إنقاذ لغتنا العربية.. لمسايرة طرق التدريس العالمي
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
نحن في مرحلة تستدعي استنفار كل طاقتنا الإبداعية لمسايرة طرق التدريس العالمي
لا شكّ بأنّ اللّغة العربيّة تمثّل الكرامة الوطنيّة ورمز شرفها لكلّ بلداننا العربيّة، وهي المعبّرة عن قيمنا وثقافتنا وتميّزنا التاريخي، والحفاظ على اللّغة العربية قيمة إسلاميّة وفريضة وطنيّة وترسيخ لهويتنا وجذورنا الحضاريّة.ومن الصفات المذهلة للغتنا العربية أنّها ترفع من القيم المثلى والمروءة والنخوة والنجدة والفروسية. قلّما لغة تهب تلك الأخلاق النادرة، ولا بد من غرس المفاهيم الصحيحة عن اللغة العربية في نفوس أبناء عصرنا. قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- "تعلّموا العربية فإنها تُثبتُ العقل وتزيد في المروءة".
مفهوم البرّ باللّغة العربية هو الانتصار لقيم الحضارة والإبداع والمواطنة الحقّة، فالوطن له مفردات قيّمة من ضمنها: الأصالة العراقة التاريخ الجذور، وكل هذه المآثر في لغتنا العربيّة، هذه اللّغة بكل هذه الإمكانيّات قادرة على خلق حسّ وطنيّ ناضج للأمّة، فمثلًا طريقة تناولنا للدين وفهمنا للتديّن ومدى تعاطينا مع التراث ورموزه.. الخ، وما تخاذل قوم عن تمكين لغتهم إلا حلّت عليهم الذلة والمهانة والمسكنة.
إنّ ادّعاء التمسّك بالكرامة الوطنية والابتعاد عن إحياء اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة، يعدّ ازدواجيّة عميقة في المعايير، ومازال الفكر العربي تتراكم عليه كلّ القضايا الشائكة والملتبسة والدخيلة، التي تتطلّب رؤى آنيّة ومستقبليّة لفهمها وتفكيكها وطرح حلول ناجعة بما يتناسب والتطلعات الفكريّة والثقافية لأمّتنا؛ ولأنّ اللغة ظاهرة عقليّة وذهنيّة وحضارية بحتة، فلا بدّ من علاج الذائقة العربية من الخلل الذي طرأ عليها، وإنقاذ الهويّة الوطنيّة، وحفظ ماء الوجه الذى يراق من قبل بعض -المستعربين- إن صحّت التسمية الذين يحاولون طمس هذه اللّغة التعبديّة الربّانيّة التي بها نقترّب إلى الله، فقد بتنا لا نعلم هل نحافظ على لغتنا ممّا يتهددها من سيطرة العولمة، والتغريب الفكري، أم من ظلم أبنائها وعقوقهم ؟!! وهو حال يدفع إلى أن نقيم على هؤلاء الرافضين للغتهم مأتمًا وعويلًا.
فمن المؤلم أن يستخدم كثير من أبناء الوطن العربي للغات أخرى-الإنغليزية- للتعبير عن أنفسهم، أو كتابة التقارير والبحوث، وعزو ذلك لوضوح اللغة الأجنبية وسهولة التعبير والاتصال بها، والمرونة في التلقي والتعاطي معها، لأنها حيويّة وعمليّة.
إنّ الكارثة عندما تشعر بأنّ الأجيال لا تستطيع أن تعبّر بلغتها العربيّة عمّا يعتلج في صدرها من أتراح وأفراح، وعدم قدرتها على انتقاء الألفاظ المناسبة والمعبّرة عن هذه الأفكار، وهو ما يشكل واقعاً فرض نفسه، يجب العمل على تغييره من خلال مشروع تربوي فعّال يردم هذه الفجوة التي ما فتئت تتسع، الله وعد بحفظ هذه اللغة، ودورنا محصور بأن نجعلها تتمدّد وتتوسع، بل أن نجعل لغتنا الأصيلة حيّة نابضة تتناسب مع كلّ الحقب والأجيال، وإلا كيف تصبح لغة المستقبل؟
نحن في مرحلة تستدعي استنفار كل طاقتنا الإبداعية لمسايرة طرق التدريس العالمي، والمطلب الملحّ هو الحاجة إلى الأدوات والوسائل، والاستفادة القصوى من كلّ الطاقات الخارجيّة وخبراء اللغة في حلّ مشكلة شكاوى الطلاب والآباء من صعوبة منهج النحو والإعراب وتعجيز قواعده وقوانينه، ولا بدّ من المواجهة والاعتراف بالفشل الذريع الذي هو نصف الحل، ولن نستطيع أن نحبّب المادّة للطلاب لأنّ المتزمّتين من مشرفي اللغة العربية يضيفون عبئاً إلى آليات التدريس من خلال صعوبة طرح المادة اللغوية، وأتمنى عرض هذه الإشكالية على الكوادر والخبراء المتخصصين الأكاديميين، والتعاطي الصحيح مع منهج اللغة العربية، لأنهم أقدر منّا على حلّ هذه الإشكالية، ولا مجال للتأخير أكثر من ذلك، لأنّ هناك داءً بدأ يتسلّل إلينا ألا وهو اختلال الذائقة العربية، وعدم استشفاف المعاني الملهمة، ومن ثمّ نهج غير سوي في التفكير، واعوجاج في الممارسة والسلوك!!
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات العربی ة
إقرأ أيضاً:
هل تعرف لما سميت اللغة العربية بـ "لغة الضاد" اليوم العالمي للغة العربية
هل تعرف لما سميت اللغة العربية بـ "لغة الضاد" بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية… تحتفي اليونيسكو باليوم العالمي للغة العربية اليوم من خلال فعالية تنظمها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
إقرأ أيضًا..فى اليوم العالمي للغة العربية.. تعرف إيه هى أطول كلمة؟
تعرف على سبب تسمية اللغة العربية بـ "لغة الضاد "في اليوم العالمي للغة العربية
ومع هذه المناسبة يتجدد التساؤل حول سبب تسمية اللغة العربية بـ "لغة الضاد" حيث تأتي أهمية اللغة العربية بكونها لغة القرآن الكريم مما يجعلها محورًا أساسيًا للعبادات الإسلامية بما في ذلك الصلاة وتلاوة القرآن.
كما تُستخدم في الشعائر الدينية المسيحية بالكنائس والأديرة.
وتاريخيًا لعبت اللغة العربية دورًا رئيسيًا في الأدب والفكر خلال العصور الوسطى حيث استعان بها الأدباء والمفكرون في إنتاجاتهم الدينية والثقافية.
و مع انتشار الإسلام اتسع نطاق استخدام اللغة العربية فأصبحت لغة العلم والسياسة والأدب في المناطق التي حكمها المسلمون.
كما تركت أثرًا عميقًا على العديد من اللغات مثل: الفارسية، التركية، الكردية، الماليزية، الألبانية، والعديد من اللغات الأفريقية كالهاوسا والسواحلية.
وحتى اليوم تُدرّس العربية في المدارس الرسمية وغير الرسمية بالدول الأفريقية المتاخمة للوطن العربي.
اليوم العالمي للغة العربيةتعرف على تاريخ مصطلح "لغة الضاد"
يرجع مصطلح "لغة الضاد" إلى نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري وهي الفترة التي شهدت بروز علماء اللغة مثل: سيبويه والخليل بن أحمد الفراهيدي، والأصمعي.
في تلك الفترة برز اهتمام خاص بحرف الضاد نتيجة صعوبة نطقه من قبل الأعاجم الذين دخلوا في الإسلام وتعلموا العربية.
كما أشار سيبويه إلى أن حرف الضاد كان تحديًا لمن لا يتحدثون العربية حيث كانوا يخلطون بينه وبين حرف الظاء.
ولهذا ألّف بعض اللغويين رسائل تهدف إلى التمييز بين الحرفين وتصحيح النطق بينهما.
لماذا سميت اللغة العربية بـ “لغة الضاد"؟
تُعرف اللغة العربية بـ "لغة الضاد" لأنها اللغة الوحيدة التي تحتوي على هذا الحرف بشكل مميز ولأن العرب تفردوا بفصاحة نطقه.
كما يُعد الضاد أحد أصعب الأصوات في النطق حيث يعجز الكثير من المتحدثين باللغات الأخرى عن إيجاد بديل له في لغاتهم.
و هذا التميز الفريد عزز مكانة العربية وارتباطها بحرف الضاد الذي أصبح رمزًا للغتها وجزءًا من هويتها الثقافية.
و اليوم يمثل الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية فرصة لإبراز جمالياتها وأثرها التاريخي على الحضارات المختلفة.