دبي-محمد إبراهيم:
كشفت أكاديمية مهارات المستقبل، ثمرة الشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن خططها وتوجهاتها المستقبلية لمبادرة «مهارات المستقبل للجميع»، التي تركز على استقطاب مليون متعلم سنوياً، وتطمح إلى الوصول لـ10 ملايين بحلول 2030.
واستفاد من المبادرة في مرحلتها التجريبية بالتعاون مع منصة «كورسيرا» التعليمية، 9902 متعلم ومتعلمة من 22 دولة، بواقع 5116 من الذكور، مقابل 4,786 من الإناث، فيما بلغ معدل الاستفادة 165% من العدد الأصلي للتراخيص.


وتركز الأكاديمية على سد الفجوة الرقمية والمهارية وفقاً للمعطيات والاتجاهات العالمية، لاسيما أن التقارير والتوقعات العالمية تشير إلى تُغيّر وتطوير مليار وظيفة «أي ثلث وظائف العالم» في غضون 6 سنوات، أي بحلول عام 2030 بفعل التكنولوجيا، ما جعل نصف الموظفين حول العالم بحاجة إلى اكتساب مهارات جديدة، للبقاء والمنافسة في سوق العمل ابتداء من عام 2025.
ورصدت «الخليج» أبرز أربع قصص استثنائية لشباب وشابات من مختلف الدول العربية، واجهوا التحديات بعزيمة وإصرار، ليصبحوا نماذج مشرقة لروح التحدي والإبداع.
ظروف صعبة
البداية كانت مع هبة عجور (22 عاماً) من شمال قطاع غزّة، حيث لم تمنعها الأزمة التي يشهدها القطاع وفقدت فيها أحباءها وأساتذتها في الجامعة، من مواصلة حلمها واستكمال تعليمها في مجال الأمن السيبراني، وجاءت مبادرة «مهارات المستقبل للجميع» لتشكل البوصلة التي أرشدتها لاستعادة ما فقدته من علوم، وبارقة أمل مكنتها لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها وبناء معارفها.
وقالت لـ«الخليج»: «على الرغم من الظروف الصعبة التي تعرضت لها خلال المبادرة من نزوح وانقطاع في الإنترنت، استطعت أن أكمل مسار الأمن السيبراني خلال شهر واحد فقط، واخترت هذا المجال لمدى ارتباطه بحياة الناس، وهو ما أدركته أثناء الحرب، حيث شاهدت حملات التصيد الاحتيالي التي تعرض لها الكثيرون، أثناء مشاركتهم لمعلوماتهم الشخصية للحصول على الاحتياجات الأساسية».
وأضافت: «عرّضت العمليات الاحتيالية الكثيرين للخطر بسبب قلة الوعي، ما دفعني لنشر الوعي في محيطي بمجال الأمن السيبراني وأهميته، لتمكين الأشخاص من حماية أنفسهم، وهذه القيمة الحقيقية التي أضافتها لي المبادرة خلال الحرب، وأطمح أن أصبح خبيرة في مجال الأمن السيبراني على مستوى عالمي.
نقطة تحول
أكد خالد محمد خشفة (51 عاماً) من شمال لبنان، أن المبادرة كانت بمنزلة نقطة تحول في حياته، حيث ساعدته على الخروج من حالة نفسية صعبة نتيجة تقاعده وتحدياته الصحية، وقال: «انضممت إلى برنامج المهارات الناعمة الذي كان تجربة محورية غيرت حياتي بشكل كامل، واكتسبت مهارات حل المشكلات، والتفكير النقدي والإبداعي، والتواصل، والتفكير خارج الصندوق، والأهم أنها أخرجتني من العزلة الفكرية التي كنت أعانيها، وجعلتني أواجه التحديات التي كنت أعتقد أنها تعيقني للأبد بعد حادث أفقدني القدرة على المشي».
وأكد خشفة أن التعلم لا يرتبط بالعمر، والحياة مدرسة لا تغلق أبوابها، وقال: «نحن أقوى بالعلم، ورسالتنا الاستمرار في التعلم، ويجب أن نقهر التحديات، لا أن نسمح لها بقهرنا»، موضحاً أنه يطمح لاستخدام المهارات التي اكتسبها لتحقيق فرصة عمل جديدة تسهم في تعزيز مسيرته المهنية.
تكاليف التعليم
أما زهراء بشير (27 عاماً)، مهندسة تخطيط بوزارة الكهرباء العراقية، تدرب أكثر من 94 موظفاً في مختلف المستويات الإدارية، حيث بدأت رحلتها التعليمية بعد معرفتها بمبادرة مهارات المستقبل للجميع، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعلمت اللغة الإنجليزية المتقدمة، والأمن السيبراني وإدارة المشاريع، وحصلت على شهادة معتمدة، ما جعلها من أفضل المتعلمين، وبعد إتمام الدورات تم تعيينها لتدريب موظفي الوزارة، وحققت نتائج ملحوظة في تحسين مهاراتهم.
وأكدت أن المبادرة، أعادت إليها ثقتها ووفرت عليها تكاليف التعليم الرقمي، ما جعلها فرصة مهمة، خصوصاً للفتيات في جنوب العراق. اختتمت حديثها بدعوة الشباب إلى الاستمرار في التعلم والمثابرة لتحقيق أهدافهم.
روح المخاطرة
قال عمر نصايرة (25 عاماً) من إربد شمالي الأردن، الحاصل على بكالوريوس في تكنولوجيا الأشعة: «من خلال المبادرة، حولت فكرة مشروعي من مجرد فكرة إلى شركة قيد التأسيس، مستفيداً من المهارات التي تعلمتها في بناء نموذج الأعمال، واختيار فريق العمل، والتسويق الرقمي، والتواصل مع المستثمرين».
وأوضح أن فكرة الشركة تتمثل في تحويل قوارير المياه إلى خيوط تُستخدم في الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما يسهم في تقديم حلول بيئية مستدامة، وأضاف: «أحلم بوجود (سيليكون فالي) عربي، يعادل مثيله في كاليفورنيا، وأدعو الشباب إلى التحلي بروح المخاطرة وألا يهابوا الفشل؛ بل يجب أن يتعلموا منه».

أفضل 10 برامج
كشفت مبادرة «مهارات المستقبل للجميع»، عن أفضل 10 برامج حسب عدد المسجلين، لتضم محلل بيانات، والأمن السيبراني، ومهندس الذكاء الاصطناعي، ومسار المهارات الشخصية، وهندسة البرمجيات (مطور البرمجيات)، ومسار الخريجين الجدد، ومهندس بيانات، وريادة الأعمال، والإنجليزية للأعمال، ومدير المشروع.

المهارات المكتسبة
أفادت أكاديمية مهارات المستقبل، بأن أهم المهارات التي يكتسبها المتعلمون تضم مهارات الاتصال، والإدارة، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتخطيط، وتحليل الأشخاص، والتفكير النقدي، والاستراتيجية والعمليات، وتحليل البيانات، وتحليل الأعمال.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة الإمارات دبي مهارات المستقبل للجمیع الأمن السیبرانی

إقرأ أيضاً:

من المطبخ إلى مهارات الحياة.. لماذا يجب تعليم الأطفال فن الطهي؟

الطبخ مهارة يمكن تعلمها في أي عمر، "حتى الأطفال يستطيعون أن يقضوا وقتا في المطبخ، لصقل التنسيق بين اليد والعين، وتعلم تقنيات جديدة، والاستمتاع بوجبة لذيذة"؛ كما تقول جوانا سالتز على موقع "ديليش".

سالتز التي صدر لها مؤخرا، أحدث كتاب طبخ بعنوان "ديليش.. كتاب الطبخ الإرشادي لعشاق الطعام الصغار"، وهو دليل شامل لتعليم المهارات التي يجب أن يعرفها الطاهي المنزلي الصغير، تقول: إن بناء الثقة في القدرة على الطبخ في سن مبكرة، "هبة تدوم مدى الحياة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لا تكن "نجارا".. لماذا ينصح خبراء التربية بأسلوب "البستاني"؟list 2 of 2دليل الآباء للتعامل مع كسور عظام الأطفال قبل الوصول إلى المستشفىend of list

وهو ما يؤكده خبراء موقع "تست أوف هوم" بقولهم: على جميع الأطفال أن يكبروا وهم يطبخون، فتعلم الطبخ بأنفسهم أمر بالغ الأهمية، حيث يساعدهم على بناء الثقة، ويجعلهم أكثر اعتمادا على أنفسهم، وأكثر قبولا لفكرة أن الطعام المطبوخ في المنزل صحي وأرخص من الطعام الجاهز". كما أن تعليم الأطفال الاستمتاع بإعداد الطعام، ومشاركة الوجبات مع العائلة، "سوف يشجعهم على مواصلة ذلك مع عائلاتهم في المستقبل.

لذا، تنصح مختصة التغذية المعتمدة جانيت هيلم، لتوطيد علاقتك بعائلتك، وتشجيع أطفالك على الإبداع والخيال، وتنمية مهارات تدوم معهم لبقية حياتهم؛ "حان الوقت لتقول لهم: هيا بنا نطبخ".

الطبخ مع العائلة يعزز الترابط ويحسن الصحة النفسية (غيتي) فوائد تعليم الأطفال مهارات الطبخ توضح جانيت هيلم أن "مهارات الطبخ قد تفيد الأطفال خارج المطبخ، وتجعلهم أكثر استقلالية ونجاحا وثقة بأنفسهم عندما يكونون بالغين"، وتذكر الفوائد التالية للبدء: يعلمهم الالتزام بالتعليمات. يعزز ثقتهم، من خلال منحهم هدفا يسعون لتحقيقه. ينمي لديهم عادات غذائية صحية بمرور الوقت، كتشجيعهم على تناول المزيد من الخضراوات. مساعدة الأطفال في تحضير الوجبات، تحسن جودة النظام الغذائي في الأسرة بشكل عام. يعلم مهارات الرياضيات، من خلال حساب المقادير والمعايير والقياسات. يساعد في مراكمة خبرات تتعلق بالطعام والنظام الغذائي، يحتاجها الأطفال لصحتهم طوال العمر. يعلم مهارات حياتية تتجاوز المطبخ، بما في ذلك الصبر والتركيز والمثابرة. يعد هواية رائعة تشكل بديلا عن وقت الشاشة. الطبخ مع العائلة يعزز الترابط ويحسن الصحة النفسية، وخاصة لدى المراهقين. يعلم أهمية إكساب المهارات على مدى فترة طويلة، بدلا من محاولة تحقيقها بشكل فوري. مهارات المطبخ الأساسية حسب الفئة العمرية. الطبخ مهارة يمكن تعلمها في أي عمر (غيتي)

بحسب الخبراء، يمكن للأطفال في أي عمر، بناء مهاراتهم في الطهي، وفقا للمراحل التالية:

مساعدون في المطبخ (من 3 إلى 5 سنوات)

في هذه المرحلة من العمر، يكون الأطفال مفعمين بالطاقة والفضول، وأكثر حماسا لاستكشاف المكونات وتجربة مهام جديدة في المطبخ؛ وهذا يجعلهم يحتاجون إلى الكثير من الإشراف.

إعلان

ولأنهم ما زالوا في طور تنمية مهاراتهم الحركية والاعتماد على أيديهم كأفضل أدواتهم، يُفضل تكليفهم بمهام لا تتطلب الدقة، وتسمح لهم بالإمساك أو التكسير أو التمزيق لإبقائهم مشغولين؛ مثل:

عجن العجين (يُفضل البدء به، لأن الأطفال يحبون اللعب بالعجين). غسل الفواكه والخضراوات. تفكيك أوراق الخس لعمل السلطة. هرس بعض المكونات مثل البسكويت أو الموز الناضج. لف البطاطس بورق القصدير لخبزها. طهاة في المرحلة الابتدائية (من 5 إلى 7 سنوات)

في هذه المرحلة يصبح التنسيق بين اليد والعين والمهارات الحركية الدقيقة أكثر تطورا، وهذا يمنحنا الفرصة لتعليمهم مهاما أكثر صعوبة، مثل كسر بيضة أو التقطيع بالسكين.

مع مراعاة اختيار نوع من السكاكين الآمنة للأطفال، ليتمكنوا من المساعدة في تحضير الطعام بتقطيع الفواكه والخضراوات من دون مخاطر.

أيضا، في هذا العمر يحب الأطفال استعراض ما تعلموه في المدرسة من قراءة وكتابة، وهو وقت مثالي لتشجيعهم على قراءة وصفات سهلة يمكنهم المساعدة في تحضيرها، من خلال مهام مثل:

خلط المكونات الجافة. قياس وعدّ الأصناف. تجهيز المائدة. كسر البيض (مع الانتباه لتسرب قشره). تشكيل اللحم أو عجينة المخبوزات على شكل كرات. تقطيع الفواكه والخضراوات الطرية. قراءة خطوات الوصفة أو نطقها بصوت عال. بناء الثقة في القدرة على الطبخ في سن مبكرة هبة تدوم مدى الحياة (غيتي) الطهاة الناشئون (من 8 إلى 12 عاما)

في هذه المرحلة يصبح الأطفال أكثر استقلالية قبل سن المراهقة، ولن يحتاجوا إلى الكثير من الإشراف في المطبخ، لكنهم سيقدرون أي عبارات تشجيعية. وبالتالي ليس مطلوبا أكثر من مكونات وصفات بسيطة، مثل إعداد زبدة فول سوداني أو سلطة فواكه سهلة التحضير، وأشياء أخرى يمكنهم القيام بها بأنفسهم، مثل:

تقشير الخضار. تحميص الخبز. إعداد الساندويتشات. غسل الأطباق ووضعها في مكانها. إعداد صندوق غداء المدرسة. تفريغ مشتريات البقالة. تحضير عجينة بسيطة بأنفسهم. إعلان الطهاة الصغار (13 عاما فما فوق)

سيكون المراهقون مستعدين لخوض تحدي إتقان استخدام أدوات المطبخ المختلفة، لذا يجب التأكد من إلمامهم بإجراءات السلامة المناسبة قبل البدء، مثل اختيار الأطباق الآمنة للاستخدام في الفرن، وإبعاد الأصابع عن الأدوات الحادة، وكيفية التعامل مع الطعام النيء، ومهارات أخرى مثل:

إعداد وصفات على الموقد (البدء بوصفات بسيطة مثل قلي البيض المخفوق). ممارسة الخَبز بأنفسهم (المراهقون غالبا يحبون صنع الكعك مع الأصدقاء). استخدام الآلات الحادة، بما فيها الخلاط، ومحضر الطعام، ومكبس الثوم، وآلة صنع القهوة، وآلة صنع الوافل (مع الإشراف على محاولاتهم الأولى). التعامل مع الميكرويف. تعلم مهارات مثل صنع الآيس كريم (المراهقون يُفضلون الطهي الممتع أكثر من تحضير العشاء). تعلم مهارات التنظيف الأساسية، مثل تعبئة غسالة الأطباق وتشغيلها وتفريغها، كنس ومسح الأرضية، وفرز النفايات وإخراجها. عمل دورة تدريبية، بتخصيص عشاء في الأسبوع ليكونوا طهاته الرئيسيين، فيعدوا قائمة الطعام ويُظهروا مهاراتهم للعائلة؛ وهذا يعزز لديهم الثقة والشعور بالإنجاز، ويمنح الأم بعض الراحة. الأطفال يستطيعون أن يقضوا وقتا في المطبخ لصقل التنسيق بين اليد والعين (غيتي) نصائح لتعليم الأطفال الطبخ

لجعل الطبخ مع الأطفال أقل إرهاقا، توصي جانيت هيلم بالآتي:

الانسكابات والبقع أمر لا مفر منه أثناء الطبخ، فلنكن مستعدين للتنظيف عند الانتهاء. بدلا من السعي للكمال، دعوا أطفالكم يرتكبون الأخطاء في المطبخ، وساعدوا في تصحيحها. الأطفال قليلي الصبر وعرضة للحماس المفرط، فكونوا مرنين ومتعاطفين أثناء تعليمهم. قد يتخذ الطبخ عند الأطفال شكل اللعب، فلندعهم يجربوا أفكارا مختلفة، بدلا من التحكم الدائم. اسمحي لطفلك بإعداد وصفاته الخاصة، حتى لو لم تعجبك، فهذا جزء من عملية التعلم.

مقالات مشابهة

  • يايسله: نحن فريق متكامل ويمكننا تحقيق إنجازات استثنائية
  • وزير الصناعة: المملكة حريصة على الاستثمار في الطاقات البشرية الشابة
  • من المطبخ إلى مهارات الحياة.. لماذا يجب تعليم الأطفال فن الطهي؟
  • ركن الفنون.. إمتاع بصري ومساحة نابضة بالإبداع
  • إصدارات و فعاليات “تريندز” تستقطب زوار معرض أبوظبي للكتاب 2025
  • تفاصيل وأسعار تذاكر حفل أنغام بدار الأوبرا.. أمسية استثنائية في قلب القاهرة
  • انطلاق أسبوع المهارات الحكومية بالفجيرة
  • إصدارات و فعاليات “تريندز” تستقطب زوار معرض أبوظبي للكتاب 2025
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • التعليم العالي: تنظيم جلسات حوارية حول "التوظيف والجاهزية للمستقبل" و"مسارات الابتكار