مؤسسات إسرائيلية وظيفتها تهويد القدس والتهام أراضيها
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
القدس المحتلة – يكاد لا يمر شهر واحد في مدينة القدس دون الإعلان عن إقدام الجمعيات الاستيطانية على الاستيلاء على أرض أو عقار يعود لعائلة مقدسية، ومع كل استيلاء جديد ترتفع أعداد المستوطنين الذين يقطنون بقوة الاحتلال في أحياء القدس، خاصة تلك الواقعة داخل البلدة القديمة أو في محيطها، الذي يعتبره الاحتلال "الحوض المقدس".
وكخلية النحل تتضافر جهود عدة مؤسسات وجهات إسرائيلية لتهويد القدس منذ عام 1967، مما جعل عدد المستوطنين يقفز في شرقي المدينة من صفر في ذلك العام إلى 230 ألف مستوطن في يومنا هذا.
خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجي قال للجزيرة نت إن عدد الفلسطينيين في شرقي القدس بلغ نحو 70 ألف نسمة دون أن يكون فيها إسرائيلي واحد حتى الخامس من يونيو/حزيران 1967، وبمجرد هدم حارة المغاربة الملاصقة للمسجد الأقصى وتسويتها بالأرض في العاشر من الشهر ذاته، بدأت عمليات الاستيطان مباشرة وأقيمت مستعمرة التلة الفرنسية المعروفة بـ"رامات أشكول".
مدخل مدينة داود التهويدية في بلدة سلوان والتي أنشأتها جمعية "العاد" الاستيطانية قرب المسجد الأقصى (الجزيرة) 15 مستوطنة بالقدسواليوم وصل عدد المستوطنات في القدس إلى 15، أكبرها "جيلو" و"راموت" و"هار حوما"، وتسعى سلطات الاحتلال -وفقا للتفكجي- لتوسيع حدود بلدية القدس تحت مسمى "القدس الكبرى" من خلال إضافة ثلاث كتل استيطانية هي "جفعات زئيف" ومعاليه أدوميم" و"أفرات".
وتضم هذه الكتل الاستيطانية نحو 150 ألف مستوطن، وفقا لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، التي تشير إلى أن عدد المستوطنين في شطري المدينة الغربي والشرقي يبلغ 770 ألف مستوطن، 540 ألفا منهم في غربي المدينة و230 ألفا في شرقيها المحتل عام 1967.
في كتابه "الاستيطان في مدينة القدس" الذي نشرته وكالة بيت مال القدس عام 2018، أفرد خليل التفكجي فصلا للحديث عن المؤسسات العاملة في تهويد القدس، وورد في هذا الفصل اسم 11 مؤسسة إسرائيلية عملت وما زالت تعمل على التهام مزيد من الأراضي والعقارات بالمدينة المقدسة.
إعلانوفيما يلي تعريف مختصر بها:
جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية
تأسست عام 1978، وللقائمين عليها علاقات متينة مع المكاتب الحكومية الإسرائيلية بما فيها مكتب رئيس الوزراء.
وكانت الجمعية تسيطر حتى عام 2018 على 21 بناية في الأحياء الإسلامية والمسيحية بالبلدة القديمة بالقدس، ويسكن في هذه البنايات 60 عائلة من المستوطنين تضم 300 فرد، يتركز معظمهم في البؤر الاستيطانية المنتشرة بطريق الواد في العتيقة.
ومن أشهر المنازل التي تسيطر عليها عطيرت كوهانيم ما يعرف بمنزل "أرييل شارون" بطريق الواد.
15 مستوطنة كبيرة في مدينة القدس (الجزيرة)جمعية "العاد" الاستيطانية
أنشئت عام 1986 وذاع صيتها بالعمل في بلدة سلوان التي يطلق عليها الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى.
تمكنت من دخول أول عقارين في حي وادي حلوة عام 1991، وأنشأت في الحي ذاته "مدينة داود" الاستيطانية، وباتت تسيطر الآن على عشرات العقارات فيه، وتمكنت من زرع المستوطنين بين منازل المقدسيين بعدة أحياء.
وبالإضافة لنشاطها في الاستيلاء على عقارات الفلسطينيين، تنشط هذه الجمعية في تنظيم جولات ومحاضرات وندوات تمرر من خلالها الرواية التوراتية عن المكان.
"سلطة أراضي إسرائيل"
تدير هذه المؤسسة أراضي "الدولة"، وتتمتع بصلاحيات شاملة فيما يتعلق بشؤون الأراضي، ويشمل ذلك الأراضي التي كانت في السابق ملكا للحكومة الأردنية.
حارس الأملاك اليهودية في القدس
وهي إحدى الدوائر التابعة لوزارة العدل الإسرائيلية، وتدير الأملاك التي يدّعي اليهود أنهم كانوا يملكونها في فترتي الانتداب البريطاني والحكم الأردني.
ويبلغ عدد الملفات التي تديرها هذه الدائرة تحت مسمى "القيّم على الأملاك العامة" 532 ملفا.
حارس أملاك الغائبين
تتبع هذه الدائرة لوزارة المالية، وتدير أملاك الفلسطينيين الذين يقيمون خارج حدود مدينة القدس أو الأملاك التي تعود لدول "اعتدت على الدولة العبرية عام 1948″، وهي لبنان وسوريا وشرق الأردن والعراق والسعودية واليمن ومصر، أو أي جزء من أرض تقع خارج حدود إسرائيل.
وترفض هذه الدائرة الإفصاح عن الأملاك التي تديرها، رغم أن بعض المستوطنين، ومنهم آرييه كينغ نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس الملقب بعرّاب الاستيطان في القدس، قدموا طلبا إلى المحكمة الإسرائيلية العليا للكشف عن بيانات هذه الدائرة.
أرض تم تسجيلها باسم الصندوق القومي اليهودي (الجزيرة)الصندوق القومي اليهودي
كان هذا الصندوق يدير الأراضي التي تم شراؤها من أجل إنشاء المستوطنات اليهودية قبل عام 1948، ويتولى هذا الصندوق إدارة الأملاك في مستعمرتي "نفي يعقوب" و"عطروت" بالقدس.
سلطة تنمية القدس
تعتبر منظمة رسمية تأسست وفق قانون سُنّ عام 1988، وأصبحت الذراع التنفيذية للمشاريع الكبرى في القدس، ومن أبرزها مشروع ترميم السور وأعمال تنمية في بلدتي سلوان وجبل الزيتون، بالإضافة لإقامة تسع حدائق ومتنزهات "وطنية" حول البلدة القديمة، وتحديث البنية التحتية فيها.
صندوق تراث الحائط الغربي "البراق"
تأسس برعاية مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 1988، وتعد هذه المؤسسة مسؤولة عن الخطط الخاصة بمحيط الحائط الغربي للمسجد الأقصى بما في ذلك الأنفاق والحفريات.
شركة تنمية القدس الشرقية
تعمل تحت مظلة وزارة السياحة وبلدية الاحتلال، وتعمل في مجال تطوير المشاريع والبنى التحتية الخاصة بالسياحة في القدس.
ويتركز عملها في منطقة "الحوض المقدس" المحيط بالبلدة القديمة لا سيما في منطقة جبل الزيتون وجبل صهيون ووادي الربابة.
وتسهم هذه الشركة في مخطط تحويل حي البستان ببلدة سلوان إلى حديقة توراتية تحمل اسم "حديقة الملك"، ولإنشائها تستمر جرافات بلدية الاحتلال في هدم منازل الحي وتهجير سكانه.
أكثر من 100 كنيس و70 بؤرة استيطانية بالقدس القديمة (الجزيرة)شركة إعادة بناء وتطوير الحي اليهودي
تعمل تحت رعاية وزارة السياحة والبلدية، وهي الشركة المسؤولة عن صيانة الحي اليهودي ومدينة داود الاستيطانية ببلدة سلوان.
وفي عام 2001 نشرت هذه الشركة خطة ضخمة لبناء مئات المساكن في الحي اليهودي وفي جبل صهيون على مساحة 250 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع) ومشاريع سياحية أخرى قرب جبل صهيون وفي بلدة سلوان وباب الساهرة وباب المغاربة بتكلفة 36.4 مليون دولار، وأعلن حينها أن هدف المشروع الأساسي هو "إعادة وجود يهودي قوي في البلدة القديمة".
صندوق تراث جبل الهيكل
جاء تشكيل هذا الصندوق ردا على القرار الصادر عن منظمة اليونسكو في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بخصوص نفي صلة الشعب اليهودي بالمسجد الأقصى.
وأنشئ الصندوق للاهتمام بالمسجد الأقصى، وتم تخصيص ميزانية بقيمة مليوني شيكل (552 ألف دولار أميركي) سنويا لترويج حملات إعلامية حول ارتباط اليهود بهذا المكان المقدس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مدینة القدس هذه الدائرة فی القدس
إقرأ أيضاً:
مغردون يستنكرون خطة نتنياهو الاستيطانية في الجولان ويطالبون بتحرك دولي
وبحسب تقارير، فإن الخطة الجديدة تتضمن رصد نحو 11 مليون دولار لبناء مستوطنات جديدة في مرتفعات الجولان، بهدف مضاعفة عدد المستوطنين الإسرائيليين بالمنطقة.
وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات له أن "تعزيز الجولان هو تقوية لإسرائيل"، مشددا على مواصلة التمسك به والاستيطان فيه.
وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في سوريا، قال نتنياهو إن إسرائيل لا تهتم بالتدخل في الشؤون السورية، لكنها سترسم سياستها وفقا للواقع الميداني، مشيرا إلى تدمير قدرات سوريا العسكرية خلال الأيام الماضية لضمان عدم توجيه "الأسلحة الخطرة" ضد إسرائيل مجددا.
يشار إلى أن إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان عام 1967 وضمتها رسميا في 1981، في خطوة مخالفة للقانون الدولي، ولم تعترف -بهذه الخطوة الإسرائيلية- أي دولة ولا الأمم المتحدة باستثناء الولايات المتحدة التي أعلن رئيسها السابق دونالد ترامب اعترافه رسميا بالسيادة الإسرائيلية على الجولان في 2019.
تعزيز وجود
وتضم مرتفعات الجولان حاليا 30 مستوطنة إسرائيلية غير نظامية يقطنها أكثر من 30 ألف مستوطن، إضافة إلى نحو 25 ألف مواطن سوري من الطائفة الدرزية.
واستعرضت حلقة 16-12-2024 من برنامج "شبكات" بعض تغريدات نشطاء أجمعوا على أن إسرائيل تسعى بكل السبل إلى تعزيز وجودها في المنطقة، وأن الأمر تجاوز مسألة تأمين الحدود مع سوريا، ودعوا المجتمع الدولي إلى ضرورة اتخاذ قرار دولي ملزم لوقف الأنشطة الاستيطانية.
إعلانوبحسب المغرد محمد الخياري، فإن إسرائيل تسعى بكل السبل إلى تعزيز وجودها في المنطقة، وغرد يقول "منذ احتلالها الجولان السوري عام 1967 تسعى إسرائيل لتعزيز وجودها في المنطقة، والآن محاولة إسرائيلية لفرض واقع جديد"، وأكمل موضحا "الجولان معروف بخصوبة أراضيه للزراعة من غير النفط والغاز".
وفي السياق ذاته، أكد علي الأمير أن الأمر تجاوز مسألة تأمين حدود الكيان الإسرائيلي مع سوريا، وكتب يقول "لم يعد الأمر يقتصر على تأمين حدود الكيان الإسرائيلي مع سوريا، بل تجاوز الأمر إلى احتلال مناطق جديدة والبناء عليها".
من جهته، دعا المغرد وليد إلى ضرورة اتخاذ قرار دولي ملزم لوقف الأنشطة الاستيطانية وغرد "يجب اتخاذ قرار دولي ملزم بوقف الأنشطة الاستيطانية"، موضحا أن "مصادقة الحكومة الإسرائيلية على توسيع مستوطناتها في الجولان السوري تعتبر انتهاكا لوحدة وسيادة الدولة والشعب السوري".
أين الثوار؟
ومن زاوية أخرى، لفت الناشط أحمد إلى أن الآلاف من دروز الجولان المحتل يخوضون مواجهات وصدامات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث قال "منذ 2009 والآلاف من دروز الجولان المحتل في مواجهات وصدامات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد خطة استيطان وتهويد القرى العربية المتبقية".
وفي سياق مختلف، تساءل الناشط مهنا حمد عن سبب صمت الثوار تجاه التوغل الإسرائيلي، وغرد يقول "إذا كان حافظ الأسد وابنه بشار سفاح القرن يحميان حدود الصهاينة لمدة 50 عاما وهذه حقيقة فما بال الثوار أصابهم السكوت والصمت تجاه التوغل الصهيوني؟!".
وفي تعليقه على الهجمات الإسرائيلية على سوريا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "التطورات الأخيرة في سوريا تزيد شدة التهديد رغم الصورة المعتدلة التي يحاول قادة المعارضة إظهارها".
وكانت المقاتلات الإسرائيلية شنت سلسلة غارات على مواقع عسكرية في طرطوس وُصفت بأنها الضربات الأعنف على الإطلاق منذ أكثر من عقد.
إعلانوفي أول رد فعل لها، دعت الحكومة السورية الجديدة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات لإجبار إسرائيل على وقف هجماتها على الأراضي السورية بشكل فوري والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
16/12/2024