تمامًا كما كان متوقَّعًا، أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل ترشيح نفسه مجدّدًا للبقاء في موقعه، في الانتخابات التي ستجري في العاشر من أيلول المقبل، تحت شعار "استكمال النضال"، داعيًا في الوقت نفسه، أيّ منتسب لـ"التيار" تتوافر لديه الشروط القانونية ويتمتع بالأهلية وبالقدرة على قيادة الحزب، أو غير راضٍ عن قيادته للتيار سياسيًا أو إدارته تنظيميًا، ويملك مشروعًا أفضل، إلى "المنافسة الديمقراطية".


 
من هذا المنطلق، لم تَخلُ كلمة الترشيح التي أطلقها باسيل عبر المنصّات الرقمية، من العواطف والوجدانيّات، بدءًا من حديثه عن "المنافسة بالديمقراطية"، وتعهّده قبول نتيجة الانتخابات، ولو لم تكن في صالحه، وصولاً إلى نفيه صفة "الوراثة السياسية" عن نفسه، مرورًا باعتباره "التزكية" التي باتت عنوانًا لانتخابات "التيار الوطني الحر"، شأنه شأن الكثير من الأحزاب التقليدية الأخرى، "ديمقراطية لكن بنتيجة حاسمة لصالح مرشح وحيد لم ينافسه أحد".
 
لكن، بعيدًا عن هذه العواطف التي قد يصحّ وصفها بـ"الجيّاشة"، ثمّة من يطرح العديد من علامات الاستفهام عشيّة انتخابات "التيار" المنتظرة الشهر المقبل، فهل "يرضى" باسيل فعلاً برئاسة غيره لـ"التيار"، من باب "المنافسة الديمقراطية"؟ هل من يجرؤ أصلاً على خوض "المعركة" في وجه الرجل الذي بات برأي البعض يختصر "التيار" في شخصه، بعدما "شطب" السيرة النضالية لقيادات "تاريخية"، ووضع من تبقّوا تحت "التهديد"؟!
 
واقع "التيار" المُرّ
 
على قدر "حلاوة" فكرة الانتخابات داخل "التيار الوطني الحر"، التي تكتسب شرعيّتها من نظام الحزب الرئاسيّ، بعدما أضحى "التيار" الحزب السياسي الوحيد في لبنان الذي يُنتخب رئيسه مباشرة من القاعدة المؤلفة من 40 ألف منتسب، يتحدّث البعض عن "مرارة" الواقع الذي يشهده "التيار" في هذه المرحلة، بعدما خرج منه الكثير من المناضلين القدامى، طوعًا أو قسرًا، فيما يجد الكثير من "رفاقهم" أنفسهم في موقف لا يُحسَدون عليه.
 
يذكّر العارفون في هذا الإطار بما يسمّونه ظاهرة "الهجرة العكسية" من "التيار" في السنوات الأخيرة، بعدما كان متوقَّعًا أن يسهم وصول مؤسّس "التيار" العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا إلى رفع أسهم الحزب، فكانت النتيجة أنّ الكثير من الأسماء التي ارتبطت "تاريخيًا" بـ"الجنرال" خرجت أو أخرِجت من "التيار"، الذي يرى كثيرون أنّه "انقلب على نفسه" في ظلّ "العهد القوي"، بعدما وجد "العونيون" أنفسهم في قلب المنظومة التي لطالما حاربوها.
 
يتحسّر بعض "العونيين القدامى" في هذا الإطار على واقع "التيار"، الذي يعتبرون أنّ عون وباسيل يتحمّلان سويًا مسؤولية "انحداره" بشكل أو بآخر، فالأول لم يعد يرى سوى في باسيل "المُنقِذ"، ويرفض أيّ رأي آخر، فيما الثاني يعزّز مواقع المقرّبين منه والمحسوبين عليه على حساب "المناضلين"، ولو تلطّي تارة خلف النظام، وطورًا خلف المجلس التأديبي، لتبرير قرارات "طرد تعسّفي" أثارت ولا تزال تثير الكثير من الجدل داخل "التيار".
 
انتخابات "صورية"؟!
 
لكلّ هذه الأسباب، لا يُعتقَد أنّ الانتخابات المقبلة ستحمل جديدًا على خطّ قيادة "التيار"، إذ يستبعد العارفون أن يترشح أحد في وجه باسيل، الذي "ضمن" الرئاسة لنفسه، بعدما أخرج كلّ من يمكن تصنيفه "مشاكسًا" من الصفوف الحزبيّة، ولم يبقَ من المعارضين له سوى أسماء تُعَدّ على أصابع اليد الواحدة، بل إنّ المفارقة أنّ هؤلاء "مهدَّدون" بدورهم بالخروج، وقد يكون ترشح أحدهم في وجه باسيل "ورقة الانسحاب" على طريقة الأحزاب "الشمولية".
 
يذكّر العارفون بما حصل في الآونة الأخيرة مثلاً مع بعض "نخبة" النواب "العونيين" من الذين تعرّضوا لـ"نيران غير صديقة" من قلب "التيار"، وتحديدًا من الفريق المحسوب على باسيل، لا لشيء إلا لأنّهم عبّروا عن رأي مخالف لرأيه في مقاربة استحقاق رئاسة الجمهورية، وتحديدًا في مسألة ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، رغم ما سُمّي "إبراء مستحيلاً"، حتى إنّ هناك من لوّح باحتمال "طردهم" من "التيار" أسوةً بغيرهم.
 
وإذا كانت كلّ المؤشرات تدلّ على أنّ انتخابات "التيار" ستكون صورية وشكليّة، باعتبار أن نتيجتها محسومة سلفًا، وأنّ باسيل سيبقى رئيسًا لـ"التيار" بالتزكية، التي قد لا تكون "خير تعبير" عن وجود توافق على شخصه، يتمسّك المؤيدون لباسيل بوجهة نظر مختلفة، تدعو المعارضين له إلى خوض "التحدّي" والترشح، إذا كانوا واثقين بأنفسهم وبقدراتهم، فباسيل كما غيره "تحت القانون"، وصناديق الاقتراع تبقى "الفيصل"، وهنا "بيت القصيد".
 
قد تبدو دعوة باسيل والمحسوبين عليه إلى "المنافسة الديمقراطية" في انتخابات رئاسة "التيار"، أقرب إلى "مثالية غير واقعية" بنظر البعض، بالنظر إلى "تراكمات" أوصلت "التيار" إلى ما هو عليه اليوم، وقد أضحى برأي كثيرين في اتجاه "مناقض" لسيرته التاريخية ومبادئه النضالية. يختصر هؤلاء الأمر بأنّ "التيار" الذي كان يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى في العمل الحزبي، أصبح الآن "نسخة" عن سائر الأحزاب، بدليل انتخاباته "المعلّبة"! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أمين الرياض: رفعنا الإيقاف عن الكثير من الأراضي وسيتم الإعلان عن الباقي قريباً

المناطق_الرياض

قال الأمير فيصل بن عياف، أمين منطقة الرياض، إن الكثير من الأراضي رُفع عنها الإيقاف، والباقي سيتم الإعلان عنه قريباً، إما في مسار التطوير أو في مسار رفع الإيقاف.

 

أخبار قد تهمك نائب أمير مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية 12 نوفمبر 2024 - 4:23 مساءً مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 12047 نقطة 12 نوفمبر 2024 - 4:08 مساءً

وأضاف أمين الرياض في جلسة ضمن معرض سيتي سكيب، أن إيقاف الأراضي في مدينة الرياض كان شرا لا بد منه، لافتاً إلى أن الأمانة تعي آثار الإيقاف السلبية وحريصة على رفعها بأسرع وقت، ونوه بالآثار الإيجابية لرفع الإيقاف الذي تم مؤخراً.

 

وذكر أن أي إيقاف للأراضي ليس قراراً سهلاً، وأي إيقاف يتم يكون بحثاً عن الصالح العام، وتتم دراسته بشكل كامل، حيث يتم تحديد نوعية المشروع الذي سيتم إنشاؤه، أو يكون هناك كود عمراني، أو أن يتم رفع الإيقاف.

https://x.com/i/status/1855947758793818410

 

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 12 نوفمبر 2024 - 4:26 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد12 نوفمبر 2024 - 3:55 مساءً“طريق البخور”.. تجربة تفاعلية تحاكي رحلة التجارة القديمة بالعُلا أبرز المواد12 نوفمبر 2024 - 3:52 مساءًأمير الباحة يشهد توقيع اتفاقية تعاون بين مجلس الجمعيات الأهلية بالمنطقة ومؤسسة الريادة الاجتماعية أبرز المواد12 نوفمبر 2024 - 3:30 مساءًأمير الحدود الشمالية يستقبل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لرياضة الصم أبرز المواد12 نوفمبر 2024 - 3:27 مساءًتنفيذ حكم القتل تعزيرًا بجانيين في منطقة الجوف أبرز المواد12 نوفمبر 2024 - 3:19 مساءًأمير الحدود الشمالية يتفقد فعاليات “التابلاين” في عرعر12 نوفمبر 2024 - 3:55 مساءً“طريق البخور”.. تجربة تفاعلية تحاكي رحلة التجارة القديمة بالعُلا12 نوفمبر 2024 - 3:52 مساءًأمير الباحة يشهد توقيع اتفاقية تعاون بين مجلس الجمعيات الأهلية بالمنطقة ومؤسسة الريادة الاجتماعية12 نوفمبر 2024 - 3:30 مساءًأمير الحدود الشمالية يستقبل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لرياضة الصم12 نوفمبر 2024 - 3:27 مساءًتنفيذ حكم القتل تعزيرًا بجانيين في منطقة الجوف12 نوفمبر 2024 - 3:19 مساءًأمير الحدود الشمالية يتفقد فعاليات “التابلاين” في عرعر نائب أمير مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية نائب أمير مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • استشاري: الصيام المتقطع أمن للجميع ويعالج الكثير من الأمراض .. فيديو
  • ما الذي تراهن عليه تركيا في سوريا بعد فوز ترامب؟
  • النمري للحكومة .. 300 دينار ليس بالشيء الكثير قياسا لغلاء المعيشة والتضخم
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • خالد الجندي: يجوز تفضيل أحد الأبناء على غيره في حالة واحدة
  • باسيل: الحل الوحيد المتاح لوقف الحرب هو تطبيق الـ1701
  • أمين الرياض: رفعنا الإيقاف عن الكثير من الأراضي وسيتم الإعلان عن الباقي قريباً
  • إسرائيل: الوحش الذي صنعه الغرب ولم يعد يسيطر عليه؟
  • لم يتبق الكثير.. مفاجأة عن تطبيق حكم زيادة قيمة الإيجار القديم
  • رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: أخاطبكم باسم لبنان للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الأيام جراء العدوان الإسرائيلي الذي نشر الموت والدمار في انتهاك صارخ للقانون الدولي