مختار جمعة: الصحبة الصالحة أساس بناء الشخصية السوية
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
أكد الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الصحبة الصالحة تعد من أهم العوامل المؤثرة في بناء شخصية الإنسان، خاصة الشباب.
وقال في حديثه: "الإنسان يتأثر بشكل كبير بمن يصاحب، وذلك سواء كان هذا التأثير إيجابيًا أو سلبيًا، وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الصحبة الصالحة، حين قال: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ.
أوضح وزير الأوقاف السابق أن الصحبة الصالحة ليست مجرد علاقة اجتماعية عابرة، بل هي شراكة حقيقية تؤثر في سلوك الإنسان وتوجهاته في الحياة. فقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ؛ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»، وهذا يعني أن الإنسان يتأثر بشكل كبير بتوجهات وصحبة من يرافقهم في حياته، ولذا يجب على الإنسان أن يختار رفقاءه بعناية فائقة.
وأضاف جمعة أن الصحبة الصالحة تعد من أسباب النجاح في الدنيا والآخرة، لأنها تدفع الإنسان نحو الأخلاق الطيبة، وتذكره بالواجبات الدينية، وتحثه على اتباع الطريق الصحيح. فالصحابة الكرام، في مقدمتهم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كانوا مثالًا حيًا للوفاء والصدق في الصحبة، مما جعلهم قدوة لأجيال المسلمين في مختلف العصور.
الصحبة السيئة: خطر على الفرد والمجتمعكما نبه الدكتور جمعة إلى خطورة الصحبة السيئة، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم حذرنا بشدة من رفقاء السوء، وأوضح أن أصدقاء السوء يجرون الإنسان إلى الضلال والانحراف عن الطريق القويم.
فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِى وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا»* [الفرقان: 26-29].
وأوضح الوزير أن هذا التحذير يبين لنا أن الإنسان الذي يرافق رفقاء السوء سيندم في الآخرة على اختيار هؤلاء الأصدقاء الذين أضلوا سبيله وأبعدوه عن الحق.
كما أشار إلى أن القرآن الكريم تحدث أيضًا عن الصحبة الضارة في قوله تعالى: «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا»، مشيرًا إلى أن الصحبة السيئة يمكن أن تكون سببًا في فساد النفس وابتعادها عن الله تعالى.
النماذج المشرفة من الصحابة الكراموأكد الدكتور جمعة أن الصحابة الكرام، وخاصة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كانوا المثال الأمثل للصحبة الصالحة.
فقد ضرب أبو بكر الصديق أروع الأمثلة في الوفاء والتفاني في دعم النبي صلى الله عليه وسلم. ومن أشهر المواقف التي توضح ذلك هو حين صدق النبي في حادثة الإسراء والمعراج، حيث قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «إن كان قال فقد صدق»، في إشارة إلى أن أبا بكر كان يؤمن بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم بشكل مطلق، حتى في المواقف التي قد يراها البعض غريبة أو غير قابلة للتصديق.
وأضاف الدكتور جمعة أن هذا الموقف يعكس كيف كانت الصحبة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق مليئة بالثقة والصدق والتعاون في سبيل الله.
وفي الحديث عن الصحبة الصالحة، ذكر الدكتور جمعة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِى مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا» [رواه مسلم]، ليؤكد على أن الصحابة الصالحين هم خير معين في الدنيا والآخرة، وأنهم أداة لبناء الشخصية السوية.
التحذير من رفقاء السوءوأكد جمعة على ضرورة الابتعاد عن رفقاء السوء، مشيرًا إلى أنه يجب على المسلم أن يتحلى بالحذر الشديد في اختيار جلسائه، لأن الجليس الصالح يعين على الخير ويذكر بالحق، بينما الجليس السوء يعوق الشخص عن السير في الطريق المستقيم. وقال: "علينا أن نتجنب الصحبة التي تؤدي إلى الضلال، وأن نتحرى الصحبة الصالحة التي تزيدنا تقوى لله تعالى وتقربنا من أعمال الخير".
وأشار إلى أن القرآن الكريم قد أوضح لنا بشكل قاطع أن من يتابع أصدقاء السوء ويجلس معهم يتعرض لتبعات أعمالهم، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: «وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ» [الأنعام: 68]، موضحًا أنه من الضروري أن نبتعد عن الصحبة التي تسيء إلى ديننا وأخلاقنا.
في الختام، دعا الدكتور مختار جمعة جميع المسلمين إلى التمسك بالصحبة الصالحة التي تعين على الخير وتدفع الإنسان إلى الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية السامية. وأضاف أن اختيار الصحبة الطيبة هو مفتاح للنجاح في الدنيا وسبب للنجاة في الآخرة، وأن المجتمع المسلم يجب أن يحرص على تقوية الروابط بين أفراده من خلال الصداقات التي تبني وتنمي الإيمان وتقوي العلاقات الاجتماعية على أساس من المودة والرحمة.
وختم حديثه بالدعاء بأن يرزقنا الله الصحبة الطيبة التي تقربنا إليه، ويجنبنا صحبة السوء التي تضلنا عن الطريق المستقيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبى صلى الله مختار جمعة صلى الله عليه وسلم الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف الطريق الصحي الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف ا النبی صلى الله علیه وسلم أبو بکر الصدیق القرآن الکریم الدکتور جمعة رفقاء السوء إلى أن
إقرأ أيضاً:
فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. ثوابها عظيم في شهر رجب
قال سيدنا رسول الله فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا». [أخرجه البيهقي].
الصلاة على النبي يوم الجمعةوهناك أحاديث كثيرة تحض على الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ منها: حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللهَ اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَي: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ»، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذن تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» رواه الترمذي واللفظ له، والحاكم وصححاه.
فضل الصلاة على النبي 1000 مرة .. 40 مكافأة ربانية لصاحبها.. وهذه أفضل صيغةالصلاة المشيشية .. أفضل صيغة للصلاة على النبي لفك الكرب وزيادة الرزقاحتفالاً بليلة الإسراء والمعراج.. الأوقاف تطلق مجالس للصلاة على النبي بمساجد الجمهوريةمن لزم الصلاة على النبي في ثاني جمعة من رجب .. نال ما تمنىأيهما أفضل يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل ؟فضل الصلاة على النبي .. وأفضل صيغة لقضاء الحوائج في دقائق.. الشعراوي يحددهاوقَالَ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ،: قَالَ لَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ . قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَعَلِّمْنَا . قَالَ: فقُولُوا: اللهُمَّ اجْعَلْ صَلاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وبركاتك عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ، اللهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد".
« اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
اللهم صلّ على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها ، وعافية الأبدان وشفائها ، ونور الأبصار وضيائها ، وقوت الأرواح وغذائها ، وعلى آله وصحبه وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَإمَامِ المُتَّقِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ إمَامِ الخَيْرِ وَقَائِدِ الخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ الكُبْرَى وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ العُلْيَا وَآتِهِ سُؤْلَهُ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى كَمَا آتَيْتَ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى .
اللهم صل على سيدنا محمد ما دامت الصلوات وبارك على سيدنا محمد ما دامت البركات وارحم سيدنا محمد ما دامت الرحمات اللهم صل على سيدنا محمد في السادات وصل على نوره في الأنوار وصل على روحه في الأرواح وصل على جسده في الأجساد وصل على قبره في القبور وصل عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وارحمنا بهم يا أرحم الراحمين
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِك الْأَعْظَم ورِضْوَانِك الْأَكْبَر وبِعِزَّتِك لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام أَنْ تُصَلِّي وتُسَلِّم وتُبَارِك بِكُلِّ الْفَضْلِ والْإِنْعَام عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ حَبِيبِك الْأَعْظَم سَيِّدِ الأنَامِ وإمَامِ كُلِّ إمَامٍ وصَاحِب الشَّفَاعَةِ الْعُظْمَى يَوْم الزِّحَام وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الكِرَام صَلاةً وَسَلامَا وَتَشْرِيفًا وَإِكْرَامَا تَتَوَالَى أَبَدًا سَرْمَدًا وَعَلى الدَّوَام وَارْزُقْنَا اللَّهُمَّ رُؤْيَتَهُ في اليَقَظَة وَالمَنَام واجمَعْنَا عَليْهِ فَِي أَعْلَى مَقَام وارْزُقْنَا فِي جِوَارِه حُسْنَ الخِتَام
وشهر رجب أحد الأشهر الحرم، وللأشهر الحرم خصائص كثيرة ميَّزتها عن بقية الأشهر الأخرى.
وفي شهر رجب يُضاعِفُ الله سُبحانه لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر الحرم.
كما يحرم القتال في الأشهر الحرم ومنها شهر رجب؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ...}. [البقرة: 217].
وتشدد حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالى: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...}. [التوبة: 36]، كما تشتمل الأشهر الحرُم على فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج -على المشهور-.