زنقة 20. الرباط

يأتي مشروع قانون المالية للسنة المالية 2024 كحلقة أساسية في مسار تنزيل البرنامج الحكومي، من خلال أولوياته التي تستجيب للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتتماشى مع توجهات النموذج التنموي الجديد لبلادنا، والتي تهدف في مجملها إلى الاستجابة إلى انتظارات المواطنات والمواطنين وجعلها في قلب مختلف السياسات العمومية.

ولهذه الغاية يرتكز مشروع قانون المالية لسنة 2024 على ركيزتين أساسيتين ومتكاملتين:

أولهما الحد من التأثيرات الظرفية على القدرة الشرائية للمواطنين وعلى القطاعات الحيوية لاقتصادنا الوطني موازاة مع إرساء أسس الدولة الاجتماعية من جهة.

وثانيهما المضي قدما في تنزيل الإصلاحات الهيكلية مع تعزيز استدامة ماليتنا العمومية من جهة أخرى. أولا-مواجهة التأثيرات الظرفية ومواصلة إرساء أسس الدولة الاجتماعية:

❖ بالنسبة لمواجهة التأثيرات الظرفية:

– لمواجهة الضغوط التضخمية، اتخذت الحكومة مجموعة من القرارات الاستباقية للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين ودعم القطاعات المتضررة من الأزمات المتوالية، مما كلف ميزانية الدولة نفقات إضافية بلغت 40 مليار درهم برسم سنة 2022، وما يزيد عن 10 مليار درهم خلال السنة الحالية؛

-كما ستحرص الحكومة على تنزيل وتطوير سلاسل الإنتاج والتوزيع فيإطار استراتيجية الجيل الأخضر خلال سنة 2024 والتي خصصت لها اعتمادات مالية تفوق 110 مليار درهم، منها 42 مليار درهم كمساهمةمن الدولة؛

– ولمواجهج إشكالية نذرة المياه فقد عمدت الحكومة إلى التسريع منوتيرة تنزيل البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي2020-2027، مع الرفع من الاعتمادات المالية المخصصة لقطاع الماء ب 5 ملايير درهم، برسم قانون المالية لسنة 2023، وفتح اعتمادات إضافيةب 1,5 مليار درهم خلال نفس السنة؛

-وللتصدي لتحديات التغيرات المناخية والحد من تأثيراتها ستعمل الحكومة على تعزيز مناعة بلادنا عبر تعزيز الإطار المؤسساتي من خلال تكثيف التنسيق بين مختلف القطاعات الحكومية لتكريس البعد المناخي في السياسات العمومية، وتعزيز التدابير التحفيزية ذات الطابع البيئي، إلى جانب تشجيع الأدوات المالية الخضراء بالتشاور مع بنك المغرب والمؤسسات المالية المختصة…

❖ وبالنسبة لإرساء أسس الدولة الاجتماعية: فقد أخذت الحكومة على عاتقها تنزيل مختلف الإصلاحات الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، خصوصا منهم الفئات الهشة، وذلك عبر:

– مواصلة تعميم الحماية الاجتماعية:

✓ حيث نجحت الحكومة في تعميم التأمين الإجباري الأساسي عنالمرض لفائدة حوالي 4 ملايين أسرة فقيرة عبر تمكينهم من الولوج إلىالعلاج بالمستشفيات العمومية والخاصة، مع تحمل الدولة لاشتراكاتهم في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وذلك بغلاف مالي سنوي يقدر ب 9,5 ملايير درهم؛ كما تمكنت من وضع الترسانة القانونية والتنظيمية اللازمة من خلال المصادقة على مجمل النصوص ذات الصلة بأنظمة التأمين الإجباريالأساسي عن المرض والمتعلقة ب:

• الأشخاص غير القادرين على تحمل واجبات الاشتراك؛

• وفئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراءالذين يزاولون نشاطا خاصا؛

• وكذا الأشخاص القادرين على تحمل واجبات الاشتراك الذينلا يزاولون أي نشاط مأجور أو غير مأجور.

✓ وبنفس الوتيرة تعمل الحكومة على إطلاق برنامج التعويضات العائلية قبل متم سنة 2023، وذلك وفق رؤية جديدة، تقوم على تحسين استهداف الفئات الاجتماعية المستحقة للدعم، وإصلاح مجموعة من البرامج الاجتماعية القائمة، التي كانت تعاني من الاختلالات على مستوى الاستهداف، وذلك موازاة مع تعبئة الموارد الضرورية لتمويل هذا البرنامج. – ومن جانب آخر، سنواصل الحكومة تأهيل المنظومة الصحية الوطنية على مختلف مستوياتها البنيوية والبشرية والمؤسساتية والمعلوماتية؛

– وكذا إصلاح منظومة التربية والتكوين عبر مواصلة تنزيلالالتزامات التي جاءت بها خارطة الطريق لإصلاح المنظومة التعليمية2022-2026؛ وذلك موازاة مع مواصلة تنزيل خارطة الطريق لتعميم التعليم الأولي في أفق سنة 2028، إلى جانب تفعيل مضامين المخططالوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار(PACTE ESRI).

– ولخلق المزيد من فرص الشغل، ستعمل الحكومة على استكمال تنزيل النسخة الثانية من برنامج ” أوراش” من أجل بلوغ هدف إحداث250 ألف منصب شغل.

حيث رصدت الحكومة غلافا ماليا سنويا يقدرب 2.25 مليار درهم خلال سنتي 2022 و2023 لهذا البرنامج الذيستعمل على استكمال تنزيله خلال سنة 2024؛

– وكذلك الشأن بالنسبة للنسخة الثانية من برنامج “فرصة” الذي يهدفإلى مواكبة وتمويل 10.000 من حاملي المشاريع خلال سنة 2023.

والذي خصصت له الحكومة غلافا ماليا سنويا يقدر ب1.25 مليار درهم برسم سنتي 2022 و2023، كما ستعرف سنة 2024 إنجاز تقييم شامل لهذا البرنامج قصد استصدار دليل مرجعي للممارسات الجيدة في مجال مواكبة وتأطير حاملي المشاريع، من أجل انطلاقة واعدة فيهذا المجال؛

– ولتحسين شروط الولوج إلى السكن ستعمل الحكومة على دعماً للسكن من خلال إحداث إعانات مالية مباشرة في إطار المقاربة الجديدة القائمة على دعم الطلب ومواصلة المجهودات الرامية إلى مواجهة السكن غير اللائق، إضافة إلى تحسين الولوج إلى مرافق وتجهيزات القرب في إطار برامج سياسة المدينة؛

– وذلك موازاة مع مواصلة تنزيل برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية ومختلف البرامج المسطرة للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الهادفة إلى الرقي بالرأسمالالبشري؛

– كما ستعمل الحكومة على الارتقاء بوضعية المرأة وتوطيد الادماج الاجتماعي للأسر عبر تنزيل استراتيجية “جسر” التي تهدفعلى الخصوص إلى رفع نسبة مشاركة النساء في تنمية الاقتصادالوطني، وتقليص نسبة انتشار العنف ضد النساء، وتحسين وضعيةالأشخاص في وضعية إعاقة، والتكفل بالأشخاص المسنين؛

– وستعرف سنة 2024 أيضا تنزيل البرامج الرئيسية للاستراتيجية الثقافية، التي تهدف لجعل التراث الثقافي الوطني رافعة حقيقية للنمو الاقتصادي، عبر تجديد وتوسيع بنياته التحتية، وملاءمة السياساتالعمومية لجعل الثقافة خدمة عمومية فعلية لفائدة المواطنين؛

– وفي نفس السياق، ستعمل الحكومة على الرفع من وتيرة تنزيل خارطةالطريق التي أعدتها لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مختلف الخدمات العمومية، وذلك بعد أن تم اعتماد رأس السنة الأمازيغية، الذي يوافق 14 يناير من كل سنة، عطلة وطنية رسمية مدفوعة الأجر؛

– وموازاة مع ذلك ستعمل الحكومة على مواصلة تنزيل مختلف الاتفاقات الموقعة في إطار الحوار الاجتماعي وذلك بهدف تحسين أجورموظفي مجموعة من القطاعات، وهو ما سيكلف الميزانية العامة للدولةنفقات إضافية تقدر بـ 4 ملايير درهم سنة 2023، أي أن مجموعالاعتمادات المخصصة لتنزيل التزامات الحوار الاجتماعي برسم سنة2023 سيبلغ حوالي 10 ملايير درهم.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: ملیار درهم من خلال سنة 2024 سنة 2023

إقرأ أيضاً:

وزير المالية: نستهدف خلق مساحات مالية أكبر للتخفيف عن المواطنين خلال المرحلة المقبلة

أكد أحمد كجوك وزير المالية الجديد، أن الوزارة تستهدف خلق مساحات مالية أكبر للتخفيف عن المواطنين بكل السبل الممكنة خلال المرحلة المقبلة، وستعمل على مساندة الفئات الأولى بالرعاية، للحد من الآثار المرتبطة بالموجة التضخمية المرتفعة، المترتبة على التحديات الاقتصادية العالمية والإقليمية، موضحًا أهمية وضع وتنفيذ سياسات مالية أكثر تحفيزًا للاستثمار والإنتاج والتصدير ونمو القطاع الخاص لتحسين الأداء الاقتصادي، فالدولة لديها رغبة حقيقية فى تهيئة بيئة أعمال تنافسية لإطلاق طاقات التصنيع المحلى فى شتى القطاعات، على نحو يسهم تعظيم القدرات الإنتاجية والتصديرية.

وقال كجوك، فى أول لقاء بقيادات الوزارة بمختلف قطاعاتها ومصالحها، بحضور ياسر صبحى نائب الوزير للسياسات المالية، وشريف الكيلاني نائب الوزير للضرائب: «لازم نكون أكثر انفتاحًا ومرونةً ودعمًا للمستثمرين المحليين والدوليين لجذب المزيد من الاستثمارات وتنشيط حركة الاقتصاد المصرى»، لافتًا إلى مواصلة تطوير وميكنة النظم الضريبية والجمركية حتى تكون أكثر تنافسية بدول المنطقة، وتحفظ مستحقات الخزانة العامة للدولة، وحقوق الممولين، على نحو يُعزز جهود دمج الاقتصاد غير الرسمي الذى يحقق العدالة الضريبية ويساعد فى سد الفجوة التمويلية.

وأضاف وزير المالية، موجهًا حديثه لجموع العاملين بوزارة المالية، : «معًا.. نستطيع تجاوز التحديات والصعاب، واحتواء الصدمات الخارجية والداخلية.. وضمان الاستغلال الأمثل لموارد الدولة لصالح المواطنين، من خلال العمل المتواصل على تعزيز حوكمة منظومة الإيرادات والمصروفات»، متعهدًا بتقديم كل الدعم للارتقاء بمستوى الأداء وتحقيق نتائج متميزة تفوق المستهدفات فى جميع الملفات، وقال:«لازم نعمل الحاجة الصح فى الوقت الصح.. بلدنا وأهالينا ينتظرون منا الكثير».

أشار وزير المالية الجديد، إلى اهتمامه بوضع وتنفيذ سياسات أكثر استهدافًا لخفض المديونية الحكومية فى إطار مسار تطوير الأداء الاقتصادي، أخذًا فى الاعتبار الالتزام بسقف دين أجهزة الموازنة بمعدل 2.88٪ من الناتج المحلى فى العام المالى الحالى، مع العمل على وضعه فى مسار نزولى مستدام، جنبًا إلى جنب مع خفض عجز الموازنة، وتحقيق فائض أولى بنسبة 5.3٪

قال ياسر صبحي نائب الوزير للسياسات المالية، إن المواطن هو الهدف الأساسي لأى سياسات مالية، وسنعمل خلال المرحلة المقبلة على مساندة الفئات الأكثر احتياجًا ودعم مسار تحقيق الاستقرار الاقتصادي، مشيرًا إلى أن فريق العمل بوزارة المالية استطاع أن يدير بكفاءة، المالية العامة للدولة فى ظل تحديات قاسية ترتبط بأزمات عالمية وإقليمية، وسينجح فى تطوير أدائه بشكل أكبر من أجل تحقيق المستهدفات المالية والاقتصادية وتلبية الاحتياجات التنموية للمواطنين.

أكد شريف الكيلاني نائب الوزير للضرائب، أننا نستهدف بناء نظام ضريبي أكثر تطورًا وكفاءة وقدرة على دمج الاقتصاد غير الرسمي وتحقيق العدالة الضريبية، موضحًا حرصه على تبني أى أفكار من شأنها الإسهام فى خلق آليات فعالة فى التغلب على التحديات وفتح آفاق جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية.

مقالات مشابهة

  • الوزير لقجع: القانون التنظيمي للمالية ساهم في الارتقاء بدور قانون التصفية إلى المساءلة حول جدوى الإنفاق العمومي ونجاعة السياسات
  • لجنة مراقبة المالية بمجلس النواب تصوت بالأغلبية على تصفية ميزانية 2022
  • وزير المالية: نستهدف خلق مساحات مالية أكبر للتخفيف عن المواطنين خلال المرحلة المقبلة
  • لقجع : النقاش المؤسساتي ساهم في الإرتقاء بورش نجاعة الأداء وفعالية السياسات العمومية
  • حكومة أخنوش: الدولة الإجتماعية ليست شعاراً والإصلاحات أنعشت الإستثمار
  • رئيس الوزراء: حل مشكلة الكهرباء وتخفيض أسعار السلع على رأس أولويات الحكومة الجديدة
  • بايتاس: مليون و127 ألف موظف سيستفيدون من زيادات في الأجور بقيمة إجمالية تصل 45 مليار درهم
  • وزير الإنتاج الحربي: أولويات عمل الوزارة توفير مطالب قواتنا المسلحة والعمل لصالح المواطن
  • مالية اقليم كردستان تشرع بتوزيع رواتب شهر حزيران خلال هذا الموعد
  • كاتب صحفي: الحماية الاجتماعية ضمن أولويات عمل الحكومة