بوابة الوفد:
2025-01-18@23:05:19 GMT

إعدام الموتى

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

عندما بويع مؤسس الدولة العباسية «السفاح أبوالعباس» فى مسجد بنى أود فى الكوفة، قال للجمع الغفير «يشتد علينا سوء سيرة بنى أمية فيكم واستنزالهم لكم واستئثارهم بفيئكم وصدقاتكم ومغانمكم عليكم، تبا تبا لبنى حرب بني أمية وبنى مروان ثم راح يعدد ما فعله الأمويون من جور وظلم للعباد» ليقوم جيشه العرمرم بعد ذلك بمحاصرة دمشق عاصمة الأمويين أربعين يوماً حتى ضيق عليها الخناق فسقطت الشام لهاوية الخراب وأمر باستباحتها وقتل بدم بارد فى سويعات قليلة ما يزيد عن خمسين الف نفس وقبض على 92 من أمراء بنى أمية وأجلسهم بمآدبة عامرة وأمرهم أن يتناولوا من طيب الطعام وما أن بدأوا يأكلون فى خوف شديد حتى أمر زبانيته بدك رؤوسهم بالمطارق ثم جمع جماجمهم المهمشة فوضع فوقها الطعام وصعد عليها وشرع يأكل بنهم مخبول سادى وهو يقول مقولته الشهيرة بالله ما أشهى من هذا طعاماً ولم يكتف بذلك فأمر بنبش قبور بنى أمية وتلك مهمة أوكلها لعمِّهِ عبدالله بن على العباسى.

اعبثوا بقبورهم وأتونى برفاتهم امزقها ولا تمسوا قبر عمر بن عبدالعزيز فقد كان عادلاً زاهداً فبدأ بنبش قبر معاوية فلم يجد فيه إلا خيطاً مثل الهباء ونبش قبر يزيد فوجدوه حطاماً كالرماد ونبش قبر عبدالملك فوجدوا فيه جمجمة إلى أن نبشوا قبر هشام فوجدوا جسده صحيحاً فأخذ يضربه بالسياط ثم صلبه ثم أحرقه وذراه فى الريح. 
لقد عرفت كثيرًا من الثقافات البشرية حرق قبور الخصوم السياسيين والدنيين تلك الظاهرة الوحشية كانت بغرض الانتقام والتنكيل والاذلال بالرغم أن الإسلام فى نصوصه وأحكامه لم يدعُ إلى تخريب قبور المسلمين أو المساس بها كما نهى عن التمثيل بالجثث، إلا أن المسلمين مارسوا ذلك العمل الشنيع فى فترات مختلفة.
للأسف شهدت ساحة المعارك فى سوريا بعد 2011 عودة مرعبة لذلك التقليد الشنيع بنبش القبور وانتهاك حرمات الموتى، بالتمثيل بالجثث حيث تبادل المتحاربون من جيش النظام والميليشيات الشيعية من جهة والدواعش وجبهة النصرة من الإخوان والسلفيين من جهة أخرى وتدلّ وحشية التسلط على القبور والنصب على مقدار الرغبة الدفينة فى محو ذاكرة آثار أعدائهم والتشفى والانتقام منهم ولقد ساهم الجيش التركى بدور كبير فى معركة المقابر حيث تفوّق باستعمال الجرافات لتخريب مقابر الكرد، والأقليتين العلوية والإيزيدية فى إدلب وعفرين.
وبعد هروب بشار وسقوط نظامه المنهار بشكل مخز ومدو بسطت الفصائل المسلحة سيطرتها على منطقة الساحل التى كانت تعتبر معقلًا للنظام السورى بعد دخولها العاصمة دمشق، وقامت بحرق قبر حافظ الأسد ونجله الأكبر باسل فى اللاذقية ليختتم بذلك عهدًا بائساً استمر 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد. التى قتلت شعبها بالطائرات فى حما وغيرها من المدن السورية. ‏
لاشك أن شخصية المتطرف متقلبة المزاج بفعل الجهل المركب ذات عقلية عاجزة عن التحليل السليم ومفتقدة لأبسط ادوات النقد العلمى وبذلك تفرز ذهنية طيعة للانقياد الاعمى والتسليم للقيادات دون ادنى مقاومة جاهلة بحقيقة الدين وبمقاصده فى بعدها الانسانى، هذه البارانويا الدينية العفنة ذات رؤية أحادية مغلقة تسعى لتغيير العالم فى قتال عبثى لا طائل منه.
لقد وصل بنا الحال أن نرجو أن يقتدى اولئك المسرفون المتطرفون ليس بأخلاق الإسلام بل بأخلاق الجاهلية فعندما خرجت قريش لملاقاة المسلمين فى غزوة أحد حيث نزلت قريش بمنطقة تدعى الأبواء فقالت هند بنت عتبة لأبى سفيان لو بحثتم قبر آمنة أم الرسول فإنها بالأبواء غير أن أبا سفيان كان أكثر حكمة عندما أجاب لا تفتحوا هذا الباب لئلا تفتح بنو بكر موتانا يحضرنى فى هكذا المقام مثل تركى يقول "‏إذا تعلمت الدين من الثعلب فسوف تعتقد تدريجياً أن سرقة الدجاج فضيلة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دمشق

إقرأ أيضاً:

تسوية شكوى تمييز ضد المسلمين والفلسطينيين في جامعة أمريكية

أشارت وزارة التعليم الأمريكية، أمس الخميس، إلى مخاوف بشأن التمييز ضد الطلاب المسلمين والعرب والفلسطينيين في جامعة إيموري في أتلانتا بولاية جورجيا، وتوصلت إلى تسوية مع المؤسسة لحل القضية.

ووافقت الجامعة على مراجعة سياسات وإجراءات عدم التمييز، بما في ذلك السياسات المتعلقة بالاحتجاجات وتعريف التحرش، الذي يشمل التحرش على أساس أصول مشتركة فعلية أو متصورة.
وقالت الوزارة، إن الجامعة وافقت أيضاً على تطوير التدريب والاستطلاعات أثناء تقييم تعاملها مع الاحتجاجات في الحرم الجامعي، والتي اندلعت العام الماضي ضد دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل في غزة. 

This is at Emory University, a PRIVATE university. They have an 11 BILLION dollar endowment, this is how they allow agents of the state to treat their paying students.

America is lost. pic.twitter.com/svIvmkYiHv

— DD Geopolitics (@DD_Geopolitics) April 25, 2024

وقالت الجامعة إنه لم يتم العثور على أي مخالفات من جانبها، مضيفة أنها وقعت طواعية على اتفاقية حل لتحسين السياسات التي تعالج التمييز.
ولاحظ حقوقيون تزايد الحوادث المعادية للفلسطينيين والإسلام والسامية، منذ شنت إسرائيل هجومها على غزة بعد هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ويحظر العنوان السادس من قانون الحقوق المدنية لعام 1964 التمييز العنصري في برامج التعليم الأمريكية، التي تتلقى تمويلاً اتحادياً.
وشهدت جامعات أمريكية احتجاجات دامت شهوراً حيث طالب المتظاهرون بإنهاء الدعم الأمريكي لإسرائيل، وإنهاء استثمارات الكليات في الشركات التي يزعم أنها تدعم احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وكان ناشطون قد قالوا في إبريل (نيسان) من العام الماضي، إن السلطات وبناء على طلب من إدارة جامعة إيموري استخدمت أجهزة الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد الطلاب المحتجين. 

‼️EMORY COPS ATTACK STUDENT PROTESTORS‼️

Today at Emory University, students gathered for a peaceful encampment protest on the campus quad to call for an end to Israel’s genocide of the Palestinian people.

In response, Emory called in Georgia State Patrol to brutalize them. pic.twitter.com/fDzQmH9BOo

— Atlanta DSA ???????? (@atldemsoc) April 25, 2024

وقالت وزارة التعليم إنها "قلقة من أن العنف غير المبرر لنشاط إنفاذ القانون الذي انعكس في مقاطع فيديو واسعة النطاق من الاعتقالات خلال احتجاجات إبريل (نيسان) 2024 ربما خلق بيئة معادية داخل مجتمع الحرم الجامعي لأعضاء الجامعة من الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين".
وتوصلت وكالات حكومية أمريكية إلى تسويات مماثلة مع مؤسسات وشركات أخرى منذ بدء حرب غزة، بما في ذلك مع جامعات مثل جامعة جونز هوبكنز وجامعة كاليفورنيا.
وتوصلت وزارة العدل أمس الخميس إلى اتفاق مع فندق دبل تري باي هيلتون أورلاندو في سي وورلد بولاية فلوريدا لحل مزاعم السياسة التمييزية ضد استضافة العرب.

مقالات مشابهة

  • السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن ارتكب جرائم إرهابية وصنع متفجرات لاستهداف رجال الأمن
  • العثور على رفاة 155 جثة و7 قبور من ضحايا النظام البائد في مقبرة تل الشيخة بالمثنى
  • مفتي الجمهورية: الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين
  • علي جمعة: القدس رمزًا ا للهوية الإسلامية ولوجود المسلمين في العالم
  • تسوية شكوى تمييز ضد المسلمين والفلسطينيين في جامعة أمريكية
  • إعدام مصري وسوداني.. السعودية تكشف تفاصيل 3 إعدامات نُفذت وهويات المحكوم عليهم
  • الكويت: إعدام متهم بقتل والده بكلاشنكوف بعد خلاف على وجبة إفطار
  • الإفتاء: زيارة المقابر يوم الجمعة من السنن المستحبة
  • رياضة القليوبية: تدشين مبادرة «محو أمية لغة الإشارة» بمراكز الشباب
  • مجلس حكماء المسلمين يرحب بإعلان وقف إطلاق النار في غزة