لا شيء سيعرقل سعي السعودية نحو تنفيذ رؤية 2030
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
مايكل فورمان هو رئيس مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن
انضممت إلى بعض الأعضاء الشباب في مجلس العلاقات الخارجية (CFR) هذا الأسبوع، في رحلة استكشافية إلى السعودية
عندما وصلنا الرياض، لم يسعنا إلا أن ننبهر بالحركة النشطة التي تعم العاصمة. تبدو المدينة وكأنها ورشة بناء عملاقة، مع عشرات وربما مئات الرافعات التي تملأ الأفق، والمباني المكتبية المزدحمة برجال وسيدات أعمال سعوديين وأجانب، وحركة المرور التي بالكاد تتحرك.
لم أرَ الكثير من النساء يقودن السيارات، ولكن كل النساء اللواتي التقيناهن (وكذلك الرجال) تحدثن – تقريبًا بالكلمات نفسها – عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المذهلة التي شهدتها المملكة خلال السنوات السبع الماضية تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أو كما يُعرف بـ “MBS”.
عندما سألنا عن اختفاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن مدى استياء الرجال المحافظين من التغيرات، وكيف يتم التعامل مع المعارضة، كانت الإجابات أقل وضوحًا.
السعوديون الذين التقيناهم كانوا سعداء بتقييد دور الهيئة، لكن قلة منهم كانت لديهم رؤية واضحة عن حجم المعارضة الكامنة تجاه محمد بن سلمان.
فيما يتعلق بحقوق الإنسان، كانوا متحفظين بشكل واضح، مشيرين إلى “بعض المشاكل” وبأخطاء الماضي”.
تساءل البعض عما إذا كانت المملكة تواجه مشكلة في حقوق الإنسان أصلاً ولم يكن من الصعب استنتاج أن بعض السعوديين يخشون أن يؤدي الصدق في الحديث إلى وقوعهم في المشاكل.
سمعنا من البعض أن النظام يستخدم المراقبة بشكل فعال للسيطرة على أي معارضة.
السعوديون الذين يلتقي بهم معظم الأجانب يستمتعون بحرياتهم المكتشفة حديثًا ويشيدون بإنجازات النظام، وهناك الكثير مما يستحق الإشادة.
تعد رؤية 2030، خطة محمد بن سلمان لتحديث البلاد وتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، بالفعل رؤية طموحة، لكن الأهم من ذلك هو أن المسؤولين يبدون اهتمامًا كبيرًا بكيفية تنفيذ الخطة بقدر اهتمامهم بكيفية تسويقها للزوار والمستثمرين الأجانب.
الخطة طموحة للغاية، وبينما تم تحقيق بعض الأهداف بالفعل أو تجاوزها، من المؤكد أن الحكومة ستواجه تحديات وقد تضطر إلى تقليص بعض الطموحات.
من الأمثلة التي يمكن الحديث عنها في هذا الإطار، يبدو من المشكوك فيه أن تتمكن المملكة من تحقيق عائد معقول على الاستثمار من جهودها لإنشاء قطاع للمركبات الكهربائية من الصفر في وقت يشهد فائضًا عالميًا في هذا المجال، ودون وجود النظام البيئي لصناعة السيارات المتوفر في الصين أو أوروبا أو الولايات المتحدة.
كما يجري تقليص “ذا لاين”، المدينة الذكية الممتدة على طول 110 أميال والمصممة في مبنى واحد في مدينة نيوم، إلى جزء صغير من حجمها الأصلي، في الوقت الحالي على الأقل.
ومع ذلك، إذا حققت السعودية حتى نصف ما تسعى إليه، فسيكون ذلك نجاحًا مذهلًا ليس فقط من حيث تنويع الاقتصاد، ولكن أيضًا كمثال يُحتذى به لبقية المنطقة حول ما يمكن تحقيقه من خلال القيادة والعزم.
بالطبع، وكما أشار بعض الذين تحدثنا معهم، فإن امتلاك السعودية موارد شبه غير محدودة وغياب القيود الديمقراطية يسهم في تسريع التقدم.
تعرب بعض النخب عن شكوكهم في أن الديمقراطية هي الشكل المناسب للحكم في السعودية، مؤكدين أن المملكة ما كانت لتتطور بهذه السرعة دون قيادة سلطوية.
السعوديون عازمون على منع تشتيت انتباههم عن رؤية 2030 بسبب مشاكل المنطقة المضطربة التي يعيشون فيها، ومن هنا جاءت انعطافتهم الحادة في العلاقة مع إيران، الخصم التقليدي الذي استعادوا العلاقات معه العام الماضي.
تطبيع العلاقات مع طهران، مهما بدا سطحيًا، يزيل أحد عوامل التشتيت المحتملة من الواجهة. عندما سُئلوا عما إذا كانت السعودية ستدعم استراتيجية “الضغط الأقصى” التي انتهجها ترامب تجاه إيران، أشار أحد محدثينا إلى أن السعوديين سيتعين عليهم التعامل مع ترامب لأربع سنوات فقط، ولكن مع إيران لألف عام.
يزيل الالتزام بوقف إطلاق النار مع الحوثيين الذين كانوا يقاتلونهم في اليمن والمشاركة في عملية السلام هنا عامل تشتيت آخر محتمل، والسعوديون يبدون سعداء بشكل واضح بأن الولايات المتحدة، وليست السعودية، هي من تقصف الحوثيين الآن، مما يجعل الرياض المستفيد النهائي.
قضية فلسطين؟ على الرغم من أن القيادة السعودية كانت تتحدث عنها بشكل نظري لعقود، إلا أن القضية لم تكن أبدًا ذات أهمية كبيرة بالنسبة لها، ولكن الآن، مع عرض لقطات الحرب في غزة على مدار الساعة على التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، باتت القيادة تدرك أن القضية الفلسطينية لها صدى بين الشعب السعودي ولا يمكن تجاهلها، ومن هنا جاء التشدد الأخير في الموقف الرسمي بضرورة رؤية دولة فلسطينية، وليس فقط طريقًا نحو تلك الدولة، قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ومع ذلك، عندما سألت السعوديين عما إذا كانت بلادهم ستوافق على توفير الأمن في غزة أو تمويل إعادة إعمارها، شعرت بوضوح أن رأيهم هو أن غزة هي مشكلة اميركا لكي تحلها، وذكروا أن الولايات المتحدة، بعدم فرضها ضغطًا فعالًا على إسرائيل، هي التي أفسدت غزة وبالتالي عليها إصلاحها.
وبالحديث عن الولايات المتحدة، يظل السعوديون متحمسين لاتفاقية أمنية ثنائية مع واشنطن، منفصلة عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن مسألة ما إذا كان ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي سيصادقون على ذلك أمر آخر.
وأُخبرنا أن الصين موجودة بقوة في السعودية والمملكة مثل العديد من الدول، لا تريد أن تضطر للاختيار بين الولايات المتحدة والصين.
يفضل السعوديون الاعتماد على الدم والموارد الأمريكية للدفاع عن بلادهم، بينما يمنحون الصين، شريكهم التجاري الرئيسي، عقودًا كبيرة لتطويرها.
في نهاية المطاف، الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى النفط السعودي كما كانت من قبل، ولكن الصين بحاجة إليه، والسعوديون سعداء تمامًا بقبول عروض الشركات الصينية المملوكة للدولة المدعومة لبناء برج بعد برج والتحدي الحقيقي سيكون في البنية التحتية الرقمية، فمع انخراط الولايات المتحدة والصين في فك ارتباط تقني انتقائي، قد تجد السعودية، التي تسعى إلى لعب دور كبير في الذكاء الاصطناعي، نفسها مضطرة للوقوف مع طرف ضد الآخر.
بطبيعة الحال، أراد السعوديون الذين التقيناهم التحدث عما يعنيه وصول إدارة ترامب الجديدة لبلدهم وللشرق الأوسط بشكل عام وكانوا متفائلين بشأن العلاقة الثنائية، بالنظر إلى محبة دونالد ترامب للمملكة، لكنهم كانوا في حيرة من بعض مرشحيه المُعلنين، الذين يعدون من بين أكثر الشخصيات السياسية دعمًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
في عام 1972، كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، المعروف بمواقفه المتشددة ضد الشيوعية، يتمتع بغطاء سياسي كافٍ مكنه من السفر إلى الصين لفتح العلاقات مع الحكومة الشيوعية، مما دفع المعلقين إلى القول: “فقط نيكسون يستطيع الذهاب إلى الصين”، وبالمثل، يأمل السعوديون أن يتمكن ترامب، الذي لديه مصداقية كونه داعمًا لا يتزعزع لنتنياهو، من إجبار إسرائيل على قبول حل الدولتين الحقيقي.
ربما يكون ترامب هو الوحيد القادر على الذهاب إلى رام الله، ولكن حتى لو لم يدفع أبدًا نحو حل الدولتين بشكل جاد، كما يبدو الأكثر احتمالًا، فمن المرجح أن السعوديين لن يثيروا الكثير من الجلبة ففي الوقت الحالي، هم يركزون على الشؤون الداخلية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: السعودية رؤية 2030 الولایات المتحدة العلاقات مع ما إذا
إقرأ أيضاً:
«الغرف السياحية»: مستعدون لتقديم الأفكار لدعم جهود الدولة في تحقيق رؤية 2030 للسياحة
أكد الاتحاد المصري للغرف السياحية، متابعته باهتمام بالغ التصريحات والتحركات الحكومية التي تخص صناعة السياحة خاصة تلك التي تمت على مدار الأيام الماضية، والتي جاءت بشكل إيجابي ومبشّر بوجود مساندة حكومية تساهم إلى حد كبير في تحقيق نمو سياحي حقيقي ومتواصل وصولا لتحقيق أهداف الدولة من صناعة السياحة خاصة المتضمنة داخل رؤية الدولة المصرية 2030.
وأعرب الاتحاد المصري للغرف السياحية، نيابة عن القطاع السياحي بأثره وباعتباره الممثل والمظلة الشرعية للقطاع عن ترحيبه بتلك التحركات والتصريحات التي تحقق أجواء إيجابية تشجع المستثمرين المصريين للتوسع في مشروعاتهم واستثماراتهم، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية بالمشروعات السياحية، وثمن الاتحاد المصري للغرف السياحية التصريحات الخاصة بتطوير وتنمية القطاع السياحي التي أدلى بها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مؤخرا وتأكيده حرص الحكومة علي تقديم مزيد من الحوافز لتشجيع الاستثمار السياحي وتوفير التسهيلات المطلوبة لتحقيق النمو السياحي، بجانب ما أسفر عنه الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي والذي أقر عدة تحركات لطرح غرف فندقية بمنطقة الأهرامات المحيطة بالمتحف الكبير وكذلك بالقاهرة التاريخية.
وأشار الاتحاد، إلى استعداده التام لتقديم كل ما يطلب منه من المشورة والرؤية وطرح العديد من الأفكار والمقترحات والرؤى التي تسهم في الاسراع بتحقيق الأهداف الحكومية من صناعة السياحة، كما يؤكد أن كل تلك التصريحات والتحركات تأتي ضمن قرارات وتحركات عديدة ومستمرة لحكومة الدكتور مصطفي مدبولي تكشف عن الدعم الحكومي لصناعة السياحة والذي يأتي تنفيذا لرؤية القيادة السياسية وإيمان الرئيس عبد الفتاح السيسي الكبير بأهمية صناعة السياحة وضرورة دعمها وإزالة أية عقبات أمام انطلاقها.
ومن جانبه أكد حسام الشاعر، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية ، أن الحكومة الحالية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي تولي القطاع السياحي أهمية قصوى، موضحا أن التناغم بين الحكومة ممثلة في وزارة السياحة والآثار والقطاع الخاص ممثلا في الاتحاد والغرف السياحية يسهم في تحقيق طفرة في النمو والتنمية السياحية، وهو ما يزيد من حصيلة الدولة من العملات الأجنبية من صناعة السياحة
وفيما يتعلق بتطوير منطقة الأهرامات، أشاد حسام الشاعر باستجابة رئيس الوزراء لرؤية الاتحاد وخبراء السياحة بضرورة التوسع في حجم الغرف الفندقية في المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف الكبير بما لا يقل عن 5000 غرفة جديدة، بالتزامن مع طرح هذه المناطق للاستثمار السياحي مما يحقق أهداف الدولة بجذب المزيد من الاستثمارات بجانب تحسين التجربة السياحية في أهم منطقة أثرية بالعالم، وشدد الشاعر علي أهمية الإسراع بتطوير منطقة مربع الوزارات وإعادة استغلال مباني الوزارات وتحويلها إلى فنادق ومنشآت للضيافة، أو ما يسمي “بوتيك هوتيل”، مؤكدا أن هذه المنظومة إذا ما تم تنفيذها بفكر سياحي خاص ومتميز تمثل خطوة كبيرة نحو الوصول لتحقيق المستهدف سواء زيادة الاعداد او الدخل السياحي.
وشدد رئيس اتحاد الغرف السياحية، على ضرورة الإستمرار في تشجيع وتنمية الاستثمار في قطاع السياحة من خلال تقديم الحوافز الاستثمارية التي تسهم في التوسع في بناء الفنادق، واستحداث أنماط جديدة للإقامة خاصة في الساحل الشمالي والأقصر وأسوان لاستيعاب أكبر عدد من السائحين، بجانب الإسراع بتنفيذ خطط زيادة طاقة الطيران المتوفرة لنقل السائحين وكذلك تحسين جودة الخدمة بالمطارات وتطويرها بشكل شامل، وهي الخطط التي أعلنت عنها الدولة مؤخرا وتسير بخطى جدية في تنفيذها
اقرأ أيضاًقبل نتائج انتخابات الغرف السياحية.. ماذا ينتظر الأعضاء من المنتخبين الجدد؟
أزمة انتخابات الغرف السياحية القادمة بين عوار القانون ونصوص اللائحة
22 مايو.. إجراء انتخابات مجالس إدارات الغرف السياحية