دعا المستشار الألماني، أولاف شولتس، مجددًا، الحلفاء إلى مواصلة دعمهم الجمهورية السوفيتية السابقة، وذلك بعد قمة أوكرانيا مع عدد من الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وقال شولتس، في بروكسل الخميس: "علينا ضمان الدعم لأوكرانيا بشكل دائم. يجب أن يكون واضحًا أننا مستعدون لتقديم الدعم طالما كانت هناك حاجة إليه".

وكان رؤساء الدول والحكومات أو وزراء الخارجية في كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبولندا وإيطاليا والدنمارك وهولندا اجتمعوا، مساء أمس الأربعاء، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدعوة من الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته؛ لبحث مزيد من سبل الدعم.

وجاء هذا الاجتماع قبل نحو شهر من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة.

أوضح شولتس أنه حث الشركاء في الحلف الأطلسي على النظر في تقديم مزيد من المساعدة في مجالات، مثل الدفاع الجوي أو المدفعية أو الذخيرة.

بالنسبة لألمانيا، وعد قائلًا: "سنظل أكبر داعم لأوكرانيا في أوروبا"، مشيرًا إلى أن قيمة الأسلحة التي تعهدت ألمانيا بتسليمها أو سلمتها بالفعل لأوكرانيا بلغت 28 مليار يورو.

وأعرب شولتس، عن ثقته في إمكانية تحقيق تعاون جيد بين الولايات المتحدة وأوروبا حتى في عهد ترامب.

وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لإنهاء الحرب، شدد على أنه لا يجوز اتخاذ قرارات تتجاوز إرادة الشعب الأوكراني.

وقال: "هذا ينطبق علينا كما ينطبق على الآخرين"، مؤكدا أنه لا ينبغي للحرب أن تتحول إلى مواجهة بين روسيا وحلف الناتو.

المصدر: قناة اليمن اليوم

إقرأ أيضاً:

من صديق إلى عدو| ترامب ينقلب على زيلينسكي ويشعل الجدل.. هل تنتهي الحرب؟

في تطور جديد يعكس مواقفه المثيرة للجدل، شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومًا حادًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، محمّلاً إياه مسؤولية استمرار الحرب في أوكرانيا. تصريحات ترامب أثارت ردود فعل واسعة، لا سيما مع تأكيده أن روسيا باتت تمتلك "أوراقًا رابحة" تجعل موقفها التفاوضي أقوى. تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول موقف الولايات المتحدة من الحرب في أوكرانيا ومستقبل التحالفات الدولية.

ترامب: زيلينسكي جرّ الولايات المتحدة إلى حرب لا يمكن الانتصار فيها

أكد ترامب في مقابلاته الأخيرة مع وسائل الإعلام الأميركية أن روسيا باتت في موقع قوة نتيجة سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي الأوكرانية، مما يمنحها أفضلية في أي مفاوضات مستقبلية. وأضاف قائلاً: "الروس يريدون إنهاء الحرب، لكنهم يمتلكون زمام المبادرة، بينما أوكرانيا أصبحت دولة محطمة بسبب سياسات زيلينسكي".

ترامب، الذي طالما أبدى تحفظات على تقديم دعم غير مشروط لأوكرانيا، لمّح إلى أن الولايات المتحدة تُستدرج إلى حرب لا يمكن الانتصار فيها، وهو ما يتماشى مع موقفه المتشدد بشأن تقليص الدعم العسكري والمالي لكييف.

علاقة ترامب وزيلينسكي: توتر متزايد وعدم ثقة

لم يكن الخلاف بين ترامب وزيلينسكي وليد اللحظة، بل تعود جذوره إلى فترة رئاسة ترامب، عندما طلب زيلينسكي مستندات تتعلق بفساد عائلة بايدن، مما خلق فجوة عميقة بين الطرفين.

يرى محللون أن تصريحات ترامب الأخيرة تعكس استمرار هذا التوتر، لا سيما أن موقفه المتحفظ تجاه أوكرانيا لا يحظى بالإجماع داخل الحزب الجمهوري. فبينما يفضل بعض الجمهوريين مواصلة دعم كييف، يتبنى ترامب سياسة انعزالية تركز على "أميركا أولاً".

الجدل حول علاقة ترامب وبوتين: تحالف غامض أم استراتيجية براغماتية؟

إلى جانب مواقفه تجاه زيلينسكي، تثير علاقة ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين العديد من التساؤلات. فبينما يرى البعض أن ترامب يسعى لتعزيز المصالح الأميركية عبر نهج براغماتي، يعتقد آخرون أن مواقفه تميل لصالح روسيا على حساب الحلفاء التقليديين.

في هذا السياق، أشار الباحث السياسي عبد الحسين إلى أن "هناك علاقة غامضة بين ترامب وبوتين، وهو ما يثير انتقادات حتى داخل أوساط الحزب الجمهوري". وأضاف أن ترامب يفضل التعامل مع "الشخصيات القوية" مثل بوتين، وهو ما يعتبره البعض مؤشرًا على انحيازه للأنظمة السلطوية.

تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا وسط تصاعد الغضب الداخلي

تزامنت تصريحات ترامب مع تصاعد حالة الغضب في الداخل الأميركي بشأن حجم الدعم المقدم لأوكرانيا، خاصة مع عدم وضوح مصير مليارات الدولارات التي تم تخصيصها لكييف. حتى أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك دعا إلى فتح تحقيق حول هذه المساعدات، بعد إقرار زيلينسكي بعدم معرفته بمصير حوالي 100 مليار دولار منها.

من جهة أخرى، أشارت تقارير إلى أن ترامب استشاط غضبًا بعد وصف زيلينسكي لرؤيته للحرب بأنها "قائمة على الأخبار الكاذبة"، مما زاد من حدة التوتر بين الطرفين.

هل يسعى ترامب لإعادة رسم خريطة التحالفات الدولية؟

أثارت تصريحات ترامب تساؤلات واسعة حول مستقبل العلاقات الدولية، خاصة في ظل تلميحاته إلى تغيير طبيعة التحالفات التقليدية للولايات المتحدة. الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اتهم ترامب بمحاولة "تصوير نفسه كإمبراطور عالمي"، داعيًا إياه إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في سياساتها الداخلية.

لكن بعض المراقبين يرون أن نهج ترامب في السياسة الخارجية ليس سوى امتداد لطبيعته البراغماتية التي تسعى لتحقيق أقصى المكاسب للولايات المتحدة، حتى لو كان ذلك على حساب الحلفاء التقليديين. وكما يشير عبد الحسين، فإن "ترامب يتعامل مع روسيا بشكل أكثر مرونة مقارنة بتعامله مع أوروبا، لأنه يرى أن الأوروبيين ضعفاء في سياساتهم الدفاعية".

مع تصاعد الخلافات بين ترامب وزيلينسكي، تبقى التساؤلات قائمة حول مستقبل الدعم الأميركي لكييف، وما إذا كانت مواقف ترامب قد تساهم في إحداث تغيير جذري في سياسات واشنطن الخارجية. وبينما يسعى زيلينسكي للحفاظ على دعم الغرب، يواصل ترامب توجيه انتقاداته الحادة، في مؤشر على أن العلاقة بين الطرفين قد تشهد مزيدًا من التوتر في المستقبل القريب.

مقالات مشابهة

  • احتشاد قبلي مُهيب بمأرب.. قبائل مذحج وحمير تُعلن جاهزيتها الكاملة لمواجهة مليشيا الحوثي وتدعو التحالف العربي لمواصلة الدعم العسكري وتطالب الشرعية إعلان معركة التحرير
  • من صديق إلى عدو| ترامب ينقلب على زيلينسكي ويشعل الجدل.. هل تنتهي الحرب؟
  • ترامب يذعن لشروط بوتين في أوكرانيا
  • شولتس: وقف إطلاق النار في أوكرانيا لا يزال بعيد المنال
  • الناتو: الدعم الأمريكي شرط الضمانات الأمنية لأوكرانيا
  • تحول واضح: أمريكا ترفض تبني مشروع قرار أممي لدعم أوكرانيا
  • رئيس الوزراء البريطاني يجدد دعمه للرئيس الأوكراني بعد وصف ترامب له بـ"الديكتاتور"
  • هل ألقى ترامب أوكرانيا للذئاب؟
  • «شولتس»: أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد «العدوان الروسي» عليها منذ نحو 3 سنوات
  • زيلينسكي يرفض صفقة ترامب: لا يمكن بيع أوكرانيا