الجزيرة:
2025-04-15@22:43:51 GMT

صيادو غزة أو مهنة الموت على بعد 300 متر من الشاطئ

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

صيادو غزة أو مهنة الموت على بعد 300 متر من الشاطئ

في الثامنة صباحا من يوم الجمعة 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية صيادين فلسطينيين كانوا يصطادون باستخدام قارب يدوي صغير يعمل دون محرك، وذلك على بعد 300 متر من الشاطئ الواقع غرب مخيم الشاطئ في ميناء القرارة وسط قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد صياد وإصابة آخر، وهذا المشهد يلخص جانبا أساسيا من المعيش اليومي لصيادي القطاع جراء سياسة القتل والتجويع الإسرائيلية.

وهذا الاعتداء الإسرائيلي أدى لاستشهاد الصياد ماهر خليل أبو ريالة وإصابة صياد آخر أسفرت عن بتر يده، وقال ابن العم نايف أبو ريالة -وهو أيضا عضو في نقابة الصيادين- إن الشهيد (50 عاما) كان يصطاد لإعالة أسرته المكونة من 14 فردا، مضيفا أن الشهيد أراد توصيل رسالة للاحتلال مفادها أنه رغم منعه الصيادين من ارتياد البحر، فإن هذا البحر للصيادين وإنهم لن يتركوا مهنتهم.

ويضيف نايف أن ابن عمه كان يعرض نفسه للخطر، وأنه شعر بقرب استشهاده قبل أيام من الحادث، إذ طلب منه أن يعتني بأسرته التي نزحت إلى جنوب قطاع غزة، مما منعها من وداع معيلهم عندما قتل شهيدا.

الاحتلال يشن حربا ممنهجة لحرمان صيادي غزة من مورد رزقهم (الجزيرة)

ويتحدث رئيس لجان الصيادين في غزة زكريا بكر عن اليوم الذي استشهد فيه ماهر "كانت جمعة قاسية علينا، خاصة وأن زوارق الاحتلال والطائرات الحربية استهدفت منذ ساعات الفجر في حادث آخر بالقذائف الصاروخية شاطئ خان يونس" ويضيف أن مقدرات صيادي غزة تتعرض بشكل يومي للقصف والتدمير، مشيرا إلى أن عدد الشهداء من الصيادين ناهز 150، ضمنهم 40 صيادا استشهدوا أثناء ممارسة عملهم.

ويضيف رئيس لجان الصيادين في تصريحات للجزيرة نت "هذه مهنة ورثناها عن أجدادنا، وأنا حتى الآن أمارسها وأبنائي وأبناء عمي، ولن نتخلى عنها رغم المعوقات والضغوطات التي يفرضها الاحتلال علينا".

إعلان

ويقول نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة نزار عياد إن قرابة 5 آلاف صياد بالقطاع يعيلون نحو 50 ألف شخص من عائلاتهم، وهم في خوف دائم من الاستهداف الإسرائيلي أثناء عملهم. ونتيجة لذلك، "يمارس 200 صياد فقط من إجمالي الصيادين عملهم رغم المخاطر" ويذكر أن خسائر الصيادين قُدّرت بـ60 مليون دولار، علما بأن الصيد ثاني أهم مهنة في القطاع بعد الزراعة.

رئيس لجان الصيادين: لن نتخلى عن مهنتنا وأجدادنا رغم المعوقات والضغوط التي يمارسها الاحتلال (الجزيرة)

ويضيف نقيب الصيادين أن شاطئ رفح شهد تدمير قوات الاحتلال مراكب الصيادين الكبيرة والصغيرة، بالإضافة إلى حرق معدات الصيد في المنطقة الوسطى من القطاع، كما دمرت إسرائيل ميناء غزة بالكامل، فضلا عن غرف الصيادين بالميناء، في حين حولت مقرات نقابة الصيادين في كل من خان يونس ودير البلح وشمال رفح والمنطقة الوسطى إلى مراكز إيواء للنازحين.

الأوضاع اليومية

ويقول عياد إن صيادي غزة يواجهون مخاطر يومية صباحا ومساء، إذ تطلق قوات الاحتلال النار عليهم بمجرد ابتعادهم مسافة 300 متر فقط عن شواطئ القطاع، مشيرا إلى أن الاحتلال يمنع الصيادين من ارتياد البحر منذ بداية الحرب عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو "ما يدفعهم للمغامرة بأرواحهم لتأمين قوت يومهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار".

ميناء غزة تعرض للقصف الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للحرب (مواقع التواصل-أرشيف)

وأضاف نقيب الصيادين "هذه المهنة بحاجة إلى إعادة تأهيل شامل للصيادين للعودة إلى العمل. كما أثرت الحرب على التجار وبائعي الشباك ومعدات الصيد وصانعي المراكب وأماكن صيانتها، مما زاد من تأزم الوضع الاقتصادي في غزة".

تدمير الدعم الدولي

تفيد نقابة الصيادين في غزة أن الحرب الإسرائيلية دمرت الكثير من مقدرات قطاع الصيد البحري في القطاع، وفيما يلي أبرز هذه الخسائر:

إعلان تدمير مزارع سمك بقيمة مليوني دولار، جرى إنشاؤها قبل الحرب بأسبوعين، قبل أن تتعرض للتدمير الكلي بسبب القصف الإسرائيلي. قدم المركز الفلسطيني الاقتصادي والاجتماعي دعما ماليا قبل بدء الحرب بشهرين لفائدة مشروع مصنع ثلج لتبريد الأسماك، بالإضافة إلى تركيب ألواح طاقة شمسية لإنارة أحد موانئ غزة، وتشغيل المصنع والمحطة الثلجية، وكل ذلك كان بقيمة ناهزت ربع مليون يورو، إلا أن كل مكونات هذا المشروع ذهبت أدراج الرياح بنيران قوات الاحتلال. قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعما بقيمة 200 ألف دولار قبل اندلاع الحرب بشهرين لإنشاء جدار استنادي لحماية المراكب من الأمواج، وبناء 15 غرفة لحفظ ممتلكات الصيادين، وقد تم تدمير جميع هذه المنشآت أثناء الحرب. دعمت جمعية قطر الخيرية بناء غرف للصيادين، وتقديم مبالغ لهم، والمساهمة في إصلاح مراكبهم وذلك بقيمة 8.5 ملايين دولار. قدمت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) دعما سنويا بقيمة 800 ألف دولار لتشغيل وصيانة المراكب، إلا أن هذه الأخيرة تعرضت أيضا للتدمير الكامل أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع. صيادو غزة يلجؤون لهياكل الثلاجات لاستخدامها جراء تدمير الاحتلال أدوات عملهم المعتادة (الجزيرة) ندرة التغطية الإعلامية

وينبه نقيب الصيادين في غزة إلى أن المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الصيادين لا تحظى بتغطية إعلامية كافية، إذ يركز الإعلام غالبا على الأحداث التي تخلف أعدادا أكبر من الشهداء والجرحى. وذكر أن هناك شهيدا أو جريحا يوميا في صفوف الصيادين جراء الاستهداف المتواصل لهم.

وأضاف نزار عياد أن بعض الصيادين يضطرون لاستخدام وسائل بدائية، مثل الثلاجات المثبتة ببطاريات ومصابيح، لجذب الأسماك ليلاً بسبب نقص المعدات والأدوات اللازمة والتي تعرضت للتدمير بفعل القصف الإسرائيلي.

إعلان

وحسب عياد فإن ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في غزة وائل الداية قام بتوظيف أفراد لحصر خسائر قطاع الصيد البحري وتوثيقها، ودعا إلى حراك دولي لإعادة تأهيل الصيادين ومعداتهم بعد انتهاء الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الصیادین فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

انضموا إلى «التمرد الصامت».. الكوماندوز البحري الإسرائيلي يطالب نتنياهو بوقف الحرب على غزة

في تطور لافت يعكس حجم التوترات الداخلية، تشهد قوات الاحتلال الإسرائيلي موجة من الاحتجاجات والتمردات بين صفوف جنود الاحتياط وضباط داخل الجيش، اعتراضًا على استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، والتي خلفت حتى الآن آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.

أصوات من الداخل

عدد من الجنود رفضوا المشاركة في العمليات العسكرية أو العودة إلى الخدمة الاحتياطية، معتبرين أن الحرب «لا أخلاقية» وتؤدي إلى مزيد من التدمير والمعاناة الإنسانية دون تحقيق أهداف واضحة، والبعض وصف ما يجري بأنه حرب بلا نهاية تُستنزف فيها الموارد وتُفاقم العزلة الدولية لإسرائيل.

تمرد صامت

في تقارير مسربة لوسائل إعلام عبرية، أشار ضباط إلى وجود ما يُعرف بـ «التمرد الصامت» حيث لا يلتزم عدد من جنود الاحتياط بالاستدعاءات العسكرية، في وقت يتحدث فيه محللون عن تراجع في الروح المعنوية وتزايد التساؤلات حول جدوى العمليات.

احتجاجات عائلات الجنود

بجانب العسكريين، خرجت عائلات جنود إسرائيليين في مظاهرات داخل تل أبيب ومدن أخرى، رافعين لافتات تطالب بإنهاء الحرب وعودة أبنائهم من الجبهة. بعض الأهالي عبّروا عن رفضهم للسياسات الحكومية التي وصفوها بـ «العبثية» والتي تدفع بأبنائهم إلى محرقة عسكرية لا مبرر لها.

ضغط دولي متزايد

وهذه الاحتجاجات تأتي في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلي، وتكثيف الدعوات لوقف إطلاق النار، خاصة بعد التقارير الأممية التي تتحدث عن كارثة إنسانية في غزة.

الانقسام الداخلي يتعمق

ويرى مراقبون أن هذه التحركات قد تعكس شرخًا داخليًا آخذًا بالاتساع داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة بين من يدعمون الحرب لأسباب أمنية ومن يرون فيها مجازر بحق المدنيين الأبرياء.

قوة الكوماندوز البحري ووحدة السايبر

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن فئات جديدة من قوة الكوماندوز البحري ووحدة السايبر في الاحتياط انضمت للاحتجاج للمطالبة باستعادة الأسرى ووقف الحرب على غزة.

جنود الاحتياط في سلاح الجو

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن أكثر من 200 من الجنود والمحاربين القدامى بسلاح البحرية قدموا عريضة جديدة، تدعو لإعادة المخطوفين ولو مقابل وقف الحرب.

الاحتياط والمدنيين

وخلال الـ48 ساعة الأخيرة، انضم آلاف الإسرائيليين العسكريين في الاحتياط والمدنيين من قطاعات مختلفة إلى الرسالة التي وقعها المئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو من بينهم طيارون، ودعت إلى وقف الحرب لإعادة الأسرى.

العمليات الخاصة

وانضم المئات من جنود العمليات الخاصة إلى الرسالة التي وقعها المئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو من بينهم طيارون، ودعت إلى وقف الحرب لإعادة الأسرى.

اقرأ أيضاً«تمرد عسكري» في إسرائيل.. لماذا تعصف الفوضى والتفكك بجيش الاحتلال؟!

إعلام عبري: محاولة لاحتواء تمرد جنود احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي

جنود الاحتلال يتمردون على الحرب ويطالبون بصفقة

مقالات مشابهة

  • رغم النفي المتكرر.. هكذا يتحدّث وزراء الاحتلال عن ضم بعض أراضي غزة
  • كارثة صحية في غزة.. آلاف المرضى يواجهون خطر الموت بسبب نفاد الأدوية
  • بعد عامين من الحرب هل ينجح السودان في النهوض باقتصاده؟
  • انضموا إلى «التمرد الصامت».. الكوماندوز البحري الإسرائيلي يطالب نتنياهو بوقف الحرب على غزة
  • تسونامي الاحتجاجات يتسع.. قوة الكوماندوز البحري الإسرائيلي تطالب بإنهاء الحرب على غزة
  • نحو 150 شهيداً وجريحا بمجازر نازية جديدة ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • وزارة الخارجية: المملكة تدين بأشد العبارات الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصفها المستشفى المعمداني في قطاع غزة
  • الخارجية الفلسطينية تدين تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في غزة
  • خرج بالكامل عن الخدمة.. الخارجية الفلسطينية تدين تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقصف المستشفى المعمداني ويخرجه عن الخدمة