكيوريتي" (Kakao Security) وأخيرًا تطبيق لتحديث أنظمة الهاتف والتطبيقات الأخرى.
إعلانوفور أن يتم تحميل التطبيق، يطلب من المستخدم مجموعة كبيرة من الصلاحيات التي تثير الشكوك، بدءًا من صلاحية الوصول وقراءة الرسائل النصية وسجل المكالمات والملفات المخزنة في الهاتف فضلًا عن الاستماع إلى الأصوات المحيطة وأخذ لقطات للشاشة وتسجيل موقع الهاتف بشكل مستمر وتخزينه في خوادم التطبيق، وهي الخوادم ذاتها التي تتحكم فيها حكومة كوريا الشمالية.
ولاحظت الشركة أيضًا تواجد التطبيقات في 3 متاجر "أندرويد" مستقلة على غرار "غوغل بلاي"، وهي متاجر تطبيقات تملك ضوابط وقيود أقل صرامة من تلك التي تضعها "غوغل"، لذا يستهدفها القراصنة عادةً.
اعتمدت برمجية "كوسبي" على بنية تحتية تدعم التحكم في الأوامر عبر خطوتين، الأولى كانت دومًا تستهدف خوادم "فاير بيز" (Firebase)، وهي خدمة استضافة التطبيقات وإدارتها مقدمة من "غوغل" نفسها، ثم تقوم بالتواصل مع الخوادم الخارجية التي تتحكم فيها حكومة كوريا الشمالية.
كما أن التطبيقات التي ضمت هذه البرمجية الخبيثة كانت تملك صفحة خارجية لسياسة الاستخدام وحماية الخصوصية، وهذه الصفحة كانت مستضافة في خوادم ارتبطت بالهجمات السيبرانية التابعة لحكومة كوريا الشمالية منذ عام 2019، وتجدر الإشارة إلى سياسة الخصوصية في هذه التطبيقات كانت تذكر صراحةً أنها تجمع البيانات وتستخدمها في التسويق وقد تشاركها مع أي شريك تراه مناسبًا، وأضافت بأن آليات تخزين البيانات الرقمية ومشاركتها ليست آمنة دومًا وقد تتعرض للسرقة في أي وقت.
ربطت شركة "لوك أوت" بين الهجوم ومجموعتين من القراصنة وهم، "إيه بي تي 37" (APT37) المعروفة باسم "سكاركروفت" (ScarCruft) و"إيه بي تي 43″ (APT43) المعروفة باسم "كيمسوكي" (Kimsuki).
كلا المجموعتين ارتبطت أسمائهم بهجمات سيبرانية شرسة في السابق فضلًا عن انتمائهم الواضع لحكومة كوريا الشمالية وتعاونهم معها في الكثير من الأحداث السابقة، وبينما كان الهجوم هذه المرة موجهًا لهواتف "أندرويد"، إلا أن "سكاركروفت" كان لها هجوم سابق في 2019 ضد حواسيب "ويندوز" يهدف لجمع بيانات الأجهزة المتصلة بها، وأما "كيمسوكي" فقد ارتبط اسمها مع هجوم سابق استخدمت فيه إضافة "كروم" لجمع كلمات المرور وبيانات حسابات المستخدمين من المتصفح.
إعلاناستطاعت الشركة الربط بين البرمجية الخبيثة والفرق التي تقف وراءها عبر فحص الخوادم الموجودة داخل التطبيق وتتبعها حتى الوصول إلى العناوين الرقمية لهذه الخوادم، وعند مقارنة هذه العناوين مع قاعدة البيانات التي تملكها الشركة والمرتبطة بالهجمات السيبرانية، تيقنت من المجموعات المسؤولة عن البرمجية وارتباطاتها.
الهجمات السيبرانية سلاح كوريا الشمالية الأشرسانتشرت في السنوات الماضية الهجمات السيبرانية المدعومة من قبل حكومة كوريا الشمالية، وهي تستهدف العديد من القطاعات والأفراد، فبينما كانت برمجية "كوسبي" الخبيثة تستهدف المتحدثين باللغة الإنجليزية والكورية، فإن الحكومة استخدمت مجموعات القراصنة في العديد من الهجمات المختلفة والمتنوعة.
مؤخرًا، شاركت مجموعة "لازاروس" (lazarus) الشهيرة في هجمة سيبرانية ضد منصة "باي بت" (ByBit) البارزة في قطاع العملات الرقمية، ونجحت عبر هذا الهجوم من سرقة ما يقرب من 1.5 مليار دولار من الأصول الرقمية للمنصة.
كما ارتبط اسم قراصنة كوريا الشمالية مع الهجمات السيبرانية ضد مجموعة من المستشفيات والقواعد العسكرية الأميركية فضلًا عن وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، وقد أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" مذكرة اعتقال في حق الشخص المسؤول عن هذه الهجمات في العام الماضي.
كيف يمكن الحماية من تطبيقات "أندرويد" الخبيثة؟في الوقت الحالي، تنتشر هذه التطبيقات بكثرة في متاجر التطبيقات المختلفة، سواءً كانت في متجر تطبيقات "غوغل" وحتى في متجر "آبل" في بعض الأحيان، لذا لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على آليات هذه المتاجر لحذف التطبيقات الخبيثة.
ولكن يمكن للمستخدمين حماية أنفسهم ومواجهة هذه التطبيقات عبر اتباع مجموعة من النصائح، فمن المهم ألا يتم تثبيت أي تطبيق مجهول المصدر أو غير معروف، ويفضل دومًا الالتزام بالتطبيقات الشهيرة التي تملك ملايين عمليات التحميل، رغم أن هذا ليس معيارًا يضمن أمن التطبيقات في الكثير من الأوقات.
أيضًا يجب مراجعة صلاحيات جميع التطبيقات والتأكد من أن التطبيق لا يحصل على صلاحيات لا يستحقها أو يحتاجها في عمله، ثم حذف أي تطبيق يشتبه في الصلاحيات الخاصة به وأنه يحاول الوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل غير آمن.