«مهارات المستقبل» تستقطب 10 ملايين متعلم.. و«الخليج» ترصد قصص استثنائية لطلاب
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
دبي-محمد إبراهيم:
كشفت أكاديمية مهارات المستقبل، ثمرة الشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن خططها وتوجهاتها المستقبلية لمبادرة «مهارات المستقبل للجميع»، التي تركز على استقطاب مليون متعلم سنوياً، وتطمح إلى الوصول لـ10 ملايين بحلول 2030.
واستفاد من المبادرة في مرحلتها التجريبية بالتعاون مع منصة «كورسيرا» التعليمية، 9902 متعلم ومتعلمة من 22 دولة، بواقع 5116 من الذكور، مقابل 4,786 من الإناث، فيما بلغ معدل الاستفادة 165% من العدد الأصلي للتراخيص.
وتركز الأكاديمية على سد الفجوة الرقمية والمهارية وفقاً للمعطيات والاتجاهات العالمية، لاسيما أن التقارير والتوقعات العالمية تشير إلى تُغيّر وتطوير مليار وظيفة «أي ثلث وظائف العالم» في غضون 6 سنوات، أي بحلول عام 2030 بفعل التكنولوجيا، ما جعل نصف الموظفين حول العالم بحاجة إلى اكتساب مهارات جديدة، للبقاء والمنافسة في سوق العمل ابتداء من عام 2025.
ورصدت «الخليج» أبرز أربع قصص استثنائية لشباب وشابات من مختلف الدول العربية، واجهوا التحديات بعزيمة وإصرار، ليصبحوا نماذج مشرقة لروح التحدي والإبداع.
ظروف صعبة
البداية كانت مع هبة عجور (22 عاماً) من شمال قطاع غزّة، حيث لم تمنعها الأزمة التي يشهدها القطاع وفقدت فيها أحباءها وأساتذتها في الجامعة، من مواصلة حلمها واستكمال تعليمها في مجال الأمن السيبراني، وجاءت مبادرة «مهارات المستقبل للجميع» لتشكل البوصلة التي أرشدتها لاستعادة ما فقدته من علوم، وبارقة أمل مكنتها لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها وبناء معارفها.
وقالت لـ«الخليج»: «على الرغم من الظروف الصعبة التي تعرضت لها خلال المبادرة من نزوح وانقطاع في الإنترنت، استطعت أن أكمل مسار الأمن السيبراني خلال شهر واحد فقط، واخترت هذا المجال لمدى ارتباطه بحياة الناس، وهو ما أدركته أثناء الحرب، حيث شاهدت حملات التصيد الاحتيالي التي تعرض لها الكثيرون، أثناء مشاركتهم لمعلوماتهم الشخصية للحصول على الاحتياجات الأساسية».
وأضافت: «عرّضت العمليات الاحتيالية الكثيرين للخطر بسبب قلة الوعي، ما دفعني لنشر الوعي في محيطي بمجال الأمن السيبراني وأهميته، لتمكين الأشخاص من حماية أنفسهم، وهذه القيمة الحقيقية التي أضافتها لي المبادرة خلال الحرب، وأطمح أن أصبح خبيرة في مجال الأمن السيبراني على مستوى عالمي.
نقطة تحول
أكد خالد محمد خشفة (51 عاماً) من شمال لبنان، أن المبادرة كانت بمنزلة نقطة تحول في حياته، حيث ساعدته على الخروج من حالة نفسية صعبة نتيجة تقاعده وتحدياته الصحية، وقال: «انضممت إلى برنامج المهارات الناعمة الذي كان تجربة محورية غيرت حياتي بشكل كامل، واكتسبت مهارات حل المشكلات، والتفكير النقدي والإبداعي، والتواصل، والتفكير خارج الصندوق، والأهم أنها أخرجتني من العزلة الفكرية التي كنت أعانيها، وجعلتني أواجه التحديات التي كنت أعتقد أنها تعيقني للأبد بعد حادث أفقدني القدرة على المشي».
وأكد خشفة أن التعلم لا يرتبط بالعمر، والحياة مدرسة لا تغلق أبوابها، وقال: «نحن أقوى بالعلم، ورسالتنا الاستمرار في التعلم، ويجب أن نقهر التحديات، لا أن نسمح لها بقهرنا»، موضحاً أنه يطمح لاستخدام المهارات التي اكتسبها لتحقيق فرصة عمل جديدة تسهم في تعزيز مسيرته المهنية.
تكاليف التعليم
أما زهراء بشير (27 عاماً)، مهندسة تخطيط بوزارة الكهرباء العراقية، تدرب أكثر من 94 موظفاً في مختلف المستويات الإدارية، حيث بدأت رحلتها التعليمية بعد معرفتها بمبادرة مهارات المستقبل للجميع، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعلمت اللغة الإنجليزية المتقدمة، والأمن السيبراني وإدارة المشاريع، وحصلت على شهادة معتمدة، ما جعلها من أفضل المتعلمين، وبعد إتمام الدورات تم تعيينها لتدريب موظفي الوزارة، وحققت نتائج ملحوظة في تحسين مهاراتهم.
وأكدت أن المبادرة، أعادت إليها ثقتها ووفرت عليها تكاليف التعليم الرقمي، ما جعلها فرصة مهمة، خصوصاً للفتيات في جنوب العراق. اختتمت حديثها بدعوة الشباب إلى الاستمرار في التعلم والمثابرة لتحقيق أهدافهم.
روح المخاطرة
قال عمر نصايرة (25 عاماً) من إربد شمالي الأردن، الحاصل على بكالوريوس في تكنولوجيا الأشعة: «من خلال المبادرة، حولت فكرة مشروعي من مجرد فكرة إلى شركة قيد التأسيس، مستفيداً من المهارات التي تعلمتها في بناء نموذج الأعمال، واختيار فريق العمل، والتسويق الرقمي، والتواصل مع المستثمرين».
وأوضح أن فكرة الشركة تتمثل في تحويل قوارير المياه إلى خيوط تُستخدم في الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما يسهم في تقديم حلول بيئية مستدامة، وأضاف: «أحلم بوجود (سيليكون فالي) عربي، يعادل مثيله في كاليفورنيا، وأدعو الشباب إلى التحلي بروح المخاطرة وألا يهابوا الفشل؛ بل يجب أن يتعلموا منه».
أفضل 10 برامج
كشفت مبادرة «مهارات المستقبل للجميع»، عن أفضل 10 برامج حسب عدد المسجلين، لتضم محلل بيانات، والأمن السيبراني، ومهندس الذكاء الاصطناعي، ومسار المهارات الشخصية، وهندسة البرمجيات (مطور البرمجيات)، ومسار الخريجين الجدد، ومهندس بيانات، وريادة الأعمال، والإنجليزية للأعمال، ومدير المشروع.
المهارات المكتسبة
أفادت أكاديمية مهارات المستقبل، بأن أهم المهارات التي يكتسبها المتعلمون تضم مهارات الاتصال، والإدارة، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتخطيط، وتحليل الأشخاص، والتفكير النقدي، والاستراتيجية والعمليات، وتحليل البيانات، وتحليل الأعمال.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة الإمارات دبي مهارات المستقبل للجمیع الأمن السیبرانی
إقرأ أيضاً:
هل قيمة زكاة الفطر 35 جنيهًا للجميع؟.. الإفتاء تصحّح خطأ شائعًا
يبحث الكثيرون الآن عن قيمة زكاة الفطر بعدما نبهتهم العشر الأواخر من رمضان إلى أن الوقت مضى مسرعًا وعليهم مواكبته في إخراج زكاة الفطر قبل فوات الأوان ، ومن ثم يتساءلون عن قيمة زكاة الفطر وما يتعلق بها من أحكام إخراجها ، وذلك لأن زكاة الفطر هي فرض واجب على كل مسلم ، ولها وقت محدد وليست كزكاة المال ، كما أنها للفقراء والأغنياء، وبعد تحديد الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر بـ35 جنيها ، فهذا ما يطرح السؤال عن هل قيمة زكاة الفطر 35 جنيها للجميع الفقراء والأغنياء ؟.
زكاة الفطر
حددت دار الإفتاء المصرية، قيمة زكاة الفطر بنحو 35 جنيهاً على الفرد الواحد كحد أدنى، منوهة بأن زكاة الفطر فرض واجب على كل مسلم يملك قوت يومه في رمضان وتكون نحو صاع من القمح أو التمر أو الأرز، وذهب الحنفية والإمام أحمد في رواية عنه والإمام الرملي من الشافعية إلى أنه يجوز إخراج القيمة في زكاه الفطر ؛ مراعاةً لحاجة الفقير، والذي عليه الفتوى أن في الأمر سعة.
وقال الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن قيمة زكاه الفطر لهذا العام 1446 هجريًّا بـ (35 جنيهًا)، منبهًا إلى أنها حد أدنى عن كل فرد، مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد والله يضاعف لمن يشاء.
وأضاف أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك، موضحًا أن قيمة زكاة الفطر تعادل (2.5) كيلوجرام من القمح عن كل فرد؛ نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر، وقد فُرضت على كلِّ مَن يجد قوتَ يومِه ولو كان فقيرًا، فقد جعلها الله تطهيرًا للنفس وتطهيرًا للصيام مما قد يؤثر فيه وينقص ثوابه من اللغو والرفث ونحوهما، وتكميلًا للأجر.
وأشار إلى أنه يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر، وناشد مفتي الجمهورية المسلمين تعجيل زكاة فطرهم وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين، حيث تعيش الأمة الإسلاميَّة -بل الإنسانية جميعًا- ظروفًا اقتصادية استثنائية غيَّرت بصورة غير مسبوقة سمات الحياة العامة المعتادة في شهر.
قيمة زكاة الفطر حبوبوعن قيمة زكاة الفطر حبوب تعادل زكاة الفطر صاع شعير أي نحو اثنين كيلو ونصف الكيلو جرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر، ويجوز إخراجها من أول يوم في شهر رمضان، ويستمر إلى قبل صلاة عيد الفطر المبارك.
زكاة الفطر فرض واجب على كل مسلم، يخرجها عن نفسه وعمن تلزمه نفقته، فـ زكاة فطر المرأة تجب على من تكون نفقتُها واجبةً عليه؛ كالزوج أو الأب أو الابن، فإن تعسَّر هؤلاء يجب أن تزكي عن نفسها، بشرط أن تجد مصروف يومها ويتبقى منه شيء تزكي منه.
شرط وجوب زكاة الفطر هو اليسار، أمَّا الفقير المعسر الذي لم يَفْضُل عن قُوتِه وقُوتِ مَنْ في نفقته ليلةَ العيد ويومَهُ شيءٌ فلا تجب عليه زكاة الفطر؛ لأنه غيرُ قادِر.
اختلف الفقهاء في آخر وقت زكاة الفطر على أقوال، أقوى قولين، هما، الأول: يرى الظاهرية وابن القيم والشوكاني وغيرهم أن آخر وقت زكاة الفطر هو صلاة العيد، ويحرُمُ تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، فإذا أخرها لم تحتسب زكاة فطر، وإنما له أجر «صدقة»، واستدلوا بما روي عن ابن عباس- رضي اللهُ عنه- قال: «فرضَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ، طُهرةً للصَّائِمِ من اللَّغو والرَّفَثِ، وطُعمةً للمساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ، فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ، فهي صَدَقةٌ مِنَ الصَّدقاتِ».
واستدلوا أيضًا بما روي عنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: «أمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بزكاةِ الفِطرِ أن تؤدَّى قبل خُروجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ»، وبما روي عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن عمِل عملًا ليس عليه أمرُنا، فهو رَدٌّ».
وأوضح أصحاب المذهب الأول الذي يرى أن آخر وقت زكاة الفطر قبل صلاة العيد أن الأحاديث السابق، تفيد بأنه أولًا: أن كل عبادة مؤقتة إذا تعمد الإنسان إخراجها عن وقتها لم تقبل منه، ثانيًا: أنه إذا أخَّرها حتى يخرُجَ النَّاس من صلاة عيد الفطر، فقد عَمِل عملًا ليس عليه أمر الله ورسولُه -صلى الله عليه وسلم-، فهو مردود، الأمر الثالث هو القِياس كمن ذبح أضحيته قبل صلاة عيد الأضحى فإنها لا تكون ذبيحة أضحية، بل شاة لحم، كما قال تعالى: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ».
والقول الثاني في آخر وقت زكاة الفطر ، فيه ذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن آخر وقت زكاة الفطر الذي يحرُمُ تأخيرها عنه هو غروب شمس يوم عيد الفطر، واستدلوا بما روي عن أبي سعيد الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: «كنَّا نُخرِجُ إذ كان فينا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ عَن كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ، حرٍّ أو مملوكٍ، صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من أقِطٍ، أو صاعًا من شَعير، أو صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا مِن زَبيبٍ».
ورأى أصحاب هذا القول في أن آخر وقت زكاة الفطر هو غروب شمس يوم عيد الفطر، أن ظاهر قوله في الحديث السابق: «يومَ الفِطرِ» صحة الإخراج في اليوم كله، لصِدقِ اليوم على جميعِ النَّهارِ، كما استدلوا أيضًا بما روب عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: «فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ، طُهرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغو والرَّفَث، وطُعمةً للمساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاة مقبولة، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ».
وذكر أصحاب هذا الرأي الذي يرى أن غروب شمس يوم عيد الفطر هو آخر وقت زكاة الفطر أن تكرير قوله «مَن أدَّاها» مرتين واتِّحادَ مَرجِعِ الضَّميرِ في المرَّتين، يفيدُ أنَّ الصدقةَ المؤدَّاة قبل الصَّلاةِ وبعد الصَّلاة هي صدقةُ الفِطرِ، لكِنْ نَقَصَ ثوابُها فصارتْ كغَيرِها من الصَّدَقاتِ، ثانيًا: أن المقصودَ منها الإغناء عن الطَّوافِ والطَّلَبِ في هذا اليوم، وهذا يتحقَّقُ بالإخراجِ في اليومِ، ولو بعد صلاةِ العِيدِ.
الحكمة من مشروعية زكاة الفطرشرع الله تعالى زكاة الفطر طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وإغناءً للمساكين عن السؤال في يوم العيد الذي يفرح المسلمون بقدومه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم».