تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

منذ سنوات عديدة ويسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى طمس الهوية الفلسطينية ومحو آثارها، فضربت يد الاحتلال حربا على تراث غزة وآثارها التاريخية، إلى جانب حملات التزوير الباطلة والمسيسة لمحاوة إثبات وجود تراث يهودي. ودمرت الحرب العديد من  المعالم الأثرية من مساجد وكنائس ومقامات وتلال أثرية وغير ذلك من الحجر والشجر.


وشهدت هذه الفترة حملة من الاحتلال لتشويه وتزييف التاريخ في المسجد الأقصى، فزعموا بوجود قطع أثرية قديمة عليها رسومات لحروف عبرية وذلك لإثبات أكذوبة الهيكل المزعوم.
وبدأ استهداف الآثار الفلسطينية منذ أوائل القرن الماضي عندما تم تأسيس "جمعية أبحاث أرض إسرائيل" عام ١٩١٣ لهذا الغرض، وكان جل اهتمام هذه الجمعية يتمثل في البحث عن الآثار في فلسطين. 
وسيطرت إسرائيل على المتحف الوطني عقب احتلالها للقدس ١٩٦٧، ودمرت أو غيرت هوية معظم المتاحف والمكتبات الفلسطينية القديمة. كما تم تهريب نحو مليون قطعة أثرية منذ ١٩٦٧.


محاولات تغيير معالم القدس

ايمن الرقب


وفى ذلك، قال الدكتور أيمن الرقب، الأستاذ بجامعة غزة، إنه منذ الصراع العربي الاسرائيلي الاحتلال يتعمد الاستهداف كل التراث الفلسطيني وكل ما يمت للحضارة الفلسطينية بشكل عام، منذ أن احتلت فلسطين قبل عام ٤٨ فترة بعد الانتداب البريطاني وجود المجموعات المسلحة الصهيونية المتطرفة كان هناك استهداف لكل ملامح التاريخ والتراث الفلسطيني وعندما سقطت القدس عام ٦٧ جزءها الشرقي بدأ الاحتلال بما أطلق عليه الانفاق والحفريات بمحاولات لتغيير شكل وملامح المدينة.
وأضاف أن أول مهام الاحتلال هي تغيير أسماء المدن الطرق بشكل أساسي وذلك لإثبات أن هناك حقا لدولة الاحتلال وتسمية الاسماء بأسماء عبرانية مختلفة والهدف الأساسي هو أن إثبات لهم حق في فلسطين فدعاية الصهيونية بالأساس هي إثبات أن فلسطين هي وطن الأجداد وبالتالي العودة لها بشكل أساسي وبالتالي تشيجع لجلب يهود العالم.
وأضاف في تصريحات لـ"البوابة" أن هناك أكثر من  تقرير صدر عن اليونسكو تتحدث أن كل ما يقوم به الاحتلال هو يمس التراث العالمي، وهذه الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال من خلال هدم مناطق أثرية وعمليات تغيير اسماء الطرق والشوارع والأماكن هو مرفوض بشكل أساسي وتغيير حتى شكل مدينة القدس ومناطق بالضفة الغربية بشكلها الإسلامي وادعاء أنها من مسميات يهودية رفضها بشكل أساسي اليونسكو، وأصدر أكثر من تقرير بذلك وهناك أكثر موقف دولي واضح من المؤسسات الدولية ضد إجراءات الاحتلال ولكن الاحتلال الذي يضرب بعرض الحائط كل الأعراف الدولية ونرى كيف يقتل في غزة دون حسيب أو رقيب لا يكترث لكل هذه القرارات تارة يدعي أن اليونسكو أنهم معاداة السامية وبالتالي يهاجمها أو منظمة حقوق الإنسان بنفس السياق وبالتالي كل من يتحدث عن جرائم الاحتلال ضد الحجر وضد الشجر وضد الإنسان الاحتلال يهاجمها.
قلب الصراع الديموغرافى
وأوضح "الرقب" أن الاحتلال منذ أن احتل فلسطين وهو يستهدف التراث الفلسطيني لتغيير ملامحها ليثبت أن له حقا تاريخيا في فلسطين وهذه الإجراءات تمت بشكل أساسي عام ٣٦ ثم عام ٤٧ بشكل أوسع وبعد احتلال فلسطين عام ٤٨  وكان من أكثر المحطات البارزة عام ٦٧  وعام ٧٦ عندما كان هناك محاولات بعد سقوط القدس لتغير اسماء طرق وهدم بعض الأماكن التراثية في مدينة القدس.
وتابع، مازالت بالنسبة للاحتلال هي في قلب الصراع الديموغرافي بشكل واضح والتراثي بشكل آخر ويستخدم النسبية لتغيير اسماء الطرق والشوارع والمناطق وبالتالي هناك احياءات بأن هناك قبل آلاف السنين كان يعود في هذه المنطقة وقد تحدثت أحد علماء الآثار الإسرائيليين الذي شاركوا في  القدس  كل من وضع ليؤكد أن هناك بعض الجدران وبعض الحجارة بها هي نقوش صنعت حديثا وطلبنا من منظمة اليونسكو أن تقوم بالتحري بهذا الأمر والحصول على ادعاءات الاحتلال من خلال الحديث عن وجود جدران أو حجارة أو عملات باللغة العبرية وأن يتم التحري من ذلك لإثبات عكس ادعاء الاحتلال دوليا وكما ذكرت أن أحد علماء الآثار قال إن الحفريات تحت المسجد الأقصى هي حفريات حديثة صنعت ونقشت بحروف عبرية للأحياء بأن العبرانيين كانوا في هذه المنطقة قبل الكنعانيين أو الفلسطينيين.
وأشار الرقب إلي أنه في الضفة الغربية كان القدس هو المعلم الأساسي لتغيير ملامح وأسماء طرق بشكل أساسي وبالتالي كان الصراع الأول على تسميات طرق وذلك بوضع بعض الحجارة بنقوش عبرية حديثة وادعاء أنها من آلاف السنين وعملية التعتيق لهذه الحجارة من خلال التكنولوجيا كان الأمر ليس صعبا على الاحتلال الإسرائيلي وبالامكان كشفه بالأجهزة الحديثه ولكن لم يقم أي من مؤسسات دولية بهذه المهمة وفي غزة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر يستهدف بشكل كبير جدا مناطق أثرية في غزة مثل الجامع العمري في غزة مثل مسجد كان قبل ذلك معابد مختلفة قبل أن تتحول غزة إلى الإسلام وعمره آلاف السنين لكن الاحتلال هدمه بشكل كبير وهناك تراث حديث الجندي المجهول وهو نصب الجندي المصري بني بعد هجوم الاحتلال في العدوان الثلاثي عام ٥٦ ومناطق القناة وسيناء ظل هذا المعلم ثابت وكان بشكل الأساس ولكن الاحتلال هذه المرة هدمه بشكل كامل.


إلغاء الآخر وثقافته

توفيق ابو شومر


وقال الصحفي والباحث في الآثار الفلسطينية توفيق أبو شومر، إن إسرائيل قامت على اساس إلغاء الآخر وإلغاء ثقافة الآخر وتراثه وتقاليده وبالتالي عمدت إلى شيئين محو الآثار الفلسطينية ومحاولة تزييفها ونسبتها إلى أنفسهم لذلك عمدت إلى  الآثار التاريخية والمراكز الثقافية واستولت على ما استطاعت أن تستولي عليه من أشياء ثم بعد ذلك قامت بتغيير اسماء كثير من المواقع الأثرية أما في هذه الحرب الغاشمة فقد تم محو آثار اقدم مدن العالم وهي غزة التي تقع بين قارتين وفيها أكثر من مئات المواقع الأثرية مواقع أثرية تاريخية تعود لعصر الكنعانيين مثل انثديون هذا موقع البلاخيه الموجود في شمال غزة هذا الأثر التاريخي الذي اعترفت به لليونسكو وهناك آثار كنيسبة برزريوس وهي أقدم كناىيس العالم والمسجد العمري من أقدم المساجد التي أقيمت في عهد عمر بن الخطاب .
وأضاف "شومر" في تصريحات لـ"البوابة" أن هذه المواقع الأثرية التي اعتبرها مواقع كبيرة وعظيمة ليست سوى شئ وحيد فقط من جبل الثلج الكبير الذي جرى قصفه وانهائه، هناك مراكز ثقافية قد دمرت بالكامل مثل موقع المسحال الثقافي وهو مركز ثقافي كبير بالإضافة إلى مركز الشوة الثقافي وهو من أكبر المراكز الثقافية مضافا إلى المكتبة الوطنية الفلسطينية قد تم تدميرها.
تابع، هذه كلها تقع ضمن الآثار مضافا إلى ذلك أن غزة ليست فيها آثار إسلامية وانما آثارها تعود إلى ملكيتها إلى ثلاثة أديان هناك اثر تاريخي كبير كما أسلفت وهو كنيسة برزريوس وكنيسة هيلاريون وهما من أقدم كنائس العالم وهذا اثر مسيحي وهناك موقع لليهود السامريين طائفة السامرية اللذين يعيشون الآن وهم بنو إسرائيل وهم ليسوا يهودا هم يعتبرون أنفسهم من بني إسرائيل الاوائل الذين لم يغادروا المكان، وهم يقيمون في نابلس وهناك حمام في غزة يدعى حمام السمرة كان يعود لهم، وهناك طائقة في غزة كانت تعيش وقد تم تدمير هذا المكان أيضا ، لأن اليهود الإسرائيليين الحريديم لا يعترفون بالسامريين كطائفة يهودية هذه .


حجج واهية لتبرير الهدم
وتابع: غزة بها ثلاثة أديان كاملة هي بوابة العالم ومن هنا هذا غير ما ذكرته جزء من أشياء قد تم تدميرها بالكامل وهي مراكز العائلات مثل مركز السقا الثقافي وهو بيت السقا الاثري مضافا إلى بيت الغصين الأثري أدت أنماط من الآثار التي جرى محوها في غزة والحجة دائما عن المحتلين هي وجود مقاومين هذه الآثار هي تمهيدا لما فشلوا فيه خلال عقود كاملة وهي أنهم يدعون أن هذه الأرض هي أرض الميعاد وأن ما فيها هو أثر تاريخي لليهود فقط وقد فشلوا في ذلك لذلك هم الان يعمدون إلى تدمير هذه الآثار وبالمناسبة كل باحثي الآثار لم يجدوا أثرا عبريا واحدا في غزة.
وتابع، وكذلك في الضفة الغربية فهم يسرقون احجار الكنائس ويدمرون مقابر المسيحيين في الضفة الغربية فلم يكتفوا فقط في غزة وانما ايضا هم قد دمروا كل الأشياء، مثل قصر الباشا في غزة وهو من أقدم الآثار المملوكية وقلعة برقوق وهي ايضا قلعة مملوكية قديمة جدا باحجارها القديمة، كل ذلك تم تدميره عمدا، وقصدا بغرض محو هذا التراث وجعل مزاعم إسرائيل هي المقدمة الان، ان هذه الأرض كلها هي أرض الميعاد على الرغم أنهم لا يملكون أثرا واحدا مضافا إلى ذلك ما يجري في القدس فهناك تزييف اثري كبير جدا أسفل المسجد الأقصى وهناك تدمير ممنهج وتدمير كبير للآثار بالإضافة إلى ذلك هم يدعون كلما وجدوا أثرا أنه اثر يهودي، يلقون به بعض القطع الأثرية اليهودية الحديثة.
وأوضح، لقد اعترف بذلك جمعية إسرائيلية امكشافبه أن هناك تزييفا للآثار التاريخية وإسرائيل تدعي أنها تملك الآثار في كل من القدس وغزة والضفة الغربية وهذه جريمة أخرى تضاف إلى جرائم عديدة يجري تنفيذها على مرأى ومسمع العالم ونحن لم نفلح بعد في تسويق هذا التدمير كما سوقنا تدمير المنازل والبيوت وعدد الضحايا يحب أن نكثف حملاتنا كي نوصلها للعالم فما يجري هو تدمير تاريخي ممنهج في غزة وليس فقط تدمير أبنية وقتل شهداء.

كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة دمرها القصف الإسرائيلى
أضرار لحقت بالمسجد العمري في مدينة غزة جراء القصف الإسرائيلي

معالم أثرية دمرتها إسرائيل فى غزة
من ضمن المعالم الأثرية التي دمرتها إسرائيل هي:
المسجد العمري الكبير من أقدم المساجد وأعرقها في قطاع غزة، دمرت أجزاء منه في حرب إسرائيل على غزة عام ٢٠١٤. ولكنه تعرض لقصف بطائرات الاحتلال الإسرائيلي يوم الثامن من ديسمبر ٢٠٢٣.
بيت السقا الأثري شرق مدينة غزة، تعرض عام ١٩٤٨ لقذيفة ثم أعيد ترميمه،. بعد ذلك تحول البيت إلى مركز ثقافي عقب إعادة ترميمه عام ٢٠١٤، ثم دمره الاحتلال مجددا في التاسع من نوفمبر ٢٠٢٣.
قلعة برقوق التي تقع في مدينة خان يونس في قطاع غزة وميناء الأنثيدون (البلاخية) وهو أهم المعالم الأثرية في غزة، وكنيسة القديس بريفيريوس هي كنيسة أرثوذكسية يونانية في مدينة غزة، وتعد ثالث أقدم كنيسة في العالم، تعرضت هذه المعالم الاثرية  لقصف من الاحتلال الاسرائيلي عام  ٢٠٢٣.
دير القديس هيلاريون (تل أم عامر) وهو أحد أقدم المواقع في الشرق الأوسط، أسسه القديس هيلاريون، تم تدمير الدير في ضربة نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية في شهر نوفمبر ٢٠٢٣ على جنوب مدينة غزة.
حمام السمرة كان معلما تاريخيا ومزارا طبيا ومتنفسا حيويا لأهالي قطاع غزة ولكنه تحول مع القصف العنيف على القطاع إلى ركام، واختفت معالمه بين الأنقاض وبيت الغصين الأثري والذي يقع بالبلدة القديمة بغزة، عرض البيت للقصف والتدمير بطائرات الاحتلال الإسرائيلي.
بيت سباط العلمي يقع في الناحية الغربية الشمالية للمسجد العمري، تعرض للتدمير خال هذه تعرض للتدمير الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وقصر الباشا (دار السعادة) يوجد في شرقي مدينة غزة، وفي ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣ كشفت بلدية غزة عن تدمير إسرائيلي واسع عمّ أجزاء من مبنى القصر.
سوق القيسارية من أقدم أسواق مدينة غزة الأثرية دمرت إحدى الغارات الإسرائيلية السوق، وحولته إلى ركام ومسجد عثمان قشقار من أقدم المساجد في قطاع غزة، استهدفته القوات الإسرائيلية الجوية في ٧ ديسمبر ٢٠٢٣، عقب عملية طوفان الأقصى والمركز الثقافي الاجتماعي الأرثوذكسي حيث تعرض المركز للدمار نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدفه ودمره بالكامل في أكتوبر ٢٠٢٣.
مركز رشاد الشوا الثقافي في مدينة غزه أول مركز ثقافي يبني في فلسطين، ودمر المبنى بالكامل في غارة إسرائيلية في شهر نوفمبر ٢٠٢٣ تركته كومة من الركام وأرشيف بلدية غزة (المخطوطات والوثائق) حوى الأرشيف المركزي لمدينة غزة مواد أرشيفيه ووثائق تحكي حياة الفلسطينيين منذ ١٥٠ عامًا.
مخزن آثار غزة والذي جمعت فيه آلاف القطع الأثرية على مدار سنوات طويلة، وتعود تلك الآثار إلى عصور مختلفة وسيطر الاحتلال على المخزن.
مسجد السيد هاشم في قطاع غزة، وهدمت أجزاء كبيرة من المسجد إثر قنبلة أصابته أثناء الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٧م، ولكن أعيد تجديده عام ١٩٢٦م ونجا المسجد من محاولة تدمير خلال حرب عام ٢٠١٤ على قطاع غزة، وتعرض وذلك أثناء العدوان على القطاع عام ٢٠٢٣.
الكنيسة البيزنطية، وتقع في بلدة جباليا، شمالي القطاع، ويزيد عمرها على ١٦٠٠ عام، حيث تعود إلى عام ٤٤٤ ميلادي. وتُعدّ الكنيسية، التي تعرضت للدمار الكامل، من أهم المواقع الأثرية في قطاع غزة، ومن أبرز المعالم في بلاد الشام عامة.
مقبرة دير البلح التي تعرّضت للدمار الكلي، وتعد من أهم المقابر التاريخية والأثرية في غزة، حيث تعكس تاريخ الشعب الفلسطيني على مدى عصور عدة والمدرسة الكاميلية هي المدرسة التاريخية الوحيدة المتبقية في غزة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الملك الأيوبي الكامل الذي بناها سنة ٦٥٣هـ (١٢٣٧م).
مقام الخضر في وسط مدينة دير البلح وفيه مصلَّى صغير ومحراب وساحة وثلاث قباب، يتصل بـ١٠ درجات بقبو أسفله وفيه دير القديس هيلاريون أو «هيلاريوس» ٢٧٨ - ٣٧٢م الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي.


 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي تدمير التراث الفلسطيني أئمة المساجد الاحتلال الإسرائیلی المواقع الأثریة الاحتلال من فی قطاع غزة بشکل أساسی فی فلسطین مدینة غزة أثریة فی تم تدمیر فی مدینة من أقدم أن هناک فی غزة

إقرأ أيضاً:

عائلات استُشهدت بكاملها.. الاحتلال يمارس التطهير العرقي في غزة

 

الثورة  / متابعات

لم تكتفِ طائرات الاحتلال الإسرائيلي بالمجزرة التي ارتكبتها يوم 23 مارس الماضي، حين قصفت منزل عائلة المشرف التربوي جهاد الأغا، وأودت لاستشهاده مع زوجته المربية حنان الأسطل، وأربعة من أبنائهما: إدريس، ووئام، وجنان، وأبرار. فبعد أن نجا ثلاثة من الأبناء من ذلك القصف الدموي، عاشوا على ألم الفقد ومرارة الفراق، حتى جاء صباح جديد حمل لهم الموت من جديد.
واستهدفت طائرات الاحتلال الأبناء الناجين، ليرتقي الشاب عبادة الأغا، وشقيقته الكبرى أفنان وطفلها صهيب (سبقهما إلى الشهادة والد الطفل حمدان الأسطل)، والطفلة خديجة الأغا. لم تتوقف المأساة عند هذا الحد، بل ارتقى أيضاً الشهيد محمد باسم الأغا وطفلاه، وأصيب عدد آخر بجروح خطيرة، من بينهم والدة الشهيدين، كما استشهد الشاب محمد نائل الأغا.
بهذا الإجرام، تُمحى عائلة الأغا بالكامل من السجل المدني الفلسطيني، في جريمة تؤكد مضي الاحتلال في سياسة الإبادة الجماعية الممنهجة بحق العائلات الفلسطينية.
محو العائلات
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد أن فريقه الميداني وثّق خلال الأسابيع القليلة الماضية حالات متكررة من محو عائلات بأكملها من الوجود، فضلًا عن استهداف متكرر لأسر بعينها في نمط يعكس مسعى واضحًا لإفنائها بالكامل، مشددًا على أن استمرار الحكومة الإسرائيلية في ترويج الروايات الكاذبة بالتوازي مع تصاعد هذه الجرائم يؤكد مجددًا أنها تنتهج سياسة منهجية لتغطية الجرائم وتمكين مرتكبيها، في إطار نظام إفلات تام من العقاب يهدف إلى تقويض أسس العدالة والقانون الدولي.
ما يحدث في غزة ليس مجرد محو عائلات بأكملها، بل أحياء بأكملها!!
بين السطور
ووفق توثيق الأورومتوسطي، فإن الطائرات الإسرائيلية قصفت منزلًا في خانيونس جنوبي القطاع فجر أمس الأحد 28 أبريل، ما أدى إلى مقتل 12 مواطنًا، من عائلة كوارع، بينهم الأم “زينب المجايدة” وأطفالها الستة، علمًا أن أحد أشقائها قُتل قبل 3 أشهر.
وأشار المرصد – في بيان صحفي الاثنين الماضي- إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف في الآونة الأخيرة من استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية في استهداف خيام النازحين ومنازلهم، إذ تتميز هذه الطائرات بتجهزيها بكاميرات مراقبة دقيقة وأنظمة توجيه متطورة تتيح متابعة الهدف في الزمن الحقيقي، بما يؤكد أنّه حتى إن ادعت القوات الإسرائيلية وقوع أخطاء في بعض الهجمات، فإنّ طبيعة هذه التكنولوجيا، التي تتيح للطاقم مراقبة الهدف حتى اللحظة الأخيرة واتخاذ قرار مباشر بالضرب أو الامتناع، تسقط أي ذريعة بالخطأ أو العشوائية، وتؤكد أنّ الاستهداف يتم عن علم وإصرار، وفي انتهاك متعمد لقواعد حماية المدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي هذا السياق، أشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم طائرة مسيرة انتحارية لاستهداف خيمة تؤوي نازحين في منطقة مواصي خانيونس، حوالي الساعة 1:50 من فجر الجمعة 25 أبريل 2025، ما أسفر عن محو عائلة كاملة، هم: “إبراهيم خليل أبو طعيمة” (33 عامًا)، وزوجته “هنادي شعبان أبو طعيمة” (29 عامًا) التي كانت حاملًا، وأطفالهما الثلاثة رأفت (4 أعوام)، وعازم (6 أعوام)، وسميرة (9 أعوام).
وفي مساء اليوم نفسه، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلًا لعائلة “العمور”، ما أسفر عن إبادة شبه كاملة للعائلة، إذ قُتل الزوجان وأبناؤهما التسعة، بينهم ثلاثة أطفال وأربع فتيات، ولم ينجُ من المجزرة سوى طفل واحد.
قوات الاحتلال الإسرائيلي فشلت في إخلاء شمال غزة بالقوة، فقامت بقتل هذه العائلة وشطبتها بالكامل من السجل المدني.
ادعاءات كاذبة
وخلال هذه الاستهدافات المستمرة، خرج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأحد الماضي بزعم أن جيشه لا يستهدف المدنيين؛ حيث قال إن الإعلام “المضلل” يزعم أن إسرائيل تستهدف المدنيين في غزة، مؤكدًا أن قواته “لا تستهدف منازل المدنيين قبل خروجهم منها”.
وادّعى نتنياهو -في تصريحاته أمام “القمة العالمية للسياسات” في القدس المحتلة التي نظمتها وكالة الأنباء اليهودية JNS) ) نقلاً عن قادة الجيش الذين التقاهم في رفح قولهم إنهم “قتلوا 12 ألف مقاتل فلسطيني دون أن يقتلوا أيّ مدني”!.
لكن ربما يعتمد نتنياهو على البروباجندا الإعلامية وانتهاج الكذب لتثبيت روايته متناسيًا الواقع الذي تنقله الشاشات على مدار الساعة، وتتحدث به كل صحف العالم (بما فيها إعلام الدول المساندة للاحتلال)، فضلا عن المنظمات الأممية والمؤسسات الحقوقية في فضح جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسه الاحتلال والنهج الاستئصالي الذي يعمد فيه جيش الاحتلال إلى محو عائلات بأكملها.
أهداف مُعلنه
يتقاطع مع هذا الواقع ما صرح به مسؤولون إسرائيليون (سابقون وحاليون) من إعلان بنك أهدافهم من الحرب على غزة، والذي يؤكد بشكل واضح أن استهداف العائلات ومحوها بالكامل ضمن الهداف الرئيسية للاحتلال.
من بين ذلك ما أعلنه وزير حرب الاحتلال السابق يوآف غالانت من أنه أمر بفرض حصار كامل على قطاع غزة، قائلا: “نحن نحارب حيوانات بشرية”.
وقال غالانت خلال اجتماع في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، عقب عملية السابع من أكتوبر 2023: “لقد أمرت بفرض حصار كامل على غزة. لن يكون هناك كهرباء ولا طعام. نحن نقاتل الحيوانات البشرية ونتصرف وفقًا لذلك”.
أما المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد دانيال هاغاري، فقد علق على الوضع في قطاع غزة قائلا: “المعابر مغلقة في القطاع، لا يوجد كهرباء، لا أحد يدخل أو يخرج.. غزة تحت الحصار”، معلنًا أن “هناك المئات مدفونين تحت المباني في هجماتنا”.
في تصعيد خطير، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه أمر بفرض حصار شامل على قطاع غزة، وفقًا لما نقلته القناة “13” الإسرائيلية.
وأوضح ذلك قائلا: «نفرض حصارا كاملا على مدينة غزة. لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود. كل شيء مغلق. نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقا لذلك».…
نهج استئصالي
ويأتي استشهاد عائلة جهاد الأغا التي تم استهداف آخر أفرادها، لتكون شاهدة على هذا النهج الاستئصالي الذي يمارسه الاحتلال منذ أكثر من 18 شهرًا بأن يُنهي حياة عائلات بأكملها؛ حيث يقول المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن “الاحتلال الإسرائيلي يقتل ما يعادل 90 شهيدًا يوميًّا، ممن وصلوا إلى المستشفيات منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في القطاع”.
وأكد أن الاحتلال أباد ما يعادل 4 عائلات فلسطينية يوميًّا (بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة)، كما أباد ما يعادل 9 عائلات فلسطينية يوميًّا (لم يتبقَّ منها سوى فرد واحد فقط)، وأنه قتل ما يعادل 32 طفلاً ونحو 22 امرأة يوميًّا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين.
وأضاف الإعلامي الحكومي في بيان عبر قناته الرسمية بتطبيق «تليجرام»، الاثنين الماضي، أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بصورة ممنهجة ومتعمدة، عبر استهداف المدنيين العزل بشكل مباشر ومقصود، وذلك في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي الإنساني، ولقواعد اتفاقيات جنيف الأربع، ولأبسط المبادئ الأخلاقية والإنسانية”.
وتابع: “الوقائع على الأرض، التي توثقها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومراكز حقوق الإنسان والمنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية وشهادات الطيارين الإسرائيليين أنفسهم – الذين اعترفوا صراحة بأنهم كانوا يستهدفون المدنيين الفلسطينيين خلال قصفهم للمنازل والمربعات والأحياء السكنية – تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الاحتلال يتعمد قتل المدنيين العزل بدون سبب، ولا يفرق في قصفه بين طفل أو امرأة أو مسن أو طبيب أو صحفي أو مسعف”.
وذكر أن أكثر من 65% من الشهداء الذين قتلهم الاحتلال هم من فئات الأطفال والنساء وكبار السن، قائلًا إن الاحتلال ارتكب جريمة قتل بحق أكثر من 18,000 طفل، وأكثر من 12,400 امرأة فلسطينية وأباد أكثر من 2,180 عائلة فلسطينية، حيث قُتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة بالكامل، كما وأباد أكثر من 5,070 عائلة فلسطينية أخرى، ولم يتبقّ منها سوى فرد واحد على قيد الحياة.
تطهير عرقي
وأفاد الإعلامي الحكومي بأن “كل هذه الأرقام الموثقة تثبت أن استهداف المدنيين في غزة هو سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال الإسرائيلي، ضمن مخططه لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
وفي هذا السياق أعرب المرصد الأورومتوسطي عن بالغ قلقه إزاء التصعيد الإسرائيلي الحاد في استهداف المدنيين في الأسابيع الأخيرة في قطاع غزة، بما في ذلك محو عائلات بأكملها وقتل النساء والأطفال بمعدلات مروعة، وسط استمرار تعاجز المجتمع الدولي عن وقف جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 19 شهرًا.
وقال الأورومتوسطي إنّه بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ينكر أمام الإعلام استهداف المدنيين، كانت طائرات جيشه تنفذ المزيد من الغارات الجوية التي تتعمد قتل الأطفال والنساء، في نمط متكرر من الجرائم المروعة التي لم تعد استثناءً، بل أصبحت سياسة منهجية تتحدى كل القوانين والأعراف الدولية.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّه خلال سبعة أيام فقط (من 20 إلى 26 أبريل الفائت)، قتلت إسرائيل 345 فلسطينيًا وأصابت 770 آخرين، وفق معطيات ميدانية تُظهر أن 94% على الأقل من الضحايا هم من المدنيين. وأوضح أن 75% من الضحايا خلال المدة المشمولة بالتوثيق هم من الأطفال (51%) والنساء (16%) وكبار السن (8%). أما بالنسبة للفئة المتبقية من الضحايا (البالغين الذكور)، فقد أظهرت عمليات التحقق الميداني أن ما لا يقل عن 63 من أصل 81 ضحية منهم يعملون في وظائف مدنية أو مهن مستقلة لا صلة لها بأي نشاط عسكري أو تنظيمي، مما يعزز تأكيد الطابع المدني الغالب على هذه الفئة.
وبيّن أنه وبعد توثيق عدد من الاستهدافات بهذا النوع من الطائرات تبين أن غالبية ضحايا هذه الهجمات هم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، ما يدلل من جديد على أنّ الاحتلال يستهدف المدنيين بشكل متعمد، وأنه يتعمد قتل الفلسطينيين جماعيا في إطار جريمة الإبادة الجماعية.
زرع الرعب
وذكر المرصد الأورومتوسطي أنّ تعمد إسرائيل استهداف مراكز إيواء مؤقتة وبسيطة (خيام) أو منازل شبه مدمرة بصواريخ ثقيلة أو طائرات مسيرة انتحارية، دون وجود ضرورة عسكرية مبررة، يكشف عن سياسة ممنهجة تهدف إلى إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين وزرع الرعب في أوساط السكان، في سلوك محظور صراحة بموجب قواعد القانون الدولي.
وأكد أنّ معظم هذه الهجمات لا تعقبها أي محاولة رسمية لتبرير الاستهداف، إذ تطال مواقع مدنية خالصة، بينما تكتفي المصادر العسكرية الإسرائيلية في بعض الحالات بتبرير المجازر بادعاء استهداف عضو في إحدى الفصائل الفلسطينية المسلحة، في ذرائع واهية لا تبرر بأي حال قتل هذا العدد الكبير من المدنيين، ولا تتناسب مع فداحة الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن هذه الهجمات.
تواطؤ على ارتكاب الإبادة
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ إسرائيل تكرّر الادعاء ذاته في كل مرة يُثار فيها الرأي العام العالمي ضد جرائمها، مدّعية أنها كانت تستهدف “مسلحين”، في محاولة لتبرير هجماتها على المدنيين، دون أن تقدّم دليلًا ملموسًا يمكن التحقق منه، أو تتيح لأي جهة مستقلة فحص صحة هذه الادعاءات.
ولفت إلى أنّ التحقيقات الداخلية التي تعلن إسرائيل فتحها عقب بعض الجرائم تفتقر إلى الاستقلالية والجدية، ولا تستهدف مساءلة مرتكبي الانتهاكات أو الوصول إلى أي شكل من أشكال العدالة، بل تقتصر عمليًا على توفير غطاء شكلي لحماية الجنود والضباط المتورطين، مؤكدا أن الإجراءات العقابية، إن اتُخذت، تقتصر في حالات نادرة جدًا على تدابير إدارية محدودة لا ترقى بأي حال إلى حجم الجرائم المرتكبة ولا إلى جسامة الانتهاكات التي وقعت.
وأكد أنّ إطلاق مثل هذه الادعاءات بحد ذاته لا يُعفي إسرائيل من مسؤولياتها بموجب القانون الدولي، بما فيها إجراء التحقيقات الفعالة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وجبر ضرر الضحايا، كما لا يُعفي الدول الأخرى من واجباتها القانونية في التحقيق والمساءلة وضمان الإنصاف للضحايا، مستنكرا حالة القبول التلقائي الذي تحظى به الادعاءات الإسرائيلية غير المدعّمة، إذ يمنح هذا التواطؤ الصامت إسرائيل عمليًا رخصة مفتوحة لمواصلة استهداف المدنيين، تحت غطاء قانوني زائف، ويفرّغ منظومة القانون الدولي من مضمونها وفعاليتها.
وشدد المرصد الأورومتوسطي على أنّه حتى لو جرى الافتراض بوجود مقاتل أو مروره من المكان، فإنه لا يبرر هذه المجازر الوحشية، ولا يُسقط عن إسرائيل التزاماتها القانونية الحاسمة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، وضمان تطبيق جميع مبادئه المتعلقة بالإنسانية والتمييز والضرورة العسكرية والتناسب واتخاذ الاحتياطات الواجبة، وهو التزام مطلق يقع على عاتق إسرائيل احترامه وضمان احترامه أثناء تخطيطها وتنفيذها لكل عملية من عملياتها العسكرية، جميعها دون استثناء، ويشمل ذلك اختيار الأسلوب الذي تُنفذ به العمليات العسكرية ونوع الأسلحة المستخدمة، بحيث يؤدي إلى الحد الأدنى من الخسائر والإصابات بين المدنيين.
وأشار المرصد إلى أنّ تتبع منهجية القتل الإسرائيلية تشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى القضاء على المدنيين الفلسطينيين في كل مكان في قطاع غزة، وبث الذعر بينهم، وحرمانهم من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، ودفعهم للنزوح مرارًا وتكرارًا، وإهلاكهم وإخضاعهم لظروف معيشية قاتلة، مع استمرار القصف على امتداد القطاع واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية، والتركيز على استهداف مراكز الإيواء، بما في ذلك تلك المقامة في منشآت “أونروا”.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: استهداف سفينة “الضمير العالمي” قرصنة صهيونية جديدة
  • المجلس الوطني: استهداف الصحفيين في غزة جريمة حرب
  • الحوثي يحذر من مخطط أمريكي إسرائيلي لطمس الهوية الإسلامية.. صمت الأمة خيانة
  • عائلات استُشهدت بكاملها.. الاحتلال يمارس التطهير العرقي في غزة
  • بدعم كوري بقيمة 7.7 مليون دولار.. دفعة قوية للسياحة الثقافية في الأقصر
  • نقابات عمال فلسطين: 507 آلاف عاطل عن العمل في فلسطين
  • استشهاد فلسطيني بنيران الاحتلال الإسرائيلى في خان يونس
  • مؤتمر الغربية الأدبي يناقش تأثير الإعلام على الهوية الثقافية
  • تفاصيل موافقة النواب على منحة كورية لتنمية موارد السياحة الثقافية بالأقصر بـ 7.7 مليون دولار
  • مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: غزة تواجه حصارا عقابيا من قبل الاحتلال