سواليف:
2025-03-28@01:35:14 GMT

هل سيندفع الأردن نحو دمشق؟

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

هل سيندفع #الأردن نحو #دمشق؟ _ #ماهر_ابوطير

لا يريد الأردن استعداء النظام الوريث في دمشق لكنه لن يندفع نحوه بسرعة أيضا، وهو أعلن رسميا أن مصير السوريين متروك للسوريين ذاتهم، وفي الوقت ذاته هناك محددات متوقعة.

علينا أن نعود إلى وثيقة العقبة، أو بيانها حول الملف السوري، والتي توافق عليها وزراء خارجية عرب وأجانب، بشأن سورية، حيث حضر العرب وغاب السوريون ذاتهم بلا أي ممثل عن النظام الوريث، وكان التركيز على القرار 2254 الذي يقوم على إطلاق عملية سياسية، وإجراء انتخابات، إضافة إلى ما ورد في الوثيقة من مكافحة الإرهاب وتفاصيل ثانية.

ذات القرار 2254 تأسس أصلا على وجود ثنائية النظام والمعارضة، في زمن الأسد، وهذه الثنائية لم تعد قائمة، لكن بقي جوهر قرار مجلس الأمن، أي العملية السياسية، وشروطها داخل سورية حتى في ظل غياب النظام، وكأن كلفة القرار بصيغته القديمة ما تزال قائمة.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2024/12/19

السبب في ذلك يرتبط حصرا، برغبة عواصم عربية وأجنبية، بعدم حدوث استفراد بالسلطة في سورية، وتحديدا لا تريد جهات عديدة في المنطقة أن تستفرد الحركات الإسلامية من درجات مختلفة بالحكم السوري، خصوصا، أن هناك فئات داخل سورية قد لا تتبنى هذا الاتجاه أيضا، والمخرج من هوية سورية المستجدة المحتملة وفقا للمخاوف الغربية تحديدا، هو في إجراء انتخابات وتقاسم السلطة عبر التمثيل من خلال المكونات السورية، ومنع بروز هوية محددة، تسيطر على كل شيء في سورية، خصوصا، مع وجود الحاضنة التركية في المنطقة.

الأردن لديه حسابات كثيرة معقدة، من بينها احتمال تمدد إسرائيل نحو الحدود الجنوبية لسورية واحتلال هذه المناطق بحيث لا تبقى لدينا حدود مباشرة مع سورية، وتتوسع حدود إسرائيل معنا، وأيضا ما يرتبط بوجود عشرات الجماعات المسلحة من اتجاهات مختلفة، بعضها ديني، والبعض الآخر قومي، وهناك جماعات على صلة بالمخدرات والسلاح، والمخاوف أيضا من حدوث مواجهات بين هذه الجماعات، خصوصا، أن بعضها متشدد جدا، وبعضها الآخر أقل تشددا، مثلما أن هناك آلاف المقاتلين الأردنيين من تنظيم النصرة سابقا، ما يزالون في سورية مع عائلاتهم، بعد منع عودتهم سابقا إلى الأردن، وما يعنيه ذلك على صعيد الحدود مع الأردن، أو إعادة تشكيل تنظيمات جديدة، إضافة الى احتمال انتعاش داعش مجددا، والتدخلات المحتملة من الإيرانيين عبر وكلاء لإفشال التغيير، وخلخلة الورثة.

العوامل السابقة، مع التقديرات الأمنية لمنسوب الاستقرار الإستراتيجي داخل سورية ترفع التوتر، وتساهم في تحديد درجة الاندفاع نحو النظام الوريث، والمؤكد هنا أن عملية الاعتراف بالنظام وشكل الحكم وأولوياته لن تكون أردنية فقط، بل ستخضع لمعادلات عربية وإقليمية ودولية، ستقرر التوافق معا الانفتاح على دمشق الجديدة، أو عزلها وتركها لتواجه مصاعب الخزينة، والوضع الاقتصادي، والوضع الأمني، والمحاسبات الداخلية، وإطفاء التوترات مع الأكراد، وغير ذلك من ملفات على ما يبدو ستتم إدارتها مع تركيا التي ستفوز اليوم بعد تبديل النظام بإعادة الإعمار وعقوده، وإدارة الموارد السورية، في حال ترك الأميركيون والإسرائيليون الفرصة لأنقرة.

استبدال الإيرانيين بالأتراك من جهة، كان صاعقة في المنطقة، لأن هناك عواصم لا تريد الإيرانيين لكنها لا تريد الأتراك أيضا، كما أن إسرائيل التي استثمرت في مشهد سقوط النظام ودمرت كل بنى الجيش السوري، عبر أكثر من 500 غارة، تريد سورية منزوعة السلاح، توطئة لمرحلة مقبلة، قد تأخذنا إلى إطلاق ثورة مضادة للثورة في سورية بسبب تردي الأوضاع والخلافات الداخلية، وقد تأخذنا إلى تكريس الانقسامات القائمة حاليا وبالذات في شرق سورية.

الخلاصة هنا تقول إن النظام الوريث أمام مهمات صعبة، ويكفي أن نراه لا يطلق رصاصة على إسرائيل التي احتلت أراضي سورية، ودمرت الجيش في تلبية منه لنصيحة إقليمية بأن لا يرد بأي شكل حتى يضمن الاعتراف الدولي ورفع العقوبات، وإعادة الإعمار، والقبول العالمي.

هذا مشهد معقد يأخذنا إلى الحقيقة المخفية بنعومة وراء كل هذه المشاهد التي نراها، فالنظام الوريث يواجه أزمات متراكمة، ولن يتم فك عقد الأزمات عن أكتاف سورية ما لم تضمن عواصم متنفذة التزام النظام الجديد بمواصفات محددة، والتكيف مع شروط المتنفذين والأقوياء والممولين.

في كل الأحوال ليس من مصلحة العرب ترك سورية وحيدة اليوم.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن دمشق فی سوریة

إقرأ أيضاً:

لم شمل طال انتظاره.. سوريا الحرة تحتضن أبناءها في عيد الفطر بعد زوال النظام البائد



زوال النظام البائد عيد الفطر 2025-03-27hadeilسابق أهالي طرطوس يستعدون لاستقبال العيد.. أسواق المدينة تشهد ازدحاماً وحركة بيع نشطة انظر ايضاً تحديد أماكن ألعاب الأطفال بدرعا خلال عيد الفطر

درعا-سانا حدد مجلس مدينة درعا أماكن تجمع ألعاب الأطفال والفعاليات الترفيهية، خلال عطلة عيد الفطر …

آخر الأخبار 2025-03-27القائم بأعمال وزارة الصحة: الوزارة تخطط لإنشاء نحو 2000 مركز ‏صحي في جميع المحافظات ‏ 2025-03-27محافظة دمشق تبدأ تأهيل وتجميل جسر الحرية ومحيطه 2025-03-27محافظة دمشق.. بدء تأهيل وصيانة صرح الجندي المجهول في قاسيون 2025-03-27زراعة 24 هكتاراً بالغراس الحراجية في مختلف مناطق حمص 2025-03-27وزير الاتصالات يناقش مع القائم بأعمال السفارة القبرصية في دمشق تحديث تجهيزات الربط الضوئي 2025-03-27الجامعة الافتراضية تعلن بدء تسجيل المستنفذين في برنامجي الحقوق ‏والإعلام لخريف 2024‏ 2025-03-27الانتهاء من أعمال تأهيل وصيانة مطحنة سلمية 2025-03-27إيطاليا تخصص 68 مليون يورو مساعدات لسوريا 2025-03-27القائم بأعمال وزارة الصحة يؤكد ضرورة تجاوز المعوقات ورفع جودة ‏الأدوية 2025-03-27مجلس مدينة حمص يعمل على تأهيل الشوارع التجارية في المدينة

صور من سورية منوعات أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26 جامعة ناغازاكي تطور “مرضى افتراضيين” لتدريب طلاب كلية الطب 2025-03-24فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الأمن السوري يعلن القبض على خلية تابعة لحزب الله قبل تنفيذ عمليات إجرامية
  • حملة سورية على خلايا لحزب الله
  • لم شمل طال انتظاره.. سوريا الحرة تحتضن أبناءها في عيد الفطر بعد زوال النظام البائد
  • أفضل المطاعم التي تقدم المشاوي في الأردن
  • بالصور.. العثور على عبوات ناسفة وأسلحة في أحياء دمشق القديمة
  • محاكمة نتنياهو ولجنة القضاة.. تعرّف على الأزمات التي تهدد بانهيار النظام القضائي الإسرائيلي
  • الداخلية: القبض على أحد القادة العسكريين وذراع الأمن العسكري في حي التضامن زمن النظام البائد
  • هجمات درعا والمطارين بالميزان الإسرائيلي.. ممنوع بناء قوة سورية
  • هل تريد حياة صحيّة أفضل في شيخوختك؟ إليك ما ينصح به العلماء
  • مذيعة سورية تشعل المنصات.. فماذا قالت؟ وكيف جاءها الرد؟