رئيس هيئة الأركان الروسية يكشف أسباب انهيار الجيش السوري
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
فصائل المعارضة السورية بحلب (سي إن إن)
في تصريح صادم أثار جدلاً واسعاً في الأوساط العسكرية والسياسية، كشف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، عن أسباب انهيار الجيش السوري أمام الثوار في بداية الصراع.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن غيراسيموف قوله إن الأسباب الرئيسية وراء هذا الانهيار تكمن في عدة عوامل، أبرزها:
اقرأ أيضاً أمريكا تتخذ أول قرار بشأن ميناء الحديدة 18 ديسمبر، 2024 مركز الأرصاد يكشف عن المحافظة اليمنية التي سجلت أدنى درجة حرارة اليوم 18 ديسمبر، 2024نقص التدريب: أشار غيراسيموف إلى أن الجيش السوري لم يتمكن من إجراء التدريبات اللازمة بشكل منتظم، مما أثر سلباً على جاهزيته القتالية.
سوء التخطيط: أكد غيراسيموف أن التخطيط العسكري للجيش السوري كان يعاني من العديد من الثغرات، مما أدى إلى عدم قدرته على التصدي للهجمات المفاجئة التي شنتها فصائل المعارضة.
التدخل الخارجي: لفت المسؤول الروسي إلى أن التدخل الخارجي، لا سيما من الولايات المتحدة وبريطانيا، لعب دوراً حاسماً في دعم المعارضة المسلحة وتقويض استقرار النظام السوري. وأوضح أن محاولات موسكو للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية في إطار عملية أستانا باءت بالفشل بسبب معارضة الدول الغربية.
تحليل:
يعتبر تصريح غيراسيموف بمثابة اعتراف ضمني بفشل السياسة الروسية في دعم نظام بشار الأسد في بداية الصراع. كما يسلط الضوء على الدور السلبي للعقوبات الأمريكية في تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا وتقويض قدرة الدولة على التعافي.
من جهة أخرى، يثير هذا التصريح تساؤلات حول الأسباب التي دفعت روسيا إلى التدخل العسكري المباشر في سوريا عام 2015، وكيف تمكن الجيش السوري من استعادة جزء كبير من الأراضي التي كان قد خسرها سابقاً.
ـ آراء الخبراء:
أكد خبراء عسكريون أن تصريح غيراسيموف يعكس التحديات الكبيرة التي واجهها الجيش السوري في بداية الصراع، والتي كانت نتيجة لتراكم الأخطاء الإستراتيجية والسياسية. كما أشاروا إلى أن التدخل الروسي كان حاسماً في تغيير مسار الحرب لصالح النظام السوري.
ـ خاتمة:
كشف تصريح غيراسيموف عن جوانب جديدة من الأزمة السورية، وألقى الضوء على الأسباب الحقيقية لانهيار الجيش السوري في بداية الصراع. ويعتبر هذا التصريح بمثابة درس تاريخي مهم لفهم تعقيدات الأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة والعالم.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: احمد الشرع بشار الاسد روسيا سوريا قسد كوباني ماهر الاسد فی بدایة الصراع الجیش السوری
إقرأ أيضاً:
سو-57.. تفاصيل صفقة المقاتلة الروسية التي ستمتلكها الجزائر
موسكو- أعلنت الجزائر رسميا أنها ستستلم الجيل الخامس من مقاتلات "سو-57" الحربية الروسية، لتكون بذلك أول دولة أجنبية تحصل على هذا النوع من الطائرات الحربية الروسية المتطورة، وأضافت أن الطيارين الجزائريين موجودون الآن في روسيا للتدرب على قيادتها.
ومن المقرر أن تبدأ عمليات تسليم هذه الطائرات ذات القدرات الشبحية قبل نهاية العام الحالي، وفق تأكيدات رسمية روسية وجزائرية، لكن لم يتم الكشف عن عدد الطائرات المنوي تسليمها وسعرها أيضا، بينما تفيد تقارير عسكرية روسية وغربية أن تكلفة الطائرة الواحدة تبلغ 35 مليون دولار.
ولكن كما هو الحال عادة مع السلع العسكرية، من المرجح أن يكون سعر التصدير أعلى، ومن المتوقع كذلك أن تمول الجزائر جزءا من عملية الشراء من خلال "صفقات مضادة"، إذ تتمتع البلاد بموارد طبيعية قد تكون موضع اهتمام بالنسبة لروسيا.
تصف روسيا "سو-57" بأنها "طائرة معجزة" تملك قدرات تكنولوجية لا مثيل لها، وقال عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنها "أفضل طائرة في العالم".
وفي السنوات الأخيرة، شاركت شركة سوخوي المصنعة لـ"سو-57″ في المعارض الجوية في الصين والهند، بهدف جذب المشترين، وفي أغسطس/آب 2011، تم عرض الطائرة لأول مرة للجمهور في معرض "ماكس" الدولي للطيران، مع ذلك، تم تأجيل الإنتاج التسلسلي إلى منتصف عام 2019، كما سبق أن ساهمت الهند ماليا في تطوير المشروع قبل أن تنسحب منه في عام 2018.
ويشير محلل الشؤون العسكرية يوري كنوتوف إلى أن معظم المعلومات حول طائرة "سو -57" سرية، ولهذا فإن المعروف حاليا هو الخصائص التقريبية.
إعلانووفق رأيه، تعد "سو-57" واحدة من الطائرات الأكثر تقدما في العالم، نظرا لاحتوائها على العديد من الأنظمة الجديدة، بما في ذلك الصواريخ التي تسمح بتدمير الأهداف على مسافة لا يمكن الوصول إليها باستخدام الطائرات الأخرى، الروسية والأجنبية على حد سواء.
ويشرح كنوتوف أن "سو-57" تعتبر أكبر من "إف -22" من ناحية طول الجناحين والهيكل، ولكنها أصغر من طائرة "سو-27" من حيث الوزن، وتنتمي في العموم إلى فئة المقاتلات الثقيلة.
ويتابع بأنها تلبي بشكل كامل جميع متطلبات مقاتلات الجيل الخامس من حيث انخفاض الضوضاء، بسبب المزيج الذي تمتلكه من تقنيات التخفي وأنظمة الحرب الإلكترونية، كما أن لديها سرعة تفوق سرعة الصوت، وقادرة على المناورة مع الأحمال الزائدة العالية، ومجهزة بإلكترونيات متقدمة ومتعددة الوظائف.
علاوة على ذلك، تتمتع الطائرة بالقدرة على التحكم بها عن طريق الذكاء الاصطناعي أو عن طريق المشغل عن بعد، وعلى مسافات كبيرة من القاعدة، دون الحاجة لأن تكون مأهولة، ويعني ذلك إزالة القيود المتعلقة بالجانب الجسدي للطيارين في حالات السرعة والمناورة، وبالتالي ستتوقف الأحمال الزائدة عن لعب دور في تكتيكات القتال.
تعاون تاريخييعود تاريخ التعاون العسكري بين البلدين إلى الحقبة السوفياتية، حيث بدأت الجزائر بعد حصولها على الاستقلال بعملية تشكيل القوات الجوية للجيش الجديد، وحصلت على أولى مقاتلاتها السوفياتية من طراز "ميغ-15" من مصر عام 1962.
وفي الوقت نفسه، تسلمت الجزائر طائرات مروحية متعددة الأغراض من طراز "مي 4" من الاتحاد السوفياتي، حيث تدرب طيارو القوات الجوية الجزائرية الشابة فيه، وفي بعض الدول العربية المجاورة.
وبحلول نهاية الستينيات من القرن الـ20، تم استلام المزيد من مقاتلات "ميغ-21" الحديثة وقاذفات "إيل-28″، وحصلت الجزائر لأول مرة على أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز "إس 75" السوفياتية الحديثة، التي تم استخدامها في ذلك الوقت في فيتنام ضد الطائرات الأميركية.
إعلانتجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت قد جددت أسطولها الجوي ليس فقط بالمعدات الجوية السوفياتية، بل اختارت العروض الأكثر فائدة واشترت طائرات ومروحيات من بلدان مختلفة، فبالإضافة إلى طائرات "ميغ-23" و"ميغ-25″، اشترت الجزائر في أواخر الثمانينيات أحدث قاذفات الخطوط الأمامية من طراز "سو-24 إم" من الاتحاد السوفياتي.
وفي تسعينيات القرن الـ20 والألفينيات، جرت عملية إعادة تسليح حقيقية للطيران الجزائري بطائرات من الجيل الرابع، حيث تم استلام مقاتلات "ميغ-29″ من أوكرانيا وبيلاروسيا، وطائرات إضافية من طراز"سو- 24" وأحدث طائرات "سو-30" من روسيا.
وخلال العقد الأول من القرن الـ21، تم توقيع عقد لتوريد مقاتلات تدريب من طراز "ياك -130" ومقاتلات روسية أخرى متعددة المهام.
يقول الخبير الإستراتيجي رولاند بيجاموف إن "الجزائر شريك تقليدي لروسيا في المجال العسكري والتقني، وهي الدولة الوحيدة من بين شركاء روسيا التي تعتبر الأكثر التزاما في مجال شراء السلاح، خلافا للهند ومصر اللتين قامتا بإلغاء صفقة مشابهة لشراء طائرات "سو -35".
وعلى هذا الأساس، يعتبر المتحدث أن الصفقة لها أبعاد سياسية أيضا، مشيرا إلى أن روسيا كانت تبيع الأسلحة إلى فنلندا، ولكن بعد أن أصبحت هلسنكي ضمن حلف شمال الأطلسي "الناتو" فلن يتم بطبيعة الحال نقل أي شيء إليها بعد الآن.
وحسب ما يوضح للجزيرة نت، تتيح الصفقة للجزائر رفع وزنها الإقليمي، لا سيما على ضوء إعلان المغرب شراء 25 طائرة "إف-16" من الولايات المتحدة، كما أن الإعلان عن الصفقة يقلل من المزاعم بوجود تباينات بين موسكو والجزائر حيال الأوضاع في إقليم أزواد، ودعم روسيا للحكومة المركزية في مالي.
كما يرجح بيجاموف أن يؤدي تصدير طائرات "سو-57" للجزائر إلى توسيع الإنتاج التسلسلي لهذه الطائرة، "وستسمح العائدات ليس فقط بزيادة القدرة الإنتاجية، ولكن أيضا بإجراء أعمال التحديث عليها".
إعلانويضيف أن "العقوبات الغربية والحرب مع أوكرانيا أثرتا على وتيرة تصنيع وتصدير هذه الطائرات إلى حد كبير، على الرغم من أن الطائرة تحظى باهتمام كبير من قبل العملاء الأجانب".