6 ديسمبر، تاريخٌ يقطر دمًا، يوم شهدت فيه قرية أتريس بالجيزة على مأساة لا تُنسى وجُرم لا يُغتفر، حين سُفكت دماء الطفلة "مكة وليد" دون شفقة ولا رحمة في مشهد بشع خلف جرحًا غائرًا في البيوت والقلوب؛ الجرح لم يندمل وسيظل هذا التاريخ عارًا في صفحات الزمان إن لم تُدوّن بمحاذاته "ليلة القصاص".

تفاصيل الواقعة تبدو أشبه بكابوس مرعب وقف الزمن عندها، فاليوم لم يمر والحداد لا ينتهي، شوارع أتريس يغمرها الحزن، والذهول يكاد يُذهب العقول، مكة حاضرة في كل بيت، وصورها في كل يد.

الطفلة البريئة مكة وليدحق مكة أمانة في أعناقنا.. صرخات الأهالي تزلزل الصمت

بكاء أبيها جمرة في القلوب، وصراخ أمها نار تحرق سكون الرّيف، الأرض ضاقت بما رحبت، حتى الطبيعة تُقاسمها الألم؛ السماء ترثِيها والأرض تنعيها حتى الهواء ثقيل يفتقد خِفتها؛ فقد كانت جميلة مرحةً ليس لها في عالم البشر شبيه، ولا في الرّقة مثيل، كانت فقط تُشير بأصبعِها للسماء فتتسابق النجمات أيهم يبِيتُ في غُرفتها؟.. راحت "مكة" وبكت عليها السماء والغُرفة!

أهالي أتريس يرفعون شعار “حق مكة لازم يرجع”أهالي أتريس: مكة تناديكم.. أعيدوا لها حقها واجعلوا هاشتاج القصاص حديث الوطن 

مشهد "العُثور على مكة مذبوحة ومفرغة الأعضاء في" زلزل الأفئدة وحوّل قرية أتريس وما حولها إلى ميادين للغضب، وأطلق العنان لهاشتاج #حق_مكة_لازم_يرجع ليكون صرخة مجتمعية تطالب بالقصاص العاجل لزهرة ذُبحت في مهدها، وبراءة سالت دماؤها على الأرض فارتجّت.

مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى منصات للتعبير عن الغضب والغليان، انطلقت أصوات الأهالي، وقامت الحناجر بترتيل هاشتاجات (#حق_مكة_لازم_يرجع، #عايزين_حق_مكة، #حق_مكه_مش_هيضيع، #إعدام_القاتلة_وأولادها ) عازمة على ألا تمر هذه الجريمة دون حساب فلا يُلتئم الجرح النازف دون قصاص. لا مجال للسكوت، ولا مكان للطمأنينة حتى يتحقق العدل، فهذه ليست مجرد حادثة عابرة، فمكة أصبحت رمزًا للطفولة المغدورة، وقضية تشد أعناق الجميع نحو ضرورة إنصاف تلك روح بريئة قُتلت دون أن تقترف ذنبًا. فهل ستستجيب العدالة لصرخة "حق مكة"؟ وهل سينتصر الحق على الجريمة في يومٍ قريب؟!

 

تفاصيل الواقعة بدأت عندما عثر أهالي قرية وردان التابعة لمركز منشأة القناطر بالجيزة على جثة طفلة بريئة مذبوحة تدعى “مكة وليد فرحات” 5 أعوام، داخل شقة بمنطقة المعهد الديني في ظروف غامضة، وذلك بعد تغيبها عن منزلها بأتريس منذ عصر الجمعة.

شهود عيان يروون تفاصيل مروعة.. وشبهات تحوم حول تجارة الأعضاء

قال أحد شهود العيان لـ"الوفد" إن الطفلة تدعى “مكة وليد فرحات” 5 أعوام عثر عليها “مذبوحة” من الرقبة باستخدام آلة حادة ومفرّغة من الأعضاء، وكانت قد تغيبت عن منزلها منذ عصر الجمعة 6 ديسمبر، وعثر عليها مقتولة في بيت كائن بمنطقة المعهد الديني.

"نقلتها في العفش".. هكذا أضاف الشاهد، والذي أشار إلى أن الطفلة كانت ضحية استدراج مروّع، حيث إن المتهمة كانت تقيم بالإيجار في شقة بجوار منزل الطفلة بقرية أتريس وتم إخراجها بعد بيع العقار، واستغلت المتهمة عملية نقل أثاثها لاستدراج الصغيرة وقتلتها بدم بارد في شقتها الجديدة بقرية وردان، حيث تم العثور على جثمان الطفلة لاحقًا في مشهد صادم كشف عن فظاعة الجريمة وأبعادها المؤلمة.

 

 

وأضاف آخر، أن القرية تعيش حالة من الحزن العميق والصدمة المروعة بعد الجريمة البشعة التي انتزعت البراءة من أحضان الطفولة، فالطفلة كانت بمثابة ابنة للجميع، وووالدها مشهود بسمعته الطيبة، والمؤلم أنها وُجدت في مشهد يفطر القلوب مبتورة اليدين ومنزوعة الأعضاء، تاركة وراءها توأمًا وأسرة مكلومة، بينما يخيّم على الأهالي شعور بالعجز أمام هذه الفاجعة التي تجاوزت حدود الإنسانية.

في تطور مفاجئ، أفصح شاهد عيان لـ"الوفد" أن المتهمة بقتل الطفلة كانت تُشارك أسرة الضحية في البحث عنها، متظاهرة بالحزن والقلق، في محاولة لخداع الجميع وإبعاد الشبهات عن نفسها.. ولكن بأي ذنبٍ قتلت تلك الملاك!

تحدّثت "الوفد" مع حمادة فرحات، عم طفلة وردان المذبوحة "مكة وليد فرحات"، والذي كشف عن تفاصيل تُفطر القلوب حول الواقعة المروعة، حيث وصف المشهد قائلًا: "عندما عثرنا على جثة ابنة أخي كانت مقطعة الأوصال بشكل لا يُوصف؛ الأطراف مبتورة، والساقان والأعضاء مفقودة، والرأس مفصول عن الجسد بالكامل، مشهد قاسٍ للغاية لا يُمكن لعقل بشري تصوره أو استيعابه، لم نُصدق ما رأيناه حتى اللحظة".

 وأشار عم الضحية إلى أن المتهمة تدعى “شيماء نصر” 38 عامًا، كانت جارة الضحية، ومكة صديقة ابنتها، ولكن المتهمة استخدمت تلك الصداقة لاستدراج الطفلة، فاستغلت وجودها في منزلهم للعب مع ابنتها، ثم قامت بنقل الطفلة بواسطة "تروسيكل" في كرتونة، من قريتها بأتريس إلى شقة استأجرتها حديثًا في وردان، وذلك أثناء نقل "عفش البيت".

محامي أسرة الطفلة مكة يفجر مفاجأة تقلب الموازين

 وفي أول ظهور له، كشف محمود يحيى رسلان، محامي أسرة الضحية مكة وليد فرحات - في تصريح خاص لـ"الوفد" - عن تطورات صادمة  في الواقعة قائلًا: «إن القاصر "منة. ع" تحاول إسقاط تهمة قتل الطفلة مكة عن والدتها لتُواجه القضاء».

وفيما يخص بسير التحقيقات، أشار إلى أنه تم سؤال المتهمة "منة. ع" والتي اعترفت بارتكابها الواقعة وأنها من خطّطت لها، في محاولة منها لنفي التهمة عن والدتها لتُقصرها على نفسها؛ لأنها قاصر لم تبلغ 18 عامًا، وتعلم أنها قانونًا لن يُحكم عليها بالإعدام، وفي أروقة النيابة قبل التحقيق ردّدت بأنها “لن تُدان بأكثر من 5 سنوات”.

البحث عن الأعضاء المبتورة.. الضفادع البشرية تُمشط البحر بلا جدوى

وتابع: «لدينا ثقة في المباحث والنيابة العامة ونيابة حوادث شمال الجيزة والتي تجرى التحقيقات، أنها سوف تصل للحقيقة دون محاباة وأن تقدم كل من ساهم أو حرّض أو اشترك في هذه الجريمة البشعة للمحاكمة الجنائية، وقد أجرى المستشار أحمد زغلول وكيل النائب العام بنيابة مركز منشأة القناطر معاينة لمسرح الجريمة بصحبة المتهمة "منة. ع" في قريتي أتريس ووردان بمركز منشأة القناطر بالجيزة، وذلك بعد اعترافها بأنها أقدمت على خنق مكة بقطعة قماش في شقة أتريس، ووضعها في كرتونة وتحميلها مع العفش في التروسيكل واصطحابها إلى الشقة المستأجرة بمعرفتها في وردان، ثم قامت بتقطيع الجثة بسكين، وذلك بعد ذبحها وفصل رأسها عن جسدها وتفريغ أحشائها بالكامل وقطع الذراعين والأرجل وإلقائها في البحر، فأرسلت النيابة ضفادع بشرية للبحث عن الأعضاء حسب رواية المتهمة ولم تعثر على أي شيء».

محامي أسرة الطفلة مكة يطالب بالقصاص العاجل من كافة المتورطين بالجريمة

واستطرد "رسلان" قائلًا: «لنا تساؤل بسيط كيف لبنت قاصر أن تفعل كل هذا؟.. تخنق مكة وتلفها في بلاستيك وكراتين وتنزلها من الدور الثالث في قرية أتريس وتحملها على التروسيكل في كرتونه في حضور أمها وأخيها وسائق التروسيكل قريبها وتذهب إلى قرية مجاورة وتحملها للدور الثالث أيضًا بحضور الجميع ثم تقوم بتقطيعها وتفريغ أحشائها بشكل احترافي للغاية، وتقوم بغسل الشقة والقطع البشرية لإخفاء آثار الجريمة وتتخلص من بعض الأعضاء وكل هذا في أقل من ساعة ونصف؛ القانون المصري به دفع جنائي وهو عدم تصور معقولية حدوث الواقعة بهذا الشكل، وأن المتهمة الموجودة هي أداة لآخرين لأغراض لا يعلمها إلا الله، وأثق أن التحقيقات ستتوصل لكل من شارك أو ساهم أو اتّفق أو حرض أو ساعد هذه الذئبة البشرية المجرمة التي قتلت بدم بارد طفلة بريئة في عمر الزهور بدون أي ذنب أو دافع يُذكر، وسوف تظهر الحقيقة ويرتاح بال الجميع في كل أنحاء مصر والذين أصابهم الهلج من هذه الجريمة الشنيعة».

واختتم محامي أسرة الطفلة مكة حديثه: «نطالب بالقصاص العاجل من كل من حرض أو اشترك أو خطط أو نفّذ هذه الجريمة وننضم للنيابة العامة بصفتها سلطة الاتهام».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أتريس أهالي أتريس مواقع التواصل الإجتماعى صفيح ساخن الطفلة مكة هذه الجریمة محامی أسرة الطفلة مکة

إقرأ أيضاً:

كشف أثري جديد في مصر.. يرجع للعصر البطلمي

نجحت البعثة الأثرية الفرنسية من جامعة ليون والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة برئاسة الدكتور Joachim le Bomin  في الكشف  عن رأس  تمثال رخامي لرجل كبير في العمر من العصر البطلمي، بأطلال أحد المنازل من القرن السابع الميلادي، وذلك أثناء أعمال حفائر البعثة بمنطقة تابوزيرس ماجنا على بعد 45كم غرب الإسكندرية.

صرح بذلك شريف فتحي وزير السياحة والآثار.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار، أن ضخامة حجم رأس التمثال المكتشف والذي يصل ارتفاعها نحو 38سم، أي أكبر من الحجم الطبيعي لرأس الإنسان، يشير إلى أنه كان جزء من تمثال ضخم قائم في مبني ضخم ذو أهمية سياسية عامة وليس منزلاً خاصاً.

فيما أشار محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أن الرأس المكتشف منحوت بدقة فنية عالية وذو ملامح واقعية حيث فترة انتشار فن التصوير الواقعي التي ازدهرت في نهاية الحقبة الهلنستية.

وأًضحت الدراسات المبدئية لملامح الرأس إنها لرجل مسن، حليق الرأس، وجهه مليء بالتجاعيد ويظهر عليه الصرامة وعلامات المرض.

وأضاف أنه الدراسات أوضحت أيضاً  أن الرجل صاحب الرأس كان من كبار الشخصيات العامة وليس ملكاً، الأمر الذي يشير إلى أهمية موقع تابوزيريس ماجنا  منذ بطليموس الرابع فصاعداً.

و أكد الدكتور Joachim le Bomin رئيس البعثة، أن البعثة مستمرة في عملها بالموقع في  محاولة لمعرفة لماذا تم العثور على هذه الرأس في هذا المنزل على الرغم من أن تاريخها يعود إلى فترة ما قبل بناء المنزل بحوالي 700عام، مشيراً إلى أن فريق عمل البعثة يقوم حالياً بإجراء المزيد من الدراسات على الرأس في محاولة للتعرف على صاحبها، فضلا عن البدء في أعمال الصيانة والترميم اللازمة لها.

وتجدر الإشارة إلى أن موقع تابوزيريس ماجنا  يعد من أهم المواقع الأثرية بالساحل الشمالي لمصر وذلك لما كانت له من قدسية كبيرة في العصرين اليوناني الروماني والبيزنطي. ويحتوي الموقع على معبد ضخم مخصص لعبادة الإله اوزير والذي جاء من اسمه اسم المدينة  تابو زيريس ماجنا وهو  الاسم اليوناني الذي سميت به المدينه والمشتق من الكلمة المصرية القديمة بر وسر اي منزل الإله أوزير 
‏ويحتوي الموقع على العديد من الآثار الثابتة الهامة منها معبد أبو صير ومقابر البلانتين  والجبانة الضخمة التي تقع للغرب وللشرق من المعبد وكذا فنار أبو صير والذي يمثل شاهد  على هيئة فنار الإسكندرية القديم وتعود تسمية المنطقة برج العرب لوجود هذا الفنار أو البرج بالموقع وكذلك منطقة المنازل والميناء والمنشآت التجارية والكنيسة البيزنطية والتي تقع بالقرب من ساحل لبحيرة مريوط.
‏وتعمل بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بموقع تابوزيريس ماجنا منذ عام ١٩٩٨ ‏وتقوم البعثة بأعمال الحفائر والترميم  في أكثر من منطقة داخل تابوزيريس ماجنا منها منطقة الحمام البطلمي وتعتبر من أهم مناطق عمل البعثة لأنها تحتوي على حمام عام يرجع للعصر البطلمي  وهو بحالة جيدة جدا من الحفظ وطراز فريد ولا يوجد مثيل له بالقطر المصري، ومقابر البلانتين حيث تقوم البعثة بأعمال الحفائر والترميم لتلك  المقابر التي ترجع للفترة البطلمية، فضلا عن المنطقة الجنوبية المطلة على بحيرة مريوط وتشمل منطقة الميناء التجاري والمنازل والأسواق البيزنطية.

مقالات مشابهة

  • سيدة تدعي تعرضها للنصب من مجهول انتحل شخصية براد بيت.. كيف خدعها؟
  • خبير تكنولوجي: 80 منظمة عالمية تراقب محتوى منصات التواصل الاجتماعي
  • السعودية.. "تيك توكر" تأكل خروفاً كاملاً في زمن قياسي
  • رئيس حي ثان الزقازيق يستجيب لشكاوى المواطنين عبر منصات التواصل الإجتماعي
  • الآثار السلبية لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية علاجها
  • إدمان «مواقع التواصل الاجتماعي».. تأثيرات كبيرة على صحتنا العقلية والسلوكية
  • كشف أثري جديد في مصر.. يرجع للعصر البطلمي
  • تامر عاشور يغادر نيويورك متجهًا إلى الرياض لحضور حفل جوي أورد
  • تامر عاشور يقطع جولة حفلات أمريكا بسبب جوى أورد ويتوجه للرياض
  • هاني شاكر يهاجم محمد رمضان: ممكن تغني بس مش لازم تتعرّى