لجريدة عمان:
2025-03-11@06:21:33 GMT

ضجـة رنيـن

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

ضجـة رنيـن

عند الساعة الحادية عشرة والنصف، استيقظتْ على صوت المنبه، ونظرت إلى السقف في شرود؛ ترتِّب في ذهنها المهام المُكلفة بها هذا اليوم.. ما لبثت في عالمها حتى ذهبت لتُعدَّ وجبة الغداء، وبينما كان القدر على النار أخذت تقلِّب هاتفها وتتفقد الرسائل، مُتصفحة بعض برامج التواصل الاجتماعي، فوقع نظرها على إعلان عن وجود فعاليات تعليمية لصقل المواهب الأدبية.

هذا ما كانت تبحث عنه؛ ليعيدَ لقلمها رونقه بعد أن توالى عليه غبار السنين بعد أن كان الصديق والحبيب الذي شغفها حُبّا صار مع الوقت نسيا منسيا.. ولكن سرعان ما تبدد سرورها بعد أن رأت تاريخ اليوم هو آخر يوم للتسجيل والمقاعد محدودة! لم يكن ذلك همها الوحيد الذي أربك حماسها وإنما انشغل فكرها في كيفية إقناعه بالانضمام لهكذا صرح تعليمي يسهم في اكتساب العلم والمعرفة، كيف ستقنعه وهو الذي يعد الاتصالات الهاتفية الصادرة والواردة بعد الساعة العاشرة مساء تصرفا غير لائق؟ فالوقت هذا متأخر جدا بالنسبة إليه! كيف ستقنعه بانضمامها إلى فعاليات ستقام مساء، ذهابا وإيابا في حين ستقود بنفسها مركبتها؟ لم تفكر كثيرا وقررت قطع الشك باليقين، أمسكت سماعة الهاتف الأرضي وقامت بتردد تضغط الأرقام أمامها وهي على يقين كامل أن طلبها سيقابل بالرفض، رن الهاتف في الجهة الأخرى، كانت ثوانٍ شعرت بثقلها على قلبها.

-مرحبا: أهلا كيف حالك ؟ -في أحسن حال، ماذا هناك؟ -في الحقيقة هناك فعاليات تعليمية ستقام غدا وأحببت أن آخذ الإذن منك للتسجيل فيها، وأرجو أن تسمح لي. أخبرته بعض التفاصيل السريعة عن تلك الفعاليات وعن أوقاتها. سكت قليلا وعلى غير العادة وافق على طلبها، سُرّت لذلك كثيرا وشكرته بسعادة تغمر قلبها، فقد كانت تظن أنه من سابع المستحيلات أن يوافق على طلبها.

بعد أن أغلقت الهاتف تعجبت من ردة فعله غير المتوقعة ومن هدوئه الغريب في الحديث معها. في اليوم التالي، كانت في مكان الهدف المنشود بين الحضور... وبعد مرور بعض الوقت وبينما كانت غارقة في التركيز، رن هاتفها، نظرت إلى الشاشة فتسلل القلق والتوتر إلى قلبها، أجابته فورا، كانت المكالمة قصيرة جدا، لكن جعلتها تحتضن دفترها وتلتقط قلمها، أخذت هاتفها وثم حقيبتها وغادرت المكان بخطى تُسابق الريح.

عند دخولها المصعد وبعد أن أوصد المصعد بابه شعرت وكأن رئتها قد أوصدت بابها أيضا، وأن جزيئات الهواء في عِراكٍ داخلها... على خطى متعثرة أكملت طريقها، فتحت باب المركبة وألقت ما بيدها على المقعد المجاور وانطلقت مسرعة، وعند أول انعطاف للمركبة انزلق الهاتف واستقر أسفل المقعد، في هذه اللحظة رن الهاتف مرة أخرى، حاولت العثور عليه لكنها لم تجده رغم سماعها صوته، فأكملت طريقها وهي في قمة توترها، وما زال الهاتف يرن.. يرن.. يرن.. يرن.. ومع كل رنة كان مؤشر السرعة يزداد شيئا فشيئا... لمحت الضوء الأخضر من بعيد ولكن فجأة توقفت المركبة وتوقف بعدها كل شيء. وما زال الهاتف يضجُّ بالرنين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

عرقاب: المرأة الجزائرية كانت وستظل رمزاً للعطاء والقوة

هنأ وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، عاملات قطاع الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، مؤكدا أن المرأة الجزائرية كانت وستظل رمزاً للعطاء والقوة.

وجاء في رسالة التهنئة: “يسرني أن أتوجه إليكن، أصالة عن نفسي وبالنيابة عن كافة العاملين في القطاع. بأسمى عبارات التهنئة والتقدير، متمنيا لكن مزيدا من التألق والنجاح”.

وأكد عرقاب، إن المرأة الجزائرية كانت وستظل رمزاً للعطاء والقوة، فقد ساهمت عبر التاريخ في بناء المجتمع. ووقفت جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل من أجل تشييد جزائر اليوم. فكانت شريكا أساسيا في جميع الميادين، لا سيما في قطاع الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة. حيث أثبتت كفاءتها، وجدارتها، وأسهمت في تحقيق التنمية والتقدم.

واغتنم الوزير، هذا اليوم المميز، ليعبر عن اعتزازه الكبير بجهود إطارات وعاملات قطاعه. داعيا الله أن يوفقهن ويسدد خطاهن نحو مزيد من الإنجازات، في ظل الأمن والرخاء والازدهار.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • مستشار بالأكاديمية العسكرية: حرب أكتوبر كانت ثمرة سنوات من الكفاح العسكري والعلمي
  • رجل يتعرض للدهس بسبب الهاتف ..فيديو
  • هام: خدمة جديدة للمتقاعدين 
  • كانت 50 وأصبحت 5.. أحمد عمر هاشم يكشف أسرار فرض الصلاة على المسملين
  • ما اتفقت قناتا الجزيرة والحدث على أمر .. إلّا والطائفية كانت معهما !!
  • الشرع: الأزمة في الساحل السوري كانت متوقعة وعدت على خير
  • قيام الليل في رمضان.. معجزة لمن كانت له حاجة عند الله
  • كانت يتنشر الغسيل.. مصرع ربة منزل سقطت من الطابق الثالث في إمبابة
  • عرقاب: المرأة الجزائرية كانت وستظل رمزاً للعطاء والقوة
  • تسريبات.. آيفون 17 آير أنحف هاتف في العالم