معارك السودان تتوسع وواشنطن تدعو للالتزام بحماية المدنيين
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
واشنطن أكدت أنه "يجب ألا يدفع المدنيون الثمن النهائي للأعمال غير المبررة للأطراف المتحاربة"
توسّع نطاق الحرب الجارية منذ أكثر من أربعة أشهر في السودان لتصل المعارك إلى مدينتين كبريين هما الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، على ما أفاد سكان وكالة فرانس برس الجمعة (18 آب/أغسطس 2023).
مختارات السودان: اتهامات أممية للدعم السريع بارتكاب اعتداءات جنسية لاجئو السودان يتجاوزون المليون والأمم المتحدة تحذر من خروج الوضع عن السيطرة الأمم المتحدة: السودانيات يعانين من العنف الجنسي على نطاق "مقزز" السودان: المعارك تجبر سكانا على النزوح والسيول تدمر مئات المنازل هيومن رايتس تدعو واشنطن للتحرك لوقف الفظاعات بدارفور
ويثير الوضع القلق بصورة خاصة في الفاشر حيث توقفت المعارك منذ حوالي شهرين، لأن العديد من العائلات لجأت الى المنطقة هربًا من عمليات النهب والاغتصاب والقصف والإعدامات خارج نطاق القضاء الجارية في باقي أنحاء دارفور (غرب).
وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة يال الأمريكية ناتانيال ريموند لوكالة فرانس برس: "إنه أكبر تجمّع لنازحين مدنيين مع لجوء 600 ألف شخص إلى الفاشر". وذكر سكان لفرانس برس أن أعمال العنف اندلعت مجددًا في وقت متأخر الخميس، وأفاد أحدهم عن سماع دوي "معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة".
واندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 نيسان/أبريل، وتركّزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور في غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية وأسفرت حتى الآن عن مقتل 3900 شخص على الأقل. كما أجبرت الحرب الملايين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء إلى ولايات أخرى بمنأى عن أعمال العنف أو إلى خارج البلاد. وبحسب أحدث إحصائيات منظمة الهجرة الدولية، فقد نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد، بينما عبر نحو مليون شخص الحدود إلى دول مجاورة.
وسبق أن شهد إقليم دارفور حربًا ضارية عام 2003 وتحذّر المحكمة الجنائية الدولية التي تتحدث عن "إبادة جماعية" في ذلك الحين، من تكرار التاريخ. ووصلت المعارك أيضًا إلى الفولة على مسافة حوالي 800 كلم غرب الخرطوم. وأفاد أحد السكان أن عناصر "الجيش والاحتياطي المركزي اشتبكوا مع قوات الدعم السريع وأحرقت خلال المعارك مقار حكومية"، مؤكدًا "سقوط عدد من القتلى من الطرفين لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال". كما أشار إلى "عمليات سلب ونهب للمحلات التجارية بسوق المدينة".
ودعت الولايات المتحدة، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال في نيالا بجنوب دارفور والمناطق المأهولة الأخرى. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان: "نحن قلقون بشكل خاص من التقارير التي تتحدث عن قصف عشوائي نفذته كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وتسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين". وأضاف البيان: "يجب ألا يدفع المدنيون الثمن النهائي للأعمال غير المبررة للأطراف المتحاربة"، مؤكدًا ضرورة امتثال الطرفين لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بحماية المدنيين.
وعلى الجانب الدبلوماسي أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، محادثة هاتفية مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بحثا خلالها الصراع في السودان ضمن مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية. وأفاد بيان للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بأن بلينكن وبن فرحان شددا على مواصلة العمل لإنهاء الصراع الدائر في السودان.
ويشهد السودان صراعًا على السلطة بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ الخامس عشر من شهر شباط/فبراير الماضي .
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف يوم الثلاثاء، إن القتال المندلع في السودان منذ أربعة أشهر أدى إلى هروب أكثر من 4,3 مليون شخص من العنف، وذلك في وقت صعد فيه قادة حقوق إنسانية نداءهم من أجل إحلال السلام. وأضافت المفوضية إن نحو 3,2 مليون شخص تعرضوا للتشريد داخل السودان، فيما هرب نحو 1,1 مليون آخرين إلى الدول المجاورة. وبحسب الأرقام الأولية الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لقي أكثر من 4 آلاف شخص حتى الآن حتفهم، ومن بينهم مئات المدنيين.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: تواصل المعارك في السودان تواصل المعارك في السودان الدعم السریع فی السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
1138 حالة اغتصاب للسيدات في مناطق سيطرة ميليشيا الدعم السريع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان، وهي هيئة حكومية معنية بحماية حقوق المرأة، إحصائية جديدة عن حالات الاغتصاب في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع.
وأظهرت الإحصائية أن عدد حالات الاغتصاب التي تم ارتكابها في تلك المناطق بلغ 1138 حالة منذ أبريل 2023 وحتى فبراير 2025.
وذكرت الهيئة أن النساء السودانيات تعرضن لأنواع متعددة من الانتهاكات، بينها القتل، الاغتصاب، الاختطاف، الاعتقال، اللجوء والنزوح، وذلك منذ اندلاع الحرب في السودان.
وفي هذا السياق، أشارت سليمى إسحق، مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، إلى أن من بين الحالات الموثقة، هناك 193 طفلة تعرضن للاغتصاب في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
تقديم الدعم الصحي والنفسي للمتضررات
كشفت إسحق أنه تم تقديم الخدمات الصحية والدعم النفسي للمصابات في ولايات الخرطوم، الجزيرة، سنار، شمال وغرب كردفان، وولايات دارفور منذ أبريل 2023 وحتى فبراير الماضي.
وأشارت مديرة الوحدة إلى أن الدولة يجب أن تلتزم بحماية النساء من جميع أشكال العنف والتمييز، معتبرة أن القضاء على العنف ضد المرأة لا يعد خيارًا بل واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا.
ودعت إلى ضرورة إدماج منظور النوع الاجتماعي في جميع السياسات الوطنية، لضمان حماية حقوق المرأة في مختلف الجوانب.
تمكين المرأة والمشاركة في صنع القرار
وأضافت سليمى إسحق أن تمكين المرأة من المشاركة الفاعلة في صنع القرار، خصوصًا في أي تسوية سياسية قادمة، يعد ضرورة لضمان سلام شامل وعادل ومستدام.
وأكدت على أن هذه المشاركة ليست فقط حقًا مشروعًا للمرأة، بل هي ضرورة من أجل بناء مستقبل آمن ومستقر للسودان.