في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين، ألقى السفير الصيني لياو ليتشيانج كلمة مؤثرة في مقر نقابة الصحفيين المصرية. في هذه الكلمة، أبرز أهمية التعاون الثنائي كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. تناول السفير أيضًا رؤية الصين حول بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، مع التأكيد على ضرورة التعاون والتضامن بين الدول.

أردوغان من قمة الدول الثماني النامية : نسعى لتحقيق الاستقرار في سوريا

أشار حسين الزناتى وكيل النقابة رئيس لجنة الشئون الخارجية بنقابة الصحفيين إلى أن العلاقات بين مصر والصين تمثل حجر الأساس في الحديث عن التعاون الإفريقي، مؤكدًا أن مصر كانت نقطة البداية للوجود الرسمي للصين في القارة السمراء، قائلا:" أن العلاقات الصينية المصرية مازالت نموذجا للتعاون وتحقيق الكسب المشترك بين دولتين صديقتين، وتتمسك الدولتان بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة والسعي إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية، وبرزت تلك السياسة في مواقف كل منهما تجاه الآخر في مختلف المحافل الدولية وخاصة في ملفات النزاعات الإقليمية والدولية

وأوضح الزناتي فى بداية اللقاء الحوارى الذى نظمته لجنة الشئون الخارجية بالنقابة للسفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانج أن حجم التجارة بين البلدين قد بلغ وفقا للمصادر الصينية الرسمية 12 مليارًا و560 مليون دولار، فى الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجارى، وأصبحت الصين من أكبر الدول الاستثمارية في مصر.

ومن جانبة أكد السفير الصيني لدى مصر، لياو ليتشيانج، خلال كلمته في نقابة الصحفيين المصرية، أن العلاقات الصينية المصرية دخلت "العقد الذهبي" في العصر الجديد، مشيرًا إلى أن هذا العام يصادف الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، لافتا إن هذه العلاقات ليست مجرد تاريخ مشترك بل هي أساس قوي لمستقبل واعد.

أشار لياو ليتشيانج إلى أن نقابة الصحفيين المصرية تتمتع بتاريخ طويل ومكانة مرموقة، حيث تلعب دورًا محوريًا في نقل قصص مصر للعالم، وتقديم صورة إيجابية عن الشعب المصري. وأشاد بدور الصحفيين المصريين في تعزيز الفهم المتبادل بين مصر والصين، معبرًا عن شكره لجهودهم في نشر تقارير موضوعية حول الصين.

كما تطرق السفير إلى أهمية العمل المشترك بين الصين ومصر لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا أن رؤية الرئيس شي جين بينغ حول بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تدعو إلى النظر إلى تنمية الدول الأخرى كفرصة، بدلاً من تحدٍ، وتعزيز التعاون والتضامن بين الدول.

وأكد أن العلاقات الصينية المصرية ليست مجرد تاريخ مشترك، بل تمثل أساسًا قويًا لمستقبل واعد. واستعرض السفير بعض اللحظات التاريخية التي ساهمت في بناء هذه العلاقات، مشيرًا إلى دعم الصين لمصر خلال فترة تأميم قناة السويس، ولقاء الرئيس جمال عبد الناصر مع رئيس مجلس الدولة الصيني تشو آنلاي.

وتناول العرض مجموعة من الصور كالتالي:-

الصورة الأولى هي اللقاء بين الرئيس ماو تسي دونغ وأول سفير مصري لدى الصين حسن رجب. موضحا أن مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة.

الصورة الثانية هي المظاهرات الداعمة لجهود مصر في تأميم قناة السويس في ميدان تيانآنمين ببكين. في يوليو عام 1956، عندما أبناء الشعب المصري نضالا شجاعا تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر من أجل تأميم قناة السويس. قائلا : "قدمت الصين 20 مليون الفرنك السويسري إلى الحكومة المصرية كمساعدات نقدية، رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة للغاية، وقام أبناء الشعب الصيني في كل أنحاء البلاد بالمظاهرة لثلاثة أيام متتالية.

الصورة الثالثة هي اللقاء بين رئيس مجلس الدولة الصيني تشو آنلاي والرئيس جمال عبد الناصر على هامش مؤتمر باندونغ المنعقد في عام 1955، وسجل هذا اللقاء التاريخي صفحة جديدة للعلاقات الصينية المصرية. موضحا أن العام القادم يصادف الذكرى الـ70 لمؤتمر باندونغ، وأعتقد أن كثير من الدول في حركة عدم الانحياز ستقيم فعاليات تذكارية بهذا الخصوص، لأن هذا المؤتمر المهم فتح آفاقا مشرقة للتعاون بين الدول النامية في مكافحة الإمبريالية والاستعمار والحفاظ على الاستقلال، وساعدها في تحقيق انتصارات هائلة.

تواصل رفيع المستوى

 وتناول السفير الإنجازات الكبيرة التي حققتها هذه العلاقات، مع تسليط الضوء على التعاون المتزايد في مجالات متعددة ، مشيرًا إلى أهمية التواصل بين الرئيسين شي جين بينغ وعبد الفتاح السيسي، والذي يشكل "القوة الإرشادية" للعلاقات الثنائية

وأوضح السفير انه منذ عام 2016، قام الرئيس شي بزيارة تاريخية لمصر، حيث عُقدت العديد من الاجتماعات التي عززت من التعاون في مختلف المجالات. وقد أجرى الرئيس السيسي ثماني زيارات إلى الصين خلال العقد الماضي، مما يعكس التزام البلدين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية. وقد التقى الرئيسان 13 مرة، مما يوضح قوة العلاقات بينهما ودور الاتصال المباشر في دفع التعاون إلى آفاق جديدة.

استعرض السفير الإنجازات البارزة في التعاون العملي، مشيرًا إلى أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 12 عامًا متتالية. ومن أبرز المشاريع التي نفذتها الشركات الصينية في مصر:

- أعلى برج في إفريقيا: تم بناءه بجهود صينية، مما يعكس التزام الصين بتطوير البنية التحتية في مصر.

- أول سكة حديد كهربائية في إفريقيا: يمثل هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تحسين وسائل النقل في البلاد.

- مشروع تحسين شبكة الكهرباء: ساعدت الشركات الصينية في تنفيذ أكبر مشروع لتحسين شبكة الكهرباء في تاريخ مصر، مما ساهم في زيادة كفاءة الطاقة وتلبية احتياجات المواطن المصري.

كما ساهمت التكنولوجيا الصينية في مجال الفضاء، حيث أصبحت مصر أول دولة إفريقية تمتلك القدرة على تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية.

*التواصل الشعبي والثقافي*

أكد السفير على تزايد اهتمام المصريين بدراسة الثقافة واللغة الصينية. حيث أدرجت اللغة الصينية في المناهج الدراسية الوطنية، وفتحت حوالي 30 جامعة مصرية كليات متخصصة في اللغة الصينية. كما تم تأسيس ثلاثة معاهد كونفوشيوس في مصر، مما ساهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعبين.

نُظمت العديد من الفعاليات الثقافية، مثل "عيد الربيع السعيد" و"أسبوع السينما الصينية"، التي لاقت استحسانًا كبيرًا من قبل الشعب المصري. كما شهدت العلاقات الثقافية ازدهارًا من خلال المعارض والأنشطة التي تعزز من الروابط التاريخية بين البلدين.

أوضح السفير أن العلاقات الصينية المصرية تمثل نموذجًا للعلاقات الدولية من نوع جديد، حيث يتعاون البلدان بشكل وثيق في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة. وقد حضر قادة البلدين العديد من الأحداث العالمية، مثل منتدى "الحزام والطريق" ومنتدى التعاون الصيني العربي، مما يعكس التزامهما بالمصالح المشتركة للدول النامية.

في ختام كلمته، أكد السفير لياو على أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون بين الصين ومصر، مشيرًا إلى أن عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا في بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك. ودعا إلى تكثيف التواصل بين الشعبين وتعزيز الفهم المتبادل.

كما أكد السفير على أهمية تطوير التعاون في مجالات جديدة، مثل الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، معربًا عن أمله في أن يحقق التعاون بين البلدين إنجازات جديدة في المستقبل القريب.

تأتي هذه الفاعلية في وقت يشهد فيه العالم تحديات متعددة، مما يجعل من الضروري تعزيز الفهم المتبادل وتعميق الروابط الثقافية والسياسية بين مصر والصين.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العلاقات التاريخية مصر نقابة الصحفيين المصرية علاقات دبلوماسية السفير والتضامن بین مصر والصین لیاو لیتشیانج مشیر ا إلى أن بین البلدین الصینیة فی أکد السفیر فی مصر

إقرأ أيضاً:

بالصور.. نائب محافظ الأقصر يستقبل رئيس جمعية الصداقة الصينية لتعزيز التعاون

استقبل الدكتور هشام ابو زيد نائب محافظ الاقصر السيد كاي شيانجين المدير العام لمكتب الشؤون الخارجية لمقاطعة شاندونج ورئيس جمعية شندونج الشعبيه للصداقه مع الدول الأجنبية والوفد المرافق له.
وتهدف الزيارة لتعزيز التعاون في مجالات الثقافة والسياحة والاقتصاد والتجارة والتعليم وكذا زيارة جامعة الأقصر لتعزيز التعاون اللغوي والثقافي وتبادل الطلاب والدارسين والدراسات في مجال الاثار المشتركه وتدريس اللغة الصينية.
فى بداية اللقاء رحب نائب محافظ الأقصر بالوفد الصينى معربا عن خالص سعادته بهذا اللقاء، كما ابلغهم تحيات وتقدير المهندس عبد المطلب عماره محافظ الأقصر، والذى حالت ظروف سفره للقاهرة دون حضور اللقاء. 
وأكد على أهمية التواصل فى كافة المجالات الثقافية والتجارية والزراعية والتقنية، مؤكدا على انبهاره بالحضارة الصينية وتطورهم فى كافة المجالات، وأن المجتمع الصينى مجتمع منظم، كما أننا نسعد بنقل الخبرات فى جميع القطاعات وخاصة مجال الحفاظ على الآثار والتراث كوننا اصحاب حضارات عريقة، وقال أن الأقصر بها منطقة صناعية واعدة  تحكمها قوانين الإستثمار فى مصر وتهدف لجذب رجال الأعمال دون اي تعقيدات  .
ومن جانبه، أعرب رئيس الوفد الصينى عن خالص شكره لحسن الاستقبال، كما أبدى انبهاره بالحضارة المصرية القديمة وأن الأقصر مدينة عريقة شعبها يتشابه والشعب الصينى فى حب الآثار والتاريخ  ، وأن مصر هى أول دولة عربية وأفريقيه فى اقامة علاقات مع جمهورية الصين الشعبية وذلك كونهما من أقدم الحضارات فى العالم.
ثم قدم عرضا تفصليا عن مقاطعة شاندونج كونها معقل الثقافة الكونفوشسية ومهد للحضارة الصينية وهى واحدة من أكبر المقطاعات، وان تعداد سكانها يبلغ نحو ١٠٠ مليون نسمة اى ما يوازى تعداد جمهورية مصر العربية،  وتتشابه جغرافيا مع مصر بوجود نهر النيل هنا والنهر الأصفر هناك.
وفى ختام كلمته وجه الدعوة لحضور المتخصصين الحاضرين لزيارة المقاطعة فى شهر مايو المقبل، كما عرض مذكرة تفاهم بين المقاطعة وبين الأقصر.
وفي ختام اللقاء قام الجانبين بتبادل الهدايا التذكارية والدروع تعبيرا عن الصداقه بين الجانبين.

حضر اللقاء الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر ومحمد غزالي مدير إدارة الإستثمار بمحافظة الأقصر والأستاذ الدكتور محمد محي الدين نقيب الزراعيين بمحافظة الاقصر.

IMG-20250116-WA0064 IMG-20250116-WA0062 IMG-20250116-WA0059 IMG-20250116-WA0058 IMG-20250116-WA0057 IMG-20250116-WA0056 IMG-20250116-WA0055 IMG-20250116-WA0054

مقالات مشابهة

  • القنصل الصينى يؤكد العلاقات المصرية الصينية شهدت طفرة كبيرة
  • سفير الإمارات ووزير الخارجية الروسي يناقشان تعزيز العلاقات
  • سفير الإمارات يبحث مع وزير الخارجية الروسي العلاقات المشتركة
  • رئيس الوزراء يبحث مع سفير الكويت بالقاهرة دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين
  • رئيس الوزراء يبحث سبل دعم وتعزيز العلاقات المصرية الكويتية
  • رئيس الوزراء يبحث مع السفير غانم صقر سبل دعم وتعزيز العلاقات المصرية الكويتية
  • سفير مصر في مالابو يلتقي بوزير خارجية غينيا الاستوائية
  • سفير مصر في ليبيريا يبحث مع وزيرة الخارجية سبل التعاون المشترك
  • السفير نبيل فهمي: هكذا ينظر ترامب إلى العلاقات مع مصر والخليج
  • بالصور.. نائب محافظ الأقصر يستقبل رئيس جمعية الصداقة الصينية لتعزيز التعاون