دراسة تنتقد غياب استراتيجية شاملة لتدبير أحداث الشغب والعنف في الملاعب
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
سجلت دراسة حول « التدبير الأمني للعنف وأحداث الشغب بالملاعب الرياضية بالمغرب » غياب استراتيجية شاملة لتدبير أحداث الشغب والعنف في الملاعب، في المغرب.
وجاء في الدراسة التي أنجزها مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية وتم عرضها اليوم بالرباط، أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت لتعزيز للتدبير الجيد للأحداث الرياضية في المغرب، فإن الملاحظ أنه يتم التعامل غالبا مع العنف في الملاعب وإدارته « بطريقة أمنية بحتة، » دون الربط بين هذه الأبعاد المختلفة أو إدراجها في منظور أشمل للحكامة الأمنية.
وجاء في التقرير أن « الإطار القانوني والمؤسسي لا يبدو أنه موضع سياسة عامة واضحة ».
وأضاف التقرير انه بالرغم من أن مجلس الحكومة وافق في فاتح فبراير 2024 على مشروع مرسوم إنشاء اللجان المحلية لمكافحة العنف في المنشآت الرياضية، كما هو مقرر في القانون رقم 09.09، فلا تزال استراتيجية شاملة لتدبير الأحداث الرياضة وخاصة كرة القدم في حاجة إلى تطوير.
وجاء التقرير في سياق يتميز بتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في المغرب خاصة الأفريقية (كان 2025) والمشاركة في تنظيم كأس العالم للفيفا
إذ أن هذا الاختيار لا يشكل فقط اعتراف بالأمن وإدارة تجمعات الجمهور واتخاذ الرياضة كإحدى رافعات التنمية الاقتصادية، ويطرح أيضا تحديات كبيرة ذات صلة والاجتماعية.
واعتبرت الدراسة أن المبارايات باتت تتطلب تعبئة عدد كبير من القوات الأمنية في المغرب، كما تضع الحكامة الأمنية على المحك بين اتخاذ التدابير الاستباقية (المراقبة والضبط قبل المباراة، تعزيز القوات الأمنية الدوريات وإجراءات الردع (مصادرة الأسلحة البيضاء أو الألعاب النارية، استخدام خراطيم المياه، وبما فيها الاعتقالات) كما أن اعتقال العديد من مثيري الشغب ووضعهم رهن الاعتقال الاحتياطي، يزيد عبئا إضافيا على النظام السجني المغربي الذي يشكل الاكتظاظ أهم التحديات التي يعاني منه.
إلى جانب ذلك، تمثل الأحداث الرياضية الكبرى تحديات إضافية للتدبير الأمني بسبب مخاطر زيادة الجرائم العادية تجارة البضائع بشكل غير قانوني، تداول التذاكر خارج الإطار المحدد لها المخدرات السرقات).
كما تشير الدراسة إلى ان كرة القدم في المغرب تتجاوز كونها رياضة، لتصبح ظاهرة للمتعة والترفيه بل تتحول أحيانا إلى ساحات للتعبير عن الهويات والانتماءات اجتماعية وثقافية تعكس تفاعلات المجتمع وتوتراته. فالألتراس أصبحت جزءا لا يتجزأ من هذا المشهد خلال الأهازيج واللافتات والشعارات.
وتتعدى مجموعات تشجيع الفرق لتصبح فاعلاً فى الحركات الاحتجاجية. مثلا، يشير التقرير الى انخراط بعض مجموعات الألتراس بشكل ما فى حركة 20 فبراير التي طالبت بالإصلاحات السياسية والاجتماعية، وخلال هذه المحطة، استخدمت الألتراس شعاراتها وأناشيدها للتعبير ومطالبتها بالإصلاح، مظهرة مدى قدرتها على الحشد والتنظيم.
وتعكس هذه المشاركة الفعالة وعي الشباب المغربي وقدرتهم على استخدام كرة القدم كمنصة لإيصال أصواتهم وآرائهم، فأثناء المباريات أو خارجها، تستخدم الشعارات والأناشيد التي ترددها الألتراس كوسيلة للتعبير عن المواقف الاجتماعية والسياسية. وكثيراً ما تحتوي هذه الأهازيج على رسائل حول العدالة الاجتماعية، والحرية، والكرامة. أو تعبيراتها داخل وخارج أرض الوطن في مواجهة الاستفزازات بخصوص القضية الوطنية، مما يجعل هذه الأنماط وسيلة للتواصل والتعبير عن آراء جماعية. وتعكس هذه الأهازيج مشاعر الأمل والإحباط والنقد، وتسعى إلى المساهمة في تشكيل وعي جماعي حول قضايا اجتماعية وسياسية متعددة.
ولكن في سياق الشغف الجماهيري الكبير الذي يصاحب مباريات كرة القدم، قد تتحول هذه التجمعات في بعض الأحيان إلى بؤر للتوتر والعنف. ويربط البعض هذا العنف بعوامل اجتماعية متعددة منها البطالة والتهميش، والضغط الاجتماعي والاقتصادي، وهو ما يجعل تحليل هذه الظاهرة ضرورياً لفهم الديناميات المجتمعية.
وحسب التقرير تتطلب الإدارة الأمنية الجيدة للأحداث الرياضية تكامل أدوار عدة أطراف معنية، من المؤسسات الأمنية، الشرطة والقوات المساعدة والدرك الملكي، وزارة الداخلية، الوقاية المدنية، السلطات المحلية ومنظومة العدالة (السلطة القضائية، النيابة العامة، المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج)، والهيئات الرياضية الوزارة الوصية على قطاع الرياضة الجامعة الملكية لكرة القدم والأندية) وكذلك المجتمع المدني الجمعيات مجموعات المشجعين الألتراس، الشركاء الخاصون ووسائل الإعلام.
وعلى المستوى الدولي، يشير التقرير إلى أهمية التعاون مع المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) وغيرهما من الجهات ذات العلاقة بالرياضة والاستفاذة من الممارسات الجيدة في إدارة الجمهور وأمن الأحداث الرياضية.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: شغب عنف الملاعب فی المغرب کرة القدم
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن
كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز المخا للدراسات أن مدينة الحديدة قد تكون نقطة انطلاق لأي تصعيد عسكري محتمل ضد جماعة الحوثي، وذلك في سياق تزايد الهجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
الدراسة التي اطلع عليها موقع مأرب برس جاءت بعنوان "احتمالات التصعيد ضد الحوثيين في ظل الرغبة الأمريكية والاشتراط السعودي"، أوضحت أن الحكومة الشرعية اليمنية دعت إلى اعتماد استراتيجية أمريكية جديدة تتمحور حول تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، ودعم القوات الحكومية لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي، بالإضافة إلى استهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلها القيادي.
وأفادت الدراسة بأن هناك تحركات دبلوماسية أمريكية نشطة في الرياض، حيث عقد ممثلو مكافحة الإرهاب الأمريكيون لقاءات مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.
تناولت هذه اللقاءات سبل مواجهة تهديدات الحوثيين على الصعيدين الداخلي والخارجي. ومع ذلك، أبدت السعودية تحفظًا على الانخراط في أي عملية عسكرية مباشرة دون توقيع اتفاقية شراكة أمنية مع واشنطن، تضمن لها مظلة دفاعية استراتيجية وحماية لمصالحها الإقليمية.
تعتبر مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة، ميناء الحديدة، ميناء الصليف، وميناء رأس عيسى، ذات أهمية استراتيجية كبيرة، إذ تتحكم بخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. منذ أن سيطر الحوثيون على المدينة في عام 2015، تمكنوا من تنفيذ هجمات على السفن التجارية والقطع البحرية، الأمر الذي دفع الدول الغربية إلى إعادة النظر في ضرورة تحرير المدينة.
وقد لاحظت الدراسة أن الفشل في إيقاف هجمات الحوثيين من خلال الضربات الجوية الغربية قد زاد من الرغبة الأمريكية في دعم عملية عسكرية برية تقودها القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على الحديدة.
تطرقت الدراسة أيضًا إلى التحولات الإقليمية، مثل انحسار النفوذ الإيراني بعد التطورات في سوريا ولبنان. هذا الانحسار يعزز الضغط الدولي على الحوثيين باعتبارهم ذراعًا إيرانية في اليمن.
وفي الوقت نفسه، تشترط السعودية توقيع اتفاقية أمنية مع واشنطن قبل الانخراط في أي عملية عسكرية، لضمان دعم أمريكي طويل الأمد لأمنها الإقليمي.
خلصت الدراسة إلى أن أي تحول عسكري حاسم في اليمن يتطلب توافقًا دوليًا وإقليميًا، ودعمًا مكثفًا للحكومة الشرعية، من أجل كسر حالة الجمود العسكري والسياسي. كما أوصت باستغلال الإرادة الدولية الحالية لكسر سيطرة الحوثيين على الحديدة، لتحقيق تحول مماثل للحالة السورية، مما يسهم في الوصول إلى سلام شامل ومستدام في اليمن.