نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا يسلط الضوء على خطط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتفكيك مؤسسة التأمين الفيدرالية التي تأسست لحماية النظام المصرفي بعد أزمة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي؛ معتبرة أن هذه الخطط قد تُعرض الاقتصاد الأمريكي لأزمات جديدة، كما يمكن أن تؤثر على الاقتصاد العالمي.



وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن دونالد ترامب الذي يرفع شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، يرى أن آخر مرة كانت فيها أمريكا "عظيمة" كان في ثلاثينيات القرن الماضي.


فكرة مقلقة
واعتبرت الصحيفة أن عددا من خطط ترامب لفترته الرئاسية الثانية -وهي تشبه خطط ثلاثينيات القرن العشرين، مثل مرشحيه للوظائف العليا في مجال الصحة المناهضين للقاحات، وتعطشه لحروب تجارية جديدة- حظيت بتغطية كبيرة في وسائل الإعلام، على عكس تهديداته للنظام المصرفي الأمريكي التي لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام.

وأكدت الصحيفة أن فكرة إلغاء المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع مقلقة للغاية، فقد أسس الكونغرس هذه المؤسسة سنة 1933 ردًا على سلسلة من عمليات السطو على البنوك؛ حيث هرع العملاء المذعورون إلى سحب أموالهم من البنوك دفعة واحدة لقلقهم بشأن ودائعهم، مما تسبب في انهيار آلاف البنوك.

ومنذ ذلك الحين، تدير المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع نظام تأمين شامل في الولايات المتحدة، حيث يمكن للعملاء أن يثقوا في أن أموالهم ستكون في أمان إذا تعرضت المصارف لأي مشاكل طارئة، كما تشرف الوكالة المستقلة أيضًا على البنوك لتجنب وقوعها في المشاكل، لكن فريق ترامب غير راضٍ عن هذه المؤسسة، وفقا للصحيفة.

وتفيد التقارير أن ترامب يسأل مستشاريه عن إمكانية إلغاء مؤسسة التأمين الفيدرالية، بالإضافة إلى إمكانية تقليص وإلغاء ودمج عدد من الجهات التنظيمية الأخرى في القطاع المالي.


على أبواب كساد عظيم
ورأت الصحيفة أنه إذا كان الهدف من الدمج هو مساعدة الجهات التنظيمية على اكتشاف المخاطر في النظام المالي ومعالجتها فسيكون ذلك رائعًا، لكن هناك فرق بين أن تجعل الحكومة أكثر كفاءة، وبين أن تجعلها تختفي تماما، ويبدو أن ترامب يعمل على تحقيق الهدف الأخير.

فقد كان إلغاء القيود المالية إحدى أولوياته الرئيسية خلال فترة ولايته الأولى؛ حيث تراجع عن أجزاء من قانون دود-فرانك، وهو قانون تم وضعه استجابة للأزمة المالية لسنة 2008. 

وخلال رئاسة بايدن، اقترح عدد من أعضاء إدارته سلسلة من اللوائح التنظيمية للحد من المخاطر وجعل النظام المالي أكثر مرونة، بما في ذلك مطالبة البنوك الكبيرة باعتماد احتياطي رأسمالي أكبر.

وبعد فترة وجيزة من انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت الجهات التنظيمية في القطاع المالي أنها ستوقف مؤقتًا اعتماد أي آليات جديدة حتى يتولى ترامب منصبه، وقامت الشركات المدرجة في وول ستريت وجماعات الضغط بصياغة عدد من التغييرات التنظيمية التي تريد أن يلتزم بها فريق ترامب.

وحسب الصحيفة، فليس من المستغرب في ظل هذه الظروف أن ترتفع أسهم البنوك، إذ من المتوقع أن يتم تحريرها قريبًا من القيود التنظيمية، مما سيتيح لها تحمل المزيد من المخاطر، لكن ذلك قد يضع دافعي الضرائب في مأزق إذا ما تحوّلت تلك المخاطر إلى مشاكل حقيقية.

ووصفت الصحيفة الوضع الحالي بأنه يشبه حقبة ما قبل مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية، حيث شهدت السنة الماضية أكبر إخفاقات البنوك في التاريخ الحديث، وذلك بسبب الأزمة التي أطاحت ببنك "سيليكون فالي" وبنك "سيغنتشر" وبنك "فيرست ريبابليك"؛ وهددت النظام المالي الأمريكي بأكمله.

وختمت الصحيفة بأن ترامب لا يبدو مهتما بهذه الأزمة أو تلك التي حدثت في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، وهو ما يُنبئ بأن فترته الرئاسية الثانية قد تجلب "أعظم كساد على الإطلاق".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي ترامب إلغاء النظام المالي امريكا إلغاء ترامب النظام المالي المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام المالی

إقرأ أيضاً:

ترامب يبحث مع نتنياهو احتمالية غزو إسرائيلللأردن في حال تغير النظام

قال الباحث وعضو مركز ديان في جامعة تل أبيب، يشوع مئيري، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ذكر في آخر محادثة مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه "من الضروري الاستعداد لاحتمال اضطرار إسرائيل لغزو الأردن في حالة وقوع انقلاب إسلامي".

وأضاف في منشور عبر حسابه بموقع إكس: "المحادثات بين ترامب ونتنياهو استعرضت الوضع الجيوسياسي، واتفقا على أن إيران بعد معاناتها في سوريا ولبنان، ستستثمر جهودها في السيطرة على الأردن".

בלעדי:
הנשיא הניכנס דונאלד טראמפ טוען שיש להיערך לאפשרות שישראל תיאלץ ליפלוש לירדן במקרה של ניסיון הפיכה איסלמית שם. הוא אמר זאת במהלך השיחות האחרונות בינו לבין נתניהו שסקר בפניו את המצב הגיאופוליטי. גם טראמפ וגם נתניהו הסכימו ביניהם שאיראן, לאחר שספגה מפלה בסוריה ובלבנון, תשקיע… — יהושוע מאירי-ליכטר (@YehoshuaMeiri) December 15, 2024

وكان المراسل العسكري لموقع "واللا" العبري، أمير بوحبوط، نقل عن أوساط أمنية للاحتلال قولها، إنه "على خلفية الأضرار الجسيمة التي لحقت بحزب الله، وسقوط نظام الأسد، وانسحاب القوات الموالية لإيران من سوريا، لاسيما الحرس الثوري، تشهد الضفة الغربية والحدود مع الأردن محاولات على مدار الساعة من خلال المال والتحريض وتهريب الأسلحة، إلى تعزيز حالات المقاومة الفلسطينية فيها".



وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التحريض الإسرائيلي ضد المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وصل إلى حدّ تحريض الأردن عليها في محاولة لتعزيز تواجده الأمني على الحدود المشتركة، لمنع تهريب المزيد من الأسلحة والوسائل القتالية عبرها، بزعم أن الأغلبية الفلسطينية في المملكة يمكن أن تثور في أي لحظة، خاصة بعد نجاح الثوار السوريين بإسقاط نظام الأسد، ولا أحد يعرف ما إذا كانت الحدود السورية الأردنية ستكون مستقرة أمنيا".

وأشار إلى أنه "منذ سنوات، تحاول تنظيمات الجهاد العالمي التغلغل في قلب الأردن، وتم إيقافها من قبل مجموعة من الأجهزة الاستخباراتية عبر عمليات اعتقال، وتحقيقات واسعة النطاق، وإذا لزم الأمر، شن هجمات على طول الحدود السورية، فيما يحاول الإيرانيون والعناصر السنية استغلال الأجواء التي تشهدها المنطقة لتكثيف أعمال التحريض، خاصة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، من أجل إثارة انتفاضة شعبية".

وزعم أن "ما يحدث في الأردن ومحيطه يشكل مصدر قلق كبير ليس فقط لإسرائيل التي لديها حدود مشتركة طويلة جدا معه، ويعيش قربها ملايين الفلسطينيين، ولكن أيضاً للغرب الذي يدعم المملكة بقوة، ويهتم باستقرارها، لأن تقاطع المصالح، وعدم الاستقرار الإقليمي قد يؤدي إلى تصعيد واسع في أراضي الضفة الغربية وغور الأردن".

مقالات مشابهة

  • الفنان مكسيم خليل يعود إلى وطنه: حلم تحقق بعد 12 عاماً (فيديو)
  • الضرائب: نظام ضريبي متكامل للمشروعات التي لا يتجاوز رقم أعمالها السنوي 15 مليون جنيه
  • رويترز: فريق «ترامب» يخطط لفرض قيود على سيارات كهربائية من الصين
  • فخ ثوسيديدس وخطوط الصين الحمراء مع أميركا ترامب
  • ترامب يبحث مع نتنياهو احتمالية غزو إسرائيلللأردن في حال تغير النظام
  • هل ستنجح منصة الشكاوى المصرفية الجديدة في إصلاح النظام المالي العراقي؟
  • رويترز: فريق ترامب يخطط لفرض قيود على سيارات كهربائية ومكوناتها من الصين
  • ترامب يخطط لعكس سياسات بايدن بشأن السيارات الكهربائية
  • جهاد الأطرش بعد تكريمه من وزير الإعلام: أتمنى ان يعود تلفزيون لبنان لدوره العظيم