"عندما وصلت إلى المخيم، اعتقدت أنه لا يمكن لأحد العيش فيه، ولكن كان علي التحمل والصبر، إذ لم يكن أمامنا خيار آخر"، هكذا وصف عبدالحكيم شهود معاناة سكان مخيم الركبان، التي سلط تقرير صحيفة تايمز البريطانية الضوء عليها.

ويقع مخيم الركبان في الصحراء السورية الشرقية، وقد عانى سكان المخيم المجاعة والمرض والإهمال والحرمان لـ9 سنوات، وتقطعت بهم السبل بعد أن حاصرتهم قوات نظام البعث المخلوع من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة من جهة أخرى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل ساعدت أوكرانيا المعارضة السورية في إسقاط نظام الأسد؟list 2 of 2كاتب إسرائيلي: تل أبيب أمامها فرصة العمر في سوريا ويجب اغتنامهاend of list

وزادت الأمور سوءا عندما أغلق الأردن حدوده في 2016، خوفا من تدفق اللاجئين السوريين، ووجود 150 ألف سوري في مخيم الزعتري، وفق التقرير.

موقع مخيم الركبان (الجزيرة)

ومع تراجع حدة الحرب في سوريا، خاطرت العائلات تدريجيا بالعودة إلى مدنها المدمرة، بلدة مهين ومدينة تدمر وبلدة القريتين بحمص، بالرغم من الحصار، مما أدى إلى انخفاض عدد سكان الركبان من ذروته التي بلغت 60 ألف نسمة إلى 10 آلاف نسمة بحلول الوقت الذي انهار فيه نظام الأسد هذا الشهر، حسب التقرير.

وفي رحلته الأخيرة إلى دمشق، كتب ريتشارد سبنسر مراسل صحيفة التايمز في الصين -وكان سابقا مراسل الشرق الأوسط- عما وجده من سعادة اللاجئين بالعودة، واختلاط ذلك بمرارة الفقد والدمار.

9 سنوات من حياتهم

وأخبر عبد الحكيم، البالغ من العمر 31 عاما، الصحيفة أنه قضى معظم سنوات شبابه في مخيم الركبان بعد هربه مع أخيه من الحرب في سوريا عام 2015، وانفصل حينها عن عائلته، ليكتشف الآن حال عودته لمهين أن بقية أفراد العائلة استقروا في إدلب.

إعلان

وقابل الرجلان لدى عودتهما إلى مدينتهما "دمارا هائلا" تضمن منزلهم، ولكن مع ذلك، يرى عبدالحكيم وشقيقه فرصة لبداية جديدة في الوطن بعد سنوات من التشرد، حسب التقرير.

وقال الكاتب إن معظم سكان مخيم الركبان ينحدرون من مناطق دمرها القتال بين نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية بين عامي 2014 و2017، وغالبا ما كانت قوات النظام تقصف البلدات نفسها والمدنيين فيها.

وتابع بالإشارة إلى أن النظام السوري لم يسمح في البداية بدخول قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة، باستثناء عدد قليل منها، وتهربت الولايات المتحدة من مسؤوليتها تجاه المخيم، وسيطر الجيش المدعوم من الولايات المتحدة على المنطقة واستخدمها لإنشاء قاعدة عسكرية لمراقبة طرق الإمدادات الإيرانية، مما زاد من تعقيد عملية إيصال المساعدات.

بلدة مؤقتة

تطور الركبان مع الوقت ليصبح بلدة مؤقتة، حسب وصف التقرير، حيث قام السكان بزراعة محاصيل محدودة، مثل الطماطم والخيار، وقال أبو محمد خضر (52 عاما) من القريتين بحمص: "لا يزال هناك أطفال في المخيم لم يروا تفاحة أو برتقالة في حياتهم، أو يروا الحياة خارج المخيم".

وتطرق خدر للظروف المعيشية قائلا: "كانت المنطقة مجرد صحراء، ولكننا نصبنا خيامنا وأقمنا فيها، وعندما هطلت الأمطار، استخدمنا الطين لبناء المزيد من الملاجئ، لعلها تكون أكثر صلابة من الخيم".

أما بخصوص التعليم، فقد أشار التقرير إلى أن سكان المخيم، بدعم من "فرقة الطوارئ السورية"، وهي مجموعة إغاثية أميركية، أنشؤوا مدارس مؤقتة للأطفال.

وقال أحمد سريرة (39 عاما)، وهو متطوع يشرف على المدارس في المخيم، إن التحدي الآن هو إعادة دمج الأطفال، الذين لم يروا في حياتهم طريقا معبدا أو بلدة سليمة، في المجتمع السوري، كما سيتعين عليهم كذلك التعامل مع العيش في حطام بلداتهم السابقة، بعد التحول المفاجئ في حياتهم هذا الشهر.

إعلان

واختتم التقرير بقول خضر: "اعتقدنا بالفعل أننا سنقضي بقية حياتنا في هذه البقعة الصغيرة من الصحراء“، ولكنه استطاع مقابلة والدته لأول مرة منذ 8 سنوات، وظهر في مقطع مصور وهو منحن يقبل قدميها، وأكمل: "كنت مطلوبا من قبل النظام. ولكن الآن، أخيرا، يمكنني العودة إلى المنزل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات مخیم الرکبان

إقرأ أيضاً:

تايمز: العقبات الخمس أمام اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا

نشرت صحيفة تايمز البريطانية تقريرا قالت فيه إن نتائج اجتماع الرياض يوم غد الاثنين لمناقشة وقف إطلاق النار بأوكرانيا ستعتمد على استعداد الجانبين لتقديم تنازلات، لكن مواقفهما ستتضح أكثر خلال هذا الاجتماع.

وحدد الصحفي البريطاني مارك أوربان، في تقريره، 5 عقبات رئيسية قال إنها قد تُحدد نجاح المفاوضات أو فشلها:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: لماذا يتسامح العالم مع فظائع إسرائيل في غزة؟list 2 of 2إعلام إسرائيلي: قريبون من حرب أهلية وسنصل إلى الهاوية بسبب نتنياهوend of list أولا- تفاصيل وقف إطلاق النار

الهدف الرئيسي من المحادثات هو توضيح المواقع، مثل محطات الطاقة ومستودعات النفط، التي ستكون محظورة على الضربات بعيدة المدى.

كما ستتطرق المفاوضات لرغبة روسيا في حماية أسطولها في البحر الأسود وبنيتها التحتية للطاقة، وكذلك مطالبات أوكرانيا بحماية أوسع، بما في ذلك منع روسيا من استئناف العمليات الهجومية.

ثانيا- حلف الناتو والضمانات الأمنية

تُصرّ أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية من حلفائها الغربيين، بما في ذلك إمكانية إنشاء قواعد تدريب عسكري في أوكرانيا، بينما ترفض روسيا نشر قوات غربية. وسيتعين على كلا الجانبين التعامل مع قضايا أمنية حساسة لضمان دفاع أوكرانيا مع معالجة مخاوف روسيا.

ثالثا- التنازل عن الأراضي

ترفض أوكرانيا الاعتراف بسيطرة روسيا على 20% من أراضيها المحتلة حاليًا، قد تتضمن تسوية محتملة الاعتراف بخطوط المواجهة الحالية كحدود فعلية، مع عدم تحديد وضع الأراضي المحتلة بعد. ومع ذلك، يُنذر هذا بتكرار اتفاقيات سابقة فاشلة، ولا تزال أوكرانيا حذرة من طموحات روسيا الإقليمية طويلة الأمد.

إعلان رابعا- حجم جيش أوكرانيا والأسلحة الغربية

تُطالب روسيا بتقليص حجم الجيش الأوكراني ووقف شحنات الأسلحة الغربية، ومع ذلك، يعتمد أمن أوكرانيا المستقبلي على جيش قوي ومُحدّث، ويمكن اعتبار أي قيود مؤشرًا على تخطيط روسيا لغزوات مستقبلية، ومن المرجح أن ترفض أوكرانيا والقادة الأوروبيون هذه المطالب.

خامسا- نوايا روسيا طويلة الأمد

بينما تسعى روسيا إلى هدنة قصيرة الأمد للتعافي من الحرب، تشعر أوكرانيا وحلفاؤها بالقلق إزاء هدف روسيا طويل الأمد المتمثل في إعادة استيعاب أوكرانيا في دائرة نفوذها. والسؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الخسائر الاقتصادية والعسكرية التي تكبدتها روسيا ستجبرها على تخفيف موقفها بشأن استقلال أوكرانيا وأمنها.

وفي نهاية المطاف، تتوقف المفاوضات على ما إذا كانت روسيا مستعدة لقبول سيادة أوكرانيا وأمنها مع تقديم التنازلات، وخاصة فيما يتصل بالحجم العسكري والسلام الإقليمي، أو ما إذا كانت ستواصل طموحاتها التوسعية.

مقالات مشابهة

  • قصف ورشة لتصليح سيارات الإسعاف في مخيم المغازي وسط غزة
  • نيويورك تايمز: لو كانت لدى هيغسيث ذرة شرف لاستقال من منصبه
  • وصية مؤثرة للصحفي حسام شبات قبل استشهاده.. أخيرا وجدت الراحة
  • إسرائيل: لا نريد مواجهة تركيا في سوريا أو بأي مكان
  • فايننشال تايمز: المخاطر محدقة بالسودان رغم انتصارات الجيش
  • الجزيرة ترصد آثار القصف الإسرائيلي على مخيم المغازي في غزة
  • 5 مطارات تتصدر التقرير الشهري عن أداء المطارات الداخلية والدولية
  • 24 مليون دولار تعويضًا عن أضرار غرق سفينة شحن قرب القصير ونيابة البحر الأحمر تتسلم التقرير البيئي
  • تايمز: العقبات الخمس أمام اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • التقرير اليومي للموقف العملياتي.. السبت 22 رمضان