ديسمبر الممهورة بالدم والمتوجة بالانتصار في (أبريل 2019) كانت إرادة شعب قدم أفضل ما عنده وأدهش كل العالم بادوات اللاعنف و السلمية في مواجهة واحد من أفظع الانظمة في التاريخ البشري الحديث والذي اباد الملايين من شعبه بالطيران وكل اسلحة الموت.

⭕ وإذ تمر علينا الذكرى الخامسة لهذه الثورة الشعبية نرسل تحية المجد إلى شهداءنا الابرار جميعا في كل شبر من انحاء السودان ونخص بالتحية ايضا شهداءنا الذين سقطوا في الأيام الأولى للثورة بالقضارف (20 ديسمبر 2018) وانتهاءً بشهداء النصر في كسلا (11 ابريل 2019) و إلى المعلم أحمد الخير وهم الذين كتبوا بدماءهم التاريخ نحو أحلام الشعب في "الحرية والعيش الكريم" .



⭕ وبعد خمس سنوات من كل هذه التضحيات لايزال الشعب و طليعته من الشباب والنساء مستمرين في كفاحهم المرير يقاومون واصوات الرصاص تحيط بهم من كل صوب ومعسكرات اللاجئين تنتظر الفارين ، ولكن لاتراجع وليس هناك من طريق سوى "الانتصار بالسلام" و "هزيمة الحرب واطرافها".

⭕ وبهذه المناسبة نجدد موقفنا الثابت برفض الحرب وادانة اطرافها ورفض الاصطفاف مع أي طرف يشارك في القتال وادانة الانتهاكات التي ترتكبها هذه الاطراف والاستمرار في العمل من اجل وقف الحرب والسعي إلى التخفيف من الكارثة الانسانية التي يقاسيها شعبنا العظيم. والامل لم ولن يُفارقنا لحظة ان شعبنا منتصر عاجلاً باذن الله وانتصاره بالسلام وتاسيس الدولة الديمقراطية الفيدرالية التي تحترم كل مواطنيها.

⭕ ونؤكد كذلك أننا نمضي بنجاح في طريق المصالحات والسلام الاجتماعي في الشرق وذلك بالشراكة مع القوى التي تمسكت بالسلام في أصعب الاوقات، وسنواصل الحوار مع بقية القوى ونحن على استعداد لتقديم التنازلات التي تضمن ابعاد الاقليم الشرقي من دائرة الحرب المدمرة والابقاء عليه منطقة آمنة تاوي كل أهل السودان.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار

حرية سلام وعدالة

19 ديسمبر 2024  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قيادات تحالف صمود صناع حرب 15 أبريل 2023

( ١). معلوم ان القوات المسلحة والدعم السريع نفذا الحركة التصحيحية في يوم ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ وتم اقصاء تحالف قحت/ تقدم / صمود من الهيمنة الاحادية على المرحلة الانتقالية ، وفي فقه الثورات عندما تهيمن ايديولوجيا أحادية على المرحلة الانتقالية تنزع لصناعة هندسة سياسية واجتماعية ودستورية تؤدي الى انتاج نظام استبدادي جديد مثل الثورة البلشفية والايرانية لذلك يجب ان تكون المراحل الانتقالية إما حيادية أوتوافقية ،ولا تزج فيها اي قضايا هوياتية او ايديولوجية تنتج شرخا عموديا في بنية المجتمع وقد خاض شواذ تحالف صمود في كل القضايا الهوياتية حتى حقوق المثليين والشواذ ، وانقسم المجتمع السوداني المحافظ وكاد ان يتفكك هوياتيا
(٢)
حتى تكتمل اركان الحركة التصحيحية وتهدأ الهوجة الثورية الكذوبة اعلن الفريق البرهان خروج الجيش والدعم السريع من العملية السياسية وأيدها حميدتي وعززها بتصريحاته الايجابية بالشروع في دمج الدعم السريع وبناء مؤسسة عسكرية مهنية موحدة وقومية، ودعا البرهان وحميدتي القوى السياسية للتوافق على ادارة محددات ومهام المرحلة الانتقالية وهذا الطرح العقلاني كان يقتضي بناء اوتاد الديمقراطية التوافقية على اساسه ولكن ماذا فعل تحالف تقدم / صمود؟؟ أدركت قيادات هذا التحالف انها فقدت السند الجماهيري والالهام الثوري والقبس التربوي ولا مجال للعودة الى الحكم الا عبر البندقية والرافعة الخارجية ولذلك جاءت بمشروع الاتفاق الاطاريء ديسمبر 2022م المصنوع في المعامل الخارجية المعادية للسودان ثم شرعت في حشد التأييد الانتقائي له بدلا من بناء الكتلة التاريخية الحرجة ، فعمقت شروخات الاجتماع السياسي الوطني وتهافتت مرة اخرى لاعادة المكون العسكري في المشهد السياسي ، ولما ادركت قيادات الجيش ان هكذا مبادرة ستعيد انتاج الازمة الثورية نأت عن اقحام الجيش في هذه الشراكة، ثم جددت مناشدتها بضرورة تحقيق الاجماع والتوافق بين كل القوى السياسية ، بل وابدت قيادة الجيش عدم الممانعة على مغادرة كل القيادات السياسية والعسكرية التي تصدرت المشهد السياسي بعد ثورة ديسمبر ٢٠١٩م واحلال قيادات جديدة تحظى بالإجماع الوطني والجماهيري.
(٣)
لكن ماذا فعلت قيادات تقدم / صمود؟ طفقت مهرولة لاستقطاب بندقية قائد الدعم السريع ومنحته ضمن الاتفاق الاطاريء امتيازات سياسية واقتصادية واستقلالية من الدمج في القوات المسلحة لمدة تتراوح بين العشرة الى عشرين عاما ، ثم اعادة تأهيل وتسويق حميدتي اقليميا ودوليا . بينما الأصل في فقه الثورات الديمقراطية تصفية هذه المليشيا قبل مغادرة الثوار ميدان الاعتصام باعتبارها أسوأ مخلفات نظام الانقاذ ومهدد استراتيجي لقضايا البناء الوطني والديمقراطي والسلم المجتمعي
(٤).
لما ادركت قيادة الجيش مخاطر حالة الاستقطاب بين الجيش والدعم السريع وقعت مبدئيا على الاتفاق الاطاريء ولكنها اصرت على ضرورة احتشاد اكبر كتلة توافقية حوله لانهاء حالة السيولة الحادة في الشارع السياسي ولكن ماذا صنعت قيادات تحالف صمود؟؟ وصفت تداع القوى السياسية للتوافق والتوقيع على الاتفاق الاطاري بالاغراق السياسي ووقعت في المحظور وهو بث الشعارات المؤججة للفتنة بين الجيش والدعم السريع من شاكلة يالانفاق الاطاري او الحرب ، الدعم السريع نواة الجيش السوداني الجديد، الدعم السريع يحظى حاضنة مجتمعية وعلاقات اقليمية ودولية تكفل له مشروعية التنظيم والممارسة السياسية.
ازاء حالة الاستقطاب الحاد تداعى المشهد السياسي الوطني الى فسطاطين الاول الجيش وشرفاء القوى السياسية والمجتمع ، والثاني تحالف قحت/ صمود والدعم السريع والتحالف الاقليمي والدولي الشرير .

ولكن ماهي الادوات والروافع التي حددها الطرفان لانفاذ رؤيتهم حول الازمة السياسية ؟ تبنى الجيش السوداني وحلفاءه استراتيجة الحوار والتوافق وقد خفض الجيش يوم الخميس درجة الاستعداد الى ٣٠٪، بعد تأكيد الخائن المجرم حميدتي عدم الصدام مع الجيش ، بل وجه الفريق البرهان بتشكيل لجنة تحقيق في حادثة الاشتباك الاول في المدينة الرياضية قبل الهجوم الشامل للمليشيا المجرمة على مركز القيادة والوحدات العسكرية.

بالمقابل لم يرفع تحالف قحت / صمود عديم الشرف الثوري شعار يالاطاري او اللجوء للثورة الجماهيرية التصحيحية لانه فقد ثقة الحاضنة الثورية ويريدها سلطة استبدادية مدنية تحرسها بندقية حميدتي واموال المجرم محمد بن زايد لذلك رفع شعار يالاطاري او الحرب ، وهم اضعف واخزى واقل عددا كما وصف عمرو بن سالم الخزاعي حال قريش عندما اعانت سرا حليفتها قبيلة بكر بالعتاد والرجال على قبيلة خزاعة حليفة المسلمين.
(٥)
قد تدعي قيادات تحالف صمود انهم رفعوا هذا الشعار للتحذير من وقوع الحرب، ولكن واجب القوى السياسية المدنية عقلنة ومدننة العمل السياسي لا التلويح بالحرب والعنف، وقد تدعي قيادات صمود ان قيادة الدعم السريع شنت الحرب بمعزل عنها ودون موافقتها ولكن هل نفضت قيادات صمود يدها عن التحالف مع حميدتي واعلنت تأييدها للجيش والشعب في الحرب الوجودية للدولة السودانية ؟؟ وليس يصح في الافهام شيئا اذا احتاج النهار الى دليل وتماهى قيادات صمود مع المليشيا المجرمة يدركه راعي الضأن في الخلاء. بل ما كان لحميدتي ان يتجرأ على شن الحرب ضد الجيش والمجتمع والدولة دون مباركة قيادات صمود
لذلك فان سردية تحالف صمود عن الحياد في الحرب الحالية تستبطن التحالف الاستراتيجي مع مليشيا الدعم السريع فهي ترفع شعار لا للحرب نفاقا لانقاذ حليفها من التحطيم العسكري واعادته للمشهد السياسي عبر صفقة اتفاق سياسي للاستقواء به والتحكم والهيمنة من جديد على المرحلة الانتقالية ، ومرحلة الانتخابات ،وهذا اخطر سيناريو لنهاية الحرب لانه يعطي هذا التحالف الشرير فرصة استراحة محارب لاستئناف حرب اشد ضراوة ضد الجيش والشعب والهدف الاستراتيجي ابتلاع الدولة السودانية عبر التحالف الكومبرادوري وكلاء الاستعمار مليشيا آل دقلو وتحالف صمود

لذلك فان المعركة الحالية اشبه بالمباراة الصفرية في نظريات المباريات في الإحصاء الإداري والتي تقول ان ما يكسبه الفريق الأول هو خسارة للفريق الثاني

لذلك يجب ان تنتهي هذه المعركة بتحطيم مليشيا ال دقلو الارهابية عسكريا وسياسيا واقتصاديا وعدم القابلية لتدويرها وانتاجها من جديد وذلك لصيانة الوحدة الوطنية من التفكك، ومنع التدحرج في اتون الحرب الاهلية ، ولانقاذ المشروع الوطني الديمقراطي من الاختطاف والاستلاب الخارجي

عثمان جلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ديسمبر أتت بأكبر مجموعة من الخونة والعملاء ليحكموا السودان على رأسهم عبدالله حمدوك
  • أبناء الجالية السودانية: الإمارات الداعم الأكبر لبلادنا.. وأمنها خط أحمر
  • تصريحات البرهان حول «اللساتك» تثير غضب ثوار ديسمبر في السودان
  • ثورة ديسمبر أصبحت محطة أولية في مسار قطار حرب 15 أبريل
  • جبريل إبراهيم: شرُفت بتمثيل السودان في منتدى الأمن العالمي في الدوحة
  • المجد فقط لشهداء ديسمبر في الأعالي يا برهان
  • الخدمة المدنية تعلن الخميس القادم اجازة رسمية بمناسبة عيد العمال العالمي
  • قيادات تحالف صمود صناع حرب 15 أبريل 2023
  • الحزب الشيوعي يجري حراكا سياسيا لتشكيل تحالف انتخابي لمواجهة قوى القتل والسرقات والطائفية
  • 100 يوم على عودة ترامب.. هل حقق وعوده بالسلام؟